لم يصدر حتى الآن ما يمكن أن يعتبر موقفاً رسميّاً للتيّار الوطني الحر أو لأحد أبرز القياديّين فيه عن اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيّة في باريس، وما تبعه من كلام عن كوّة فتحها هذا اللقاء في جدار الأزمة الرئاسيّة.

  يؤكد بعض الذين تسنى لهم لقاء العماد ميشال عون خلال الايام القليلة الماضية ان الرجل مرتاح وهادئ الى اقصى الدرجات، وانه يتعامل مع التطور المستجد بأعصاب باردة من دون اي توتر او عصبية، خلافا للاعتقاد الشائع لدى العديد من الخصوم.. والاصدقاء. أكثر من ذلك، يُنقل عن عون قوله، وفق "السفير": في حال استطاع سليمان فرنجية ان يحوز على الاصوات النيابية المطلوبة للوصول الى رئاسة الجمهورية، فأنا سأبارك له، وسأعتبر نفسي رابحا كذلك.. ويضيف: فرنجية هو من الأشخاص الذين تتوافر فيهم مواصفات الرئيس القوي، ونحن نتشارك في القناعات والخيارات الاستراتيجية ذاتها، فهنيئا له الرئاسة إذا استطاع تأمين نصاب الحضور والتصويت لانتخابه، وواهم من يعتقد انني يمكن ان أفوّت عليه فرصة من هذا النوع.   إنما، والى جانب هذا الموقف المبدئي للجنرال، هناك بين المقربين الى عون من يبدو متأكدا من ان الحريري ومرجعيته الاقليمية ليسا بوارد الموافقة على وصول فرنجية الى قصر بعبدا، وان الاشارات الايجابية الصادرة حياله تندرج في سياق المناورة السياسية التي تكاد تكون مقتبسة عن المناورة السابقة التي أريد من خلالها إيهام عون بأن الحريري مستعد لانتخابه، قبل ان يتبين لاحقا ان ما أوحى به رئيس "تيار المستقبل" لم يتعدَّ عمليا الإطار التكتيكي الظرفي.   وفي معلومات لـ"الجمهورية" ان "التيار الوطني الحر" متريّث في التعليق على كل الحركة السياسية القائمة، في انتظار تبلور الصورة بشكل كامل واكتشاف مدى جدية العروض المطروحة.

كذلك ينظر "التيار" الى اي تسوية سياسية من منظار شامل، أي بما تتضمنه من اجوبة حول المطالب المسيحية لجهة مواصفات الرئيس، وقانون الانتخابات النيابية وتوازنات الحكومة.

  وفي هذا السياق برز موقف حمّال أوجه للوزير جبران باسيل عن الأصيل والوكيل، حيث قال: "نحن شعب مفتوح أمامه بلاد العالم، والبرهان من هاجر وعمل ونجح، وحتى في تلك الارض التي هاجروا اليها سعينا منذ الـ 2003 الى إعطائهم حقهم بالجنسية حى تحقق ذلك بعد 12 عاماً، وهم لبنانيون في الأصل، فيما أعطينا اللبنانيين غير الأصيلين الجنسية، وفي كل مرة نستبدل الأصيل بغير الأصيل، الحقيقي بالمزيف". فهل قصد باسيل بـ "الأصيل" العماد ميشال عون وبـ "الوكيل" فرنجيّة؟

MTV