لا أفق قريب في التسوية في لبنان ما دام الحل في سورية بعيدا , تصريحات أوباما تعرقل الحل بوجود الاسد

 

السفير :

ليس خافيا على أحد أن اسم سليمان فرنجية مطروح لرئاسة الجمهورية. أقله، لا يخفى على أحد في الدوائر الضيقة لكل من الفريقَين الآذاريَّين أن الزعيم الماروني الشمالي يملك من العناصر والمزايا التي تجعل اسمه على لائحة «المرشحين الجديين»، خصوصا في ظل موازين القوى الراهنة لبنانيا وإقليميا، وهو خيار ارتفعت حظوظه بعد «عاصفة السوخوي» الروسية في سوريا.. ولكن.
ماذا يعني تسريب خبر عن لقاء عُقِد بين النائب سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري في باريس، أمس، وماذا يعني نفي الأمر من الجانبَين المعنيَّين وبسرعة غير مألوفة، بالمقارنة مع خبر لقاء الحريري وميشال عون في أوروبا قبل نحو سنتَين تقريبا؟
المتداول في بيروت أن فرنجية أبلغ المحيطين به أنه منذ الثلاثاء في باريس في «زيارة خاصة»، أما الحريري، فقد عاد قبل أيام الى باريس لمشاركة عائلته في مناسبة اجتماعية خاصة، لكن اللافت للانتباه أن بعض مستشاري رئيس الوزراء السابق كانوا ملتزمين مسبقا بالسفر إلى باريس يوم الثلاثاء الماضي، وعلى هذا الأساس، تأجلت جلسة الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل» حتى مطلع الأسبوع المقبل، في انتظار عودة نادر الحريري.. وأيضا أحد أعضاء وفد «حزب الله» من زيارة خارجية إلى بيروت.
هذا في المواعيد، لكن في السياسة، لم يكن ممكنا الفصل بين التسريب وبين المناخات الإيجابية التي أعقبت تفجيرَي برج البراجنة، وما رافق ذلك من سياسة «فتح الأبواب» على التسوية السياسية التي دعا إليها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ورد عليها الرئيس الحريري بصورة إيجابية نسبيا.. حتى أن أحد معاوني الأخير، يؤكد أن رد زعيم «المستقبل» على دعوة نصرالله، التي لم تَرْقَ بعد إلى حدود المبادرة المتكاملة، «كان جاهزا قبل تفجيرَي برج البراجنة في 12 تشرين الحالي، لكن الجريمة استدعت التسريع بإصدار الموقف وأعطته بعدا سياسيا وإنسانيا ومعنويا».
التسريب عبر «ليبان كول»
لم تكد خدمة «ليبان كول» الإخبارية تبث الخبر، صباح أمس، عبر تطبيقها الإلكتروني المسموع والمقروء، حتى انهالت على القيمين عليها الاتصالات من بيروت وباريس للاستفسار عن المصدر الذي سرّب.. وصولا إلى مطالبة القيمين على الخدمة بنفي أصل الخبر، وعندما تعذر التجاوب، كان لا بد من نفي يصدر بلسان كل من فرنجية والحريري عبر شاشة «ال. بي. سي» تولاه المستشارون، بفارق دقائق قليلة جدا، وهو أمر غير مألوف سابقا، إن دل على شيء، إنما على عدم وجود مصلحة للرجلَين في تعميم خبر اللقاء حتى لو كان قد عُقِد، بدليل الحرص المتبادل على «النفي المطلق».
وكان لافتا للانتباه أن حلفاء الإثنين، وتحديدا فرنجية، تعمدوا النفي من بيروت، لكن ذلك النفي لم يبدد قلق من راح يسأل من المرشحين الرئاسيين، من هنا وهناك، لأجل الحصول على الخبر اليقين، وعندما تعمدت «ليبان كول» بث خبر تؤكد فيه تمسكها بحصول اللقاء، زاد التشويق والغموض في آن معا.. وحتما لم تغمض عيون بعض المرشحين الليلة الماضية!
حتى الآن، تتصرف «8 آذار» على قاعدةِ أنَّ هذا التسريبَ لواقعةٍ لم تحصل هدفُهُ الأساس محاولة إحداث شرخ في العلاقة داخل هذا الفريق السياسي، وخصوصا بين العماد ميشال عون والنائب فرنجية الذي ما زال يحتفظ وأعضاء كتلته بانتمائهم إلى «تكتل التغيير والإصلاح»، حتى أن سليمان فرنجية رددها أكثر من مرة «مجنون من يراهن على خلافي مع الجنرال عون.. ويخيطوا بغير هذه المسلة».
ولعل ميزة فرنجية أنه من السياسيين اللبنانيين القلائل الذين يملكون جرأة قول الأشياء كما هي من دون مواربة أو مداراة، ولذلك، اعتاد حلفاؤه عليه يشيد حيث يجب، وينتقد عندما يرى أن في ذلك فرصة لتصحيح خلل ما. هذه القاعدة تسري أيضا على الخصوم، الذين يقدرون له هذه الميزة، وفي الوقت نفسه، إصراره على إبقاء خطوطه مفتوحة مع الجميع من دون أن يغادر ما يسميه «الخط السياسي»، ناهيك عن كونه إبن النظام ومن طينة السياسيين القادرين على عجن التسويات، من دون أن يغامر بتنازلات تمس ثوابته الوطنية والعربية ولا مسيحيته التي يتباهى بها عنوانا للانفتاح على الآخر وليس للانغلاق تحت أي مسمى كان.
حكاية التواصل مع بنشعي
قبل نحو شهرَين تقريبا، بدأت حلقة ضيقة من المستشارين في الفريق الحريري تتداول إمكان وجود فرصة لـ «التسوية الداخلية»، انطلاقا من رؤية شاملة للملف اللبناني بكل أبعاده الإقليمية. كان الاستنتاج المشترك بين هؤلاء أنه لا بد من محاولة جس نبض الفريق الآخر. «كلمة السر» ـ المفتاح هي الآتية: هل انتم مستعدون للتخلي عن ترشيح ميشال عون والقبول بفرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية في إطار سلة سياسية متكاملة تضمن عودة سعد الحريري إلى لبنان وتحمله مسؤولية رئاسة الحكومة؟
تبرع «الفدائي» الدكتور غطاس خوري، من موقعه «الأكثر براغماتية» في الفريق الحريري لهذه المهمة. طلب موعدا لزيارة بنشعي، ولم تَمْضِ ساعاتٌ حتى استقبله سليمان فرنجية. رمى خوري الفكرة، غير أن فرنجية، وعلى جاري عادته وسرعة بديهته، أجاب ضيفه بأن «الجنرال» هو مرشح فريقنا، لكنه طلب من خوري أن يراجع مرجعيته، ويعود بتصور واضح، على أن تكون الكلمة الفصل لكل «فريقنا السياسي».
انتهى اللقاء من دون ضجيج إعلامي، وبدا الجانبان حريصين على عدم التداول بالأمر إعلاميا. كان يُفترَض أن يكمل خوري مهمته، غير أنه انقطع فجأة عن المتابعة، لكن اللافت للانتباه أن بعض المحيطين بالحريري من بيروت، وخصوصا أحد الوزراء المخضرمين كان يردد علنا أنه لا شيء يمنع القبول بترشيح فرنجية، في إطار صفقة سياسية شاملة، ولكن ظروفها غير ناضجة حتى الآن.

