قضت التفجيرات الإرهابية التي تجتاح دول العالم، على آخر ما تبقى من أملٍ لانتعاش القطاع السياحي، فتراجعت الرحلات من وإلى لبنان بمستويات قياسيّة جديدة.زادت الهجمات الارهابية التي طاولت أخيراً أوروبا ولبنان وشرم الشيخ، من العوامل السلبية التي كانت تؤثر على تراجع الحركة السياحية، كالعامل الامني والاقتصادي، ليتفوّق عليها اليوم، العامل النفسي الذي جعل الميسورين يُحجمون حتّى عن السفر، خلال فترة الأعياد.     في هذا الاطار، كشف نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود أن القطاع السياحي، خصوصا قطاع مكاتب السفر والسياحة لم يمرّ يوماً بالظروف السيئة التي يمرّ بها حالياً.     وقال لـ«الجمهورية» ان نسبة التراجع في فترة الاعياد التي تبدأ في 15 تشرين الثاني، هي الأسوأ منذ 4 سنوات، بعد الاحداث التي أصابت باريس، والتي أدّت الى إلغاء 33 في المئة من الحجوزات، المتعلّقة إن بالأفراد، المجموعات، او رجال الاعمال. وأكد عبود ان وكالات السياحة والسفر لم تشعر بتداعيات الاحداث الدائرة في المنطقة منذ 4 سنوات، إلا هذا الشهر حيث الجمود سيّد الموقف.     وأشار عبود الى انه لم تتم اضافة رحلات هذا العام خلال فترة الأعياد، على غرار ما كان يحصل في الاعوام السابقة، «وقد بقي عدد الرحلات الى لبنان نفسه عند 85 طائرة يوميّاً، في حين ان قدرة الاستيعاب لم تبلغ حدودها القصوى، وهناك مقاعد شاغرة على متن الرحلات.     ورأى ان تراجع الطلب على السفر، جاء حتّى من قبل اللبنانيين المغتربين الذين أحجموا هذا العيد عن زيارة لبنان. واكد ان السياحة الواردة (inbound) ما زالت معدومة، من ناحية السياح الخليجيين، وتقتصر فقط على السياح الاردنيين، العراقيين، والمصريين.     ولفت عبود في هذا السياق، الى ان عدد السياح الاردنيين تراجع هذا العام بأكثر من النصف، حيث زار لبنان في تشرين الثاني من العام 2014، حوالي 9 آلاف أردنيّ، مقابل 4 آلاف فقط في تشرين الثاني من العام 2015.     وقال ان وضع الفنادق في لبنان، عاطل جدا حيث لم تتعدّ نسبة الإشغال فيها 60 في المئة في فترة الاعياد، وعلى مدى يومين فقط، في حين ان هذه النسبة كانت تبلغ 95 في المئة على مدى 10 أيام، خلال الاعوام السابقة.         وبالنسبة لوجهة اللبنانيين خلال فترة الاعياد، أشار عبود الى ان الرحلات المغادرة (outbound)، تراجعت بشكل مخيف، «إذ ان عدد طائرات الـcharter الى شرم الشيخ، تراجع من 15 طائرة في فترة الاعياد في العام الماضي الى 5 طائرات هذا العام، «علماً ان أسعار الفنادق في شرم الشيخ عند مستويات متدنية لم نشهدها من قبل».     وعزا السبب الى الاوضاع الامنية المترديّة في شرم الشيخ، والى الاوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان اضافة الى العامل النفسي والإحباط الذي يسيطر على اللبنانيين     بالنسبة للوجهات الاوروبية، قال عبود ان شركات الطيران عمدت الى خفض أسعارها، وهي خطوة لا تحصل عادة في فترات الاعياد، «وهذا مؤشر كافٍ على تراجع المبيعات».     وعمّا اذا كان استبدال اللبنانيين للسياحة الخارجية بالمحليّة يحرّك الاسواق داخليّاً، اعتبر عبود ان هناك طبقة معيّنة هي التي تحرّك الاسواق في مناطق معيّنة أيضا، ولا تتأثر بالظروف، «لذلك لا تهلّلوا إذا ما رأيتم المطاعم ممتلئة خلال فترة الاعياد».     أضاف: من المؤكد ان استهلاك الطبقة المتوسطة والطبقة ما دون المتوسطة أصبح معدوماً.