ينتظر اللبنانيون بمسؤوليهم، إطلالة رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية التلفزيونية مساء اليوم الخميس، والتي ستكون على قاعدة استعادة ثقة "8 آذار" بعدما حصل على تأييد الرئيس سعد الحريري، وهو سيخاطب تحديداً "حزب الله" ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون من موقع الحفاظ على الخط الإستراتيجي، وذلك وفق ما أفادت أوساط مواكبة للإستحقاق الرئاسي صحيفة "النهار".

 

لكن مصادر أخرى معنيّة بجهات التسوية بين الحريري وفرنجية، توقعت للصحيفة أن يعلن فرنجية ترشحه لرئاسة الجمهورية، بما سيترك دلالات مهمة من حيث مضي هذه التسوية أولاً، وكذلك من حيث الرسالة التي سيتركها ترشيح فرنجيه بنفسه وليس عبر الحريري كما كان تردّد سابقاً على نطاق واسع".

ورقة ترشيح فرنجية تبقى الأقوى؟

واعتبرت أوساط سياسية عبر صحيفة "الراي" الكويتية، أنّ "عدم انتخاب رئيس للجمهورية لا يعني بأيّ حال سقوط ورقة ترشيح فرنجية التي تبقى الأقوى والأكثر قابلية للحياة حين تدقّ ساعة الإستحقاق على توقيت حزب الله"، لافتةً إلى أنّ "التوازن السلبي الذي ساد البلاد منذ 25 أيار 2014 كرّس معادلة ان لا إمكان للقفز وفق الموازين الداخلية فوق ممانعة الحزب انتخاب رئيس من خارج فريق 8 آذار".

وأشارت الأوساط إلى أنّه "بعد إعطاء الحريري نفسه إشارات أكّدت عدم تراجُعه عن خيار فرنجية، فإنّ الأخير سيتولى في إطلالته التلفزيونية اليوم تأكيد عدم انسحابه من السباق الرئاسي على أن يسير بين النقاط لجهة تفادي إعلان ترشيحٍ قد يحرق المراكب في علاقته مع حليفه - الخصم المرشح الأوّل في فريق 8 آذار أيّ رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون".

تجاذب الآراء حول الرئاسة برعاية بكركي

 

وذكرت الصحيفة عينها، أنّ "رأيين يتجاذبان الإتصالات الدائرة على أكثر من صعيد وطبعاً في رعاية بكركي، الأوّل أن يقتصر لقاء يعقد في بكركي على القادة الأربعة أيّ أمين الجميّل وميشال عون وسمير جعجع وسليمان فرنجية، والآخر أن يتوسع ليضمّ شخصيات أخرى ذات حيثية خشية ألّا يتوصل الأقطاب إلى نتيجة والعودة إلى النقطة الصفر مع ما يؤدي ذلك إلى تسعير الخلافات والقفز في المجهول".

إشارات دولية وإقليمية شجعت الحريري على دعم فرنجية

ويقول وزير مخضرم وبارز يواكب المشاورات السياسية التي انطلقت وجاءت بفعل المبادرة الرئاسية ودعم فرنجية، إنّه يخالف أصحاب الرأي القائل إنّ هذه المبادرة الى انحسار، ويؤكّد أنّها مازالت قائمة أكثر من أيّ وقت مضى.

ويضيف الوزير لـ"الحياة" إنّ "الحريري لم يطلق مبادرته في الهواء من دون أن يتوافر لها أوسع احتضان دولي وإقليمي، لأن البلد لم يعد يحتمل استمرار الشغور الذي يُخشى من أن يحمل معه مجموعة من الأخطار من شأنها أن تهدد الاستقرار العام، وتدفع به الى مزيد من الأزمات الاقتصادية والمالية". ويؤكّد الوزير نفسه الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنّ "الحاضنة الدولية والإقليمية لملء الشغور الرئاسي جاءت نتيجة شعور عارم للمجتمع الدولي بضرورة ترحيل لبنان من طاولة المفاوضات التي يفترض أن تشمل الأزمات والحروب التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط"، ويؤكّد أنّ "هذا البلد في حاجة ماسة لأن يلتقط أنفاسه على المستويات كافة، وأنّ هناك صعوبة في مساعدته ما لم يصر إلى تحييده عن الصراعات الدائرة في المنطقة".

