بمراجعة بعض الاعمال التي قامت بها " داعش " من قتل وحرق وصلب وتنكيل , نستحضر صورة كل من ديفيد هينز، آلان هينينج، جيمس فولي، ستيفن ستلوف، بيتر كيسينج , والطيار الأردني معاذ الكساسبة , والطريقة الوحشية التي أعدم بها هؤلاء الرهائن  بثياب الإعدام من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ٢٠١٤م, ونستحضر الاسرى من المسلمين بشكل عام , وكل ضحاياه , وما فُعِل بهم , وتصوير تلك الإعدامات وبثهابشكل همجي مما أثار العديد من ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة والرافضة

واذا إستحضرنا من بقي على قيد الحياة ممن إعتقل عندهم وهو  الصحفي الفرنسي " ديديه فرانسوا " الذي إعتقلته " داعش " ومن ثم أطلقت سراحه , هذا الصحفي قد زوّد الصحافة العالمية بمعلومات مهمة ونادرة عن حقيقة هذا التنظيم المجهول الهوية الحقيقية , حيث أن المعلومات من داخل التنظيم قليلة جدا , لأن طبيعته هي التكتم والسريّة , وهذا هو مصدر الإثارة والقلق والرعب الذي يبثهم هذا التنظيم الاكثر إرهاباً وفتكاً في الزمن الراهن , فما سرّبه الصحفي الفرنسي لمراسلة " سي إن إن "  كريستيان أمانبور , أنه لم يسمع منهم أي كلام عن الشريعة , ولم يقبلوا أن يناقشوا في النصوص الدينية , وأن النقاش معهم كان فقط سياسيا , وكانوا يرددون كلاما مخالفا لما نعرفه عن الدين الاسلامي ولم يجادلوننا بالنصوص الشرعية , ولم يسمحوا لنا بأن نقتني مصحفا .

هذه المجموعة تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية، وتدَّعي أنها تطبّق شرع الله وأن أعمالها  تأخذ شرعيتها من الدين الاسلامي  من الرجم والجلد وقطع الايدي والارجل والرؤوس , وقائدهم حاصل على دكتوراه في الدراسات الاسلامية , وما فعلته مع المسلمين هو أسوأ بكثير مما فعلته مع غيرهم .

والذي يثير الاشمئزاز والقلق , أن ثمة دراسات وإستطلاعات للرأي في أميركا وأوروبا  تقول أن نسبة قليلة من الاميركيين والاوروبيين ينظرون إلى الاسلام بنظرة إيجابية , وأن نسبة كبيرة منهم يعتقدون بأن ما تقوم به " داعش " , هوالصورة الطبيعية للحياة التي تكون تحت أي حكم إسلامي . كما أنه قد وصل الامر إلى أن ردود الافعال لم تعد محصورة بأولئك الارهابيين , بل تعدّت إلى كل ما هو إسلامي .

برنارد هايكل – الخبير الإسلامي  يقول: «المسلمون الذين يقولون بأن «داعش» غير إسلامية أو معادية للإسلام هم مجرد أشخاص يشعرون بالإحراج ولديهم فهمٌ ساذج لدينهم، فمن يقطع اليد ويذبح العنق يتمتع بالشرعية مثله مثل من ينكر هذه الأمور. فالإسلام (على حد قوله) هو ما يفعله المسلمون وكيف يفسرون نصوص الشريعة . هذا ويتبنى العديد من المحللين والمتابعين نفس الرؤية حول داعش .

الباحث الاميركي في العلوم الاجتماعية " لي روز " يقول : لا بد من أن نضم إلى عامل الدين عدة عوامل كي نعرف حقيقة الدافع الذي يجعل أمثال ( داعش والقاعدة ) تقوم  بهذه الاعمال ومنها العوامل النفسية والبيئية .

وقريب من رأيه يقول مارك سيجمان , الاخصائي في علم النفس بأن لا بد من تفسير مجموعة عوامل مؤثرة في سلوكيات هؤلاء الجماعة , فيقول : في بحثه حول الحركات الجهادية , ( إن الدين له دور في الموضوع , لكنه دور تبريري , حيث أن الدين ليس السبب الرئيسي لافعال داعش وليس هو السبب الاساسي لإنضمام الشباب لهم , فهم يستخدمون الاسلام لإضفاء شرعية على أعمالهم , وخاصة أن المنضمين للتنظيم في الغرب هم مراهقون ولم يُعرف عنهم الالتزام بكثير من أحكام الاسلام , فقد سمّاهم سيجمان المؤمنون الجُدُد , الذين لا خبرة لديهم عن الاسلام ....يتبع