ملاحقة الارهابيين مستمرة وإلقاء القبض على عناصر جديدة , والحليف الروسي يُربك الطيران اللبناني

 

السفير :

لولا أجهزة الأمن وما تبذله من جهود استثنائية في مواجهة الارهاب التكفيري، لكان عيد الاستقلال بائسا وباهتا ككل الأعياد، خصوصا في ظل طبقة سياسية رمت كل نفاياتها على مرأى من اللبنانيين، الى حد أن رائحة الصفقات وانعدام المسؤولية الوطنية.. والخفة في التعامل مع الملفات والاستحقاقات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية، تشي كلها بأن لبنان الماضي مهما كانت مسميات «المنتدبين» و «المستعمرين»، أفضل بكثير مما هو عليه اليوم!
أما في الأمن، فإن مسلسل الملاحقات يتوالى يوميا، الى حد أن عناصر شبكة تفجيرَي برج البراجنة الإرهابية تساقطوا الواحد تلو الآخر كحجارة «الدومينو»، باستثناء ثلاثة بينهم اثنان من المصنفين خطرين وهما (بلال ب.) وآخر معروف باسم «سيف الدين»، فيما تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أمس، من توقيف عنصر أمني ثان في قوى الأمن يدعى (عمر ك.)، وهو قريب المطلوب الفار (بلال ب.) المتهم بصنع الأحزمة الناسفة.
وفي موازاة ذلك، تمكن الأمن العام من توقيف المدعو (يوسف د.) في بلدة مرياطة في قضاء زغرتا، وقد اعترف بأنه ينتمي الى «جبهة النصرة»، وأن إمام أحد المساجد المعروفين جنّده وحرّضه من أجل تنفيذ عملية إنتحارية.
وعلمت «السفير» أن الأمن العام استدعى الشيخ المذكور واستمع الى إفادته، فأكد معرفته بالموقوف (يوسف د.)، وبأنه كان يصلي مع اثنين آخرين خلفه في المسجد في مرياطة، لكنه نفى أن يكون قد طلب منه تنفيذ عمل أمني أو أن يكون على صلة بأي من المجموعات الارهابية، فعاود المحققون استجواب (يوسف د.) مرات عدة فأصر على أن الشيخ المذكور هو من جنده، فتم تحويل الموقوف واعترافاته مع كامل الملف الى القضاء العسكري لينظر بالأمر، فيما ترك رجل الدين رهن التحقيق.
وقال يوسف للمحققين إن إمام المسجد أقنعه مع اثنين آخرين بتنفيذ عمل أمني، وكان يقول لهم في المسجد إن «الشيعة و «حزب الله» هم عدوّكم الأول.. أما عدوّكم الثاني فهم الجيش وقوى الأمن والأمن العام، وهم أجهزة كافرة تنكّل بأهل السنّة وترمي بهم في السجون وتقتحم منازلهم وتعتقل شبابهم».
وعندما طلب الشيخ من يوسف بأن يكون جاهزا خلال أسبوعين لتنفيذ عمل أمني بواسطة حزام ناسف، قال له الشاب إنه لا يعرف كيف يتم التعامل مع الأحزمة، فكان جواب إمام المسجد أن القصة بسيطة جدا «فقط كبسة زر».
أما الشابان الآخران، فقد تبين أنهما تمكنا من الفرار باتجاه الأراضي السورية عبر عرسال، وهما كانا قد بعثا برسائل نصية لذويهما لوداعهم وإبلاغهم قرارهما بتنفيذ عمليتين انتحاريتين.
توقيف عنصر أمني جديد
الى ذلك، علمت «السفير» الى أن العنصرين الأمنيين اللذين أوقفا وهما (شوقي س.) و(عمر ك.)، كانا مكلفين من تنظيم «داعش» بتسهيل بعض الأمور اللوجستية، بما في ذلك نقل المتفجرات والصواعق التي كانت تصل من عرسال، مرورا بالبقاع وبيروت وصولا الى طرابلس، فضلا عن نقل بعض المطلوبين والانتحاريين، وهما متحصنان بالبدلة العسكرية، وكان كل منهما يتقاضى عن كل عملية نقل حوالي 500 دولار أميركي. وتركز التحقيقات مع العنصر الأمني (شوقي. س)، على فرضية أن يكون هو أو (عمر ك.) قد سهّلا تنقلات انتحاريي برج البراجنة وصولا الى تنفيذ العمليتين الانتحاريتين قبل ثمانية أيام.
وقالت مصادر أمنية لـ «السفير» إن شبكة تفجيرَي برج البراجنة وجبل محسن قد ألقي القبض على معظمها باستثناء ثلاثة على الأقل، خصوصا بعدما تم قطع التواصل بين عناصرها الذين تم توقيفهم، ومشغليهم في عرسال أو في مدينة الرقة السورية، فضلا عن مصادرة المستودع المركزي للمتفجرات والأحزمة في القبة، لافتة الانتباه الى أن «داعش» يعتمد على تشكيل الخلايا العنقودية، متوقعة أن تفضي التحقيقات الجارية وتحليل «داتا» الاتصالات الى مزيد من المعلومات عن بعض المتورطين في هذه الجريمة.
وعلمت «السفير» أنه في الوقت الذي يتابع فيه «فرع المعلومات» كل التفاصيل المتعلقة بشبكة تفجيري الضاحية وملاحقة المتورطين فيها، وفي مقدمتهم (بلال ب.) المتواري عن الأنظار، فإن الجيش والأمن العام وقوى الامن يعملون على شبكتين إضافيتين كانتا تجندان انتحاريين لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة في أكثر من منطقة لبنانية.
وفي هذا الاطار، أوقفت استخبارات الجيش القاصر (عثمان إ.) مواليد العام 2000، الذي اعترف بحضور مندوب قضائي عن محكمة الأحداث، بأن (عمر ق.) الذي أوقف قبل فترة عرض عليه تنفيذ عملية انتحارية ضد موقع عسكري، وأنه وافق خشية أن يتعرض تنظيم «داعش» له أو لأحد أفراد عائلته، وهذا هو القاصر الثاني الذي يجنده «داعش» بعد (عيسى ع.) الذي أوقفه الأمن العام في القبة قبل فترة قصيرة.
وتشير المعلومات الى أن هذين الموقوفين يرتبطان بالمطلوب (نبيل س.) أحد رموز مجموعة الشيخ الموقوف خالد حبلص، ويعتبر اليوم من أبرز رموز «داعش» في الشمال، وكل المؤشرات تدل على أنه ما زال موجودا على الأراضي اللبنانية، فيما يرجح أن يكون زميله (طارق خ.) قد تمكن من دخول الأراضي السورية.

