كشفت دراسة جديدة من جامعة "روتجرز" في نيوبرنزويك الكندية أن الرجال لا يشاركون النساء وجهات نظهرن تجاه أهمية الدعم العاطفي عند التعامل مع المشاكل الزوجية، وأن اختلاف وجهة نظر الرجال تزداد مع التقدم في العمر.

بحسب الدراسة التي نشرتها دورية "جورنال أوف جيرونتولوجي" المتخصصة في العلوم النفسية والاجتماعية يشعر الأزواج بالاحباط عند تقديم الدعم العاطفي أو تلقيه خلال مواجهة صعوبات الحياة الزوجية، ويناقض ذلك تماماً تصور المرأة لأهمية هذا الدعم واعتباره تجربة إيجابية تساعد على مواجهة صعوبات الزواج.

للوصول إلى هذه النتائج قامت البروفيسورة ديبورا كار من قسم علم النفس بكلية الآداب في الجامعة بمسح واستبيان 772 من الأزواج الذين يبلغ متوسط عمر زواجهم 39 عاماً.

طلبت الباحثة من المشاركين الإجابة عن أسئلة تتعلق بمدى جودة الحياة الزوجية، وردود فعل الأزواج تجاه المشاكل التي أثرت عليها، وما إذا كانت الزوجات تشعرن بالقدرة علىى التحدث مع أزواجهن عن أية مخاوف أو أسباب للقلق تتعلق بحايتهن الزوجية والاحتياجات المادية، وهل يفهم الزوج هذه المشاعر، وهل يسبب الجدل مع الأزواج توتراً أو إحباطاً لهم؟

بحسب نتائج الدراسة ذكرت الزوجات في الزيجات الأكثر توتراً أنهن يشعرن بالحزن بدرجة أكبر على الرغم من تلقي الدعم العاطفي من أزواجهن، في حين أفاد الأزواج أنهم أقل حزناً، وأكثر شعوراً بالاحباط والانزعاج عند تلقي أو إعطاء الدعم العاطفي.

لاحظت البروفيسورة كار أن: "الرجال الذين يقدمون مستويات عالية من الدعم لزوجاتهم يشعرون بالاحباط خاصة إذا كانوا يعتقدون أنه من الأفضل بذل هذه الطاقة في نشاط آخر". وتعتقد كار أن الاحباط يزداد إذا كان أحد الزوجين على الأقل عمره 60 عاماً.

أوضحت كار أن "تلقي النساء كثيراً من الدعم العاطفي من أزواجهن أمر إيجابي، لكن الأزواج الذين يكبرون زوجاتهم سناً قد يشعرون بالاحباط عند تلقي دعم عاطفي من الزوجات، لاسيما إذا كان هؤلاء الرجال يشعرون بالعجز أو أنهم أقل كفاءة، لأن الرجال لا يحبون التعبير عن مشاعر الضعف غالباً، بينما تشعر النساء بالراحة عن التعبير عن الحزن أو القلق".

وأفادت نتائج الدراسة بضرورة أن يحافظ المتزوجون على أرض محايدة عندما يتعلق الأمر بالمشاكل الزوجية، وأن الدعم العاطفي جيد فقط إذا كان كل طرف يراه بشكل إيجابي، لأن معظم الناس يشعرون أنهم قادرون على إدارة حياتهم الخاصة بأنفسهم.

(24)