الإرهاب يضرب في كل مكان , بعد مجزرة بيروت بالامس الارهاب يضرب باريس

 

السفير :

11 ايلول الفرنسي، وربما الأوروبي، في الثالث عشر من تشرين الثاني 2015. الارهاب ضرب في قلب العاصمة الفرنسية باريس في واحدة من أقسى الهجمات التي تتعرض لها فرنسا في تاريخها الحديث، ومنذ الحرب العالمية الثانية. وبدا المشهد الباريسي «لبنانياً» أو «سورياً» أو «عراقياً» طيلة الليل، مع أرتال سيارات الإسعاف التي كانت تعبر الشوارع التي خلت من السيارات، نحو مراكز الطوارئ والمشافي التي غصت بعشرات الجرحى.
وانتشرت قوات النخبة في قلب باريس، وأرسلت تعزيزات عسكرية لحماية المباني العامة، ومحطات القطارات، وأعلنت حالة الطوارئ «الفا» على كامل الاراضي الفرنسية، والتي لم تشهد لها فرنسا مثيلا منذ حرب الجزائر في الستينيات، وحتى بعد مقتلة «شارلي ايبدو» في مطلع العام الحالي، وألغيت إجازات القوى الامنية بأسرها، وأعلنت التعبئة العامة في صفوفها، واستدعيت الى الخدمة كل القوى القادرة على الوصول الى باريس. وأعلنت الشرطة وقف حركة أكثر خطوط المترو والقطارات في المدينة.
وخرج رئيس فرنسي مذهولاً ومصدوماً في منتصف الليل ليخاطب الأمة عبر التلفزة، وليعلن حالة الطوارئ في فرنسا، مشيراً الى ان البلاد تشهد رعباً غير مسبوق، وانه قرر إغلاق الحدود الفرنسية أمام حركة المسافرين، لتأمين البلاد، ومنع خروج أو دخول من قاموا بالعمليات الإرهابية، وان فرنسا قد شهدت هجمات لا سابق لها، وانه طلب من كل القوات العسكرية المحيطة بباريس حماية المدينة وتأمينها، لأن العمليات الامنية لم تنته، وان عملية اخرى لا تزال جارية في قلب المدينة، فيما منح القوى الامنية صلاحيات استثنائية للقيام بعمليات مداهمة ومطاردة للارهابيين.
الرئيس شهد بنفسه عملية انتحارية، عندما فجر أحد المهاجمين نفسه، عند أحد مداخل ملعب «ستاد دو فرانس»، وقامت الشرطة بإجلائه على عجل خلال حضوره مباراة ودية بين فريقي ألمانيا وفرنسا لكرة القدم.
وقال الرئيس الفرنسي «نحن نعرف من يهاجمنا، إنها محنة جديدة وعلينا أن نبرهن على وحدتنا وتضامننا ونعمل بأعصاب باردة».
وتنعقد منذ منتصف الليل خلية أزمة في الاليزيه للإشراف على العمليات الامنية، تضم الرئيس ووزراء الدفاع والداخلية ومسؤولي الاجهزة الامنية ورئيس الوزراء.
ولا يمكن الحديث عن حصيلة نهائية، خصوصا ان ثلاثة مسلحين كانوا لا يزالون حتى ساعات الفجر يحتجزون المئات من رواد مسرح «الباتاكلان» في الدائرة الحادية عشرة من باريس، بينما كانت الحصيلة الاولية في منتصف الليل تتحدث عن 140 قتيلا، وعشرات الجرحى، الكثير منهم في حالة الخطر.
وكانت سبع مجموعات إرهابية قد شنت هجمات متزامنة في أمسية تكتظ فيها تقليدياً المطاعم والمسارح والشوارع، عشية عطلة نهاية الاسبوع، بالآلاف من سكان العاصمة الفرنسية. وعند الساعة العاشرة مساءً، توجهت سبع مجموعات مسلحة، في وقت واحد نحو أهدافها في باريس، نحو مطعم ومسرح في الدائرة العاشرة والدائرة الحادية عشرة، وبعض الجادات في قلب المدينة، ونحو ملعب «ستاد دو فرانس»، في ضاحية سان دوني القريبة.
وأطلقت المجموعة الاولى النار على رواد مطعم كمبودي في شارع «اليبير» في الدائرة العاشرة، وهو شارع سياحي معروف يفضي الى ساحة الباستيل، وأحصت الشرطة مئات العيارات النارية لبنادق كلاشنيكوف. وكانت جثتان ترقدان على الارض، وسبعة جرحى ينزفون على الرصيف. وتوجهت مجموعة ثانية من ثلاثة مسلحين، نحو مسرح «الباتاكلان»، وتسللت من الابواب الخلفية وبدأت بإطلاق النار على رواد يتابعون عزف فرقة روك أميركية. ويقول شهود عيان ان المسلحين تحدثوا عن الجهاد في سوريا وانهم يقومون بعمليتهم ردا على ما تقوم به فرنسا من حرب على الجهاديين في سوريا.

