هل تنجح سوريا بإختراق 14 آذار بفرنجية , وما هو مصير التحالف بين عون وحزب الله

 

السفير :

شرارات المواجهة الكبرى تطايرت في سماء المنطقة. وعلى الرغم من أن اشتعالا أكثر خطورة لم يحدث حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، الا أن كثيرين باتوا ليلتهم في ظلال هواجس الخوف من أمرين: طبيعة الردّ الروسي في القادم من الأيام على إسقاط مقاتلتهم الجوية «السوخوي - 24»، وما ارتكبه رجب طيب أردوغان في هذه اللحظة الاقليمية الملتهبة، وما اذا كان سيكرره مستقبلاً مع ما يعنيه ذلك.
فلاديمير بوتين في لحظة اندفاع اقليمي ـ ودولي، سيكون من الصعب عليه ابتلاع الإهانة التركية، لما سيلحقه ذلك من أثر سلبي، لا على «عاصفته السورية» فحسب، وإنما على هيبة الدخول القوي للكرملين على المشهد الإقليمي من البوابات السورية والعراقية والمصرية وغيرها. وسيكون امام سيد الكرملين خيارات مرّة تحاول الموازنة بين «حق الرد»، وهو آت كما اعلن بنفسه، وبين ضبط المواجهة الباردة على طريقة الدب الروسي، ربما بقساوة وتدحرج، و«ذكاء» وفق نصيحة مضيفه الايراني المرشد علي خامنئي قبل يومين.
الاصطدام بين بوتين وأردوغان صار حتميا مع انهيار قواعد الاشتباك التي تحكم المشهد السوري، والتي كان بوتين قد عدّلها عندما أطلق «عاصفة السوخوي»، وسبقه الاميركيون قبل نحو عام عندما عدّلوها بدورهم بعدما قرروا الانخراط في حربهم على «داعش» في سوريا. وتثار الاسئلة التالية الآن: هل سقطت قواعد الاشتباك بالكامل؟ ومن يحتمل هذا الالتباس الجوي في لحظة تداخل الحروب على الأرض السورية؟ وهل سترضخ موسكو ودمشق وطهران لهذا التعديل؟ وهل يحتمل حلف شمال الاطلسي تداعيات مثل هذا السقوط؟ ومن سيحدد الآن «الخطوط الحمراء» الجديدة؟
وعلى الرغم من ان الكرملين كان حريصا على التذكير مساء بأن تصريحات بوتين لم تتضمن تهديدا بالرد العسكري، وهي ربما اشارة الى امتناعه عن الاصطدام العسكري المباشر مع أنقرة، الا ان التقديرات تشير الى ان القوات المسلحة الروسية ستعمد الى الرد من خلال حسم الجيش السوري الوضع على جبهات الشمال اللاذقاني، خصوصا في جبال التركمان، احد مناطق النفوذ التركي المباشر، فيما الجيش السوري يتقدم خلال الساعات الماضية ويسيطر على كتف الغدر والملوحة والمركشلية، بعدما كان سيطر على اكثر من 30 من قمم الجبال في هذه المنطقة خلال الاسبوعين الماضيين والخارجة عن سيطرة دمشق منذ نحو ثلاثة اعوام، على بعد ما بين 8 الى 10 كيلومترات من حدود تركيا.
قبل يومين كان بوتين يطمئن السيد خامنئي الى ان موسكو لا تطعن حليفها. بالأمس، تلقى الرئيس الروسي الطعنة من أردوغان. «روسيا لن تتسامح مع الجريمة»، قال القيصر الروسي.
تركيا، الدولة التي ظنّها «صديقة» كما اشار، وجهت لروسيا «طعنة في الظهر» بإسقاط الطائرة الروسية فوق الاراضي السورية. وسواء انتهكت ام لم تنتهك الاجواء التركية، فان بوتين كان واضحا: مهما يكن فان الطائرة لم تكن تشكل تهديدا لتركيا وانما كانت في مهمة قتالية لمحاربة الارهاب.
سيكون امام تركيا الكثير لتفعله وتقوله لتتموضع في خندق مواجهة اكثر اقناعا، لا امام الروسي الغاضب وحده، وانما امام الشركاء الاخرين في حلف شمال الاطلسي، المتوجس بطبيعة الحال من اشتعال البركان السوري بما هو اكثر من القدرة على الاحتمال، بسبب الخفة التركية في التعامل مع موقف شديد الحساسية والتعقيد كالذي جرى بالأمس. واذ أيّد الحلف الرواية التركية حول الانتهاك الروسي، الا انه شدد خلال اجتماعه في بروكسل على اهمية استمرار آلية التنسيق والتشاور. اما وزارة الدفاع الاميركية فقد حرصت على الاشارة بعد تصريحات الرئيس باراك اوباما حول حق تركيا في الدفاع عن حدودها، الى ان هذه المشكلة هي بين حكومتي موسكو وأنقرة.
وفي مؤشر بالغ الدلالة على حتمية الصدام مع موسكو، خرج أردوغان بعد اجتماع رفيع المستوى لكبار القيادات العسكرية والامنية والسياسية، ليخالف كل التوقعات بانه سيعمد الى احتواء التوتر، واذا به يلقي قنبلة سياسية لا تقل خطورة عن اسقاط طائرة السوخوي صباحا. وبخلاف الكلام البديهي عن حق تركيا في الدفاع عن حدودها، فانه قال صراحة إن انقرة ستعمل بالتعاون مع حلفائها على اقامة المنطقة الآمنة داخل الاراضي السورية من جرابلس الى البحر المتوسط، وجدد التأكيد على دوره في دعم المعارضة السورية ضد «نظام الاسد» وتحدث عن السوريين التركمان كأنهم من رعاياه ومن واجبه الدفاع عنهم.
ولم تتأخر موسكو في الرد، فسرعان ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية بعد تصريحات اردوغان النارية ليلا، قطع العلاقات العسكرية مع انقرة، وأمرت باستخدام نظام «اس 300» للدفاع الجوي في الشمال السوري، وإسقاط أي طائرة يمكن ان تعتبرها موسكو تهديداً لقواتها في السماء السورية.
وبدا من الواضح ان تركيا نجحت في فرض امتحان صعب على الروس، سواء باسقاط «السوخوي» او بإسقاط الطوافة العسكرية التي كانت تقوم بمهمة انقاذ في الشمال السوري لاحقاً، وذلك بعد اسابيع قليلة على تبنّي «داعش» جريمة تفجير الطائرة المدنية الروسية في سماء سيناء.

