بين القضاء والقدر والإفتعال المقصود لا تزال قضية تعرّض الطالب منير سمنة (18 عاماً) في مدرسة جورج صراف المختلطة في منطقة أبي سمراء بطرابلس، لضربة حادة على رأسه بواسطة جرس حديدي من قبل الناظر زين الديب، لا تزال غير واضحة. فمن جهة الطالب منير أن هذه الضربة ليست قضاء وقدر كما يؤكد في حديث مع موقع "التحرّي"، ولكن الناظر (بحسب منير) يؤكد أن الجرس فلت من يده ووقع على رأس منير، إلا أن بعض 4 أيام من السجالات ورفع دعوى بحق الناظر داخل مخفر أبي سمراء، توصل أهل الشاب من جهة والناظر من جهة أخرى إلى تسوية مصالحة تفضي إلى تنازل منير عن حقه وعدم المضي في الشكوى.  

        وبحسب منير كمنا قال لموقع "التحرّي" أنه "عندما قُرع الجرس للالتحاق بالصفوف، كنا حوالى السبعة عشر  شاباً  لم نمتثل لذلك، فاتى الأستاذ (ديب) وقال لنا "يلا"، لم نقم وبقينا جالسين، التفت لأقول لرفيقي قم فتفاجأت بالجرس يضرب رأسي".     وأشار سمنة إلى أنَّ "الضربة كانت قوية لدرجة أنَّ الجرس طار إلى خارج المدرسة والاكيد أنَّ الضربة ليست عن طريق الخطأ".  

   ولدى السؤال عن كيفية إسقاط حقه رغم يقينه بأن الضربة ليست قضاء وقدر، أشار منير إلى أنه "أقدم على ذلك كونه لا يريد الإفتراء على الناظر، ولأن الأخير أقسم أنه لم يقصد ضربه بل أتت بالصدفة، وهذا السبب الوحيد الذي دفعه لإسقاط حقه، وليس كما لمح البعض على مواقع التواصل الإجتماعي بأنه تنازل عن حقه نتيجة تسوية مادية عرضها الناظر أو مدير المدرسة على منير وأهله".  

   من جهتنا إتصلنا بمدير المدرسة محي الدين الحداد للإطلاع على كيفية حدوث الواقعة، والتدابير التي إتخذتها المدرسة بحق الناظر، لا سيما أن فرضية القضاء والقدر لم يصدقها العديد منهم طلاب المدرسة، إلا أن ردّ الحداد كان نكران معرفته في القصة، و حين حاولنا إستيضاح معلومات أكثر أو معرفة إذا الإدارة ستتخذ إجراءات بحق الناظر، سارع إلى إقفال الخط بوجهنا بكل بساطة.

          بغض النظر عن إسقاط منير حقه الشخصي أو لا، ومهما كانت الظروف التي دفعته لذلك، إلا ان هناك حق عام وهناك تحقيق من قبل وزارة التربية يجب أن لا يسقطا، فهذه ليست المرة الأولى التي تقع  فيها حوادث مماثلة ، وتحديداً في طرابلس وأقضية الشمال، وكل فترة نسمع عن هذه التجاوزات من قبل مدراء المدارس وخاصة الرسمية منها، فقبل دفن الموضوع يجب متابعته من قبل المعنيين كي لا تتكرر الحادثة مرة أخرى، ويمكن أن يكون الناظر بريء ولكن لا أحدا حقق بالموضوع لمعرفة إذا كان بريء ام لا، أقله تقرير طبيب شرعي يثبت ذلك.      

    مدرس يتعرض للضرب والتعنيف من قبل أهل تلميذ في عكار           وفي هذا السياق تعرّض زياد عبيد الأستاذ في مدرسة "ببنين" الرسمية إلى حادثة عنف أدت إلى كسر أنفه  وضلوعه منذ يومين،  ويمكث حالياً داخل مشفى البلدة حيث سيبقى حتى إسبوعين مقبلين، وفي تفاصيل الحادثة حسب ما أخبرتنا إحدى المدرسات والناشطات في حقوق الأساتذة بالشمال، أن زياد كان يشرح درساً فيما  كان أحد الأولاد يلهو ويثرثر ولم يزعن لطلب أستاذه بالتوقف عن ذلك، حتى فاض الصبر وأخرجه من الصف كعقاب بسيط له، إلا ان هذا الطالب هدد زياد بأنه سيحضر أهله ليقنوه درساً لن ينساه، وهذا ما حصل حين أحضر الطالب أهله بعد الظهر مع مجموعة من الأقارب وأبرحوا الأستاذ ضرباً أدخله المشفى في حالة كانت خطيرة وإستقر وضعه الصحي لاحقاً.  

  وبهذا الخصوص أشارت المدرّسة إلى أن مجموعة من رابطة الأساتذة والمعلمين في الشمال ستتلقي بعد إسبوع وزير التربية الياس بو صعب لمتابعة الموضوع بحزم، خاصة أن الوزير أصدر منذ فترة ما يعرف بالـ"خط الساخن" للطالب الذي يتعرض لإهانة أو عنف في المدرسة، ولكن بحسب الأستاذة فإن هذا الخط أصبح بمثابة تسلية لبعض الطلاب وكلما وجه أستاذ ملاحظة لطالب يتصل عليه بحجة أنه تعرض للضرب والعنف. لذا سيتم معالجة الموضوع كي لا يُظلم لا الطالب ولا حتى الأستاذ.

التحري