النهار :

شكّلت الضجة الواسعة التي أثارها طلب روسيا من سلطات الملاحة المدنية اللبنانية حظر الرحلات الجوية من مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي واليه ثلاثة أيام بدءاً من منتصف الليل الماضي، تطوراً جديداً غير مألوف لا في التعامل الديبلوماسي بين الدول ولا في التداعيات "التقليدية" الامنية والعسكرية للحرب السورية على لبنان . ومع ان وزارة الاشغال العامة والنقل رفضت بعد مراجعة رئيس الوزراء تمام سلام الامتثال للطلب الذي ورد من قيادة البحرية الروسية مباشرة الى ادارة الطيران المدني في المطار من دون المرور بوزارة الخارجية اللبنانية كما تقضي الاصول، فان "أمر العمليات" هذا اثار ردود فعل سياسية داخلية سلبية كما تسبب ببلبلة واسعة على صعيد حركة الرحلات الجوية التي باتت في الايام الثلاثة المقبلة امام خريطة جديدة من التحويلات وتغيير المسارات مع ما يستتبعه ذلك من ارباكات . وتأكد ان وزارة الخارجية لم تتبلغ رسمياً الطلب الروسي عدم استخدام المجال الجوي المقابل للاراضي اللبنانية ضمن مساحة وارتفاع محددين بهدف القيام بمناورات بحرية روسية في المتوسط بين 21 و23 تشرين الثاني الجاري، علما ان هذا الطلب جاء غداة زيارة رسمية قام بها وزير الخارجية جبران باسيل لموسكو واستمرت أياماً.
واللافت في هذا السياق ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط كان أول من كشف تلقي السلطات الملاحية اللبنانية الطلب الروسي عبر تغريدات له عصرا في حسابه بموقع "تويتر". وبنبرته الساخرة كتب جنبلاط: "وفق آخر اخبار الطيران المدني اللبناني فان الروس ابلغونا اقفال اجوائنا ثلاثة ايام لا اكثر ولا اقل، وهذا اتى بمثابة امر. فهل الوزير باسيل على علم بهذا الامر ام لا؟ يا لها من زيارة ناجحة لموسكو. لا نريد ان نصبح حيا من موسكو وهناك حد ادنى من احترام السيادة اللبنانية".
وقال مصدر وزاري لـ"النهار" إن الرئيس سلام أبلغ وزيري الخارجية والاشغال اللذين لم يكونا على علم بالطلب الروسي، رفض لبنان هذا الطلب الذي أبلغته البحرية الروسية للطيران المدني اللبناني في شأن مناورات تؤثر على الملاحة الجوية في لبنان، وقال: "نحن دولة مستقلة ذات سيادة. وإذ نتفهم الضرورات العسكرية الروسية، نتمسك بالقرار الوطني من دون السعي الى افتعال أزمة ديبلوماسية حرصاً على العلاقات الثنائية والجيدة مع روسيا". وأوضح المصدر أن موقف رئيس الوزراء يعني عدم تعليق الطيران اللبناني رحلاته وما اتخذته إدارة الطيران المدني هو لاسباب تقنية فقط. وأضاف ان السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين لم يكن على علم بتدبير البحرية الروسية وكان في صدد تقديم اعتذار الى المراجع اللبنانية المعنية.

