تشكل العمليات الارهابية التي تشنها المجموعات المسلحة والمتشددة احدى ابرز التحديات التي تواجه لبنان ودول المنطقة والعالم في هذه المرحلة، وحسبما تشير مصادر مطلعة فان هذا الخطر سيزداد في المرحلة المقبلة بسبب التطورات الميدانية في سوريا والعراق وكذلك بسبب التحرك الجدي الذي بدأته القوى الاقليمية والدولية للبحث عن حلول للازمة السورية، مما سيدفع هذه المجموعات ولا سيما تنظيم داعش لتفعيل تحركاته وهجماته الامنية في اكثر من بلد ولا سيما في لبنان وتركيا والدول الاوروبية وصولا لبعض الدول الخليجية.

وستسعى هذه التنظيمات الارهابية لاشعال الفتن في المنطقة ولايقاع اكبر قدر ممكن من الاصابات في صفوف المدنيين والابرياء بشكل خاص ، اضافة لضرب الموارد السياحية واماكن الترفيه وصولا للاماكن الدينية من حسينيات ومساجد وكنائس.

لكن في مواجهة زيادة الهجمات الارهابية وهذه التحديات الخطيرة يمكن للقوى السياسية والحزبية والفكرية والدينية تحويل هذا التحدي الى فرصة جديدة من اجل ارسال رسائل ايجابية للعالم ، عبر توحد جميع القوى والاطراف لمواجهة هذا الارهاب والتأكيد ان ما يجري لا يمثل دينا او منطقة  معينة بل هو عملية وحشية واجرامية.

ولعل ما جرى في لبنان في اليومين الماضيين من تعاطف داخلي في مواجهة الارهاب ومن تعاون بين الاجهزة الامنية والقوى الحزبية والسياسية لكشف الجهات والمجموعات التي تقف وراء العمليات الارهابية، اضافة لمنع حصول فتنة لبنانية – فلسطينية من خلال الحديث عن وجود فلسطينيين بين الانتحاريين والرد السريع على ذلك من كل القوى اللبنانية والفلسطينية، كل هذه التطورات اكدت ان بالامكان تعطيل الاهداف التي يسعى اليها الارهابيون، بل وبالعكس فقد ادى التعاطي الرسمي والحزبي مع التطورات الى تمتين الوضع الداخلي واطلاق الدعوات من اجل حل سياسي شامل للازمة اللبنانية، كما ان ما جرى في فرنسا من عمليات ارهابية شكل دافعا قويا للاطراف الاقليمية والدولية  في فيينا من اجل الاسراع في البحث عن حلول للازمة السورية والاتفاق على خريطة طريق للحل في المرحلة المقبلة.

وهكذا يمكن تحوبل التهديدات والعمليات الارهابية الى دافع لجميع الاطراف المعنية سواء على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي  من اجل البحث عن حلول للازمات السياسية واطلاق حوارات معمقة فكرية ودينية وسياسية للبحث عن كيفية مواجهة الارهاب ومخاطره.

وهكذا نحول الازمات والتهديدات الى فرص للحلول السياسية بدل ان نكتفي باصدار بيانات الادانة والتعزية والاستمرار في جلد الذات