جعجع على موقفه الرافض

لم يبدل حزب "القوات اللبنانية" من موقفع حيال مبادرة الحريري، وقد ذكرت صحيفة "الأخبار" أنّ "استقبال رئيس القوات سمير جعجع لمستشاري الحريري، هاني حمود ونادر الحريري، أتى نتيجة للاإتصال الهاتفي بين الحريري وجعجع". وأكّدت مصادر "المستقبل" للصحيفة أنّ "اللقاء لم يؤدِّ إلى تبديل رأي أيٍّ من الجانبين بالمبادرة الرئاسية. وأكّد جعجع مجدداً رفضه لمبادرة الحريري، فيما قال الحريري وحمود إنّ الوضع في لبنان لم يعد يحتمل الفراغ والتعطيل، ولابدّ من مبادرة تكسر هذا الجمود، وعبّرا عن التخوف من أن يؤدي الفراغ إلى انفلات يصل إلى المستوى الأمني".

لهذه الأسباب زار نادر الحريري معراب؟

وذكرت "الجمهورية" أنّ "زيارة نادر الحريري وهاني حمود إلى معراب أتت ضمن الإتفاق مع فرنجية، والقاضي بأن يعمل كلّ منهما على ترتيب بيته لمعرفة الإتجاهات النهائية لمواقف المكوّنات قبل إطلالته المسائية ليتمكن من تكوين نظرة شاملة وأوّلية عن التموضعات السياسية من ترشيحه.

وقد حصل المستقبل على موقف "القوات" الرافض للمبادرة ربطاً بالمعايير السياسية لا الشخصية، وفي ظلّ تشديد جعجع على أن تكون المقاربة إنطلاقاً من رؤية سياسية تشكّل وحدها الضمانة لمروحة من الثوابت المتصلة بدور لبنان وقوة الدولة.

وإذا صحّت المعلومات بأنّ فرنجية سيعلن عن مضيّه في المعركة الرئاسية، فإنّه لا بدّ من طرح تساؤلات عدة، وأهمّها: هل فرنجية بوارد الاستمرار في ترشيحه لو كان موقف "حزب الله" حاسماً ونهائياً بإقفال الأبواب أمامه؟

وألا يعني استمراره وجود ضوء أصفر من الحزب يتطلّب مزيداً من الوقت ليتحوّل إلى أخضر؟ وما صحّة ما تَردّد عن المستقبل بأنّ الحزب ماضٍ في التسوية، ولكنّه بحاجة إلى الوقت لإقناع عون؟ وما صحّة أيضاً أنّ موقف الحزب الرافض هو مجرّد رفض تَكتي لانتزاع وتحصيل المزيد من المكاسب في التسوية العتيدة".

ونقلت "النهار" عن مصادر واسعة الإطلاع أنّ "حصيلة المحادثات بين كتلة المستقبل وكتلة القوات اللبنانية أمس حول رئاسة الجمهورية كانت الإصرار على إبقاء الحلف والحفاظ على 14 آذار مهما حصل في ملف الرئاسة".

السفراء إلى بلادهم

وأفادت أوساط وزارية صحيفة "النهار" أنّ "عدداً من سفراء الدول الكبرى، في مقدمهم القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز، يعتزمون تمضية عطلة الأعياد في بلادهم إلى ما بعد رأس السنة، ما يشير إلى أنّ محركات الإتصالات لديهم قد أطفئت وأنّ الإستحقاق الرئاسي بالنسبة اليهم قد رحّل الى مطلع السنة الجديدة".

 

المصدر: وكالات