تغيير المسارات
وعقب اجتماعات اتخذت طابعاً طارئاً في مطار رفيق الحريري الدولي، اعلن الوزير زعيتر رفض لبنان الطلب الروسي، فيما فهم ان هذا الطلب ابلغ الى دول اخرى في المنطقة منها قبرص وتركيا. وانشأت وزارة الاشغال خلية عمل طارئة لاتخاذ الاجراءات اللازمة والاتصال بالمنظمة الدولية للطيران المدني والسلطات المختصة في مجال الطيران " بما يضمن استمرار حركة الاقلاع والهبوط في المطار مع مراعاة "أقصى درجات السلامة العامة". وبينما أعلن المدير العام للطيران المدني بالتكليف ابرهيم ابو عليوى ان حركة مطار رفيق الحريري الدولي ستسير في شكل طبيعي اوضحت ادارة شركة طيران الشرق الاوسط ان كل رحلاتها المقررة اليوم ستقلع في المواعيد المحددة لها كالمعتاد وان بعض الرحلات الجوية المتجهة الى دول الخليج العربي والشرق الاوسط ستستغرق وقتاً أطول بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة. وقالت مصادر ملاحية في المطار لـ"النهار" ان كل الاجراءات اتخذت لتأمين مسارات جديدة وآمنة للرحلات بحيث تتجه نحو الصرفند ومنها الى قبرص وان هذه المسارات سيترتب عليها فقط زيادة مدة الرحلات نحو ثلاثة ارباع الساعة الى دول أوروبا والخليج العربي.
وصرّح النائب مروان حماده لـ"النهار" بأن "ما جرى بالامس فضيحة دولية إن بالتعامل الروسي مع الدولة اللبنانية أم بتعامل دولتنا مع هذا السلوك الروسي، إلا إذا كانت زيارة وزير الخارجية لموسكو تهيئة لحصار جوي على لبنان وعلى لبنانيّي الانتشار تشجيعا لتطبيق قانون استعادة الجنسية".

 

الاستقلال
الى ذلك وعشية ذكرى الاستقلال غدا التي سيغيب عنها للسنة الثانية العرض العسكري التقليدي لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، يقام في العاشرة صباح اليوم احتفال حاشد في مناسبة "يوم العلم" يدشن فيه المعلم الوطني الخاص بهذه المناسبة وذلك في رعاية الرئيس سلام وبمبادرة من مؤسس عيد العلم وزير الاتصالات بطرس حرب. وسيقام الاحتفال الذي يتوقع ان يحضره حشد رسمي وسياسي في نزلة فندقي فينيسيا ومونرو في بيروت. واصدرت وزارة الاتصالات طوابع بريدية خاصة بعيدي العلم والاستقلال.

 

المستقبل :

خيّمت على «الأجواء» اللبنانية مساء أمس بلبلة إعلامية وسياسية مع اللحظات الأولى لتسريب نبأ تسلّم المديرية العامة للطيران المدني «برقية روسية عاجلة» تتضمن الطلب منها عدم استخدام المجال الجوي المقابل للأراضي اللبنانية ضمن مساحة وارتفاع محددين لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من الساعة الثانية من بعد منتصف الليلة الماضية بداعي تنفيذ مناورات بحرية في المتوسط. وبعد عمليات مد وجزر على ضفاف المناورة الروسية، عادت الأجواء لتنتظم بفعل مسارعة المسؤولين المعنيين في المطار إلى تعديل مسار الرحلات من وإلى لبنان عبر خط الصرفند جنوباً بالتنسيق مع مديرية الطيران المدني في قبرص لتحديد مسار آمن للطيران اللبناني باتجاه أوروبا، وسط تأكيد المدير العام للطيران المدني بالتكليف المهندس ابراهيم أبو عليوى أنّ حركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي «ستسير بشكل طبيعي وعادي» بعد التدابير المتخذة.
وأوضحت مصادر معنية في المطار لـ«المستقبل» أنّ المسؤولين في إدارة الطيران كانوا قد سارعوا إلى إبلاغ رئيس الحكومة تمام سلام بتسلّم برقية صادرة مباشرةً عن البحرية الروسية وليس عبر القنوات الديبلوماسية وهي تعتبر بمثابة «إخطار» بضرورة عدم استخدام مسارات معينة في المتوسط سيتم استخدامها في مناورات عسكرية روسية خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ولفتت المصادر إلى أنّ عدم المبادرة إلى تبديل المسارات الجوية من وإلى مطار بيروت كان ليؤدي إلى إقفال المطار طيلة مدة هذه المناورة، ومن هنا وقع الخيار على استبدال المسارات العادية للطيران بخط الجنوب ذهاباً وإياباً.
بدوره، لفت وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر إلى أنّه بالتوازي مع رفض الطلب الروسي تم تأمين خط جوي بديل فوق الصرفند لتأمين استمرارية الملاحة الجوية اللبنانية موضحاً لـ«المستقبل» أنّ استخدام هذا الخط يفرض بعض التدابير الخاصة بتنظيم سير الرحلات وقال: «قررنا خفض مستوى رحلات الطيران العارض(charter flights) خلال الأيام الثلاثة المقبلة نظراً لكون هذا الخط لا يحتمل ضغطاً جوياً متزامناً بين الطيران الرسمي والعارض». ورداً على سؤال، أجاب: «تواصلنا مع المسؤولين الروس حول الموضوع وأرسلنا كتب احتجاج إلى السلطات الروسية وكتباً مماثلة إلى المؤسسات الدولية المعنية».
وكانت وزارة الأشغال العامة والنقل قد أكدت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي بُعيد عقد زعيتر اجتماعاً موسعاً مع المعنيين في المديرية العامة للطيران المدني في مبنى المطار أنه «بعد ورود برقية عاجلة من جانب السلطات الروسية بتاريخ 20/11/2015 وحيث إن هذا الاجراء سيؤثر على حركة الاقلاع والهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي نتيجة اقفال مسارات معينة، قامت الوزارة بإنشاء خلية عمل طارئة لاتخاذ الاجراءات اللازمة والاتصال بمنظمة الطيران الدولي والسلطات المختصة في مجال الطيران، بما يضمن استمرارية حركة الاقلاع والهبوط في المطار مع مراعاة أقصى درجات السلامة العامة».