النهار :

هل يحضر الملف الرئاسي بعد لقاءات باريس على طاولة الحوار الوطني اليوم، أم يغيب عمداً، إذ لم يطلع بعد على مضامين اللقاءات كل من "حزب الله" و"أمل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، ولم تتبلور الفكرة لتصبح مشروعاً حقيقياً لتسوية داخلية ربما كانت استجابة لعرض الامين العام لـ"حزب الله" قبل نحو اسبوعين. مصادر متابعة قالت لـ "النهار" إنه من المبكر جعل تلك اللقاءات ونتائجها مادة حوارية، "فليس واضحاً ما اذا كانت حققت نتائج ام أنها تقتصر على محاولات او مناورات". وتساءلت ما اذا كانت اللقاءات تحظى برعاية تجعلها مبادرة رئاسية حقيقية.
واذا كان الحزب يلزم الصمت في انتظار أجوبة ما، ربما حصل عليها في جولة جديدة من الحوار الثنائي مع "تيار المستقبل" للوقوف على حقيقة الامر، فإن الرئيس نبيه بري نفى علمه او اي دور له في اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيه، وردد أمام زواره: "لم أكن على علم مسبق بلقاء الرجلين وعلمت به في الاعلام... لم أرتب هذا اللقاء والسيد جيلبير شاغوري صديقي منذ أعوام وهو كذلك صديق فرنجيه والعماد ميشال عون ويهتم بانجاز الاستحقاق الرئاسي".
في الرابية، نقل عن العماد عون هدوءه النابع من ادراكه "انه الممر الالزامي لرئاسة الجمهورية، ومن تجربة غير مشجعة مع "المستقبل". ولكن اذا استطاع فرنجيه الحصول على ضمانات لتسوية مربحة وقانون انتخاب منصف وعادل وتظهير الحيثية المسيحية القوية، فلماذا نقف ضده؟".
أما الصيفي فبدت مرتاحة الى الطرح ربما انتقاماً من تفاهم التيار و"القوات" الذي استثنى حزب الكتائب. وأعربت قيادة الحزب عن الارتياح الى عودة الاهتمام بالملف الرئاسي. وعادت الاوساط الكتائبية بالذاكرة الى اللقاء الذي جمع رئيسي "المردة" والكتائب وخروج النائب سامي الجميّل بعده واعداً بمفاجأة في الملف الرئاسي.
واكتفت مصادر كتائبية بالقول لـ"النهار" إن الحديث بين الرئيس الحريري والنائب الجميّل تركز على سبل التوصل إلى حل لقضية الفراغ الرئاسي من دون الدخول في تفاصيل وأسماء مرشحين. والانطباع أن الرئيس الحريري مصر على تحريك ملف الرئاسة وهو في مرحلة استمزاج للآراء حالياً، علّ جهداً داخلياً يساعد في مواكبة التحركات الخارجية نحو تسويات في المنطقة وينعكس إيجاباً على لبنان.
وأوضحت مصادر أخرى أن الجهود المبذولة في اللقاءات والاتصالات التي يجريها الحريري لا تزال في مرحلة "جس النبض" عند الجميع، وهذه العملية مفيدة لجميع المرشحين والأطراف المعنيين بعملية الانتخاب، ليعرف كل منهم مواقف الآخرين حياله ومدى احتمالات وصول كل مرشح.
وعلمت "النهار" ان الرئيس الحريري أجرى أمس إتصالات هاتفية شملت وزير الاتصالات بطرس حرب والنائب مروان حمادة والدكتور فارس سعيد الامين العام لقوى 14 آذار لاطلاعهم على نتائج اللقاءات التي عقدها في باريس. ومساء امس رأس الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط اجتماعاً ضم عدداً من أركان قوى 14 آذار للتشاور في التطورات.