النهار :

مع أن وقع بيانات مجلس الامن ومواقف الامم المتحدة من الواقع في لبنان وخصوصا في ما يتعلق بأزمة الفراغ الرئاسي، لم يكن أفضل من الضغوط الأخرى التي فشلت في وضع حد لهذه الازمة منذ 18 شهرا، اكتسب البيان الاخير الذي أصدره المجلس دلالات بارزة، إذ خصص لاعلان موقف اجماعي من التفجير المزدوج في برج البراجنة ومن ثم اعادة التشديد على انتخاب رئيس للجمهورية. وعشية احياء الذكرى الـ72 للاستقلال التي ستمر للمرة الثانية وسط فراغ رئاسي بدا المشهد الداخلي منشدّاً الى الهواجس الامنية في ظل موجة شائعات جوالة واكبت الحملات التي تتولاها الاجهزة الامنية في حين تؤكد الاوساط الامنية المعنية متانة الاجراءات الامنية واتساعها في كل المناطق.
وأفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى امس ان مجلس الأمن ندد بشدة مجدداً بالهجوم الإرهابي الذي دبرته "الدولة الإسلامية" (داعش) في برج البراجنة، مؤكدا "دعمه القوي" لمؤسسات الدولة، وخصوصاً الجيش والأجهزة الأمنية، في "جهودها لصون استقرار البلاد". واعتبر أن استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية "يضر الى حد خطير" بقدرة لبنان على التعامل مع التحديات التي يواجهها، داعيا جميع الزعماء اللبنانيين الى عدم التحزب، والتحلي بالمسؤولية وعقد جلسة نيابية لانتخاب الرئيس.
وعقب الإستماع الى احاطة من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في شأن أحدث تقارير الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون عن تنفيذ القرار ١٧٠١، وزعت البعثة الفرنسية مشروع بيان صحافي نال إجماع الأعضاء الـ١٥ في المجلس، الذين كرروا "التنديد بأشد العبارات بالهجوم الإرهابي الذي دبرته الدولة الإسلامية (داعش) في ١٢ تشرين الثاني في بيروت وأدى الى مقتل ما لا يقل عن ٤٣ شخصاً وجرح أكثر من ٢٠٠ آخرين"، مشددين على "ضرورة تقديم مرتكبي هذه الهجمات الإرهابية الى العدالة". وجددوا "في هذه الظروف العصيبة دعمهم القوي لمؤسسات دولة لبنان، بما في ذلك القوات المسلحة اللبنانية والأجهزة الأمنية، في جهودها لصون أمن البلاد واستقرارها". وأبدوا "قلقهم المتواصل من الأثر السلبي للأزمة السورية على استقرار لبنان والتهديد الآني لأمنه"، مبرزين "أهمية سياسة النأي بالنفس" ومطالبين "كل الأطراف اللبنانيين بالإمتناع عن أي تورط في الأزمة السورية، طبقاً لالتزامهم في البيان الوزاري للحكومة الراهنة وفي اعلان بعبدا تاريخ ١٢ حزيران ٢٠١٢".
وعبر أعضاء المجلس عن "قلق عميق من الشغور لمدة ١٨ شهراً في رئاسة الجمهورية، مما يضر الى حد خطير بقدرة لبنان على التعامل مع التحديات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية والإنسانية التي تواجه البلاد"، داعين جميع الزعماء اللبنانيين الى "التقيد بدستور لبنان واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وتقديم استقرار لبنان ومصالحه القومية على سياسات التحزب، والتحلي بمسؤولية وبقيادية ومرونة من أجل عقد جلسة نيابية والشروع في انتخاب الرئيس".
ولاحظوا "بقلق" الأثر الإقتصادي - الإجتماعي لأزمة اللاجئين على لبنان. وحضوا الدول الأعضاء على "زيادة الدعم" له. وجددوا دعم القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، مطالبين كل الأطراف مجدداً بـ"التزام واجبهم بدقة لجهة احترام سلامة اليونيفيل والعاملين الآخرين في الأمم المتحدة". وعبروا عن "تقديرهم لنتيجة الاجتماع" الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان الذي عقده الأمين العام في ٣٠ أيلول الماضي وحضوا المجموعة على "مواصلة عملها بالتنسيق مع المنسقة الخاصة" و"السعي الى فرص تساعد على التعامل مع التحديات المتصاعدة لأمن لبنان واستقراره".

