أعلن مكتب الإدعاء العام في فرنسا أن عبد الحميد أباعود، المشتبه به الرئيس في هجمات باريس، قُتل خلال عملية دهم الشرطة لشقة في العاصمة أمس.

وعُثر على جثة أباعود وقد مزّقها الرصاص والشظايا في شقة داهمتها الشرطة في حي سان دني في إحدى ضواحي باريس الشماليّة.

 

وفي وقت سابق، قالت الشرطة إنّ أباعود، وهو بلجيكي الجنسيّة، كان هو الهدف عندما اقتحمت الشرطة الشقة.

وشهدت عمليّة المداهمة مقتل شخصين على الأقل، أحدهما امرأة فجرت نفسها باستخدام حزام ناسف كانت ترتديه. كما أسفرت العمليّة عن اعتقال ثمانية أشخاص.

وكان محقّقون فرنسيّون يشتبهون في أنّ أباعود (27 عاما) هو العقل المدبر لهجمات باريس، التي وقعت يوم الجمعة وقُتل فيها 129 شخصا على الأقل.

 

وعقب الإعلان عن أنّه أحد القتيلين في المداهمة، قال وزير الداخليّة الفرنسي إنّ أباعود كان مسؤولا عن أربعة هجمات من إجمالي ستّة هجمات تمكّنت السلطات من إحباطها.

فقد كان اسم أباعود أحد أبرز الأسماء على قوائم المطلوب القبض عليهم في فرنسا وبلجيكا، وبالرغم من هذا تمكن من السفر من سوريا إلى قلب باريس.

 

من هو أباعود؟

نشأ أباعود، البالغ من العمر 28 عاما، في مدينة بروكسل، في حي مولينبيك المعروف بساكنيه من المهاجرين العرب، الذين يعانون من البطالة، وازدحام المساكن.

وأباعود شريك لصلاح عبد السلام، المشتبه به كذلك في هجمات باريس والذي تمكن من الفرار والذي فجر شقيقه إبراهيم نفسه في الهجمات.

وقتل إبراهيم في حانة كومبتوار فولتير، من دون أن يقتل أحدا، بينما نفذ متشددون ستة آخرون هجمات انتحاريّة دمويّة في مناطق أخرى. ويعتقد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" جنّدهم جميعا.

وكان أباعود وصلاح عبد السلام قد سجنا في بلجيكا في 2010 لإدانتهما بالسطو المسلح.

 

لكن أباعود - واسمه الحركي هو أبو عمر البلجيكي - انضم إلى تنظيم الدولة في أوائل 2013.

وهناك غموض بشأن المكان الذي كان موجودا فيه قبل مقتله، إذ زعم تنظيم "الدولة الإسلامية" أنّه كان في سوريا.

وربما يكون التنظيم قد كذب في ما يتعلق بمكان أباعود لصرف الأنظار عنه عقب الهجوم على مقر مجلة "شارلي إبدو" وفي فيفييه في بلجيكا.

وليس من الواضح متى أصبح أباعود متشددا. وتفيد وكالة أنباء "أسوشيتد برس" بأنه درس في أفضل مدارس بلجيكا الثانوية، وهي مدرسة سان بيير دوكل. وكان على صلة بمهدي نموش، وهو المتشدد الجزائري-البلجيكي الذي قتل أربعة أشخاص في متحف يهودي في بروكسل في أيار 2014.