الحوار والحكومة
في الحوار اليوم، يؤكد الرئيس بري أنه سيدعو مجدداً الى تفعيل عمل الحكومة العالقة في مستوعبات النفايات، وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان موضوع النفايات سيجدد الرئيس سلام متابعته في اجتماع الحوار النيابي، وسط معطيات عن تقدم يتواصل في البحث في عروض الشركات لترحيل النفايات. وقالت المصادر إن الرئيس سلام سيعمد في الساعات الـ 48 ساعة المقبلة الى تحريك اجتماعات وزارية لمتابعة الملفات الضرورية ريثما تتوافر ظروف تتيح انعقاد مجلس الوزراء بعد ان يتوافر الحل النهائي لملف النفايات.
في المقابل، يبدو ان طرح توفير محارق بعد سنة ونصف سنة بدأ يلقى اعتراضاً ايضاً، فقد حذر منه وزير الصناعة حسين الحاج حسن، ومثله وزير البيئة محمد المشنوق الذي قال: "إننا مقبلون على كارثة إذا استمر رفض إنشاء مطامر واذا اضطرت الدولة الى ترحيل النفايات"، لافتا إلى أن "المغامرة بالترحيل الى الخارج أمر مكلف أكثر من 200 دولار للطن الواحد... نحن حرصاء على أن يكون أي تعامل مع ملف النفايات ضمن القوانين. أما القول إن هناك محارق وسط المدينة في باريس وغيرها فهذه المحارق متطورة ومن الجيل الرابع، ونحن لا نريد فتح المجال لتصبح لدينا دكاكين المحارق".

 

المستقبل :

