كشفت تقارير ودراسات أن الضعف الحاصل في أمن وحماية الساعات الذكية وارتفاع أسعارها بمختلف أنواعها يهددان سوق الساعات الذكية عالميا.

حيث كشفت دراسة لشركة الأبحاث "Kantar Worldpanel ComTech" أن هنالك عقبات كبيرة تواجه الساعات الذكية، وتشكل مثل هذه الأجهزة الذكية من ساعات وأجهزة لياقة بدنية حالياً نقلة نوعية في مجال الأجهزة الذكية القابلة للارتداء والتي سيكون لها مستقبل كبير إذا قامت الشركات بتدارك هذه العقبات.

وأشارت الدراسة إلى أن 41% من المستخدمين الذين أوضحوا أنه ليس لديهم نية لشراء ساعة ذكية أو سوار لياقة بدنية في الأشهر الـ12 المقبلة كانت بسبب كلفتها العالية، حيث إن قرار شراء أحد الأجهزة القابلة للارتداء يتأثر إلى حد كبير بسبب السعر.

وأضافت الدراسة أن ما نسبته 33% من المستخدمين ليس لديهم اهتمام أو رغبة بالساعات الذكية، وأشاروا إلى أن هواتفهم الذكية تقوم بكل ما يحتاجون إليه وتوافق متطلباتهم بشكل كامل وانهم ليسوا بحاجة جهاز ذكي آخر يقوم بجزء مما يقوم به هاتفهم الذكي، وأكد 32% من المستخدمين المشاركين في الدراسة أنهم لا يرتدون ساعة ذكية أو غير ذكية وأن الهاتف الذكي أنهى تقريباً الحاجة إلى ارتداء ساعة حول المعصم وان هذا الأمر ينهي أمر الساعات الذكية حتى قبل إعطائها فرصة للتجربة.

وأتهم 29% من المستخدمين الذين خضعوا للدراسة الشركات المصنعة بضعف التسويق لساعاتهم الذكية على عكس التسويق لمنتجاتهم الأخرى، حيث أوضحوا أنهم لم يفهموا ما الفائدة من مثل هذه الساعات الذكية وما الحاجة إليها، مما يشير إلى أن هناك ضعفا تسويقيا من قبل الشركات في استهداف المستهلكين ودفعهم لاتخاذ قرار الشراء، وبالإضافة للأداء التسويقي الضعيف لمنتجي هذه الأدوات فقد كان من المستغرب أن 52% من الذين تمت مقابلتهم كانت لديهم القدرة على تحديد ماهية هذه الأجهزة بتعبير بسيط وهو "أنها شيء يمكن لبسه حول المعصم مثل الساعة وتسمح لك بتشغيل التطبيقات الذكية فقط".

ويشير المحللون إلى أن ما نسبته 3% فقط من سكان الولايات المتحدة يستعملون مثل هذه الأدوات الذكية والتي بلغ عدد منتجيها 16 شركة بين ساعة ذكية وسوار لياقة بدنية، فإن الأمر واضح أن هنالك فجوة ضخمة بين الشركات والمستهلكين، وأن هنالك بعض العوائق الخطيرة في طريق نمو مثل هذه الأدوات، وعلى الرغم من أن بعض هذه العوائق يمكن للشركات مستقبلاً التعامل معها بشكل أفضل مثل السعر المبالغ فيه لمثل هذه الأجهزة إلا ان العوامل الأخرى مثل امتناع المستهلكين عن ارتداء اي نوع من الساعات لن يكون من السهل التغلب عليها.

وفي سياق متصل كشف باحثون في جامعة نيو هيفن ضعف الأمن في بعض الساعات الذكية، خاصة بعد أن تمكنوا من استخراج معلومات شخصية من ساعة " LG G Watch "، ومن الساعة الذكية " Samsung Gear 2 Neo "، حيث تمكنوا على وجه التحديد، من استخراج بيانات التقويم، وجهات الاتصال، وبيانات عداد الخطى من الساعة الذكية " LG G Watch "، إلى جانب عنوان البريد الإلكتروني لمستخدم هذه الساعة. أما على ساعة " Samsung Gear 2 Neo "، فتمكن الباحثون من استخراج بيانات البريد الإلكتروني، والرسائل، وجهات الاتصال، التي لم تكن أيا منها مشفرة.

ورجح بعض المحللين والمبرمجين هذا الضعف إلى أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر حيث أشاروا إلى أن معظم الساعات الذكية بما فيها ساعة شركة "LG" التي خضعت لاختبار أمن المعلومات، تعمل بنظام التشغيل "أندرويد وير" الذي قامت شركة جوجل بتطويره، أما ساعة سامسونج التي استطاع الباحثون اختراقها واستخراج البيانات منها فتعمل بنظام التشغيل "تايزن" التي طورته شركة سامسونج، إنهم أوضحوا أن هذا لا يعني سلامة ساعة أبل من الثغرات والضعف ذاته.

ويرى مراقبون أن الوصول إلى البيانات الشخصية ومن يقدر على ذلك أصبح مصدر قلق أكثر إلحاحا على نحو متزايد، خصوصا أن الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء أصبحت أكثر ذكاء، وأكثر تواصلا وتبادلا للمزيد من البيانات مع بعضها البعض.

وبالرغم من أن قلة قليلة من المستخدمين يملكون ساعات ذكية في الوقت الراهن، لكن الأرقام تشير إلى تزايد العدد، فبحسب شركة أبحاث السوق "Strategy Analytics"، فقد قامت الشركات مثل سامسونج، و"LG"، وموتورولا، بشحن قرابة 4.6 مليون ساعة ذكية إلى كافة أنحاء العالم خلال العام الماضي، من المتوقع أن تشهد هذه الشحنات ارتفاعا كبيرا بنهاية العام الجاري ليتجاوز سقف 28.1 مليون ساعة وسوار ذكي.