الديار :

رفضت الدولة اللبنانية طلباً روسياً تقدمت به البحرية الروسية الى ادارة الطيران اللبناني، باغلاق الاجواء اللبنانية لمدة 3 ايام، ابتداء من منتصف ليل امس، بسبب اجراء القوات الروسية مناورات بحرية واسعة في البحر المتوسط وقبالة الشاطىء السوري، وقد اوجدت خطا جويا آمناً من صيدا الى قبرص، كما افاد المدير العام لشركة طيران الشرق الاوسط «ميدل ايست» محمد الحوت لـ «الديار». وقال: ان «الشركة لديها واجبات امام مواطنيها ولا يمكن ان تتوقف عن الطيران». وعلى هذا الاساس لقد تعاونت السلطات اللبنانية مع السلطات القبرصية لفتح خط جوي من صيدا الى قبرص، مشيرا الى ان هذا الخط الجوي موجود وهو قديم العهد والان نعيد احياءه نظرا للظروف.
واضاف: بسبب المناورات الروسية البحرية، وبسبب الازدحام في استخدام خطوط الطيران، قد يحدث تأخير في اقلاع طائرات، ولكن لن يتوقف عملها.
وحول حركة الطيران الدولي الى مطار رفيق الحريري الدولي، قال الحوت انه لم يتبلغ من الشركات الاجنبية اي خبر عن وقف رحلاتها، الا انه مسؤول فقط عن حركة شركة طيران الشرق الاوسط لا غير.
وتعقيبا على كلام الحوت لـ «الديار»، اعلنت شركة «الميدل ايست» ان كل رحلات السبت، اي اليوم، ستقلع في مواعيدها، وبعض الرحلات إلى الخليج والشرق الأوسط ستستغرق وقتا أطول.
وكان وزير الاشغال غازي زعيتر قد عقد اجتماعا مع رئيس المطار ومدير عام الطيران المدني لدرس امكان عدم وقف الملاحة الجوية والاستعاضة عن مسلك الشمال بمسلك الجنوب فوق الصرفند.
وكانت السلطات المختصة في مطار بيروت تلقت امس برقية من البحرية الروسية تفيد بأن البحرية الروسية في صدد إجراء تمارين ومناورات بحرية بموجب احداثيات محددة، وذلك لمدة ثلاثة ايام، ابتداء من منتصف امس، وإن ذلك من شأنه ان يؤثر بشكل مباشر في المجال الجوي اللبناني وفي حركة الطيران من والى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وفي الاجواء اللبنانية، ما يؤدي الى تعليق الحركة الجوية بشكل شبه كامل.
الطلب الروسي خلق ارباكاً لدى المسؤولين. واعلنت وزارة الخارجية انها لم تتلق اي طلب من وزارة الخارجية الروسية في موضوع الطلب من ادارة الطيران المدني عدم استخدام المجال الجوي المقابل للاراضي اللبنانية ضمن مساحة وارتفاع محددين.
وعلى الفور، اجرى الوزير غازي زعيتر اتصالين بالرئيسين نبيه بري وتمام سلام، واعلن زعيتر «اننا رفضنا طلب السلطات البحرية الروسية لما فيه انعكاس على حركة الطيران في مطار بيروت»، مشيراً إلى «اننا أبلغنا البحرية الروسية قرارنا».
أوضح أن الطلب الروسي كان بتغيير مسار الطيران المدني فوق المياه الإقليمية وليس فوق لبنان «فلا يحق لأحد أن يمنعنا من الطيران فوق أرضنا، مؤكداً أن الرفض جاء بسبب تأثر حركة الملاحة في مطار بيروت.
وأوضح زعيتر أن السلطات اللبنانية تعمل على معالجة الموضوع، مشيراً إلى أنها أبلغت رفضها في البداية بسبب عرقلة هذا الإجراء حركة الطيران، لكنه لفت إلى أن الروس مصرون ونحن نعمل على المعالجة عبر الاتصالات المدنية مع قبرص التي رفضت في البداية العرض اللبناني.
وليلاً، عقد اجتماع موسع في مطار بيروت الدولي، تم فيه الاتفاق على اغلاق مسارب الطيران الخمسة العادية التي يعتمدها لبنان، لكن تم ايجاد خط جوي آمن من صيدا الى قبرص، مع تجنب المرور فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة لابقاء حركة الطيران عادية.
كما أفاد سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة أن «المفاوضات بين مدير شركة الميدل إيست في قبرص الدكتور نبيل أبو جودة ومديرية الطيران المدني في قبرص، انتهت الى تحديد مسار طيران آمن للطيران اللبناني، إثر المناورات البحرية الكبيرة التي ستجريها البحرية الروسية في منطقة الشرق الأوسط، ويتحدد هذا الخط من المنطقة الجنوبية».
علما ان الطلب الروسي شمل سوريا والاردن وتركيا واسرائىل.

