فشل الحكومة بكل شيء والحراك الى الشارع من جديد

 

السفير :

برغم الصراخ السياسي، التأمت أمس جلسة الحوار العشرين بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، في عين التينة، بحضور الوزير علي حسن خليل وجميع أعضاء الوفدين، بمن فيهم وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان قد لوّح بالمقاطعة قبل أن يعود عنها.
ومع انعقاد الجلسة، فوق أنقاض الاتهامات المتبادلة، يكون قد ثبت مرة أخرى أن القرار السياسي الذي أطلق الحوار الثلاثي، لا يزال ساري المفعول، وهو القرار ذاته الذي يبقي حوار مجلس النواب حياً، وحكومة الرئيس تمام سلام موصولة بالحياة ولو عبر أنابيب التنفس الاصطناعي.
وإذا كان الاشتباك السعودي ـ الإيراني قد بلغ حدّه الأقصى خلال الفترة الأخيرة، من الواضح أن طهران والرياض لا تزالان تتجنبان «التضحية» بالحوار بين حليفيهما، من دون أن يخلو الأمر أحياناً من بعض الرصاص السياسي الطائش الذي لم يصب بعد في الحوار مقتلاً، بفعل الحصانة التي يحظى بها.
ويبدو أن المطلوب أن تظل الساحة اللبنانية «تحت السيطرة»، لحاجة الأطراف الإقليمية والدولية الى الإبقاء على حد أدنى من استقرارها، كمساحة «مضبوطة» إما لإدارة الصراع وإما لربط النزاع، وهما وظيفتان يراد للبنان أن يؤديهما في هذه المرحلة، وسط تفجر الساحات الأخرى.
وقالت اوساط المتحاورين لـ «السفير» ان جلسة الأمس اتسمت بالمصارحة والمكاشفة، وسادها نقاش عميق وجدّي، انتهى الى خلاصات عملية يُفترض ان تخضع للاختبار التطبيقي في الفترة الفاصلة عن الموعد الجلسة المقبلة التي حُددت في 12 تشرين الثاني المقبل.
وأكدت الأوساط أنه جرى خلال الاجتماع تأكيد ضرورة استمرار الحوار ودوره الحيوي في المحافظة على الاستقرار، مشيرة الى ان حضور وزير الداخلية الذي كان مترددا في المشاركة، أتى ليحسم هذا المبدأ، وموضحة ان المشنوق كان إيجابياً وهادئاً في مداخلاته.
وأشارت الاوساط الى انه تم البحث في كيفية إعادة تفعيل عملي الحكومة ومجلس النواب، لاسيما في ظل الوضع المالي الضاغط نتيجة المخاطر المحدقة بالقروض الممنوحة من البنك الدولي، كما جرى التطرق الى أزمة النفايات بمخاطرها الداهمة ومعالجاتها المطروحة، حيث شرح كل طرف وجهة نظره حيالها، والدور الذي يؤديه لتسهيل حلها.
وكان هناك نقاش مستفيض حول الوضع الامني، خصوصا خطة البقاع التي تناولها كل فريق من زاويته، إذ عرض وفد «المستقبل» مآخذه على النقص في التعاون من قبل «حزب الله»، بينما اعتبر وفد الحزب ان الدولة هي التي تتحمل المسؤولية عن عدم تطبيق الخطة، عارضاً بالوقائع والمعطيات جوانب التقصير من قبل قوى الأمن التي دعاها الى ان تقوم بواجباتها في فرض الأمن والاستقرار.
وبينما أكد المشنوق عبر «تويتر» أن جلسة الحوار كانت أكثر من جدية في كل الملفات، أبلغ عضو وفد «المستقبل» النائب سمير الجسر «السفير» ان الجدية والصراحة سادتا الجلسة، وأن كل طرف تحدث عن نظرته للأمور وهواجسه.
وأشار الى أن هذه الجلسة كانت مثمرة أكثر من أي وقت مضى، حيث أكد الطرفان تمسكهما بحكومة الرئيس تمام سلام ورفض اعتكافه، وتم الاتفاق على تهيئة الأجواء لتفعيل العمل الحكومي، والبدء فعلياً بمعالجة قضايا الناس، لا سيما في ما يتعلق بأزمة النفايات، فضلا عن تفعيل العمل الأمني في كل المناطق.
وأكد الجسر أنه تم التوافق على العديد من الخطوات الأمنية التي يُفترض أن تظهر نتائجها تباعاً في الشارع اللبناني خلال الأيام المقبلة، من غير ان تُستثنى منها أي جهة.
وعما إذا كانت الجلسة العشرين شهدت غسل قلوب بعد المواقف النارية المتبادلة بين الطرفين، قال: القلوب مغسولة، وما نريده خطوات عملانية تصب في مصلحة الوطن والمواطنين.
وبعد الجلسة صدر بيان أكد فيه المجتمعون «اصرارهم على التمسك بالحوار واستكماله»، وشدّدوا «على تهيئة الأجواء لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية حكومة ومجلساً نيابياً لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والحياتية، وعلى تعزيز الأمن في كل المناطق اللبنانية واستكمال الاجراءات المتفق عليها في هذا الشأن».
كوهين.. والزيارة السرية
ومن علامات عدم انتهاء صلاحية «مظلة الحماية» المنبسطة فوق الداخل اللبناني، أقلّه في بُعدها الأمني، ما توافر من معلومات لـ «السفير» حول زيارة سرية قام بها قبل أكثر من أسبوع نائب مدير جهاز الاستخبارات الاميركية «السي آي آيه» ديفيد كوهين، الى لبنان، واستغرقت قرابة ثلاث ساعات، التقى خلالها كلا من وزير الداخلية نهاد المشنوق، قائد الجيش العماد جان قهوجي، ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. كما عقد اجتماعا مشتركا مع كل من مدير عام جهاز أمن الدولة اللواء جورج قرعة ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن العميد عماد عثمان.