النهار :

ظلّلت المجزرة الارهابية التي تسبب بها التفجير الانتحاري المزدوج في محلة عين السكة ببرج البراجنة مجمل المشهد الداخلي الذي بدا غداة المجزرة رازحا تحت وطأة التساؤلات القلقة عن مآل النمط الارهابي الذي عاد يضرب في العمق اللبناني وما اذا كان التفجير يؤذن بمواجهة قاسية جديدة مع الارهاب واستهدافاته وخلاياه. ولكن، على رغم تصاعد المخاوف، برزت نقطة مضيئة في المناخ الداخلي تمثلت في مظلة التضامن العارم التي شكلتها ردود فعل سائر الفئات والجهات السياسية والحزبية والشعبية التي ربما عبرت عن تضامن وتعاطف قل نظيرهما لهذه الجهة، الامر الذي يشكل صمام امان اساسياً في مواجهة كل الاحتمالات المترتبة على التفجير وتداعياته. كما ان العامل اللافت الذي برز غداة المجزرة تمثل في التفاف دولي وغربي حول لبنان واستقراره ترجمته مواقف التنديد المتعاقبة منذ حصول التفجير بما عكس عودة الاهتمام الدولي بالاستقرار في لبنان في ظل تصدر حدث الاستهداف الارهابي لبرج البراجنة الاعلام الغربي في اليومين الاخيرين.

وفي هذا السياق افاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان مجلس الأمن ندد أمس"بأشد العبارات" بـ"الهجوم الإرهابي" الذي أدى الى مقتل ٤٣ شخصاً وجرح أكثر من ٢٠٠ آخرين في برج البراجنة.
وأصدر أعضاء مجلس الأمن بيانا صحافيا تعبيراً عن "تعاطفهم العميق مع ذوي الضحايا وتعازيهم لهم، وكذلك لشعب لبنان وحكومته. وأكدوا أن الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يمثل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية إجرامية لا يمكن تبريرها بصرف النظر عن دوافعها، أين ومتى وقعت وكائناً من كان مرتكبوها". وأضافوا أنه "يجب تقديم المرتكبين والمنظمين والممولين والرعاة لهذه الأعمال الإرهابية التي تستحق التنديد، الى العدالة". وحضوا "كل الدول وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وبالتحديد حقوق الإنسان الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على التعاون بنشاط مع السلطات اللبنانية في هذا الصدد، مذكرين الدول بأنه "يجب عليها أن تضمن أن الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب تتلاءم مع واجباتها بموجب القانون الدولي". وجددوا "تصميمهم على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". وشددوا أخيراً على "الدعم القوي لاستقرار لبنان وسلامة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي".

 

المجزرة والتحقيقات
في غضون ذلك، ضجت الاوساط الاعلامية والسياسية والشعبية بوقائع تكشفت غداة المجزرة عما تسببت به من مآس كان منها فقدان طفل والديه وتصدي أحد الشهداء الشباب لانتحاري تفجر معه ووفر عشرات الضحايا، ناهيك بفقدان أكثر من فرد من عائلات واحدة. وينتظر ان يتطرق الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله باسهاب الى هذا الجانب في كلمة تلفزيونية يلقيها في الثامنة والنصف مساء اليوم ويتحدث فيها عن هذا الاستهداف الاجرامي وتداعياته وكذلك عن الجانب السياسي والداخلي في ظل هذا التطور.
واذ استكملت الاجهزة الامنية امس عمليات المسح الميداني ورفع الادلة الجنائية من مسرح التفجير، بوشرت أعمال تنظيف المكان ورفع الركام. أما في شأن التحقيقات الجارية في التفجير، فصرح النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود بعد تفقده مسرح الجريمة بأن التفجير كان مزدوجا، اذ انفجرت المتفجرة الاولى التي كانت على دراجة نارية وزنتها سبعة كيلوغرامات والثانية عبر حزام ناسف على الخصر زنتها كيلوغرامان. واوضح انه لم يثبت بعد ان الانتحاريين كانوا ثلاثة.
ورجح مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وجود رابط بين الانتحاري الذي أوقفه الجيش في طرابلس اول من امس والانتحاريين اللذين فجرا نفسهما في برج البراجنة. وأفادت معلومات عن التحقيقات الجارية ان ملامح الربط بين توقيف الارهابي في طرابلس والتفجير المزدوج في برج البراجنة تثبت ان تنظيم "داعش" يقف وراء الهجمة الارهابية الاخيرة بدءا من التفجيرين اللذين حصلا في عرسال قبل اكثر من اسبوع، ومن ثم توزيع بيان يهدد شخصيات سنية سياسية ودينية، وصولا الى التخطيط لتفجيرات متعاقبة في اليوم نفسه في طرابلس وبرج البراجنة. وأشارت هذه المعلومات الى ان الارهابي الذي أوقفه الجيش في طرابلس (ابرهيم أ.) اعترف امام المحققين بأنه كان يخطط لتفجير نفسه في مقهى بجبل محسن بالتزامن مع التفجيرين في برج البراجنة. كما أفاد ان الانتحاري الذي قتل قبل ان يفجر نفسه في برج البراجنة يدعى ابو خالد وهو فلسطيني وأتى معه من سوريا.