الاجراءات الامنية المشددة في الجنوب

الموضوع الامني ما زال يحتل حيز الصدارة من قبل المسؤولين مع تساقط الرموز الارهابية المشاركة في تفجيري برج البراجنة. وافيد عن خطة امنية للجنوب تشمل صيدا والنبطية وصور. وقد اتخذت امس اجراءات غير مسبوقة وخصوصا على مداخل المساجد والساحات العامة.
وقد حققت الاجهزة الامنية انجازات امس، وتحديدا في طرابلس وعاليه، كما أنقذ الامن العام لبنان من تفجير انتحاري.

الامن العام احبط تفجيرا انتحاريا

«صيد ثمين» وقع في قبضة الامن العام اللبناني، في اطار الضربات الاستباقية للمجموعات الارهابية. فقد اوقف الامن العام اللبناني (ي -د) في طرابلس، على خلفية معلومات عن انتمائه الى تنظيم ارهابي والتحضير للقيام بتفجير ارهابي. وحسب المعلومات، اعترف الموقوف بأنه كان ينوي بعد اسبوعين تنفيذ عملية انتحارية. وانه كان ينتظر تحديد الهدف من قبل مشغليه الارهابيين. وقد انهى استعداداته للقيام بعمليته الانتحارية بواسطة حزام ناسف واعترف بانتمائه الى تنظيم جبهة النصرة. اما على صعيد تفجيري برج البراجنة، فقد اوقفت شعبة المعلومات لبنانياً وسورياً على خلفية التفجيرين وتم القبض على اللبناني في طرابلس. اما السوري م - خ فقد اوقف في عاليه بعد مطاردة مع القوى الامنية، وتبين انه احد مساعدي قائد عملية برج البراجنة عبد الكريم الشيخ. واعترف انه كان علم بالتفجيرين في برج البراجنة، وعلى تواصل مع الارهابي ابراهيم رايد. واشارت القوى الامنية الى ان كل المتفجرات التي نقلها رايد باتت في قبضة شعبة المعلومات.

 

الجمهورية :