النهار :

لا موعد لجلسة مجلس الوزراء حتى الساعة، ولا موعد لجلسة تشريع الضرورة ايضا، بل موعد جديد الثلثاء المقبل لهيئة مكتب مجلس النواب لاستكمال البحث في البنود التي ستدرج على جدول الاعمال، تلي جولة اضافية من الحوار الوطني تستكمل بحثا غير مجد في مواصفات رئيس مقبل.
لكن غدا الخميس "آت" وهو لناظره قريب كما أنبأ وزير الزراعة أكرم شهيّب امس. وعلمت "النهار" ان شهيب الذي رمى كرة فضح العراقيل في ملف النفايات الى الرئيس تمام سلام، استعاد المبادرة، وهو اذ كان في صدد إعلان موقف من ملف النفايات لجهة "تسمية الاشياء بأسمائها" أرجأ الامر بناء على تمن من الرئيس نبيه بري وإستجابة للنائب وليد جنبلاط، على أساس أن يقدم الوزير شهيّب على الخطوة غدا الخميس. وإستباقا لهذا الموقف وبتكليف من جنبلاط، زار شهيّب امس يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور الرئيس سلام على أن يزورا اليوم للغاية نفسها الرئيس بري.
وعلمت "النهار" ايضا من زوار الرئيس سلام أن الأخير ينتظر الاتصالات التي يجريها شهيّب في شأن تنفيذ خطة النفايات في مهلة تنتهي اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه. وأوضح هؤلاء ان اجتماع الحوار الذي انعقد مساء امس بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" قد يفتح نافذة إنفراج لجهة تقديم الحزب اقتراح المطمر في البقاع الشمالي، وإلا فإن الخطة البديلة ستكون العودة الى خيار تصدير النفايات. ونقل الزوار عن رئيس الوزراء قوله انه لن يستسلم، وإذا كانت مصلحته الشخصية تكمن في تقديم استقالته فانها ليست في الضرورة لمصلحة البلد، خصوصا أن الحكومة الحالية ليست حكومة مشاريع ومراسيم بل هي حكومة إدارة الجمهورية في ظل الفراغ الرئاسي.