 

المستقبل :

إنه 11 أيلول فرنسي بكل معنى الكلمة. ساعات طويلة من الرعب عاشتها باريس التي تحولت الى مدينة حرب جراء سلسلة من الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة نحو 140 شخصاً إضافة الى عدد كبير من الجرحى، وكان من تداعياتها المباشرة إعلان حالة الطوارئ وإغلاق الحدود، ما يشير الى أن فرنسا بعد 13 تشرين الثاني لن تكون كما قبله.

«هذا رعب.. باريس تتعرض لسلسلة هجمات إرهابية غير مسبوقة» بهذه الكلمات لخص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ساعات ليلة الأمس القاتمة، التي عاشتها باريس إثر تعرضها لعدة اعتداءات إرهابية، اكدت الشرطة انها كانت متزامنة ومنسقة، مما يعني أن الجناة ينتمون لمجموعة إرهابية كبيرة خططت الهجمات ونفذتها في توقيت واحد في أماكن متفرقة.
العمليات تمت بثلاثة أساليب مختلفة: إطلاق نار، احتجاز رهائن، وتفجيرات.
العملية الأكثر دموية استهدفت مسرح «باتاكلان» حيث تم احتجاز كل الموجودين الذين كانوا يحضرون حفلاً موسيقياً ليعلن لاحقاً مقتل 100 شخص وثلاثة إرهابيين بعد اقتحام الشرطة المسرح بعد بدء الإرهابيين بإطلاق النار على الرهائن.
وبدأت الهجمات الإرهابية عندما هاجم إرهابيون مطعماً يدعى «كومبودج» (كمبوديا) في الدائرة العاشرة من العاصمة، بإطلاق النار من أسلحة رشاشة على بعض الرواد الذين كانوا يجلسون على الرصيف، وبحسب ما صوره صحافيون كان هناك ما لا يقل عن 10 جثث ممددة في المكان بين قتيل وجريح. ولم يعرف ما إذا كانت المجموعة نفسها هي التي قامت بحصد أرواح الناس الذين كانوا موجودين بالصدفة في شارع «شارون»، ونقلت وسائل إعلام عن شاهد عيان أن عدد الذين أطلقوا الرصاص من أسلحة «كلاشنيكوف» الروسية الصنع على الناس في الشارع كانوا ثلاثة شبان لا يرتدون أي أقنعة»، بينما وقعت 3 انفجارات (تفجيران انتحاريان وثالث بعبوة ناسفة) قرب ملعب «استاد دوفرانس» حيث كان منتخب فرنسا لكرة القدم يستضيف نظيره الألماني في لقاء ودي بحضور هولاند، فأوقفت المباراة وهرع المشاهدون الى أرض الملعب فيما تم إخراج الرئيس الفرنسي على وجه السرعة الى مكان آمن. كما سُمع أيضاً صوت إطلاق نار في أحد المراكز التجارية قرب مركز «بومبيدو«.
هذا الإرهاب الذي أغرق باريس خلال دقائق قليلة في بحر من الدم، دفع هولاند الى إعلان حالة الطوارئ القصوى في البلاد. وأمر الرئيس الفرنسي بإقفال جميع مداخل البلاد براً وجواً وبحراً معلناً «عدم السماح لأي شخص بدخول الأراضي الفرنسي حتى إشعار آخر». ودعا هولاند الفرنسيين الى الهدوء والباريسيين الى التزام منازلهم، وشدد على أن «فرنسا دولة قوية وستتعامل مع الوضع بكل حزم»، ثم ترأس لقاء حكومياً أمنياً طارئاً في وزارة الداخلية لمتابعة الوقائع والتحريات مع قادة الأجهزة الأمنية أولاً بأول ووضع خطة محكمة لمنع الوضع الأمني من التفجر في البلاد بصورة أخطر.
وقال هولاند في خطاب متلفز مقتضب استمر ثلاث دقائق إن «حال الطوارئ ستُفرض في كل أنحاء البلاد». وتابع أن «القرار الثاني الذي اتخذته هو إغلاق الحدود، علينا أن نضمن أن لا أحد سيتمكن من الدخول لتنفيذ أي عمل اياً يكن. وفي الوقت نفسه إلقاء القبض» على منفذي الاعتداءات إذا حاولوا الخروج من فرنسا.
كما قرر الرئيس الفرنسي «تحريك كل القوات الممكنة في سبيل شل حركة الإرهابيين وإرساء الأمن في كل الأحياء التي قد تكون معنية». وتابع هولاند «لقد طلبت ايضاً أن تكون هناك تعزيزات عسكرية، وهي الآن في منطقة باريس لضمان عدم وقوع اي اعتداء جديد«.
واعتبر الرئيس الفرنسي في خطابه الذي ألقاه وقد بدت عليه إمارات الانفعال والغضب أن باريس شهدت «اعتداءات إرهابية غير مسبوقة»، أوقعت «عشرات القتلى والكثير من الجرحى»، واصفاً ما جرى بأنه «مرعب«.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي سيجتمع بمجلس الأمن القومي الفرنسي اليوم، كذلك أعلن هولاند إلغاء مشاركته في قمة العشرين في تركيا.
وقالت السلطات الدراسية إن كل المدارس والجامعات بمنطقة باريس ستغلق السبت. وبدأت قوات الجيش تصل إلى باريس. وأغلقت خمسة خطوط من المترو. 
وأعلنت الخارجية الفرنسية أن المطارات ستظل مفتوحة ورحلات القطارات ستواصل عملها. وكانت توقفت حركة الملاحة الجوية في مطار أورلي فقط، وليس في مطار شارل ديغول بعدما أغلق الرئيس الفرنسي حدود البلاد.
واستنكر الرئيس الأميركي باراك أوباما الاعتداءات الدامية التي شهدتها باريس قائلاً «ليست فقط اعتداء ضد باريس»، بل «اعتداء ضد الانسانية جمعاء وقيمنا العالمية«.