إستحوذ الطلب الروسي من لبنان بتحويل مسار رحلاته الجوية بسبب مناورات بحرية في البحر المتوسط بكل الاهتمام السياسي، فأضحت كل الملفات الأخرى، على أهميتها، ثانوية، نظراً للطابع المفاجئ للقرار، وفي ظل الخشية التي برزت في الساعات الأولى من أن يؤدي هذا الطلب إلى عزل لبنان عن العالم، لأنّ مسارات الرحلات الجوية التي يعتمدها لبنان محدودة بسبب الحرب السورية من جهة، والعداء مع إسرائيل من جهة أخرى، ولكن سرعان ما تبدّد الالتباس مع إعلان إدارة الطيران المدني اللبناني عن «سلوك مسار جوّي جديد بين لبنان وقبرص»، وإنشاء وزارة الأشغال «خليّة عمل طارئة لاتّخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية حركة الإقلاع والهبوط في المطار وفقاً لشروط السلامة العامة»، وتأكيد المدير العام للطيران المدني بالتكليف المهندس ابراهيم ابو عليوى أنّ «حركة مطار بيروت ستسير بشكل طبيعي وعادي». وإذا كان المسار التقني تَحدّد وتوضّح، إلّا أنّ الالتباس الفعلي كان في الموقف الرسمي الذي لم يسارع إلى تطمين الشعب اللبناني، ولا إلى استدعاء السفير الروسي لاستيضاحه الخلفية الكامنة وراء طلب دولته. وإزاء كلّ ما يشهده لبنان من تطورات تأتي ذكرى الاستقلال الـ 72 حزينة في ظلّ الفراغ الرئاسي للسنة الثانية على التوالي وغياب العرض العسكري التقليدي والاستقبالات في القصر الجمهوري وفي لحظة أمنية دقيقة وسياسية مأزومة، الأمر الذي دفعَ بقائد الجيش العماد جان قهوجي إلى طمأنةِ اللبنانيين من خلال أمر اليوم بأنّه على ثقة بأنّ العسكريين «لن يسمحوا بإسقاط مؤسسات الدولة، وقادرون على مواكبة مختلف الاستحقاقات الدستورية والوطنية المرتقبة بجهوزية أمنية كاملة». واللافت هذه السَنة الملصَق الذي أطلقَته المؤسسة العسكرية في ذكرى الاستقلال، والذي جاء بتوجيه مباشَر من قائد الجيش، ويُجسّد روح الانفتاح التي تتحلى بها المؤسسة العسكرية، وحرصها البقاء على مسافة واحدة من جميع أبناء الوطن، وتأكيدها باستمرار بأنّها الحاضنة لكلّ اللبنانيين بمعزل عن مذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم ومشاربهم. ي تطور لافت في توقيته ومضمونه، تفاجأ لبنان ببرقية روسية وصلت من البحرية الى «هيئة الطيران المدني» في مطار رفيق الحريري الدولي تبلغها فيها انّها ستقوم بمناورات بحرية خلال الأيام القليلة المقبلة في عرض البحر، خارج المياه الاقليمية اللبنانية، ما قد يؤثر على حركة الملاحة الجوية في المنطقة عموماً واللبنانية خصوصاً. ومن هنا طالبَت البحرية الروسية من مديرية هيئة الطيران المدني في بيروت تحويل المسارات لمدّة 3 أيام ابتداءً من منتصف ليل أمس حتى انتهاء المناورات.
ورفضَ لبنان بدايةً هذا الأمر، كون المسارات الثلاثة التي يسلكها الطيران المدني تمرّ عبر المنطقة التي طلبَت روسيا حظرها جوياً. لكن بعد نقاشات واجتماعات ونصائح دولية ومحلية تلقاها الجانب اللبناني بالتجاوب مع هذه البرقية حفاظاً على سلامة طيرانه المدني لجأت مديرية الطيران الى مسار لا يُتّخذ إلّا في الحالات الطارئة كونه قريباً للأجواء الاسرائيلية. فطلب لبنان من السلطات القبرصية التواصل مع إسرائيل لتأمين سلامة هذا الخط 3 أيام وعدم التعرّض للطائرات. فنَقلت قبرص موافقة إسرائيل. علماً أنّ البرقية الروسية وصلت أيضاً الى قبرص وإيران وإسرائيل ومصر وتركيا.
زعيتر
وقال وزير الاشغال العامة غازي زعيتر لـ«الجمهورية» إنّ «لبنان أخَذ ضمانات من قبرص بأنّ إسرائيل لن تتعرض للطيران اللبناني ولن تجري مناورات على هذا الخط الجوي»، وتغيير المسار سيرتّب فقط تأخيراً محدوداً على بعض الخطوط الجوية».
وأضاف: «البرقية كانت مفاجئة تتحدّث عن مناورات بحرية من صفر الى 60 ألف قدم وتحظِّر الطيران في هذه المنطقة، وأمام لبنان حتى منتصف الليل لأخذ إجراءاته على مدة 3 أيام؟ فماذا نفعل في هذه الحال؟
لم يكن أمامنا سوى الرفض مباشرةً، تماما كما فعلت قبرص، وأرسلنا برقية احتجاج، ولكن عدنا وأوجدنا مساراً بديلاً بعدما أصرّ الجانب الروسي على طلبه، لعدم تعريض سلامة المسافرين للخطر، وأبدينا تعاوناً مع طلبه».
وأكّد زعيتر «أن لا أبعاد لهذا العمل سوى ما ذكرَته البحرية الروسية في برقيتها».
وزارة الدفاع الروسية
وفيما أوضحت وزارة الخارجية والمغتربين مساء أمس انّها لم تتبلّغ رسمياً من القنوات الرسمية الديبلوماسية الروسية موضوع الطلب، يُذكر أنّ وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنَت قبل نحو شهرين إجراء مناورات عسكرية بحرية هذا الشهر، وقالت في بيان إنّ «ثلاث سفن حربية ستشارك في المناورات التي ستشهد إجراء أكثر من أربعين تدريبا»، وأوضحت أنّ «المناورات تشمل المدفعية والمضادات الجوية».