حبس العالم أنفاسه أمس عندما ترجمت القوات التركية ما قاله رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الأحد الماضي، بأنه أصدر تعليمات بالرد الفوري على أي تطور في الجانب السوري من شأنه أن يُشكّل تهديداً لأمن الحدود، فقامت مقاتلتان تركيتان من طراز «اف 16» بإسقاط قاذفة روسية من طراز «سوخوي 24» ليعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لاحقاً أن على الجميع «احترام حقنا في حماية حدودنا»، وذلك في رسالة واضحة بأن أنقرة عازمة على إعادة ترسيم الحدود بعد الهزة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتدخله في سوريا.
إسقاط الطائرة الروسية لن يكون حدثاً بلا توابع ارتدادية، كما أنه لم يكن حدثاً منقطعاً عن سلسلة أحداث سابقة، فالطائرات الحربية الروسية اخترقت غير مرة الأجواء التركية، ووجهت لها تحذيرات ميدانية فضلاً عن تحذيرات ديبلوماسية من أنقرة لموسكو بوجوب عدم التمادي في خرق السيادة التركية، كما أن تركيا تعمل بالتآزر مع الولايات المتحدة على منطقة خالية من تنظيم «داعش» على الحدود السورية ـ التركية، ما يعني أن صداماً كان لا بد أن يقع مع الطائرات الروسية التي تعمل في المنطقة ذاتها.
وبالنسبة لموسكو، فإن القضية أكبر من مجرد إسقاط طائرة حربية روسية، فهو يطال مجمل العملية الروسية في سوريا التي تغولّت إلى حد توجيه رسائل لكل أعضاء التحالف الدولي الذي ينادي برحيل بشار الأسد بهدف حل الأزمة الدموية في سوريا، فهي تكسر شوكة هذا التغوّل وتبلغه أن ثمّة قوى أخرى في الطرف الآخر. 
وتركيا ليست وحيدة، فهي العضو البارز في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقد طلبت اجتماعاً استثنائياً عقد ليل أمس، وهذا طلب يؤكد أن الأتراك قرروا أن يمشوا على الحبل المشدود بأعصاب قوية استعداداً لأي تطور، أو ردة فعل روسية، إذ إن موسكو ما زالت تسوّق لطائرتها السوخوي 24 على أنها كانت تنفذ عملياتها في الأجواء السورية المستباحة أصلاً من الجميع، فيما أكدت أنقرة وواشنطن أن الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية، وتلقت 10 تحذيرات خلال خمس دقائق، قبل أن تقوم طائرات اف 16 تركية بإسقاطها، لتحولها كتلة لهب تسقط في الأراضي السورية.
وفيما أكدت موسكو أن أحد الطيارين قُتل بعدما هبط بمظلته، وأن مصير الطيار الثاني مجهول، أظهر تسجيل فيديو أرسلته جماعة معارضة سورية لوكالة «رويترز» أمس ما يبدو أنه أحد الطيارين على الأرض من دون حراك ومصاب بجروح بالغة، وقال مسؤول من الجماعة المعارضة إنه مات.
كما أعلنت هيئة الأركان الروسية أن جندياً روسياً ثانياً قُتل خلال عملية إنقاذ فاشلة لطياري المقاتلة الروسية، وذلك حين تعرضت إحدى مروحيات المجموعة الروسية لإطلاق نار.
وقالت هيئة الأركان الروسية إن طياري المقاتلة تمكنا من الهبوط بمظلتيهما قبل التحطم وقتل إحدهما قبل أن يصل الى الأرض، مؤكدة معلومات أوردتها مصادر قريبة من المعارضة السورية. وكان مسؤول حكومي تركي أعلن قبلها أن الطيارين على قيد الحياة وأن بلاده تحاول استعادتهما.
ولم تدلِ القيادة العسكرية الروسية بأي معلومات عن مصير الطيار الثاني، لكنها أوضحت أن أحد جنودها قُتل في سوريا خلال عملية شاركت فيها مروحيات في محاولة لإنقاذ طاقم السوخوي.
وأطلع رئيس أركان الجيش التركي الرئيس رجب طيب اردوغان على تطورات الوضع. وقالت الرئاسة التركية إن «طائرة روسية من طراز «سوخوي 24« أسقطت طبقاً لقواعد الاشتباك بعدما حلقت في المجال الجوي التركي على الرغم من التحذيرات». وقال اردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة: «على الرغم من أنه تم تحذيرها عشر مرات في خمس دقائق، فإنها كانت متجهة صوب حدودنا وأصرت على مواصلة انتهاكها». وأضاف أن هذه التصرفات تتفق تماماً وقواعد الاشتباك التركية. وتابع «ينبغي ألا يشك أحد في أننا بذلنا أقصى ما في وسعنا لتفادي هذا الحادث الأخير، ولكن يجب على الجميع احترام حق تركيا في الدفاع عن حدودها». وأوضح أيضاً أن تركيا وبالتعاون مع حلفائها ستنشئ قريباً «منطقة إنسانية آمنة» بين جرابلس السورية وشاطئ المتوسط.
وقال اردوغان إن تركيا ستظل داعمة لإخوانها المظلومين في سوريا. وأضاف أن روسيا تدعي ضرب «داعش» ولكنها ترتكب مجازر ضد التركمان، مضيفاً: «أقول لنظام الأسد وكل من يقوم بحمايته إن منطقة جبل التركمان لا يوجد بها «داعش» أو إرهابيون». وأكد رئيس الوزراء التركي، تعقيباً على إسقاط الطائرة السورية، أن من «واجب» تركيا القيام بكل ما بوسعها لحماية حدودها. وقال: «يجب أن يعلم الجميع أن من حقنا المعترف به دولياً ومن واجبنا الوطني اتخاذ جميع التدابير اللازمة ضد كل من ينتهك مجالنا الجوي أو حدودنا».
وذكرت مصادر ديبلوماسية تركية أن أنقرة أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن كتابة بإسقاط طائرة حربية روسية. واجتمع نائب وكيل وزارة الخارجية التركية بالفعل مع القائم بالأعمال الروسي والأميركي والبريطاني وكذلك السفير الفرنسي لهذه الغاية.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن «طائرة سوخوي 24 تابعة لسلاح الجو الروسي في سوريا تحطمت في الأراضي السورية بسبب إطلاق نار من الأرض». وأضافت أن الطائرة «كانت موجودة في المجال الجوي السوري حصراً«. 
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل لقائه في سوتشي (جنوب روسيا) مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «بالتأكيد سنحلل كل ما جرى. والأحداث المأسوية التي وقعت اليوم ستخلّف عواقب خطيرة على العلاقات الروسية ـ التركية». واعتبر أن «الخسارة اليوم هي بمثابة طعنة في الظهر وجهت الينا من قبل المتآمرين مع الإرهابيين». وأكد أن المقاتلة الروسية «سوخوي 24» لم تكن تهدد تركيا، مشيراً الى أنها أصيبت في الأراضي السورية على بعد كيلومتر من الحدود التركية.