الديار :

أمضت باريس ليلة دموية مع تنظيم داعش التكفيري الذي نسق 6 عمليات منها عمليتان انتحاريتان بحزام ناسف وأربع عمليات إطلاق نار تم فيها استخدام سلاح الكلاشينكوف وبنادق حربية ثقيلة وتعتقد الشرطة الفرنسية أن عدد القتلى سيزداد لأن عدداً من المصابين في حالة حرجة وخطرة وإذا كانت العمليتان الإنتحاريتان قد حصلتا بواسطة حزام ناسف واحدة في ملعب باريس الكبير والثاني في الدائرة التاسعة فإن الهجومات الأخرى حصلت على مطاعم حيث نزل 3 شبان من سياراتهم على مطاعم وأطلقوا النار على رواد المطاعم وقتلوهم.
وأعلنت الشرطة أن عدد القتلى 60 حتى الآن ويرجح زيادة العدد إلى 73 نتيجة إصابتهم بالرأس.
وفي مسرح بارتاكلان هنالك 60 شخصاً محتجزون داخل مسرح ويحتجزهم ثلاثة عناصر يحملون أحزمة ناسفة وبنادق حربية كبيرة ويهددون بتفجير الاحزمة الناسفة إذا دخلت الشرطة عليهم بالقوة.
العالم كله مستنفر فالرئيس بوتين عرض على الرئيس هولاند إرسال قوة من النخبة في الجيش الروسي والرئيس أوباما يحاط بكل لحظة بأحداث باريس ورئيس حكومة بريطانيا أصيب بالصدمة الكبرى لسماعه بأحداث باريس.
والرئيس هولاند هو مع خلية الأزمة وكل ما عرف من الشرطة أن المهاجمين جزائريان وتحاول أن تعالج الشرطة مسرح بارتاكلان لكن دون جدوى لأن 3 عناصر الذين يحملون أحزمة ناسفة لم يعلنوا عن مطالبهم ولم يفاوضوا وأبقت الشرطة الفرنسية على جمهور مباراة فرنسا ألمانيا داخل الملعب لأسباب امنية كما طلبت من الاهالي بباريس عدم الخروج من منازلهم كي تقوم بتمشيط باريس كلها وتشير أصابع الاتهام لداعش وفق وسائل الاعلام الفرنسية ومصادر في وزارة الداخلية الفرنسية ويبقى مصير 60 من رواد المسرح غير معروف بسبب الانتحاريين الثلاثة الذين يحتجزونهم.
وهذا وقامت الشرطة الفرنسية بمنع التجول في شوارع من باريس لتمشيط المناطق والتفتيش عن العناصر الذين فروا بسياراتهم إلى الاحياء الجزائرية والتونسية والمغربية ولكن أكثرية الشوارع التي هربوا إليها هي جزائرية وهكذا تمضي باريس ليلة دموية لم تشهد مثلها شبيهة بأحداث 11 ايلول في أميركا لأنها تلقت 6 ضربات في وقت واحد و القتلى عددهم 60 ولا تعرف ماذا سيحصل في مدن أخرى في مرسيليا ونيس ومدن أخرى.
كما حصل عند الواحدة ليلاً هجوم على مركز تجاري في باريس هو السابع وتتوقع الشرطة الفرنسية مزيداً من الهجومات في مدن أخرى يوجد فيها أكثريات إسلامية مثل مرسيليا وضواحي باريس ومدينة نيس ومدن فرنسية أخرى وقد أعلن الرئيس هولاند حالة الطوارئ في فرنسا ونزل الجيش الفرنسي إلى كل المناطق لمكافحة الارهاب جذرياً بعد أن أبلغ الفرنسيين بأن الحرب على الارهاب بدأت الليلة ولن تنتهي حتى إقتلاع الارهاب نهائياً وتدل أثار الجرائم أن المنفذين يعرفون الطرقات ويعرفون اهدافهم وكل هدفهم خلق الذعر والرعب في باريس وإيقاع الأذى بفرنسا التي تحارب الارهاب في سوريا والعراق.