وبحسب وزارة الدفاع فإنّ الطرّادة قاذفة الصواريخ «موسكفا» التابعة للأسطول الروسي عبرت مضيق البوسفور للمشاركة في هذه المناورات التي تشمل أيضاً سفينة إنزال ومدمّرة. وهذه المناورات ستجرى بين مرفأ طرطوس السوري وقبرص.
زاسبكين لـ«الجمهورية»
وفي وقتٍ علمت «الجمهورية» أنّه لم يكن هناك أيّ تعليق من السفارة الاميركية في بيروت على الطلب الروسي، أوضَح السفير الروسي الكسندر زاسبكين لـ»الجمهورية» أن لا معلومات لديه حول هذا الموضوع، وأنه فوجئ بالخبر، وقد اطّلعَ عليه عبر الانترنت، ولم يمرّ عبر السفارة الروسية في لبنان، واستغربَه بشدّة، فهو قرار غريب ويلفّه الغموض بشكل كامل. وأكد أنّه لم يتبلّغ رسمياً من الدوائر الروسية بهذا الطلب، مشيراً إلى أنّه سعى للحصول على إيضاحات بشأنه».
مصدر عسكري رفيع
من جهته، أكّد مصدر عسكري رفيع لـ»الجمهورية» أنّ «قيادة الجيش تبلّغت هذا الأمر من الحكومة اللبنانية، ولم يحصل أيّ تواصل أو اتّصال عسكري مباشر بين الجيش والقيادة العسكرية الروسية أو إعطاء علم بهذا الموضوع».
وأشار المصدر الى أنّ «العملية عبارةٌ عن مناورة بحرية روسية، ولم تتبلّغ قيادة الجيش نيّة موسكو القيام بعملية جوّية على حدود السلسلة الشرقية الفاصلة مع سوريا، أو توجيه ضربات لتنظيمَي «داعش» والنصرة»، أو انطلاق الطائرات الحربية الروسية من حاملات الطائرات في البحر وخرق الأجواء اللبنانية لتنفيذ ضربات على الحدود أو داخل سوريا»، مؤكّداً أنّ «قبول إقفال الأجواء الجوّية أو عدمه يعود الى الحكومة اللبنانية».
الحوت
وأوضَح رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الاوسط» محمد الحوت: «أنّ المسارات الجوية اللبنانية هي مِن مسؤولية الدولة في لبنان، وشركة «الميدل ايست» ستلتزم بأيّ قرار تتّخذه الدولة اللبنانية وستتقيّد به».
وبدورها أعلنَت «الميدل إيست» أنّه «استناداً إلى التعميم الصادر عن إدارة الطيران المدني اللبناني في شأن سلوك مسار جوّي جديد بين لبنان وقبرص، فإنّ كلّ رحلاتها ليوم غدٍ السبت (اليوم) ستقلِع في المواعيد المحددة لها كالمعتاد، وإنّ بعض الرحلات الجوية المتوجهة إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط» سوف تستغرق وقتاً أطول، بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة».
صفيرلـ«الجمهورية»
وأوضَح الأستاذ في القانون الدولي المحامي الدكتور أنطوان صفير لـ»الجمهورية» أنّ القانون الدولي يفرض التعامل بين الدول عبر وسائل محدّدة، إمّا دبلوماسية أو قضائية، وفي حال وجود اتفاقات عامة أو ثنائية فإنّ هذا التعامل يتم وفق القنوات التي تحددها هذه الاتفاقات، ورأى أنّ هذا الطلب إذا كان أتى الى السلطات عبر مطار بيروت فإنّنا نكون أمام تعاطي روسي رسمي مع مرفق عام لبناني بلا المرور بالقنوات المتعارف عليها، وهنا تبقى المفارقة بأنّ هذا الطلب يأتي في سياق أمني عسكري، وبالتالي فهو يتعلّق بالأمن القومي اللبناني ويوجب بأن يكون الجيش اللبناني على بَيّنة منه لدراسته والتنسيق مع الجانب العسكري الروسي.
وفيما أوضَح بأن لا سابقة من هذا النوع على الصعيد الدولي، رأى أنّ الدول تطلب إقفال موانئ أو مطارات في أزمنة الحرب، في حين أنّ لبنان لا يعيش حال حرب، وإنْ كان متأثّراً بالحرب الدائرة في سوريا، ولفتَ الى أنّ لبنان ليس ملزَماً قانوناً بإجابة طلب روسيا، لكنّ الواقع السياسي والعسكري والاعتبارات الأدبية، تفرض موافقتَه، إنّما يبقى عليه أن يوازن بين هذه الاعتبارات وبين سيادته.
جنبلاط: لا نريد أن نصبح حيّاً من موسكو
وغرّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر»، قائلاً: «وفقَ آخِر أخبار الطيران المدني اللبناني، فإنّ الروس أبلغونا إقفالَ أجوائنا لثلاثة أيام لا أكثر ولا أقلّ، وهذا أتى بمثابة أمر. فهل الوزير باسيل على عَلم بهذا الأمر أم لا؟ يا لها من زيارة ناجحة لموسكو».
أضاف: «لا نريد أن نصبح حيّاً من موسكو، وهناك الحد الأدنى من احترام السيادة اللبنانية».
حمادة
وفي المواقف من الطلب الروسي، قال النائب مروان حمادة لـ»الجمهورية»: «ما ترتكِبه روسيا في حقّ دول الشرق المتوسط وعلى رأسها لبنان الذي ليس طرفاً في ايّ نزاع، هو فضيحة دولية يجب ان تحاسَب عليها عبر مجلس الامن، وطلب تعويضات، ونحاسب عليها داخلياً، عبر الحركة غير الموفّقة وشبه التآمرية التي قام بها وزير الخارجية جبران باسيل في موسكو وكلامه «الشاندي باندي». إنّ مجرّد ترويج خبر إغلاق الأجواء اللبنانية هو حصار لبَلد وشعب لم يسبق عليه أحدٌ إلّا العدوّ الاسرائيلي».