الديار :

كل المعطيات المسربة عن اللقاءات المحلية والسياسية في باريس، تؤكد ان طبخة التسوية الشاملة للازمة اللبنانية باتت شبه منجزة، وان النائب سليمان فرنجية بات المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية اللبنانية بنسبة 60% واكثر، وان اللقاء الباريسي بين الرئىس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في منزل رجل الاعمال جيلبير شاغوري لم يأت من العدم، بل سبقته اتصالات سياسية مكثفة ولقاءات محلية واقليمية ودولية وجس نبض لسفراء اجانب وعرب افضت الى اعطاء الضوء الاخضر لانجاز التسوية الشاملة في لبنان ووصول النائب سليمان فرنجية لسدة رئاسة الجمهورية، خصوصاً ان المعطيات السياسية تؤكد ان الرئىس الحريري لم يكن بامكانه الاقدام على هذه الخطوة لولا حصوله على الموافقة السعودية.
وفي المعلومات ان الرئيس نبيه بري وصديقه الشخصي جيلبير شاغوري قاما بـ«طبخ الطبخة» وتوليا الاتصالات وازالة الالغام وتفكيكها. فالرئىس نبيه بري تولى التسويق وطرح الفكرة محلياً ومع اصدقائه العرب، فيما تولى صديقه جيلبير شاغوري عبر علاقاته المحلية والدولية تسويق الفكرة واعتبارها الحل الواقعي والطبيعي لخروج لبنان من ازمة الفراغ الرئاسي. كما عمل بري وشاغوري على خط الرئيس سعد الحريري، الذي وافق على المبادرة وبدأ الحريري على الفور تسويقهامع النائب وليد جنبلاط الذي اعطى موافقته وكان الرئيس بري اقنع جنبلاط بترشيح النائب سليمان فرنجية بعد اعطائه الضمانات التي بددت هواجسه وقلقه، بالتالي، وبعد اعطاء النائب جنبلاط موافقته فان الرئيس سعد الحريري سيعلن ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية، كما ان الحريري وضع حلفاءه في معطيات ترشيح سليمان فرنجية.
وتشير المعلومات الى ان الطبخة الرئاسية التي تولاها بري وشاغوري بدأ التحضير لها منذ اشهر، كونها تشكل المخرج لازمة الاستحقاق الرئاسي بعد الفيتوات المتبادلة من القوى السياسية في 8 و14 آذارعلى العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
هذه الطبخة السياسية والتي ستنتج تسوية وصول النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اصبح الجميع في اجوائها الحقيقية والجدية في الداخل اللبناني، وبدأت القوى السياسية تتعاطى معها كأمر واقع، ولم يعد باستطاعة اي فريق سياسي القول ان لقاء الحريري ـ فرنجية لم يتوصل الى تسوية سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وسعد الحريري لرئاسة الحكومة، وباتت القوى السياسية المحلية المعارضة والمؤيدة في تفاصيلها.
وحسب المعلومات فان لقاء الحريري ـ فرنجية خيّم على اجواء الاتصالات في الرابية، وان لقاءات العماد عون ونواب تكتل التغيير والاصلاح كانت محصورة بأجواء لقاء باريس ودرس ردود الفعل ومدى التجاوب الاقليمي والدولي مع وصول النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وهل التسريبات عن الرضى الدولي والمحلي جدية؟ كما ان النقاشات لم تكن «مريحة» وظهر ذلك من تصريحات بعض نواب التيار الوطني بانه باتت لديهم قناعة بأن عدة اطراف لا تريد رئىساً قوياً للبنان.

ـ ...رئيس المستقبل عاد للرياض ـ

وفي السياق ذاته اشارت مصادر قريبة من الرئيس الحريري ان الأخير انهى اجتماعاته في باريس بلقاءين مع كل من النائب وليد جنبلاط ورئىس الكتائب سامي الجميل، وانتقل امس من باريس الى الرياض، مشيرة الى ان لقاءات الحريري تركزت على البحث في المخارج الممكنة للمأزق القائم وما يمكن ان يبنى علىه بعد مبادرة السيد نصرالله.
وفي الاطار ذاته، نقل زوار الرئيس بري عنه انه لم يكن على علم مسبق بلقاء الحريري ـ فرنجية في باريس وعلم به من الاعلام.
ولدى سؤاله هل جيلبير شاغوري الذي استضاف اللقاء هو صديقك؟ قال «انه صديقي وصديق فرنجية وصديق العماد عون، وهو مهتم بالاستحقاق الرئاسي، لكنني لم اعلم مسبقاً باللقاء».
وحول الحوار الذي يستأنف اليوم، قال الرئيس بري «البند الاول لا يزال الاستحقاق الرئاسي، لكنني سأحاول مرة اخرى التشديد على تفعيل الحكومة، وان طاولة الحوار مستمرة في عملها كالمعتاد».
اما حزب الله فما زال على صمته رافضاً اعطاء اي موقف بانتظار المزيد من المشاورات.
ورأت مصادر سياسية عليمة في 8 آذار ان لقاء الحريري ـ فرنجية جاء من ضمن المناخ الايجابي الذي هيمن على جلسة الحوار الاسبوع الماضي وما سبقها من مبادرة تقدم بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاجراء تسوية كاملة، وقالت ان اللقاء يدخل في اطار ترطيب الاجواء بين الرجلين وعرض للافكار حول قضايا الساعة خاصة ما يتعلق بالسلة الكاملة.