تشريع الضرورة
على صعيد آخر، كاد اجتماع هيئة مكتب المجلس ان يطير برمّته، بفعل انقسام الرأي بين اعضائه، حيال أولويات تشريع الضرورة. وعلى رغم الاجتماع التنسيقي الذي عقده نائب رئيس المجلس فريد مكاري والنواب انطوان زهرا وأحمد فتفت ومروان حماده وسيرج طورسركيسيان لتوحيد موقف 14 آذار قبل التوجّه الى هذا الاجتماع، علم ان المواقف انقسمت في أربعة محاور: حاول زهرا جعل قانون الانتخاب في رأس جدول أعمال الجلسة التشريعية، وحاول طورسركيسيان الاتفاق على حلّ أزمة النفايات قبل الذهاب الى التشريع. لكن رئيس المجلس رفض ربط التشريع بأي أمر آخر، وأكد دعمه لعمل الحكومة ومساعدته اياها في تطبيق الخطة وفي ايجاد حلول لقضية المطمر، كما اقترح ارجاء بتّ قانون الانتخاب الى حين ايجاد مخرج له في الاتصالات الجارية، من أجل ادراجه على جدول الاعمال، اذا ما تمّ الاتفاق على صيغة لتقديمه بصفة المعجّل المكرّر كما حصل بالنسبة الى استعادة الجنسية. وعلم أن الاجتماع كاد أن يفرط، إلا أنه تمّ تطويق الانقسام، بأن اتفق على متابعة البحث في البنود غير الخلافية واقرارها وإرجاء الأخرى الى اجتماع يعقد عقب جلسة الحوار الثلثاء المقبل.
وأنجز الاجتماع اعتماد 19 مشروع قانون بينها ما يتعلق بالقروض مضافا اليها إقتراحا قانونين لاستعادة الجنسية للمغتربين وسلامة الغذاء. وشددت مصادرعلى أهمية انعقاد الجلسة التشريعية لإنجاز البنود المالية والاقتصادية والتي تتضمن الرواتب ومصاريف الدولة وطلبات المؤسسات الدولية لمكافحة تبييض الاموال. ورأت أن اقتراح البعض وضع ملفات الجنسية والانتخابات وسلسلة الرتب والرواتب على رأس جدول أعمال الجلسة التشريعية غير منطقي ويؤدي الى استحالتها.

 

المستقبل :