سلام وسلامة
في غضون ذلك، تحول افتتاح المؤتمر المصرفي العربي السنوي في فندق فينيسيا امس الى مناسبة للطمأنة الى الاستقرار المالي في لبنان، اذ لفت رئيس الوزراء تمام سلام الى ان لبنان "تمكن على رغم كل الضغوط من تثبيت استقراره النقدي ونجح القطاع المصرفي اللبناني في المحافظة على ملاءة عالية ونمو مستمر في موازنته المجمعة". وأكد ان السلطة التنفيذية "ستقوم بواجباتها لان الاستحقاقات الداخلية داهمة والمخاطر الخارجية حقيقية وخطيرة". واعتبر ان القوى السياسية جميعا "مدعوة الى التواضع والتواصل والتوافق بما يسمح بتسيير العمل الحكومي في انتظار التسوية السياسية الكبرى التي يشكل مدخلها حتما انتخاب رئيس الجمهورية".
كذلك، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان "الليرة اللبنانية مستقرة وستبقى مستقرة وان كل الشائعات التي سرَت في الشهر الاخير لم تترجم في الأسواق".
وفي المقابل تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري امس رسالة من هيئة ادارة النفط تبلغه فيها ان مخزون النفط اللبناني في البحر في "خطر حقيقي" جراء الاعمال الاسرائيلية وتهديدها لثروة لبنان وسرقتها.

 

ملف النفايات
وعلمت "النهار" ان الرئيس سلام أبلغ المتصلين به امس انه لا يزال يتابع موضوع النفايات كي يدعو الى عقد جلسة لمجلس الوزراء. ووسط مؤشرات تفيد أن خطة ترحيل النفايات تتقدم، أفادت مصادر وزارية مواكبة ان العد العكسي لإنطلاق التنفيذ عبْر مجلس الوزراء سيكون الثلثاء المقبل بعد عطلة الاستقلال، مشيرة الى ان عطلة نهاية الاسبوع الجاري ستكون محكا لمعرفة ما إذا كانت الخطة قد فشلت أم لا.
الى ذلك، علمت "النهار" ان سريان مفعول القوانين التي أقرها مجلس النواب في جلسته التشريعية الاخيرة سيبدأ بعد مرور 15 يوما مضافة اليها خمسة أيام على هذه الجلسة كي تنقضي المهلة المعطاة أصلا لرئيس الجمهورية والتي تحوّلت الى أعضاء مجلس الوزراء مجتمعين. وبما ان وزراء الكتائب لن يوقعوا هذه القوانين انطلاقا من موقف دستوري، صار لزاما انقضاء هذه المهلة كي يتم نشرها. وقالت مصادر وزارية كتائبية لـ"النهار" في هذا الصدد إن موقف الحزب يؤخّر لكنه لا يعطل. وأعادت الى الاذهان موقفا مماثلا اتخذه الحزب قبل بضعة أشهر حيال جلسة نيابية مماثلة أقر فيها قانون السير.
وليل امس عقدت قيادات 14 آذار اجتماعا قوّمت خلاله نتائج الاجتماع النيابي للحوار وما هو مرتقب في ما يتعلق بمرحلة إعداد قانون الانتخاب.

 

المستقبل :

تبددت أمس آمال موسكو بفرض رؤيتها للحل في سوريا عبر إبقاء بشار الأسد أطول مدة ممكنة في السلطة، وأعاد الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا، ومعها حليفتها إيران، إلى أرض الواقع، حين أكد من العاصمة الفيليبينية مانيلا أن الحل في سوريا غير ممكن إذا بقي الأسد في السلطة، مشيراً إلى أن هذه الحقائق تتطلب شهورا لإدراكها من قبل موسكو وطهران والنخبة الحاكمة في نظام دمشق.
ويتعارض ما أعلنه أوباما أمس تماماً مع توجهات موسكو وطهران المصرة على استثناء البحث في مصير الأسد والتركيز على محاربة «الإرهاب» ممثلاً بتنظيم «داعش» وقوى مسلحة أخرى تعدها العاصمتان الحليفتان ضمن التنظيمات الإرهابية. أما الاسد نفسه، فقد خالف، في مقابلة مع محطة التلفزيون الايطالية الرسمية «راي» الاربعاء، توجهات حليفه الروسي، وقال انه لا يمكن تحديد جدول زمني للمرحلة الانتقالية في سوريا قبل «الحاق الهزيمة بالارهاب».
وقال أوباما بعد ايام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ابرز حليف للاسد، «لا يمكنني ان اتصور وضعا يمكننا فيه انهاء الحرب الاهلية في سوريا مع بقاء الاسد في السلطة».
وشدد اوباما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في مانيلا على ان السوريين لن يقبلوا ببقاء الاسد في السلطة بعد الحرب التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين بحسب قوله. واوضح اوباما «حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد ان هذا الامر سينجح».
وقال أوباما إن موسكو وطهران تعتبران الدولة الاسلامية «خطرا حقيقيا» لكن جهود موسكو في سوريا تهدف الى دعم الأسد. وأضاف للصحافيين «ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو ادراك أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور إلى أن يعرف الروس والإيرانيون وبصراحة بعض الأعضاء في الحكومة السورية والنخبة الحاكمة داخل النظام الحقائق التي قلتها للتو«.
والوضع في سوريا والحرب على «داعش» بحثها أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفياً مع اوباما، قبل اللقاء المقرر بينهما الاسبوع المقبل في واشنطن.
واوضحت الرئاسة الفرنسية ان هولاند واوباما تطرقا الى «التعاون العسكري» في سوريا وناقشا «شروط تحقيق تقدم في المفاوضات حول حل سريع للازمة في سوريا».
كما بحثا «التقدم في التحقيق الجاري» في فرنسا والذي «ادى الى تصفية» عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بانه مدبر اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس والذي قتل الاربعاء في عملية نفذتها الشرطة في سان دوني بضاحية باريس.
وقال المصدر ان هذه المحادثات التمهيدية للقاء الرئيسين الثلاثاء المقبل جرت بطلب من اوباما. وكان الرئيسان اجريا مكالمة ليل الجمعة ـ السبت بحثا خلالها اعتداءات باريس التي اوقعت 129 قتيلا واكدا التزامهما المشترك في مكافحة الارهاب.
وفي واشنطن أكد البيت الأبيض أن الرئيسين أكدا «التزامهما الذي لا يتزعزع بإضعاف وتدمير» تنظيم «داعش». وقال بيان أصدره البيت الأبيض إن الزعيمين سيلتقيان في البيت الأبيض الأسبوع المقبل حيث «سيجريان مباحثات بشأن المضي قدما لهزيمة داعش والمساعدة في إنهاء الصراع في سوريا والتأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا لتأمين سلامة مواطنينا من خطر الارهاب«.
كما اجرى رئيس هيئة الاركان الروسية المشتركة فاليري غيراسيموف الخميس محادثات مع نظيره الفرنسي بيير دو فيلييه حول قتال «داعش» في سوريا في اول اتصال من نوعه منذ بدء النزاع في اوكرانيا العام الماضي. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية ان الرجلين «ناقشا على الهاتف تنسيق العمليات العسكرية للقوات ضد ارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا»، مضيفا ان المكالمة استمرت ساعة. واضاف انهما «تبادلا التقييمات حول الوضع الحالي في ذلك البلد» عقب دعوات الرئيسيين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند لتوحيد الجهود ضد «داعش». 