 

الجمهورية :

إنشغلَ العالم أمس بالتوتّر الروسي ـ التركي الناجم من إسقاط تركيا طائرة «سوخوي ـ 24» روسيّة قرب حدودها فوق الأراضي السورية وتحذير موسكو أنقرة من التداعيات الوخيمة لهذا الحادث. وفي انتظار تبلوُر طبيعة الرد الروسي على هذا التطوّر العسكري، والتي قد تُدخل المنطقة ولبنان معه في مرحلة جديدة، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ «الجمهورية» أنّ موسكو نشرَت بحراً وبرّاً منظومات صواريخ «إس ـ 300 « للتصدّي لأيّ طيران حربي يمكن أن يخترق الأجواء السوريّة، في الوقت الذي يُنتظر أن تتصاعد الغارات الجوّية الروسية على حدود سوريا الشمالية مستهدفةً مواقع مختلف فصائل المعارضة المسلّحة في محاولةٍ لإقفال هذه الحدود والسيطرة عليها نهائياً. ظلّ «اللقاء الباريسي» غير المعلن بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في مقدّمة الاهتمامات السياسية، وشغلَ الحلفاء والخصوم معاً لمعرفة ما انتهى إليه في ظلّ فيض من التحليلات والتكهّنات حول أبعاده وأهدافه والخلفيات. كشف ديبلوماسي رفيع لـ«الجمهورية» أنّ المملكة العربية السعودية «لم تكن على عِلم باللقاء الذي حصَل بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية».
وأكّد «أنّ الرياض حريصة على الوضع المسيحي في لبنان، ولن توافق على أيّ تسمية تخالف رأيَ القوى الأساسية داخل البيئة المسيحية، وخصوصاً الدكتور سمير جعجع، وذلك في استعادة لممارسات النظام السوري الذي كان يعمل على قهر المسيحيّين».
وقال هذا الديبلوماسي: «إنّ الرياض لا تحَبّذ التدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولكنّها تحرص على ثلاث ثوابت أساسية تنقلها إلى كلّ مَن يتشاور معها:
ـ الثابتة الأولى: الحفاظ على الاستقرار في لبنان، شرط أن لا يكون ثمن هذا الاستقرار التخلّي عن السيادة، إنّما التفاهم على تنظيم الخلاف ضمن المؤسسات الدستورية.
ـ الثابتة الثانية: الحفاظ على الستاتيكو في لبنان في انتظار معرفة ما ستؤول إليه تطوّرات الأزمة السورية، وبالتالي عدم الإقدام على أيّ خطوة من شأنها تعويم محور الممانعة على حساب القوى السيادية.
الثابتة الثالثة: الحفاظ على الوضع المسيحي وتقويته، ليس فقط كعامل توازن بين السنّة والشيعة، أو عنصر تلاقي مسيحي - إسلامي، بل لأنّ المكوّن المسيحي هو الأحرَص على البعد السيادي».
وانطلاقاً ممّا تقدّم، قال الديبلوماسي «إنّ الرياض تنصَح بانتخاب شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية تستطيع مواكبة المرحلة الانتقالية في سوريا، فيما انتخاب أيّ شخصية من 8 و14 آذار قد يهدّد بانهيار الثوابت الثلاث المشار إليها أعلاه».
الحريري إلى الرياض
في غضون ذلك، انتقلَ الحريري من باريس إلى الرياض بعدما كان اجتمعَ فيها برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وتمّ التوافق خلال اللقاء «على أهمّية تعزيز مناخات الحوار الوطني، وتركيز كلّ جهد ممكن لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة الأولى وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية»، على حدّ بيان أصدرَه المكتب الإعلامي للحريري.
الحوار الوطني
وفي انتظار جلاء المشهد، تنعقد هيئة الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية في جلسة جديدة لها في عين التينة ظهر اليوم برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وبإدارته.