«بالعتاب» بدأت جلسة حوار عين التينة العشرين بين وفد «حزب الله» ووزير الداخلية نهاد المشنوق على خلفية موقفه المتصل بمسار تطبيق الخطة الأمنية في البقاع وفق ما أوضحت مصادر المتحاورين لـ«المستقبل»، مشيرةً إلى أنّ النقاش بين وفدي «تيار المستقبل» و«حزب الله» تخلله «صراحة تامة من قبل الطرفين اللذين أدلى كل منهما بدلوه من دون قفازات». وبينما وصفت أجواء جلسة الأمس بأنها «الأكثر جدية في ضوء الشعور بوجود قناعة مطلقة بوجوب حل القضايا الحياتية والأمنية العالقة»، أكدت المصادر من هذا المنطلق إحراز «تقدم سواءً على صعيد تسهيل تنفيذ الخطة الأمنية لتشمل كافة المناطق اللبنانية أو على مستوى تقديم وفد «حزب الله» وعداً بتذليل العقبات التي لا تزال تحول دون إيجاد مطمر في البقاع الشمالي خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة تمهيداً لتنفيذ خطة الحكومة لمعالجة أزمة النفايات».
وإثر انتهاء جلسة الحوار العشرين مساءً في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بحضور مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير المشنوق والنائب سمير الجسر عن «المستقبل»، وعن «حزب الله» المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، بمشاركة المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل، نقل البيان الصادر عن المجتمعين أنهم أكدوا «إصرارهم على التمسك بالحوار واستكماله، وشددوا على تهيئة الأجواء لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية حكومةً ومجلساً نيابياً لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والحياتية، وعلى تعزيز الأمن في كل المناطق اللبنانية واستكمال الإجراءات المتفق عليها في هذا الشأن».
التشريع
وكانت الأنظار قد اتجهت صباحاً إلى مجلس النواب من زاوية ترقب نتائج اجتماع هيئة مكتب المجلس لتبيان ماهية المشاريع المدرجة على جدول أعمال الجلسة التشريعية المنوي عقدها لبت الملفات العالقة ذات الطابع الضروري والمُلح حرصاً على استمرارية الدولة. وبما أنّ الهيئة تلقت وابلاً من مشاريع القوانين المقترحة لم يتسع اجتماعها أمس إلى جوجلتها بالكامل، فارتأى أعضاؤها برئاسة الرئيس بري استكمال البحث فيها خلال اجتماع جديد يُعقد الثلاثاء المقبل.
وبانتظار غربلة المشاريع تمهيداً لإدراجها على جدول «تشريع الضرورة»، أوضحت مصادر هيئة المكتب لـ«المستقبل» أن المسألة المحورية تتركز حول مشاريع قوانين الانتخابات النيابية المطروحة وقد بلغت حتى الساعة 17 مشروعاً واقتراحاً أبرزها مشروع الحكومة القائم على أساس 15 دائرة نسبية واقتراح القانون المقدّم من النائب علي بزي على أساس المناصفة بين الأكثري والنسبي والاقتراح الموقّع من «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» ومستقلي قوى 14 آذار والذي يقضي بانتخاب 68 نائباً على أساس أكثري و60 نائباً على أساس نسبي، كاشفةً في هذا السياق عن إبلاغ بري أعضاء الهيئة أنه يعتزم دعوة لجنة مختصة إلى تقديم مقترحات للتنسيق بين الاقتراحين الأخيرين بغية توحيد التصورات والوصول إلى مشروع قانون يحظى بمقبولية لدى الأطراف المعنية.
وفي حين تفاوتت توجهات الكتل المسيحية حيال مسألة انعقاد جلسة التشريع المرتقبة، بين رفض مطلق للتشريع قبل انتخاب رئيس للجمهورية يعبّر عنه حزب «الكتائب اللبنانية»، واشتراط إدراج مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية كبند أول على جدول أعمال الجلسة كما يُطالب حزب «القوات اللبنانية»، يبدو أنّ الموقف العوني من الجلسة يتجه إلى تأمين الميثاقية المسيحية لتشريع الضرورة طالما تأمّن إدراج مشروع القانون المعجّل المكرّر لاستعادة الجنسية اللبنانية بعد توقيعه أمس من قبل ممثلي كتلتي «التيار الوطني الحر» و«القوات» النائبين آلان عون وإيلي كيروز في مكتب النائب ابراهيم كنعان الذي اعتبر المشروع بمثابة باكورة الثمار السياسية لوثيقة «إعلان النيات».
النفايات
أما في مستجدات أزمة النفايات المستفحلة في البلد إثر تعثّر تنفيذ خطة الحكومة عند عقبة إيجاد مطمر صحي وبيئي في منطقة نفوذ «حزب الله» في البقاع الشمالي، فبرز أمس اجتماع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا الحكومية مع كل من الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، اللذين من المتوقع أن يزورا عين التينة اليوم للتشاور مع بري في آخر مستجدات الملف.

الديار :

«الاتصالات مكانك راوح، والتصاريح الممزوجة بالنوايا الطيبة لكل الافرقاء لا تترجم تنفيذا على ارض الواقع». في ظل تمترس كل فريق بوجهة نظره وسط خلاف سياسي حاد ليس الا ترجمة فعلية للصراع الايراني السعودي الحاد. وبالتالي فان الافرقاء اللبنانيين يمارسون لعبة نصب الكمائين المضادة، وكل فريق ناطر الاخر على الكوع، وهذه الاجواء لن تنتج حلا والجميع يلعب على عامل الوقت وتراجع الفريق الاخر.
ورغم ما خلفته النفايات في العاصمة والضواحي من اثار كارثية على البيئة وصحة المواطنين. فان المعلومات المسربة تؤكد ان قضية المطامر لم تجد طريقا للحل بعد والرئيس سلام ما زال ينتظر الرد من قبل الاطراف السياسية. وهو ما زال مصرا على اتخاذ موقف حازم بالاعتكاف غدا اذا لم تحل قضية المطامر، فيما سيعلن الوزير اكرم شهيب موقفا واضحا غدا ايضا يعلن فيه الانسحاب من ملف النفايات، بعد ان يجتمع بالرئيس نبيه بري اليوم او صباح الخميس لابلاغه موقفه. قبل ان ينتقل الى السراي الحكومي ويبلغ سلام قراره حيث سيعلن شهيب موقفا تصعيديا سيتبعه سلام بموقف تصعيدي عبر اعلان الاعتكاف.
وتشير المعلومات ان كل الاتصالات التي جرت بشأن مطمر اسرار في عكار وإقامة مطمر في البقاع لم يبصرا النور.
وتشير المعلومات الى اتصالات مكثفة تتم بشأن النفايات ستترجم خلال الساعات القادمة وبالتالي فان غدا لناظره قريب.