الجمهورية :

الإرهاب يضرب فرنسا بعد لبنان، في دليل واضح على عولمة الإرهاب، وأنّ قدرته على اختراق الضاحية لا تختلف عن اختراق أيّ منطقة في العالم، بل يبقى لبنان، على رغم انعدام الاستقرار السياسي، أكثرَ استقراراً، مقارنةً مع دوَل عدّة، حيث تَعمل أجهزته بنجاح على التصدّي للمجموعات الإرهابية. وبالتالي فإنّ التضامُن الواسع الذي لقيَه من كلّ دول العالم سيتجلّى من جديد بالتضامن مع فرنسا، في موقف يوَحّد كلّ القوى العالمية ضد الإرهاب. فالتفجير الإرهابي الذي هزّ الضاحية الجنوبية وكلَّ لبنان أظهرَ التفافاً وطنياً واسعاً، وقد يكون غيرَ مسبوق شكلاً ومضموناً، فلا ربطَ سياسياً بين القتال في سوريا والتفجير، على غرار ما كان يحصل في مراحل سابقة، بل إصرار على تطوير التفاهمات السياسية من أجل إقفال كلّ الثغرات الموجودة، وبالتالي التعويل على المبادرة-السلّة التي أطلقَها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي يطلّ مجدّداً مساء اليوم لمواساة أهالي الضاحية الذين أظهَروا قدرةً استثنائية على لملمة جراحهم وإعادةِ الحياة إلى المنطقة، كما الإشادة بالمواقف السياسية التي تؤسّس لحالة جديدة أو توفّر المناخات الملائمة لمبادرته. وفي حين تقاطعَت معظم وجهات النظر والمعلومات على أنّ ما حصل في الضاحية يمكن أن يحصل في أيّ منطقة من العالم، وأنّ الأمن تحت السيطرة، فإنّ الاهتمام السياسي بدأ ينصبّ على ما بَعد كلام نصرالله والتسوية التشريعية التي جنّبَت لبنان العزلة الدولية، وأظهرَت قدرةَ اللبنانيين على تخريج التفاهمات، إذ على رغم التباين الذي حصَل حول قانون عائدات البلديات من الخلوي، إلّا أنّ تعهّدَ رئيس الحكومة تمام سلام بإقراره عن طريق مرسوم من الحكومة أفضى إلى تمرير الجلسة الختامية على خير. ومن هنا السؤال الذي يطرح نفسَه: هل المناخات السياسية التفاؤلية التي ظهرَت في الأيام الأخيرة ستكون قابلة للترجمة السياسية من خلال تفعيل المؤسسات بالحدّ الأدنى، والذهاب إلى تسوية السلّة المتكاملة بالحد الأقصى، أم أنّ هذه المناخات ستَتبدّد، وتستفيق البلاد على استمرار التعطيل وغياب الحلول بدءاً من انتخاب رئيس جديد وتفعيل الحكومة ومجلس النواب وصولاً إلى ملف النفايات وسائر الملفّات المعلقة وآخرُها قانون الانتخاب الذي أقرّ المجلس التوصية ببحثِه وإقراره؟ علمت «الجمهورية» أنّ حراكاً عربياً ودولياً سيسجّل هذا الأسبوع تجاه لبنان للبحث مع المسؤولين في سبل تعزيز الاستقرار والحؤول دون انزلاق الوضع الامني الى دوّامة ارتدادات الحرب السورية.
وفي هذا الإطار تبقى الانظار متجهة الى اللقاء الفرنسي ـ السعودي بين الرئيس فرنسوا هولاند والملك سلمان بن عبد العزيز الذي يعقد غداً الاحد في أنطاليا التركية على هامش قمّة مجموعة العشرينG20، وكذلك الى اللقاء المرتقب بين هولاند والرئيس الايراني حسن روحاني، حيث سيكون الملف اللبناني محور محادثات الرئيس الفرنسي في هذه اللقاءات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لرئيس مجلس النواب نبيه بري في برقية تعزية بضحايا التفجير استعدادَ موسكو للتعاون مع السلطات اللبنانية بأوثقِ قدر ممكن، في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم «داعش» الإرهابي». واعتبرت موسكو أنّ الهجوم الأخير في بيروت يؤكد ضرورة تشكيل جبهة إقليمية ودولية لمواجهة الإرهاب.
بدوره، أبلغ وزير داخلية فرنسا برنار كازنوف نظيره اللبناني نهاد المشنوق «استعداده التام للبحث معه في سبل تدعيم التعاون الأمني بين فرنسا ولبنان».