الديار :

صدرت دعوات عن حسن نية للتسوية في البلاد ورحبت أوساط كثيرة أيضا عن حسن نية بالتسويات في لبنان، لكن التسوية في لبنان مستحيلة ولو قيل ان لا علاقة لانتخابات رئاسة الجمهورية او غيرها بالخارج، فلبنان مرتبط بالازمة السورية مباشرة ولا يمكن ان يتم انتخاب رئيس جمهورية طالما لم يتقرر مصير الرئيس بشار الأسد في سوريا، ذلك ان هنالك صراعاً عالمياً بشأن وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة. فالولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية ترفض بقاء الرئيس بشار الأسد وترفض أي حل في ظل وجوده، بينما روسيا وايران ودول عربية ترفض رحيل الرئيس بشار الأسد من الحكم وتصر على بقائه وان يكون شريكا أساسيا في الحل وان يرتكز الحل في سوريا على تعديلات دستورية وانتخابات نيابية ورئاسية دون حرمان الرئيس الأسد من أي حق من حقوق المواطنة في الترشح لرئاسة الجمهورية، او في سلطته كرئيس للجمهورية.
ثم هنالك الموقف الأهم وهو ان الرئيس بشار الأسد لن يتنازل عن الحكم وليس في نيته الرحيل من قصر الشعب ولا بأي شكل من الاشكال، بل هو مصمم على القتال حتى اللحظة الأخيرة، فاما ان يستمر رئيسا للجمهورية، واما ان يقاتل حتى الرمق الأخير. ولو طلبت منه روسيا وايران، وهاتان الدولتان لم تطلبا ذلك، والرئيس بشار الأسد لن يترك الحكم، فكيف اذا كان الضغط أميركياً - سعودياً - قطرياً - فرنسياً يريد رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم، فان الرئيس الأسد سيعاند اكثر وسيتمسك اكثر بالحكم وسيقاتل مع الجيش العربي السوري ومع حلفائه حتى الرمق الأخير أيضا.
لذلك طالما انه لم تحسم الازمة في سوريا، فانها لن تحسم في لبنان، ومن المستحيل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان والبحث جار عن مصير الرئيس بشار الأسد، فسوريا لن تسمح بانتخابات رئاسية في لبنان، ولن تعطي هذه الورقة للدول الأوروبية وأميركا قبل ان تتراجع الدول الأميركية والاوروبية عن مطلب رحيل الأسد. فلماذا يقدم الرئيس الأسد تسهيلات لانتخابات رئاسة لبنان، وهذا ما تطلبه اميركا وأوروبا وغيرها، في الوقت الذي تقوم هذه الدول بالمطالبة برحيله، وهل الرئيس الأسد يعمل مجانا عند هذه الدول كي يساعد ويساهم في لبنان على انتخاب رئيس جمهورية وفي ذات الوقت تتم المطالبة برحيله عن الحكم، لذلك مستحيل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان قبل حسم موضوع السلطة في سوريا، وموضوع السلطة في سوريا طويل، ولذلك لن تنتهي الحرب في سوريا قبل سنة وسنتين، لكن الفرق بين اليوم والامس ان النظام السوري ارتاح في المعركة العسكرية، وبدأ «داعش» والمنظمات الإرهابية تتراجع الى الوراء بعدما كانت تقدمت خطوات الى الامام واخذت مراكز من الحكم السوري واحتلت مدناً وقرى خاصة في محافظة ادلب ووصلت الى جورين حيث كادت تطل على اللاذقية وتهدد الساحل السوري.
لكن اليوم الجيش العربي السوري وحلفاؤه حزب الله والإيرانيون والطيران الروسي قلبوا المعادلة خاصة الطيران الروسي، واصبح الجيش العربي السوري مسيطرا على القرى والمدن بدءا من ريف اللاذقية وصولا الى عاصمة الجنوب في درعا مرورا بريف حمص الشمالي حيث استرجع الجيش السوري عدة مدن وقرى هناك، كما ان الطيران الروسي دمر اكثر من 2000 هدف إرهابي خاصة لداعش وجبهة النصرة، كذلك ادخل الرئيس فلاديمير بوتين بعد اسقاط الطائرة الروسية في سيناء الطائرات الاستراتيجية توبولوف، وكذلك قامت فرنسا بارسال حاملة طائرات شارل ديغول النووية او التي تسير بالطاقة النووية الى شواطئ سوريا لتقصف مراكز داعش في سوريا، وهكذا أصبحت الحرب كونية على المنظمات الإرهابية في سوريا خصوصا «داعش»، لكن بقية المنظمات التي تقاتل الأسد لا تقصفها الطائرات الروسية والطائرات الفرنسية، وهذه مشكلة تبقى امام الرئيس بشار الأسد لانه سيتم الانتهاء من داعش وجبهة النصرة وتبقى 4 منظمات هي جيش الفتح، جيش الإسلام، احرار الشام والجيش السوري الحر. وهم أعداء للرئيس بشار الأسد ويقاتلون الجيش العربي السوري وحلفاءه.
وبالتالي، طالب روسيا وايران بحكومة انتقالية تشترك فيها هذه المنظمات واذا كان الجيش السوري الحر مقبولا بنسبة معينة فان المنظمات الأخرى مرفوضة كليا من النظام، والرئيس بشار الأسد لا يقبل ان يفاوضها او ان تدخل الحكومة السورية. هل تستطيع روسيا وايران اقناع الرئيس بشار الأسد بأن تدخل المنظمات الثلاث الباقية جيش الفتح، جيش الإسلام، احرار الشام، الحكومة السورية وتشارك في الفترة الانتقالية، وهل صحيح كما يقول وزير الخارجية السعودي انه تم الاتفاق في فيينا انه بعد انتهاء المرحلة الانتقالية وهي 6 اشهر فان الرئيس بشار الأسد سيرحل ولن يترشح لرئاسة الجمهورية، والعكس صحيح، فالرئيس الأسد يعلن كل يوم انه مرشح وانه في السلطة وانه لن يغادر السلطة، وان على الدول التي ارتكبت الأخطاء في حق سوريا ان تغير سياستها، ففرنسا سمحت لشبان من أصول مغربية وجزائرية ويحملون الجنسية الفرنسية بالمجيء الى سوريا، وساهمت قطر ماليا وتسليحيا بالامر، كذلك السعودية دفعت أموالا وسلّحت هذه المنظمات، وتركيا فتحت حدودها لتدخل هذه الجماعات الإرهابية الى سوريا وتتكون «داعش» و«جبهة النصرة» والمنظمات الثلاث.