ـ التشريع ـ

وفي موضوع عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب فان هيئة مكتب المجلس لم تتوصل الى اتفاق على جدول اعمال الجلسة فارجأت جلستها الى الثلثاء المقبل رغم كل الجهود التي بذلها بري للخروج بنتائج ايجابية، وقد توافق اعضاء هيئة مكتب المجلس على 18 اقتراح قانون مالي اضافة الى قانون سلامة الغذاء. ووضع قانون استعادة الجنسية لانه يحمل صفة «المعجل المكرر» من قبل نواب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، اما بالنسبة لقانون الانتخاب فرغم تمسك عضو هيئة مكتب المجلس النائب القواتي انطوان زهرا بوضعه على جدول الجلسة التشريعية لكن ممثلي المستقبل رفضوا ذلك مع النائب مروان حماده لان الرئيس بري قال بوضوح هناك 17 مشروع قانون للانتخابات في حين تفيد القوات ان هناك 3 مشاريع فقط وهي مشروع بري القائم على المناصفة بين 64 نائبا على اساس النسبية و64 نائبا على الاساس الاكثري والقانون المقدم من القوات والمستقبل والاشتراكي وهو القانون المختلط والقانون المقدم من قبل حكومة الرئيس ميقاتي الذي يقسم لبنان على اساس 15 دائرة وفق النسبية.
وقال النائب انطوان زهرا ان القوات اللبنانية ستقاطع الجلسة التشريعية اذا لم يدرج قانون الانتخابات كبند اول على جدول الجلسة التشريعية.
ورغم التشويش الذي ساد حول موقف التيار الوطني الحر فاكدت مصادر التيار الوطني الحر اصرارها على ادراج قانون الانتخابات. وان هناك تنسيق وتوافق بين التيار والقوات اللبنانية على رهن المشاركة باي جلسة تشريعية اذا لم يدرج قانون الانتخابات النيابية على جدول اعمال الجلسة حتى في ظل عدم الاتفاق بين الطرفين الى ماهية قانون الانتخابات واضافت ان التيار والقوات بانتظار ما سيحصل في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل لاستكمال البحث في البنود التي ستدرج على جدول اعمال الجلسة التشريعية.
وقالت المصادر ان الطرفين ما يزالان على موقفهما المعلن سابقاً من حيث مقاطعة التشريع في حال عدم ادراج قانون الجنسية والانتخابات النيابية.
لكن الرئيس نبيه بري ورغم تسريبات المصادر يراهن على موقف العماد عون لحضور الجلسة. واذا اعلن التيار مشاركته وغابت القوات فان بري سيدعو لجلسة تشريعية منتصف تشرين الثاني، كما حصل في جلسة التمديد للمجلس النيابي عندما حضرت القوات وغاب التيار العوني، وتشير المعلومات ان الرئيس بري والعماد عون اتفقا في جلسة طاولة الحوار على عقد جلسة تشريعية لتشريع الضرورة.

ـ الحراك المدني والتحرك مجدداً ـ

على صعيد آخر، قالت الناشطة رانيا غيث من جمعية بدنا نحاسب اننا لن نعطي السلطة فرصة بالباسنا تهمة العنف والفوضى ولذلك تحركنا اليوم وغدا سيكون سلمياً كما كان دوماً لولا اعتداء قوات الامن على المتظاهرين وسنواكب جلسة مجلس الوزراء غدا وعلى اساس المقترحات التي ستصدرها سنتخذ الموقف.

