للمرة الثانية ، تشكل إطلالة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري جدلاً بين الجمهور الأزرق ، فالنبرة المتصاعدة والتي تم تشبيهها بنظام الأسد أصبحت ملاصقة لتصريحاته وخطاباته ، ففي حين ما زالت جملته الأخيرة "لا صوت يعلو فوق صوت الرئيس سعد الحريري في تيار المستقبل" تتلافى تداعياتها ، وما تمّ تفسيرها بها على أنّها تهديد وكمَ للأفواه ، أطلّ الحريري مجدداً  خلال لقاء حواري أقامه إتحاد "جمعيات العائلات البيروتية" ، مشدداً على التسوية وعلى ضرورة العبور بها ، ولافتاً إلى أنّه "إذا فشلت المبادرة في الوصول إلى التسوية واستمر الفراغ لاشهر عدة، فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، بل سينتخب بالدماء".

عبارة سينتخب بالدماء ، أثارت ضجة واسعة وردود فعل مستنكرة ، ليتعبر البعض أنّ ما يصرّح به أحمد الحريري وهذه الصيغة التهديدية  أقرب للداعشية والإرهاب من الوطن والديمقراطية ، كما أعادت جملته هذه إلى الذاكرة حكم النظام وأساليبه في فرض أسماء معينة لمناصب محددة دون أيّ معارضة ، مع تهديد من يعترض !

 

أحمد الحريري عليه أن يعتذر مرتين ، مرة عمّا قاله في طرابلس خلال افتتاح مدرستين في منطقة باب التبانة ، ومرّة ثانية عمّا صرّح به اليوم أمام جمعيات العائلات البيروتية ، وعلى الشيخ سعد أن يلجمه ، وأن يظهر موقفاً صريحاً يتبرأ به من كل هذه الهرطقات ، ومن خطابات "الولدنة" التي يعتمدها الأمين العام للتيار مؤخراً ...