ومن هنا الخلاف الكبير بين نظرة الرئيس الأسد الى الحل على انه كانت مؤامرة إرهابية كبرى ضد سوريا أخطأت فيها الدول وها هي تدفع الثمن، فاذا بفرنسا تدفع الثمن نتيجة ترك الذين هم من الأصول الفرنسية يأتون الى سوريا، وأوروبا كلها مهددة بعمليات ارهابية لانها تركت عناصرها الإسلامية المتطرفة تأتي الى سوريا وتغذي داعش وبقية المنظمات الإرهابية. ومن هنا ينطلق الرئيس الأسد ليقول ان الحق على هذه الدول بدءا من تركيا الى السعودية الى قطر وصولا الى الدول الأوروبية.
لذلك فهو غير مستعد للرحيل، بل على العكس يطلب من الدول التي أخطأت بحق سوريا التراجع عن خطئها وتصليح الأمور.
اما الدول التي هي ضد الرئيس بشار الأسد، فتقول طالما ان الرئيس بشار الأسد في الحكم والسنّة لم يأخذوا حقوقهم فسيظل هنالك تطرف إسلامي عنوانه الاخوان المسلمين وتحت عباءة الاخوان المسلمين تنتشر منظمات إرهابية تقاتل الجيش العربي السوري وحلفاءه، وان التطرف الذي عند الرئيس الأسد هو الذي يجلب الإرهاب والإرهابيين الى سوريا، لذلك اذا رحل الرئيس الأسد عن الحكم وجاءت شخصية معتدلة فان ضرب الإرهاب من قبل المؤسسات السورية وبالتحديد من قبل الجيش العربي السوري سيكون اسهل بكثير عندما يرحل الرئيس بشار الأسد عن الحكم.
اذا اعتبرنا ان هذا هو الوضع في سوريا واخذنا هذا الوضع، واسقطناه على الواقع اللبناني لوجدنا انه من المستحيل انتخاب رئيس جمهورية، ورأينا ان من المستحيل ان تسهل سوريا انتخاب رئيس جمهورية تطلبه فرنسا وواشنطن ودول أوروبا، وطالما لا رئيس جمهورية في لبنان فيعني ذلك لا مجلس نواب والتمديد للمجلس النيابي قد يحصل مرة ثالثة، بولاية ثالثة، والحكومة لا يمكن ان تتشكل طالما انه لا رئيس جمهورية يوقع مراسيم تشكيل الحكومة وفق الدستور، وبالتالي لا حكومة، بل يبقى الوضع كما هو في لبنان تعمل فيه المؤسسات الأمنية على حفظ الامن وكشف شبكات الإرهاب قدر المستطاع وتحصل حوادث تفجير وغير ذلك. لكن لن تتوسع اي مشاكل امنية وتحصل جبهات قتال وغير ذلك، بل قد تحصل تفجيرات محدودة وفي مناطق محددة،
اما الواقع السياسي فهو الى استرخاء بعدما شعر الجميع ان ليس في يدهم قراراً يتخذونه وان القرار هو من الخارج، وان ازمة لبنان مرتبطة بالازمة السورية، ولذلك فسنرى على طاولة الحوار حلولاً آنية لمشاكل جزئية لا تشكل مواضيع استراتيجية للحل.
اما المخرج الوحيد للحل فقد يكون قبول سوريا بوصول رئيس جمهورية قريب منها او على الأقل وفاقي ويعيد فتح الخط بين بيروت ودمشق. لكن كيف يستطيع هذا الرئيس فتح الخط بين بيروت ودمشق طالما ان تيار المستقبل واهل السنة في لبنان يعادون نظام الرئيس بشار الأسد ويقفون ضده، وقد يستطيع رئيس وفاقي اقناع تيار المستقبل كما يحاور حزب الله، ان يتحاور عبر الدولة مع سوريا، وان تكون العلاقات طبيعية بين سوريا ولبنان، فينسق الجيش اللبناني على الحدود في مناطق القلمون وعرسال تنسيقا جزئيا مع الجيش السوري وتنسق الدولة اللبنانية الأمور في شأن اللاجئين وغير ذلك، مع الدولة السورية. اما التحالف بين لبنان وسوريا فهو غير وارد، لان شريحة سنية كبرى ترفض ان يتحالف لبنان مع نظام الرئيس بشار الأسد، وهذا ينعكس على الجيش والمؤسسات الأمنية، لذلك من غير الوارد ان يتحالف لبنان مع سوريا، فهل هنالك شخصية وفاقية تستطيع الحصول على دعم سوريا لها للمجيء الى الرئاسة وتقنع سوريا بانتخاب هذا الرئيس دون ان تقدم سوريا تنازلات لاميركا وفرنسا عبر شخصية الرئيس، بل يأتي رئيس الجمهورية الجديد لادارة الازمة في لبنان وتحسين الأوضاع وحتى تحسين العلاقة مع سوريا، وعندها يمكن ان تقبل سوريا بانتخابات لرئاسة الجمهورية، وهنالك أسماء عديدة تصلح لان تكون وفاقية وتعيد العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا وتنظم أموراً كثيرة أهمها قضية وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري على الأراضي اللبنانية.
لكن دعنا نقول انه في المدى المنظور لا انتخابات رئاسية وسيبقى عون متمسكا بترشيحه للرئاسة ولن يتراجع عن ذلك، وفي المقابل سيبقى تيار المستقبل والقوات اللبنانية والرئيس امين الجميل ووليد جنبلاط وحتى الرئيس نبيه بري لا يؤيدون ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. لذلك هنالك 4 اسماء مطروحة مارونيا لرئاسة الجمهورية، هي الرئيس ميشال عون وعليه فيتو خارجي يمنعه من الوصول الى الرئاسة، وهنالك الدكتور سمير جعجع وعليه فيتو داخلي وخارجي يمنعه من الوصول الى الرئاسة وهنالك الرئيس امين الجميل من خلال حكمه 6 سنوات في الماضي خلق تحفظاً كبيراً على عودته الى السلطة والقيادات الأساسية السياسية لا تقبل به، كذلك هنالك اسم الوزير سليمان فرنجية الذي عليه تحفظ كبير كونه حليف أساسي لسوريا وهو يعلن ان الأسد هو اخوه، وانه متحالف مع النظام السوري وهذا يخلق تحفظاً على وصوله للرئاسة. لذلك نخرج من هذه الدائرة ونذهب الى المرشحين الوفاقيين وعددهم 4 او 5 فهل يستطيع اسم من هذه الأسماء الخمسة الباقية ان يكون نقطة جمع لكل الأطراف اللبنانيين في الداخل وللاطراف الإقليمية مثل السعودية وايران ويحصل على الجائزة الكبرى ويصل الى رئاسة الجمهورية؟ الجواب طبعا لا في الوقت الراهن لا انتخابات لرئاسة الجمهورية والازمة مستمرة الى حين انقشاع الأجواء في سوريا وبداية الحل السوري.