كذلك عرضَ وزير داخلية الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان على المشنوق المساعدة في تبادلِ المعلومات بالتحقيق في جريمة برج البراجنة.
مجلس الأمن
وفي بيان صَدر بإجماع أعضائه الـ 15 دانَ مجلس الأمن الدولي أمس «بأشدّ العبارات» التفجيرَين الانتحاريين، وعبّر عن «تعاطفه الكبير» مع أقارب الضحايا والحكومة اللبنانية.
وأكد المجلس «تصميمه على محاربة الإرهاب بكل أشكاله»، مشدداً على ضرورة محاسبة المسؤولين والمنظّمين والمموّلين لمِثل هذه الاعتداءات. كما أكد أعضاء المجلس «دعمَهم الراسخ لاستقرار لبنان ووحدة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي».
نصر الله
وفيما الضاحية الجنوبية لملمَت جراحها ونفَضت عنها غبار التفجير الإرهابي، لتستعيد اعتباراً من اليوم وتدريجياً حركتها الطبيعية وتَفتح أبواب محلاتها التجارية، يطلّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في كلمة متلفَزة تُبثّ عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم للحديث عن العملية الإرهابية التي طاولت محلّة برج البراجنة.
وعلمت «الجمهورية» أنّ نصر الله سيتوجه في بداية حديثه الى عوائل الشهداء لمواساتهم، ولأن يلهمَهم الله الصبر والسلوان، والدعاء للمصابين بالشفاء العاجل.
وسيشيد بالروح المعنوية العالية التي أظهرَها أبناء الضاحية، والتي تجلّت في نضالهم والمسارعة الى نفض غبار الانفجار عن منطقتهم، على رغم الفاجعة التي حلّت بهم.
كذلك سيشيد بالجيش والأجهزة الامنية والتعاون والتنسيق الكبير مع بعضهم البعض وتبادل المعطيات بهدف الوصول الى نتائج سريعة في التحقيقات، والحدّ قدرَ المستطاع من ضرر الإرهاب
وسيتحدّث عن الصراع مع الجماعات التكفيرية وعلى صلابة المواجهة معها، ملقياً الضوء على خطرها الذي يتهدّد لبنان واللبنانيين جميعاً، على مختلف انتماءاتهم ومذاهبهم ومشاربهم، وليس فقط جهة معيّنة، وسيؤكد مجدداً مواصلة المعركة ضد الإرهاب حتى النهاية.
وسيشيد الأمين العام بالتضامن والالتفاف السياسي والشعبي والإعلامي إزاءَ هذه المحنة والتوَحّد في المواقف ضد الإرهاب.
وانطلاقاً من ذلك، سيدعو إلى الإفادة من هذا المناخ الوطني العام لتكريس تسوية سياسية شاملة على المستوى الوطني، والتي كان دعا إليها منذ أيام في خطاب «يوم الشهيد»، وهي تشمل رئاسة الجمهورية، الحكومة المستقبلية، رئيس الحكومة، تركيبة الحكومة، المجلس النيابي وعمل المجلس النيابي، قانون الانتخاب».
وقد دلّت ردات الفعل الاوّلية الى انّ هذه الدعوة لاقت أصداء إيجابية لدى عدد من المسؤولين تجلّت في تصريحاتهم أخيراً.
وسيشدّد الأمين العام أخيراً على أن لا خيار لنا كلبنانيين إلّا بحلّ سياسي، وعليه يجب الإفادة من هذه الوحدة التي تجلّت هذين اليومين والانطلاق منها الى حلّ سياسي يتوافق عليه الجميع.
مشعل وهنية
وتلقّى السيّد نصر الله اتصالاً هاتفياً من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، عبّر فيه عن إدانته للتفجيرين الإرهابيين في برج البراجنة، مقدّماً تعازيه بالشهداء، وأكّد على تعاطف ووقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة هذا المصاب الأليم.
كما تلقّى اتّصالاً هاتفياً من نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيّد اسماعيل هنية للغاية نفسها.
إجتماع أمني
ورغم الدعوات التي أُطلِقت لعقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء، فقد اكتفى رئيس الحكومة تمام سلام بالدعوة الى لقاء وزاري - أمني دعا خلاله «إلى مزيد من التنسيق بين الاجهزة الأمنية ورفعِ مستوى اليقظة» وإلى «مزيد من الالتفاف الوطني حول الجيش والقوى الأمنية».
