أطلق أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه أمس في يوم الشهيد سلسلة مواقف مهمة على صعيد معالجة الأزمة اللبنانية بشكل جذري داعياً إلى التسوية الشاملة ومؤكداً : أنّ لا 7 أيار جديد في لبنان ، وممّا قاله للتذكير والإشارة :

أنا أدعو إلى تسوية سياسية شاملة على المستوى الوطني، يعني يجلس الناس ثنائياً، ثلاثياً، رباعياً، يضعون كل شيء دفعة واحدة ، لرئاسة الجمهورية ، طبعاً لا أحد يطلع غداً ويقول إننا نحن نتخلى ، لا، لا، يمكن يكون النقاش في التسوية أنه يا أخي هذا مرشح فريقنا لرئاسة الجمهورية ونحن نصرّ على هذا الترشيح،  لكن نفتح باب نقاش حتى تقبلوا به، يا أخي ماذا تريدون، تعالوا لنتحدث، أو هم يمكن أن يتصرفوا بهذه الطريقة. رئاسة الجمهورية، الحكومة المستقبلية، رئيس الحكومة، تركيبة الحكومة، المجلس النيابي وعمل المجلس النيابي، قانون الانتخاب، لأن قانون الانتخاب أيها الأخوة والأخوات أيها اللبنانيون يختلف عن أي بند آخر يمكن أن تضعه على جدول أعمال جلسة مجلس نيابي، قانون الانتخاب هو العامل الأساسي في إعادة تكوين السلطة، قانون الانتخاب يعني مصير البلد، قانون الانتخاب يعني لمن تسلم مصيرك ودمك وعرضك ووجودك ومستقبلك وسيادتك وحريتك واستقلالك، هذه ليست شيئاً هامشياً وبسيطاً وتذهب بالمجاملات وبالضغوط وبالمزايدات.

واضاف السيد نصر الله : هذا يحتاج لنقاش حقيقي. نحن ليس لدينا مشكلة، نحن كفريق نقول نحن جاهزون. تعالوا لنضع الأمور الأساسية، وليس الأمور الهامشية والجزئية والجانبية، الأمور الأساسية في سلة واحدة ونعمل تسوية، عندما أقول تسوية يعني "العالم بدا تأخذ وتعطي"، من أجل البلد، من أجل مصلحة البلد، لا ننتظر أي شيء في الخارج، الخارج كله مشغول عنا، ويوماً بعد يوم يتأكد هذا المعنى ولا ننتظر حتى حدث داخلي، أنا أقرأ بعض الأحيان مقالات تحليلات تقول إن هناك أناساً ينتظرون 7 أيار جديد أو شيء مشابه.

هذا خطأ، هذا التفكير خطأ، 7 أيار وأعود وأذكر لم تكن من أجل إعادة تكوين سلطة ولا من أجل مؤتمر دوحة، كانت رد فعل على 5 أيار ودفاعاً عن سلاح المقاومة، هذا هدفها، لكن نتيجتها كانت مؤتمر الدوحة. لكن لو اليوم أي أحد عمل، أي أحد عمل شيء مثل 7 أيار، لا يوجد أحد في العالم العربي يستطيع أن يأتي ويلم العالم ويضعهم في طائرة ويأخذها، لا على الدوحة ولا على الرياض ولا على القاهرة ولا على دمشق ولا على بغداد ولا على أي مكان في العالم العربي، وهناك أماكن نحن لا نذهب، وهناك أماكن هم لا يذهبون. إذاً بدون تضييع الوقت، وبدون هذا الاستنزاف في أعصاب الناس ومصير الناس وحياة الناس وعيش الناس وصحة الناس، القوى السياسية الحقيقية في لبنان مدعوة إلى أن ندخل، الآن نفس الحوار الذي يرعاه الرئيس بري في المجلس النيابي أو شكل آخر لا أعرف، هذا في النهاية آليات نقاش. نبحث عن تسوية سياسية حقيقية، هذا هو المخرج، إذا كنا نريد أن نبقى نعالج بالحبة غير معلوم إذا كنا نستطيع أن نحل مشاكلنا.

 

هذه المواقف والتصريحات التي اطلقها السيد نصر الله والتي تزامنت مع التسوية بشأن الجلسة التشريعية تفتح الباب الحقيقي للحوار الجاد والصحيح ولذا فان جميع الاطراف والقوى والنخب السياسية والفكرية معنية بالتقاط هذه الدعوة ومناقشتها بشكل جدي وصريح بعيد عن المواقف المسبقة، كما ان من مسؤولية كل الجهات الفاعلة في حزب الله حمل هذه الرؤية والدعوة ومناقشتها مع كل الاطراف المعنية من اجل تحويلها الى مبادرة عملية وكي لا تبقى مبادرة في الهواء.

الدعوة الى تسوية شاملة مع تقديم تنازلات حقيقية هي الطريق الصحيح لمعالجة الازمة اللبنانية ولا شيء غير ذلك .