دعا رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل كل مرشح للرئاسة أن "يقدم مشروعه، واذا راينا ان مشروعه يلتقي مع مشروعنا فاهلا به"، مشددا على أن "لا احد يستطيع أن يجبر "الكتائب" على أن تمشي ضد قناعاتها".  

  وفي كلمة له خلال حفل قسم يمين للمنتسبين الجدد لحزب "الكتائب"، شدد على أن "هذا الحزب اعطى للبنان اكثر من اي حزب اخر"، متوجها الى المنتسبين الجدد بالقول: "انتم لم تختاروا الطريق السهل بل الطريق الاصعب، اخترتم الحزب الذي يطلب التضحية، والحزب الذي من خلاله تدافعون عن هذا البلد ومستقبلكم".  

  ولفت الى أنه "بزمن كل الناس تستصعب الانتماء الى الاحزاب انتم تقولون لا يمكن الا للاحزاب أن تطور البلد، ونحن نحافظ على العمل الحزبي النبيل. حزبنا لديه مشروع ويعمل لمصلحة لبنان وليس على حساب لبنان"، مؤكدا للمنتسبين بأنهم "مستقبل لبنان لان القسم الذي قسمتموه اليوم هو فعل ايمان بمشروع ورؤية الكتائب، الكتائب ليست هدف حياتنا بل وسيلة واداة لتحقيق حلمنا للبنان".  

  وأشار الى أن "حلمنا للبنان يختصر بالمناضلة من اجل دولة قانون، دولة سيدة اي لا سلاح خارج اطار الدولة اللبنانية، دولة لديها جيش وقوى أمنية قوية تحمي لبنان، دولة حيادية تحمي نفسها من صراعات الاخرين ولا تجر نفسها الى مأساة الاخرين. دولة الحكم الصالح، وهو عندما يكون المسؤولين لديهم رؤية واستقامة بالتعاطي السياسي، دولة لامركزية للتخلص من الفساد والواسطة، دولة تهتم بالناس، دولة تعددية تحترم التنوع وتحميه"، مشددا على أن "حلمنا ببناء دولة متطورة حديثة ان نحصل على حقوقنا ونعيش بإطمئنان على الصعيد الامني والاجتماعي، ان نعيش بكرامة".  

  ورأى الجميل أن "هذه الحياة التي نحلم بها تصطدم بنظام سياسي فاشل ادى الى حرب اهلية وانقسام الشعب وتعطيل المؤسسات وان نعيش دون رئيس ودون حكومة ودون مجلس نيابي"، معربا عن اسفه لأنه "حتى اليوم اذا انتخبنا رئيس للجمهورية، ستمر سنة دون تشكيل حكومة، وسنة اخرى لاقرار قانون انتخابي، ثم يفتح نقاش التمديد، وبعد 6 سنوات سنسأل اذا سنجدد للرئيس".  

  وأكد أنه "حان الوقت للاعتراف ان نظامنا السياسي هو المشكلة، والتطلع للمستقبل عبر تطوير نظامنا السياسي"، معتبرا أن "الامر الاخر الذي يمنع بناء الدولة التي نريد، هو السلاح، فالبعض يعتبر ان المشكلة شخصية، ولكن الحقيقة هي أننا عشنا المقاومة وعشنا هذا الشعور ولكن كان دائما الهدف ان يكون لدينا دولة قوية، ولذلك سلمنا سلاحنا للدولة".  

  وشدد الجميل على أن "لا دولة بالعالم تبنى بوجود سلاح خارج اطار السلطة الشرعية، هدفنا هو الوصول الى حل مع "حزب الله" لاقناعه بالعودة الى الدولة والدفاع سويا عن الدولة بوجه الارهاب"، مشيرا الى أن "هذه المواجهة يجب ان نقوم بها سويا، كل ما نطلبه ان نقاوم تحت رعاية الدولة ومن خلال الجيش والتضامن معا".  

  واعتبر أن "العائق الثالث امام بناء الدولة هو طريقة تعاطي السياسيين مع اللبنانين، فالاداء السياسي يرتكز على المصالح الشخصية ولو على حساب لبنان واللبنانيين"، داعيا الى أن "تكون الحياة السياسية مجردة عن الحياة الشخصية". ولفت الجميل الى أن "جزء كبير من السياسيين والاحزاب يأخذون أوامرهم من الخارج ونحن ننتظر اتفاق الخارج للتنفيذ بالداخل، هذه قلة احترام لسياسيينا الذين يرهنون قرارهم بالخارج ويتركون لبنان دون مؤسسات والاقتصاد يتدهور كل ذلك بانتظار كلمة سر ولانهم باعوا انفسهم للخارج"، مشددا على "اننا حزب لبناني، ولاؤنا وارتباطنا وخدمتنا هي للشعب اللبناني".  

  وأكد أن "المطلوب أن تكون الاولوية لمصلحة اللبنانيين وبئس الايام التي بات علينا الاختيار بين بشار الاسد وداعش"، مضيفا: "حق الشعب أن يقرر مصيره، هذه الدول لم تكن لتقرر عنا من نريد رئيسا لنا لولا ان بعض السياسيين سلموا قرارهم للخارج ، العلة موجودة بمن انتخبناهم نوابا لنا".  

  وتابع: "لا يجوز على من يتعاطى السياسة أن يتعاطى التجارة بنفس الوقت وخصوصا مع الدولة"، مشيرا الى أن "كل الصفقات وتمويل الاحزاب بالاموال الوسخة سيتوقف، من خلال "الكتائب" وشباب الحراك المدني سنمنع الصفقات"، مضيفا: "مخطئ من يظن أن ملف النفط والغاز سيمر من دون اشراف دولي وشفافية ودون مناقصات شفافة لان هذا الملف الوحيد الذي يمكن ان يخرجنا من الدين العام".  

  وشدد الجميل على "اننا سنستمر بالمقاومة لأجل بناء دولة قوية ومعيارنا الوحيد هو مشروعنا، المشروع اللبناني الذي ليس مشروع طائفي او شخصي، مشروع حزب لبناني لكل اللبنانيين وليسمشروع سياسي وهو مبني على الشفافية والصدق".