وقال أحد المشاركين في الاجتماع لـ«الجمهورية» إنّ المجتمعين عرَضوا لعدد من التقارير الأمنية، وأبرزُها التقرير الذي استُقيَ من التحقيقات الأوّلية وكشفَ محتويات كاميرات المراقبة المنتشرة في مسرح الجريمة وعلى الطرق المؤدية إليها ومجموعة من شهود عيان، ما سَمح بتكوين فكرة واضحة عن طريقة تنفيذ العملية والطريق التي سَلكها الإرهابيان بعدما ثبت أن ليس هناك منفّذ ثالث، وكلّ ما حُكي في هذا الإطار غير دقيق ومجرّد تكهّنات وسيناريوهات لا وجود لها على الإطلاق.
وكشفت المعلومات أنّ أحد منفّذي الجريمة استَخدم درّاجة نارية وسَلك الطريق المؤدي الى مسرح الجريمة انطلاقاً من طريق مقفل ببلوكّات الباطون المسلّح من جهة مستشفى الرسول الأعظم فعبَر في فجوة من فجواتها بأعصاب باردة سَمحت له بان يَعتقد البعض أنّه «ابن الحي».
ومن هذه الطريق تمكّن من الوصول إلى المنطقة المستهدفة في العملية مباشرةً في ساعة الذروة التي يتجمّع فيها الناس هناك، حيث فجّر درّاجته التي كانت تحتوي على سبعة كيلوغرامات من المتفجّرات الشديدة الانفجار. وأدّى الانفجار الى فصل جسمِه الى جزءين نتيجة العصف السطحي للعبوة، ما سَمح ببقاء القسم الأعلى من جسمه كاملاً من الرأس حتى الخصر وحافظَت جثّته على كامل شكلِه الخارجي.
وقال التقرير الرسمي والنهائي إنّ الانتحاري الثاني لاقى الأوّل من الجهة الأخرى وانتظر عملية التفجير، وهو كان على بُعد حوالى 60 متراً من مكان التفجير الأوّل وهو ما سَمح له بالتسلل بين الناس وسط ذهولِهم ليفجّر نفسه، حيث تمّت العملية بعدما تيقّنَ أنّ الجَمع بلغَ الذروة، وهو ما أدّى إلى هذا العدد الكبير من الضحايا الذي فاقَ أيّ عملية تفجير سابقة.
وقالت المعلومات الرسمية شبه النهائية إنّ التحقيقات الجارية أثبتت أنّ الأسماء التي كشفَ عنها «داعش» في بيانه عند زعمِه وتبَنّيه للجريمة هي أسماء وهميّة ولا وجود لها في الجانب الفلسطيني على الأقلّ، وخصوصاً بعدما تبيّن انّ اسم أحدِهما أو ما يشبهه يعود لشخص قتِل قبل عامين.
إلّا أنّ التحقيقات لم تَسمح بكشف الأسماء الحقيقية، وهي عملية ما زالت مستمرة بانتظار التدقيق في فحوصات الـ «دي آن آي» التي تجرى على بقايا الجثث التي جُمعت من مكان الجريمة. فإذا ثبتَ انّ هناك من بقايا لا تعود لأيّ من الضحايا أو الانتحاريين سيكون لكلّ حادث حديث، وسيبدأ البحث عن شخص غريب ثالث لم يثبت وجوده حتى التحقيقات النهائية.
وفي مرحلة لاحقة استُعرضَت التقارير الأمنية التي سَبقت الحادث، ولا سيّما تلك التي نتجَت عن توقيف إرهابي في طرابلس قبل ايام كشفَ أنه كان ينوي القيام بعملية مماثلة في بعل محسن في طرابلس وبحوزته حزام ناسف بنفسِ المواصفات المستخدَمة في تفجير الضاحية، ما جعلَ الترابط بينه ومنفّذي الجريمة منطقياً وواقعياً إلى الحدود القصوى، وهو ما ستُثبته التحقيقات المقبلة.
وحول ما يمكن أن يلي عملية أمس الأوّل الخميس، فقد تحدّثت التقارير التي استُعرضت عن احتمال أن تتجدّد في أيّ وقت بالطريقة الانتحارية عينها بعدما باتَت محسومةً صعوبة استخدام سيارات مفخّخة لأنّه تمَّ تطويق حركة مفخّخيها ومستخدميها في الداخل والخارج.
برّي
وكان بري كشف أمس في مستهلّ الجلسة التشريعية في يومها الثاني أنّ «خالد مشعل واسماعيل هنية أبلغا إليه أنّ الفلسطينيَين اللذين قيل إنّهما نفّذا عملية التفجير «ليسا من لاجئي لبنان وأنّهما ماتا أو قُتِلا منذ أكثر من سنتين في سوريا، وأنّ السوري أيضاً غيرُ مسجّل بين اللاجئين في لبنان».