الجمهورية :

بدا مِن المواقف السياسية والمناخات الإيجابية التي نجَمت من التسوية التي أمّنت انعقاد الجلسة التشريعية، وكذلك من دعوة الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله إلى «تسوية سياسية شاملة» وردّ الرئيس سعد الحريري الإيجابي عليها، أنّ البلاد متّجهة من الآن وحتى مطلع السنة الجديدة إلى انفراجات سياسية، خصوصاً إذا تمكّنت اللجنة النيابية المختصة من إعداد قانون انتخابي يَحظى بقبول الجميع. وفي الموازاة فإنّ الأمن سيبقى يحتلّ الأولوية في الاهتمامات، في ضوء الإنجازات التي تحقّقها القوى العسكرية والأجهزة الأمنية، فتتهاوى أمامها الشبكات الإرهابية، الواحدة تِلو الأخرى. قال مرجع أمني رفيع لـ«الجمهورية» «إنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية تنسّق مع الأجهزة الأمنية العالمية بنحوٍ متزايد، طبقاً لحجم المخاطر، لأنّ مواجهة الإرهاب تخطّت الحدود الجغرافية، والخلايا النائمة أوقِظت وفقاً للظروف السياسية. فالتنظيمات الإرهابية تعتبر الآن أنّ استهداف الغرب بالهجمات والضغوط والإرباك يمكن أن يوقف أو يفرملَ اندفاعة الحملة الغربية الجدّية عليها، وهذا هو الأخطر. ولبنان بدوره سيكون مستهدفاً لأنه ضمن منظومة الحرب على الارهاب».
وأكد المرجع «أنّ التنسيق بين الاجهزة اللبنانية جارٍ على أعلى المستويات، وأنّ الانتشار الامني في حجم الخطر الذي يهدّد البلاد، والدليل على نجاح هذا التنسيق هو سرعة توقيف الشبكات، فضلاً عن أنّ تبادل المعلومات بين الأجهزة أتاحَ سرعة توقيف الشبكات، تماماً كما حصل بعد تفجير برج البراجنة».
سياسياً
قال مرجع سياسي كبير لـ«الجمهورية»: «إنّ الاتفاق على قانون انتخابي سيؤمّن المدخل الفعلي لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، ما يعني انّه في حال توصّل اللجنة الى هذا القانون من الآن وحتى منتصف كانون الثاني المقبل فإنّ ذلك سيفتح الباب امام البحث في الاتفاق على الرئيس العتيد ابتداءً من النصف الثاني من الشهر نفسه، اللهمّ إلّا إذا حصل في الكواليس توافُق على هذا الرئيس في موازاة عمل اللجنة».
وكشفَت مصادر واسعة الاطّلاع معنية بالشأن الرئاسي لـ«الجمهورية» أنّ هناك فعلاً اتصالات تجري في الكواليس وبعيداً عن حراك هذا المرشّح أو ذاك، وأنّ القيّمين على هذه الاتصالات يستأنسون بما ذهب إليه السيد نصرالله من تلميح الى إمكان حصول تسوية بين مختلف الافرقاء السياسيين حول الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً انّ اقتناعاً توَلّد لدى الجميع بأنّ الرئيس العتيد لن يكون إلّا رئيساً توافقياً».
برّي
وإلى ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس أنّه تلقّى رسالة من هيئة إدارة النفط تفيد أنّ النفط اللبناني هو في خطر حقيقي مصدرُه إسرائيل نتيجة الأعمال الاسرائيلية المتمادية في سرقة الثروة النفطية.
وعن موضوع لجنة قانون الانتخاب قال بري أمام زوّاره أمس إنّه كان يرغب ان يكون عدد أعضاء اللجنة سبعة أشخاص حدّاً أقصى، ولكنّه اضطرّ الى جعل العدد عشرة بسبب بعض المطالبات. وأكد أنّ مهلة الشهرين كافية للّجنة لكي تنجز مهمتها وأنّ في إمكانها أن تبدأ عملها من حيث تريد، وليس بالضرورة من مشاريع القوانين الانتخابية المطروحة، المهم هو التوصّل الى قانون انتخابي يَقبل به الجميع.
