من مِنكم جرّبها؟... سؤالٌ طرحه أستاذ اللغة الانكليزية، الدكتور رامي. م. على 40 طالباً، في حصّة أرادها مميّزة من حيث المضمون، "يُدردش" خلالها معهم، ويَتناول المادّة بطريقة عمليّة. سؤالٌ واحدٌ كان كفيلاً، بإذهال الدكتور... فالاصابع التي رُفعت على عددهم الـ 40، استثنت منهم ٧ طلاب فقط، والسؤال كان محدّداً عن تجربة المخدرات!  

"لم أتوقع، أن يُرفع أي إصبع... العدد أحزنني وصَدمني فعلاً، فمجموعة الطلّاب الـ 40 تمثّل فئة جيل الشباب، لا بل هي مرآة للجيل الجديد!   الاعلامي الامني في الـmtv رياض طوق، كَشف في حديث لموقعنا، أن مكتب مكافحة المخدرات التابع للشرطة القضائية، أَلقى قبل سنتين ونصف السنة القبض على شبكة تضمّ أكثر من 20 طالباً، في حَرم جامعة عريقة في بيروت، تتراوح أعمارهم بين 19 و22 عاماً، من بينهم طلابٌ من عائلات معروفة وميسورة، اثنان منهم كانا يقومان بالترويج، وقد أُلقي القبض على أحدهما بالجرم المشهود. وأضاف طوق: "في محاولة منّي لاكتشاف دوافع طالب جامعي من عائلة معروفة ومقتدرة للقيام بهذه الاعمال وتعريض نفسه للملاحقة القانونية والسجن، استنتجت انه كان يقوم بذلك بسبب كثرة الطلب في صفوف طلاب الجامعات ما يتيح الربح السريع".

  وفي السياق نفسه، أفصح طوق عن اسم نبتة جديدة تغزو صفوف شبابنا، اسمها "سالفيا" (SALVIA)، وتدخَّن مثل "الماريجوانا" و"حشيشة الكيف"، لكنها لا تزرع في لبنان، وهي مُستوردة من المكسيك بشكل خاص، وتؤدي الى حالات من الهَلوسة والانفصال عن الواقع.   طوق يحذّر انطلاقاً من كَونه يرى بأمّ عينه كيف تحطّم المُخدرات شبابنا يوماً بعد يومٍ، إضافةً الى أنّ الاهل يُهملون أولادهم ولا يتدخلون في تفاصيل حياتهم، تحت عنوان "التربية الحديثة"... ويدعو الوالدين الى التدقيق بسُلوكيات أولادهم، وإجراء فحوص من خلال المختبرات أو آلة تباع في الصيدليات.

  من جهتها، تشدّد نائبة رئيس جمعية "حياة حرّة بلا تدخين" رانيا بارود على أهميّة التّوعية في المدارس، "لأنها المكان الاهمّ في سن المراهقة، وفيها يتعرّض التلاميذ لشتّى أنواع الاغراءات، وبالتالي يتأثّرون بكل ما هو جديد، كآفة التدخين على سبيل المثال"، مشيرةً إلى "نسبة المدّخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 سنة وصلت الى 60 في المئة". وتلفت إلى ان "آفة التدخين التي تبدأ في غالبية الاحيان في سنّ المراهقة، ترافق صاحبها الى مقاعد الجامعة، لتتحوّل الى إدمان يوصل الى المخدرات أحياناً، فتلك الفئة من الشباب هي عرضة أكثر من غيرها للغوص في عالم المخدرات". وفي هذا الاطار، روت بارود أن أحد طلاّبها الذي يعاني من مشكلة صحيّة، كاد يفقد حياته بسبب أحد "زملائه" الذي قدّم له سيجارة تبيّن لاحقاً أنّها تحتوي على "حشيشة"، وكادت تقتله لولا تدخّل العناية الالهيّة.  

وتطرّقت بارود الى آفة النرجيلة الرائجة لدى معظم الشباب، قائلة: "هناك مطاعم في لبنان تقدّم النرجيلة وسعرها 200 ألف ليرة، فعلى ماذا تحتوي؟". وختمت: "مطاعم عدّة في لبنان "تقطّع" المخدرات في النرجيلة، وبنظري المشكلة الكبرى هي توافر المخدرات، ما يغري الفئات الشبابية الطريّة، ويفتك بها، خصوصاً من كان ينتمي إلى عائلات مفككة"...   من جهته، يؤكد الطالب روجيه (19 عاماً) الذي يدخّن منذ 3 سنوات، ان جميع زملائه في الجامعة من المدخنين، فالطالب الذي لا يدخّن في الجامعة يُنظر إليه على أنه غريب أو من عالم آخر... يقول: "تشعرني بالراحة وبالمجد، خصوصا سيجارة "الحشيشة". أهرب إليها من مشكلاتي. تنقلني الى عالم آخر خال من المتاعب، أدرك الخطر التي تسبّبه على صحتي، لكني لا أزال شاباً، ولا يهمني بعد 20 سنة ماذا سيحلّ بي، الاهم انني سعيد اليوم بفضلها"...

  لم تعد مشكلة المخدّرات تخصّ الآخرين، نراها في الأفلام فقط، ولا تطاول مجتمعنا إلا نادراً... العولمة حملتها إلينا، وصارت آفة هنا بين ظهرانينا. ما العمل؟ أين الخطة الشاملة لمكافحتها، وهي خطة لا تستقيم ولا تثمر إلا إذا تعاضدت فيها الدولة والمجتمع الأهلي؟ العمل يجب أن يبدأ فوراً قبل أن تستفحل المشكلة ويفوت الأوان...

MTV