الاخبار :

حتى ليل أمس، كان انتحاريا برج البراجنة لا يزالان مجهولي الهوية. موقوف طرابلس أقرّ بأنه كان ينوي تفجير نفسه في جبل محسن، بتكليف من تنظيم «داعش» ويعوّل المحققون على موقوف لدى فرع المعلومات، وآخر لدى استخبارات الجيش، لحل ألغاز جريمة الضاحية

  

يبدو تفجير برج البراجنة المزدوج الأكثر تعقيداً بين العمليات الإرهابية التي استهدفت لبنان خلال السنتين الماضيتين. فحتى يوم أمس، لم تكن التحقيقات قد توصلت إلى تحديد هوية الانتحاريين، ولا تم تحديد خيوط يمكنها أن تؤدي إليهما. رغم ذلك، يستمر العمل على مسار التحقيق مع الموقوف لدى فرع المعلومات، الذي قُبِض عليه في طرابلس، فجر يوم تفجير الضاحية، ويحمل حزاماً ناسفاً وقنبلة يدوية ومسدساً.

ورغم أن الموقوف (إبراهيم ج.) شديد التكتّم، فإن الفحص التقني للحزام الناسف الذي كان في حوزته، بيّن تطابقاً كاملاً في المواصفات بينه وبين الحزام الذي لم ينفجر وكان يحمله أحد انتحاريي برج البراجنة. وبحسب مصادر أمنية، فإن موقوف طرابلس أقرّ بأنه كان ينوي تفجير نفسه في جبل محسن، صباح أول من أمس، أي يوم تفجير برج البراجنة. وبحسب المصادر، فإن الموقوف سافر من لبنان إلى تركيا قبل أشهر، ومنها إلى سوريا، ومنها إلى مناطق سيطرة تنظيم «داعش». ومرّ في عدد من المدن التي يسيطر عليها التنظيم، كالرقة وتدمر، قبل أن يعود إلى لبنان قبل أسابيع، مكلّفاً من قبل «داعش» بتفجير نفسه في منطقة جبل محسن الطرابلسية.


تطابق في المواصفات بين حزامي برج البراجنة وطرابلس الناسفين
يُذكر أن دورية من فرع المعلومات قبضت عليه فجر أول من أمس. وبحسب مصادر وزارية، فإن الموقوف حاول تفجير نفسه بدورية فرع المعلومات لحظة توقيفه، لكن «العتلة» التي تُستخدم لتفجير الحزام الناسف تعطّلت. وصباح اليوم نفسه، جرى تفكيك عبوة ناسفة معدّة للتفجير في جبل محسن. وأكّدت المصادر أن الموقوف لم يعترف بعد بوجود أي صلة بينه وبين انتحاريي برج البراجنة، اللذين لا يزالان مجهولي الهوية. ويعوّل المسؤولون الأمنيون على إفادة ابراهيم ج. للتوصل إلى كشف التفاصيل التي لا تزال مجهولة لجريمة برج البراجنة.
كذلك، يرى مسؤولون أمنيون إمكان تحصيل معلومات مفيدة للتحقيق في جريمة برج البراجنة، من موقوف قبضت عليه استخبارات الجيش قبل أقل من أسبوع، وهو من بلدة عرسال، يُشتبه في انتمائه إلى تنظيم «داعش». وبحسب مسؤولين أمنيين، فإن الموقوف أدلى باعترافات مهمة حول اعتماد «داعش» تقنية تفخيخ الدراجات النارية في عرسال، كالدراجتين اللتين جرى تفجيرهما في عرسال الأسبوع الماضي (يومي 5 و6 تشرين الثاني الجاري) واستهدفتا على التوالي مكتب «هيئة علماء القلمون» ودورية للجيش.
وكان المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود قد أكّد أمس، بعد تفقده مكان التفجيرين الارهابيين في برج البراجنة، أن «العملية كانت مزدوجة، وهما تفجيران، ولم يثبت إلى الآن أن الانتحاريين كانوا ثلاثة والموضوع قيد المتابعة». أضاف: «المتفجرة الأولى كانت في دراجة نارية، زنتها 7 كلغ، والثانية على «الخصر» زنتها 2 كلغ، ونحن في طور الدراسة وتحديد نوعها». أما مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر فقال «إن المعلومات المتوافرة نتابعها من خلال المعطيات للتأكد ممّا إذا كان هناك انتحاري ثالث، وما يبدو حتى الآن أنهما اثنان، وخلال ساعات ينتهي الكشف. والتركيز يتم على الجهة التي أتى منها الانتحاريان ومن وراءهما».
وكان رئيس الحكومة تمام سلام قد ترأس في السراي اجتماعاً وزارياً أمنياً طارئاً لمتابعة الاوضاع بعد تفجيري برج البراجنة. وتقرر في الاجتماع رفع مستوى الاستنفار الأمني إلى حدوده القصوى.
ويوم أمس، نشرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» بياناً أتت فيه على ذكر تفجيري برج البراجنة، قائلة إن مقاتلي التنظيم نفذوه «بدراجة مفخخة وحزام ناسف».