مسلسل العبوات الناسفة اتخذ منحى تصاعدي في عرسال المنطقة البقاعية المحرومة من أقل الحقوق الإنسانية والمعيشية ، والواقعة تحت نير التطرف ، والإرهاب ، والجماعات المسلحة اللبنانية منها والسورية ، إضافة إلى أزمة النازحين وما يحملون معهم من أمراض وتعصب وإخلال بالأمن وإنتماءات ..

عرسال التي تحملت عبء الثورة السورية وتداعيتها بجرودها وأهلها ، ها هي اليوم وبعد كل ما عانته خلال السنوات السابقة من تهميش وإتهامات وانتهاكات مسلحة ، تتجه لأزمة جديد ألا وهي العبوات الناسفة والتي تكررت اليوم ، لتشهد المنطقة هناك في محيط واحد انفجارين خلال 24 ساعة .

وما بين الإنفجار الأول الذي استهدف هيئة علماء القلمون والإنفجار الثاني الذي استهدف آلية للجيش اللبناني ، يبقى السؤال من الجهة المستفيدة من تأزيم الوضع في عرسال ؟

 

ممّا لا شكّ فيه أنّ هناك جهة خارجية تعمل على زعزعة الوضع الأمني في هذه المنطقة حتى تجد غطاءً تتمكن عبره من مدّ نفوذها ضمن عرسال وليس فقط الإكتفاء بالتمركز في جرودها ، وهذه الجهة وحسبما صرّح لنا رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عبر اتصال هاتفي هي "حزب الله" إذ لا مصلحة لتنظيم آخر بهذه الأعمال التخريبية لا سيما وكونه المستفيد الأكبر من ذلك .

كما وأكدّ الحجيري لموقعنا أنّ اللاجئين في عرسال لا يمكن لهم أن يقوموا بهكذا عمل تخريبي ، وهم الذين يعانون الأمرين من واقعهم المعيشي ولا همّ لهم سوى تأمين القليل المتوفر من الإكتفاء .

 

 

ولكن ومن باب الموضوعية ، فإن أخذنا جدلاً أن حزب الله هو المسؤول عن الإنفجار الأوّل ، إلا أنّ المنطق السيو - حزبي يقول أنّ الإنفجار الثاني قامت بوضعه يد خفية هدفها خلق فتنة بين حزب الله والجيش اللبناني ، فلا يمكن للحزب أن يستهدف المؤسسة العسكرية أولاً ، كما أنّ لا مصلحة له بذلك إذ أنّه في جرود عرسال هناك نوع من التحالف التكتيكي بين الجيش اللبناني وعناصر الحزب .