وأشار الى انّه سيُعلم طاولة الحوار بالنتيجة التي ستتوصّل اليها اللجنة حتى إذا كان لدى ايّ من المتحاورين ملاحظات يُبديها. وقال إنّه سيرفع هذه النتيجة في النهاية الى اللجان النيابية المشتركة.
وكرّر بري التأكيد «أنّ بحثَ طاولة الحوار في قانون الانتخاب سيفيد عمل اللجنة، خصوصاً في موضوعَي تحديد النظام الانتخابي وعدد الدوائر الانتخابية».
الحريري وفرنجية
إلى ذلك، انشغلت الاوساط السياسية المتابعة بما نشرَه بعض وسائل الاعلام عن لقاء مرتقب بين الحريري ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في باريس. لكنّ المعنيين سارَعوا الى نفيه. وأكد المكتب الإعلامي لـ«المردة» أن «لا صحة لهذا الخبر وأنّ زيارة فرنجية لباريس اجتماعية فقط». وأكّد الحريري قبَيل مغادرته باريس الى الرياض أن لا عِلم له بأيّ اجتماع مع فرنجية.
لكنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق قال: «لا مانعَ من حصول لقاء في أيّ وقت، ولا أدري لماذا «الضجّة» حول الأمر، فكل القوى السياسية تتواصل بعضها مع بعضها، وهي على طاولة الحوار، فما الفارق بين الجلوس على طاولة الحوار في المجلس وبين الجلوس على طاولة الغداء في باريس؟ ليس هناك أيّ شيء يَمنع الاجتماع».
مبادرة نصرالله
في هذه الأجواء ظلّت مبادرة نصرالله في دائرة الضوء، وهي ستحضر بقوّة في الجلسة المقبلة من الحوار بين تيار «المستقبل» وحزب الله والتى لم يحدّد موعدها بعد.
الجسر
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر لـ«الجمهورية»: «حتى اليوم لم أتبلّغ بعد بموعد جلسة الحوار مع «حزب الله»، ولكنّني أتوقّع ان
تنعقد الاسبوع المقبل».
وقال الجسر لـ«الجمهورية» ردّاً على سؤال عن الاجواء الإيجابية السائدة بين «المستقبل» والحزب عقبَ التفجير المزدوج في محلّة برج البراجنة والتضامن الواسع الذي رافقه: «في الحقيقة، لقد سبقَ هذا التفجير مناخ إيجابي عشية الجلسة التشريعية، بعدما وصلت البلاد الى حافة الهاوية نتيجة الانقسام الطائفي ورفض فريق لبناني الحضور الى المجلس، فجاءت مبادرة الرئيس سعد الحريري التي كانت موضع تقدير لدى الجميع وسَحبت الفتيل وأعطَت تطمينات للطرف الرافض حضور الجلسة.
ومن ثمّ حصَل التفجير وقوبِل بتضامن غيرمسبوق، فالجميع يَستشعر الخطر، ولا نقبل بأيّ ذريعة للتفجير، ففي النهاية أيّ تفجير يستهدف أيّ مكان في لبنان إنّما يصيب اللبنانيين جميعاً.
صحيح أنّ برج البراجنة استهدِفت اليوم لكن في النهاية أثرُ هذا الاستهداف وارتدادته هي على الشعب اللبناني بلا استثناء في أمنه واقتصاده، فالجميع يستشعرون هذا الخطر ويدركون أنّ هذا الخطر لا يجابَه إلّا بتضامن وطني.
إضافةً إلى أنّه عندما أعلنَ السيّد حسن نصرالله استعداده للمبادرة، أعلَنّا قبولَنا، وفَعَلنا ذلك عن اقتناع، وليس لأنّ أحداً يدفعنا الى القبول. وهذه المبادرة خلقت مناخاً إيجابياً أكثر للسير في الحوار قدُماً، فعسى وعلَّ تكون فرصة إن شاء الله، وإنْ كان مفتاح الحلّ لكلّ الأزمات هو انتخاب رئيس جمهورية».
وأضاف الجسر: «نتحدث اليوم عن حلّ شامل، حسَناً، حلّ شامل «على شو»؟ يعطّلون عمل مجلس الوزراء بسبب الخلاف على آلية العمل وممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، فعندما ننتخب الرئيس ينتفي التعطيل، والأمر نفسه ينسحب على عمل مجلس النواب، فهناك فريق يعتبر أنّه لا يجوز التشريع في غياب الرئيس فبانتخاب الرئيس إذاً تنتفي ذريعة المقاطعة».