الاخبار :

أوقف الأمن العام إرهابياً لبنانياً في البقاع، كان يتهيّأ للقيام بعملية انتحارية في جبل محسن خلال أسبوعين. سياسياً، أكّدت مصادر لـ«الأخبار» حدوث اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في منزل رجل الأعمال جيلبير شاغوري في باريس

  

استمر نشاط الأجهزة الأمنية لكشف الشبكات الإرهابية وإحباط العمليات التي تستهدف الأمن اللبناني، وسجل الأمن العام في هذا السياق إنجازاً جديداً أمس، بتوقيف اللبناني يوسف د.، المرتبط بـ«تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، والمكلّف بتنفيذ عملية انتحارية.

وعلمت «الأخبار» أن الموقوف في العقد الثالث من العمر، وهو واحدٌ من خلية تضمّ ثلاثة إرهابيين تنشط في الشمال اللبناني، وسبق أن تلقى دروساً دينية في مدينة طرابلس، وتمّت تعبئته للقيام بهجمات ضدّ حزب الله والأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية. وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن «رفيقَيْ يوسف اختفيا قبل فترة قصيرة في جرود عرسال، فيما تمّ استدراجه إلى البقاع حيث ألقي القبض عليه». وبنتيجة التحقيقات، تمّ تحديد الشخص الذي جنّد يوسف وباقي أفراد الخلية، وهو لبناني من الشمال أيضاً. واعترف يوسف بأنه كان ينوي القيام بعملية انتحارية تستهدف جبل محسن في غضون أسبوعين، وأنه كان ينتظر أن يتسلّم حزاماً ناسفاً وأن يتمّ تحديد الهدف الدقيق له.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان لها توقيفه، وأنه اعترف بـ«انتمائه إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وأنه كان بصدد التحضير لتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف، وبعد انتهاء التحقيق معه أحيل إلى القضاء المختص».
في السياق نفسه، تجري الأجهزة الأمنية وحزب الله سلسلة إجراءات جديدة على الحدود اللبنانية مع سوريا بهدف الحد من عمليات تهريب الأفراد عبر الحدود، بعد المعلومات الأخيرة التي كشفت عنها التحقيقات في التفجيريين الإرهابيين اللذين استهدفا برج البراجنة، واعترافات عددٍ من الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية.

تمّ تحديد الشخص
الذي جنّد يوسف د. وباقي
أفراد الخلية
وتعليقاً على ما بثته قناة «الجديد» أول من أمس عن التهريب عبر معبر مطربة الحدودي في الهرمل، وكيفية قيام المهرب عدنان سرور بإدخال الإرهابي إبراهيم الجمل (الذي أوقفه فرع المعلومات في طرابلس فجر يوم تفجير برج البراجنة المزدوج) من الرقة إلى لبنان عبر تدمر ثم الهرمل، قالت مصادر من المنطقة الحدودية في الهرمل، وأخرى مقربة من حزب الله، إن «تقرير القناة يتضمّن عدداً من المغالطات والافتراضات». وأشارت المصادر في مسألة الدخول من سوريا إلى لبنان، إلى أن «الإجراءات الأمنية تختلف من الجهتين، وهي في الجهة السورية غيرها في الجهة اللبنانية، وفي المناطق الحدودية غيرها في المناطق البعيدة عنها». وأشارت إلى أن الإجراءات «التي يراها البعض متراخية»، و«هي ليست كذلك»، تخضع لاعتبارات عدة. وتشرح المصادر أن «معبر مطربة الحدودي يقع فوق ساقية مياه، من الجهة اللبنانية يضبطها حاجز للجيش اللبناني، ومن الجهة السورية حاجز للجيش السوري، ويتم الدخول إلى المناطق السورية عبر المعبر من خلال البطاقات المدنية للموجودين في المنطقة نظراً إلى طبيعة المنطقة المتداخلة، فهناك من يدخل ويخرج من السوريين واللبنانيين الذين يقطنون المنطقة، وهؤلاء جميعاً باتوا معروفين لدى الحاجزين اللبناني والسوري». ولفتت إلى أن «مُعدّ التقرير دخل مع أحد الاشخاص من آل جعفر، وهو معروف لدى الحاجزين السوري واللبناني، ويمر عليهما بشكل يومي، لذلك بات معروفاً لدى الحاجزين فكان مروره يسيراً». كما أن الجولة شملت بلدة زيتا، الواقعة داخل الأراضي السورية، فيما سكانها لبنانيون، «وهم يعبرون الحدود بواسطة الهوية بعد التثبت منها، حيث يتم الدخول والخروج بشكل عادي». وأكّدت المصادر أنه «لو شملت الجولة قرى أخرى في القصير، لكانت نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري والمقاومة ضبطتها، فالإجراءات الأمنية في تلك المناطق مختلفة كلياً، وخصوصاً أنها لا تزال تعد منطقةً عسكرية».