وسيشارك في الجلسة، إلى جانب بقيّة المتحاورين، رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط العائد من لقائه مع الحريري. فيما سيغيب الجميّل للمرّة الثالثة على التوالي «لأنّ لا شيء تغيّر على مستوى العمل الحكومي أو على أيّ مستوى آخر»، على حدّ قول مصادر كتائبية لـ«الجمهورية»، موضحةً أنّ الجميّل الذي ترَأس أمس اجتماعاً استثنائياً للمكتب السياسي الكتائبي فضّلَ عدمَ البحث خلاله في نتائج لقائه والحريري «مفضّلاً التكتّم حالياً في انتظار الوقت المناسب للكشف عمّا يدور في اللقاءات الباريسية». وأكّدت أن «لا كلام اليوم وكِل شي بوَقتو حلو».
برّي
وفي غضون ذلك قال بري أمام زوّاره أمس إنّ لقاء باريس بين الحريري وفرنجية «لم أكن على عِلم مسبَق به، وقد علمت به من الإعلام».
وتلقّى بري اتّصالاً من ابو فاعور الذي حضَر اللقاء في باريس بين الحريري وجنبلاط، وأبلغَ إليه أنّ الأخير سيزوره لإطلاعه على أجواء اللقاءات التي تشهدها العاصمة الفرنسية.
وعن علاقته باللقاء بين فرنجية والحريري، خصوصاً أنّ صديقه جيلبير شاغوري هو من هندسَه، قال بري: «جيلبير شاغوري صديقي وهو صديق فرنجية وعون، وهو مهتمّ بالاستحقاق الرئاسي، ولكنّني لم أعلم مسبَقاً بما حصَل».
وردّاً على سؤال حول طاولة الحوار التي ستنعقد في جلسة جديدة اليوم، قال برّي: «البند الأوّل من جدول أعمال الحوار لا يزال نفسه وهو رئاسة الجمهورية، لكنّني سأحاول التشديد على تفعيل الحكومة. وإنّ طاولة الحوار مستمرّة في عملها كالمعتاد».
الحوار الثنائي
ومع عودة وزير الداخلية نهاد المشنوق من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي انتظار عودة السيّد نادر الحريري من الخارج، يُنتظر أن يتحدّد في الساعات المقبلة موعد جولة الحوار الـ 21 بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في عين التينة.
الجسر
وسألت «الجمهورية» عضو «المستقبل» النائب سمير الجسر هل إنّ تيار«المستقبل» تبنّى رسمياً ترشيحَ فرنجية للرئاسة؟ فأجاب: «لم يعرض هذا الأمر علينا، فما جرى حتى الساعة ليس إلّا عبارة عن اتصالات جرت مع تيار «المردة» وهي ليست بجديدة أو خافية على أحد، وإنْ لم تكن هذه الاتصالات معمّقة، ولكنّها كانت قائمة من قبل، شأنها شأن الاتصالات التي يجريها «المستقبل» مع جميع الأطراف ومنهم «التيار الوطني الحر»، إنّما حتى الساعة لا شيء حاسماً بعد في هذا الإطار».
وعن ردّة الفعل الرافضة لفرنجية في بعض أوساط 14 آذار واتّهام هذا البعض «المستقبل» بـ«بَيع دماء» 14 آذار، قال الجسر: «على مهلُن شوَي علينا»، أعتقد أنّ أوراق التفاهم تجاوزَت كلّ الأمور وهي توضَع مع الجميع، ولا أعتبر ما يجري سلبياً، بل إنّه إيجابي، فلماذا مسموح لأحد أفرقاء 14 آذار وضعُ ورقة تفاهُم والقيام باتصالات، ويَمنع على غيره من إقامة تفاهم؟». وأضاف: «الموضوع يتطلّب بعض الهدوء، في الإجمال لم نقدِم على أيّ خطوة من دون أن نضع حلفاءَنا في الأجواء.
وهنا لا أتحدّث في موضوع محدّد، ثمّ أليست «القوات اللبنانية» مَن أقامَ ورقة تفاهم مع «التيار الوطني الحر» وتُحضّر لتفاهم مع الكتائب و«المردة»؟ لسنا حزينين لذلك، ولم يأخذ على خاطرنا، على العكس، نحن نشجّع حصول انفتاح بين كلّ الأطراف. وبدورنا نحن نضع حلفاءَنا في جو كلّ خطواتنا».
وهل سينتهي الشغور الرئاسي قريباً أم أنّ التسوية المَحكي عنها دونها عقبات؟ أجاب الجسر: «من الضرورة أن ينتهي الشغور ويصبح لنا رئيس. الجميع يدرك أنّ هذا الشغور مقتَل للبلد إذا ظلّ الوضع مستمرّاً على ما هو عليه، وفي نظرةٍ هادئة نرى أنّ الوضع متآكل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ومهدّد مالياً. فهل ننتظر أن تهبط الخيمة على رؤوسنا؟». وقال: «جميعنا كنّا متحاربين ودخَلنا في السِلم الأهلي لنطوي الصفحة، يمكن أن أخسر قليلاً في مكان، لكن إذا ربحنا البلد هذا أفضل».