«الحزب»
من جهته، اعتبَر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي انّ المبادرة التي أعلنَها السيد نصر الله «هي نقطة فاصلة في المسار السياسي اللبناني، وما قبلَ هذه المبادرة لن يكون كما بعدها، ففي هذه المبادرة فرصة للقوى السياسية للشروع في بحث جدّي».

الاخبار :

يخيّم القلق من العمليات الإرهابية على معظم المناطق اللبنانية، رغم التطمينات بأن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها كاملة. الذعر ساد مدينة النبطية أمس بعد انتشار شائعات عن عمليات إرهابية ستستهدفها، فيما أوقف الجيش ثلاثة أشخاص في حوزتهم كمية من المتفجرات على مدخل مخيم البرج الشمالي، وعُثر على حزام ناسف وسط النفايات في معمل صيدا

  

استمرت حالة القلق الأمني أمس، مع تزايد عمليات ضبط المتفجرات والمطلوبين من قبل الأجهزة الأمنية، وتزايد الحديث عن هجمات محتملة في بعض المناطق، لا سيّما مدينة النبطية. وطمأن الوزير نهاد المشنوق، في حديث تلفزيوني أمس، إلى أن «الأجهزة الأمنية تقوم بعملها كاملاً في ملاحقة الشبكات الإرهابية»، من دون أن ينفي بشكلٍ قاطع احتمال وقوع هجمات إرهابية.

وتحولت النبطية ظهر أمس إلى ثكنة عسكرية، مع شائعات عن دخول سيارات مفخخة، وعناصر غريبين إلى المدينة. وما زاد من سرعة انتشار الشائعات، استخدام القوى الأمنية معدات كشف متفجرات وكلاب بوليسية، لم تستخدم حتى في ذروة التهديدات الأمنية التي تلقتها المدينة خلال مسلسل التفجيرات الإرهابية الذي طاول الضاحية والبقاع. ووسط الشائعات والهلع، طلب القيّمون في قصر العدل من المواطنين المغادرة بعد تعليق العمل والجلسات فيه. مصدر أمني أشار إلى أن «معلومات جدية تقاطعت بين أكثر من جهاز أمني وحزبي تحدثت عن مخطط لاستهداف قصر العدل الواقع فوق تلة في طرف النبطية ومبنى السراي الواقع في قلب الشارع الرئيسي وأهداف أخرى».

وشهدت تجمعات النازحين السوريين في المنطقة عمليات دهم نفذتها القوى الأمنية منذ فجر أمس، وأخلي بعضها من قاطنيها. المصدر لفت إلى أن الإجراءات غير محددة زمنياً حتى الآن. وتلاقت الاجراءات الأمنية في النبطية مع توقيف الجيش لمطلوبين على مدخل مخيّم برج الشمالي في صور، والعثور على حزام ناسف داخل معمل فرز النفايات في صيدا، إذ عثر عمال الفرز بين أكوام النفايات التي أفرغتها الشاحنات على كمية من المتفجرات ودرع عسكرية وأصابع ديناميت وحقيبة فيها أسلاك كهربائية. الكشف الأوّلي رجّح أن المتفجرات غير معدّة للتفجير والهدف التخلص منها. أما في البرج الشمالي، فقد أوقف حاجز الجيش عند مدخل المخيم سيارة من نوع رينو سانترو تحمل لوحة مزورة فيها ثلاثة أشخاص بحوزتهم ثلاثة صواعق زنة كيلوغرامين وشريط لاصق يستعمل للتفجير، بحسب بيان الجيش. اللجنة الأمنية في المخيم أوضحت أن «الثلاثة هم أحمد وحسين علوية من سكان منطقة صور، يتاجران بالأسلحة مع المخيم»، وكان برفقتهما ابن المخيم الفلسطيني وسام دهويش «المعروف بنشاطه في ترويج المخدرات»، أما المتفجرات فهي من مخلفات عدوان تموز.
وليلاً، ألقى مجهولون قنبلتين صوتيتين عند مجرى نهر أبو علي في مدينة طرابلس.
سياسياً، انشغلت الأوساط بالحديث عن لقاء جمع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية برئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري في باريس، إلّا أن مصادر الطرفين أكّدت أن اللقاء لم يحصل، كذلك نفى فرنجية بلسانه الامر، مشيراً إلى أن زيارته للعاصمة الفرنسية «اجتماعية».
من جهة ثانية، لم تصل بعد المفاوضات بين رئاسة الحكومة والوزير أكرم شهيّب مع عدّة شركات تقدّمت بعروض لترحيل النفايات إلى الخارج إلى المرحلة النهائية، وكرّر شهيب بعد زيارته الرئيس تمام سلام أمس الكلام عن أن الاتفاق قيد العمل، من دون الإدلاء بتصريح تفصيلي.