بدأ كانون الاول. نعلم انك على درجة عالية من الإنشغال، و"عجقت" السيدة كلوز معك، تحضيراً للجولة المرتقبة بعد نحو ثلاثة أسابيع. لكن وحرصاً منا على سلامة رحلتك ونجاحها، تحديداً إلى لبنان، نستوقفك قليلاً لاعطائك بعض النصائح والإرشادات الهامة. رجاء مستر كلوز، لا تهملها، وقد أُعذر من أنذر!

 

أيها العزيز بابا نويل!

عليك بتغذية الغزلان والأيائل جيداً. باشر بالأمر فوراً ولا تنتظر بعد. اما مزجلاتك فعليك بصيانتها ومعاينتها عقب الانطلاق. لماذا؟ ستعرف بعد قليل...

أطلب من الست نويل أن تخيط لك بدلة جديدة، يكون فيها القماش على البطن من نوع "موسلين" أو أي قماش شفاف. إنسَ الحزام، أيًا يكن لونه!

سجّل عندك: عليك التزوّد بمصابيح، لا يهمّ إن كانت LED أو على الكاز إنما أن تكون توفيرية. "طبخة" لا تفسد، عبوات مياه، بوليصة تأمين صادرة عن دوائر القطب الشمالي الرسمية، مبلغ مالي "حرزان" لعلّ وعسى! بدلة غطس. أدوية للسعال والفطريات والتهابات الأمعاء. خطاب مكتوب بإتقان (إحفظه)! ودزينة "كمامات". ضعها في جيبك، لا في الحقيبة!

جرّب ممارسة "اليوغا"، أو الاسترخاء أمام مشهد الثلج المنهمر عندك، فقد تحتاج الى مخزون من الهدوء. بمناسبة الحديث عن المخزون، عليك بإحضار ضعف أكياس الهدايا!

سانتا سانتا! إتبع هذه الإرشادات من فضلك، فلبنان ليس كسواه من البلدان!

فلتعلم أيها "الختيار" أن البذخ في إطعام حيواناتك التي ستحلق بك ليس إلا لإمدادها بالطاقة. فهنا لن تجد مكاناً لركن المزلجة بسبب زحمة السير وتراصف السيارات. ولا عشب في لبنان لتقتات به، ولا لحوم إلا وهي فاسدة، فحذار. ثم إنك لن تجرؤ على القيادة على الطرقات، إذ قد يُقضى عليك تحت إطار شاحنة يسوقها متهور، وقد تتفاجأ بدراجة نارية تجرّب الطيران، وقد تُشتم أو تتعرض للموت على خلفية أفضلية المرور، أو تصطدم بمتحدث على "الواتساب". ولن تسلمها إلى "فاليه باركينغ"، فرسوم الموقف في ليلة العيد عالية وقد تستعيدها من دون مقعد. وقد توقفك القوى الأمنية، فيما أنت مستعجل على توزيع الهدايا، وتسطر بحقك محضر ضبط بسبب السرعة الزائدة. لكن إطمئن، لن تسحب منك أي نقطة، فلم يبدأ العمل بهذا التدبير بعد!

رجاء سانتا، روّض نفسك على سماع "الزمامير"، أو إجلب قطعتين من القطن لأذنيك.

أتتذكر النصيحة المتعلقة ببزتك الحمراء؟ حسناً... تقدم بالشكر من زوجتك لأنك قد تُخال انتحارياً يحمل حزاما ناسفاً. نعم سانتا، للأسف، يضرب الإرهاب أرض السلام والمحبة. إبلع معدتك، وامض...

أيها الصديق العجوز... حين يلوح عليك هذا البلد الصغير حجمًا والكبير قيمة... سوف تشعر بعوارض إستثنائية: سعال، حكّة، آلام في البطن... وتحدي. سارع إلى إخراج الكمامة من جيب بنطالك الواسع، وتحصّن بها. إنها النفايات، عزيزي. هل وضعت الهدايا في كيس أسود؟!! يا لحماقتنا غاب هذا الأمر عن بالنا. سيظنون أنه كيس نفايات ويرمونه على الطريق... ثم يحرقونه! على أي حال، جرّب ألا "تفطس" لأننا بحاجة إليك...

يا موّزع الهدايا والفرحة، لا بأس ان نزلت عبر المداخن، فهي غير مشتعلة في معظم الاحيان بسبب غلاء اسعار المحروقات. هات المصباح، سوف تستعين به كثيراً في Lebanon OFF!

عليك أيضاً ألا تجوع كثيرًا. اكتفِ بطبخة حبيبتك. فلن تعلم، أيها السمين، أي من المطاعم مطابق للمواصفات وأي منهم قد يوصلك الى مستشفى تنتظر على بابها الفرج!

صلّي أن يكون الطقس صافياً، والا سوف تُخرِج بدلة الغطس، وعوض ان تنزل من السقف فسوف "تتسلل" من اقنية المياه. وربما تعلق في نفق المطار...او تتزحلق ومزجلتك مع النفايات!

وتضرّع كي لا تُخطف، فيطالبون سلالتك بفدية مالية.

سيد كلوز... حين تدور في الشوارع بحثاً عن الأطفال الذين ستوزع عليهم الهدايا، لا تخف! هنا، في كلّ شارع، سانتا مثلك يرنّ الجرس! إنها أجواء العيد ومستلزمات جذب الزبائن. لكن أشعر مع الصغار الذين ستصادفهم، وهم كثر: يتسولون لقاء لقمة عيش أو يهربون من قمع "أهل" أو مافيات...

وعليك أن تكون متحضراً امام عدسات الإعلام. سوف تُسأل عن فصلك وأصلك وشعورك، وهل أنت 8 أو 14؟ إياك أن تكرر "معزوفة" السياسيين. أبرز لهم التأشيرة واضمن أنه لن يمدد لك (ويا ليتك تفعل على الأقلّ تبقى أحسن من الممدد لهم)، وابصم أنك لن تتأسف على جمهورية مقطوعة الرأس، بل سوف تأتي به من قمم الحلم وأعماق الدستور. توقع أن تصبح وسماً "هاشتاغياً" أو أن تقوم الدنيا ولا تقعد بسببك على مواقع التواصل الاجتماعي.

Petit Papa Noël! أصبح عددنا في لبنان أكثر مما تتوقع. عليك بالهدايا الإضافية إلى اللاجئين السوريين القاطنين في الشمس والصقيع. وإلى المخيمات الفلسطينية حيث الحنين عيد كل الأيام. رجاء إعمل على وقف الحروب في أوطانهم وأعدهم على قوارب رجاء وأمان وحرية. وأعدنا كلبنانيين إلى أشغالنا وإبداعاتنا... وجنوننا الفرح.

"بالأملية" سددّ أقساط الشقق وفواتير المياه والمولدات وأقساط المدارس والـ 3G!

صديقنا السيد كلوز. أو السيد سانتا. لا يهمّ. أنت رمز العيد حيث العطاء والمحبة والتسامح والإيمان. كفى "نقاً" وإرشادات وتفلسفاً.

كل ما في الأمر أننا نخاف عليك... ونحبك!

ملاحظة أخيرة: سوف نرسل لائحة الأمنيات قريباً!


لبنان 24