الاخبار :

على رغم انشغال العالم بالمواجهة الجوية الروسية ــــ التركية، استمر اللبنانيون في متابعة الاخبار حول خلفيات وابعاد لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية، وما قد يتركه من تداعيات على المشهد السياسي الداخلي

  

«حب من طرف واحد». هذا، باختصار، ما يمكن أن يطلق على كل الكلام الذي ساد في الأيام الماضية حول ترشيح الرئيس سعد الحريري النائب سليمان فرنجية الى الرئاسة. إذ أن كل التسريبات حول اللقاء وما تخلله من بحث في التسويات مصدرها تيار المستقبل وحلفاؤه، خصوصاً النائب وليد جنبلاط.

ولعل هذا ما يفسّر تبريد الرابية، أمس، للأجواء، وقطع العماد ميشال عون الطريق على أي محاولة لزعزعة علاقاته مع فرنجية، معتبراً، في جلسة تكتل التغيير والاصلاح، أن «الموضوع داخل البيت الواحد، ونبحث فيه عندما أتبلغ».
وفيما حرصت مصادر تيار المستقبل على اشاعة اجواء عن «تسوية قريبة تطيح ترشيح العماد عون، على أن يتولى حزب الله مهمة اقناعه بالانسحاب»، أكدت مصادر مطلعة ان «الامر لا يعدو كونه مبادرة من طرف 14 اذار، هدفها انتزاع موقف من حزب الله وقوى في 8 آذار يؤدي الى الضغط لانسحاب عون». ونقلت المصادر عن مرجعية حزبية بارزة «ان موقف حزب الله، على الاقل، لا يزال هو هو، وان كلمة السر في الملف الرئاسي تصدر عن العماد عون وحده، ولا مجال هنا للحديث عن افضليات وأولويات، بل ان الموقف محسوم لجهة ان عون هو المرشح الاوحد، وكل ملف الرئاسة في يده وحده».
مصادر الرابية أكدت لـ«الأخبار» أن التيار الوطني الحر «صاحب تجربة مريرة مع الوعود المستقبلية، وبالتالي لن ندع الآخرين يجروننا الى مواقف من طروحات لم يتبيّن بعد مدى جديتها، والأمور تعالج في مواقيتها».

كل الكلام عن
تسويات مصدره الحريري وجنبلاط وفريقهما
وأضافت أن «ترشيح النائب فرنجية ليس جديداً، وهو كان دائماً يقول إنه مرشح خلف الجنرال». وقالت مصادر نيابية في التكتل لـ«الأخبار» إن كلام عون «كان إيجابياً الى درجة فاجأنا جميعاً. كما أن وزير الخارجية جبران باسيل حرص على إزالة الالتباس حول كلامه عن الأصيل والبديل أول من أمس، ونفى أن يكون قد قصد فرنجية بكلامه هذا، وأشار الى أنه كرر هاتين العبارتين في أكثر من تصريح منذ أكثر من شهر، وأنه يعتبر أن فريقنا كله من الأصلاء».
وفيما امتنع المقرّبون من فرنجية عن أي تواصل مع سياسيين أو وسائل الإعلام ولم يسجّل أي تواصل بين الرابية وبنشعي، توقعت مصادر في 8 آذار أن ينعقد اجتماع بين عون وفرنجية على هامش جلسة الحوار الوطني في ساحة النجمة اليوم. ومع استمرار التزام حزب الله والرئيس نبيه برّي الصمت، علمت «الأخبار» أن الحزب «يشتغل على الموضوع بعقل بارد، مع التأكيد على أولوية وحدة فريق 8 آذار». وأكدت مصادر نيابية في هذا الفريق لـ«الأخبار» أن «الصمت العلني سيستمر ما دام الكلام لا يزال في الصحف ومن دون مواقف واضحة معلنة»، مشيرةً إلى أنه «في حال تُرجم اللقاء إلى مواقف واضحة من الحريري، عندها يمكن البدء بالسؤال عن المواقف»، مع تكرار المصادر أن «لا جديد في موقف فريق 8 آذار حتى الآن، يضاف إلى ما قاله (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير من دعم للجنرال عون»، مؤكّدة أن «عون مرشّح فريقنا حتى يقرّر هو شخصياً العزوف عن الترشح». ورأت أن «الوزير فرنجية لا يمكن أن يذهب في أي اتفاق من دون التنسيق الكامل مع عون، ولا يمكن أن يعلن نفسه مرشّحاً ما لم يسمع من الجنرال دعماً واضحاً لترشيحه». وأكدت مصادر أخرى التقت فرنجية، لـ«الأخبار»، أن «سليمان حريص على وحدة فريقه ولن يمشي بما يؤدي الى تقسيم هذا الفريق ولو مقابل عشر رئاسات».
ومع أن تفاصيل النقاشات في اللقاء وما ترتّب عليها لم تظهر بعد، إلّا أن الكلام الذي نقلته أمس أكثر من شخصية في فريق الحريري إلى سياسيين لبنانيين، مفاده أن الأخير أبلغ فرنجية قبول تيار المستقبل بدعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية والوصول إلى تسوية داخلية ، وأن خطوة الحريري تحوز رضىً سعودياً. ونقلت المصادر أن «كلام معاوني الحريري عن قبول فرنجية أكثر من جدّي»، ولم تستبعد أن «يقوم الحريري شخصياً بدعم هذا الترشيح علناً في الأيام القريبة».