 

الجمهورية :

فيما تجاوَز الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» مضاعفات المواقف السلبية التي عبّر عنها أحد أركانه وزير الداخلية نهاد المشنوق أخيراً، وأكّد المتحاورون إصرارهم على المضيّ فيه، ظلّ ملف النفايات يدور في الحلقة المفرغة وسط ضبابية تلفّ مصير جلسة مجلس الوزراء التي ستُخصّص له ولم تتقرّر بعد، في ظلّ تلويح البعض بـ«خميس الحسم»، أي غداً، والذي قد يكون تنفيسة غضَب تتمثّل بتنحّي وزير الزراعة أكرم شهيّب عن «مهمته البيئية». أمّا على جبهة التشريع، فالاستعدادات جارية قدُماً في هيئة مكتب مجلس النواب، لكنّها قد تصطدم بموضوع قانون الانتخاب الذي قد لا يحصل توافق على إدراجه في جدول الأعمال لأسباب سياسية وأخرى تشريعية، خصوصاً أنّ هناك 17 مشروع قانون واقتراح قانون في شأنه، وكلّها لم تُقرّ في اللجان النيابية المشتركة، فكيف والحال هذه أن يتمّ إدراجها على جدول أعمال الجلسة التشريعية؟ وكانت جلسة الحوار الرقم العشرون بين الحزب و«المستقبل» قد انعقدت مساء أمس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وحضرها عن «حزب الله» المعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، وعن تيار «المستقبل» مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر. كذلك حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان الآتي: «أكّد المجتمعون إصرارهم على التمسك بالحوار واستكماله، وشدّدوا على تهيئة الأجواء لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية حكومةً ومجلساً نيابياً لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والحياتية، وعلى تعزيز الأمن في كل المناطق اللبنانية واستكمال الإجراءات المتفَق عليها في هذا الشأن».
عسيري
وكان ملف الحوار بين المواضيع التي بحَثها السفير السعودي علي عواض عسيري مع وزير الداخلية والبلديات المشنوق، مؤكّداً أهمّية مشاركة الأخير فيه.
وقال عسيري بعد اللقاء إنّ الزيارة «تأتي انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على أمن لبنان واستقراره، وتشجيعه الدائم لكلّ الأفرقاء على الحوار وإيجاد الحلول للقضايا الخلافية، وبالتالي مساعدة الحكومة على الاستمرار في تحمّل مسؤولياتها الوطنية حتى يتمّ التوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وأوضح عسيري أنّه شدّد على أهمّية مشاركة المشنوق في الحوار «وضرورة سعي كلّ القوى السياسية لدفع الأمور الى الامام لِما فيه المصلحة العليا للبنان في هذا الظرف الذي تمرّ به المنطقة».
ملفّ النفايات
وفي ملف النفايات، علمت «الجمهورية» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام الذي بحَث فيه مع وزير الزراعة أكرم شهيب ووزير الصحة وائل ابو فاعور، لم يتلقّ حتى الآن ردوداً إيجابية حول خطة شهيب، وهو بالتالي لا يزال عند موقفه، أي يريد أن يكون مشروع جمعِ النفايات ومعالجتها حلّاً بيئياً صحّياً اجتماعياً وليس مشكلاً سياسياً أمنياً، وبالتالي فهو يربط انعقاد جلسة مجلس الوزراء المخصصة للنفايات بحصول توافق بين جميع الأطراف على تسهيل تنفيذ الخطة وعدم عرقلتها، وليس مستعدّاً لدعوة المجلس الى الانعقاد إذا لم يضمن أن يصدر عن الجلسة قرار في شأن ملف النفايات.
واكتفى شهيب بعد زيارته سلام بالقول: «الخميس آتٍ». وأضاف: «أمس (أمس الاوّل) كان لدولته دور كبير جداً على طاولة الحوار، إنّما ننتظر ما إذا كانت ردود الفعل إيجابية أم لا، ونأمل في ان تكون إيجابية. وفي كلّ الحالات نَراكم يوم الخميس».
زوّار السراي
وقالت مصادر مطّلعة على موقف سلام لـ«الجمهورية» : «عندما يقول رئيس الحكومة إنّه سيستخلص العبَر، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سيستقيل، إنّما سيُطلع الرأي العام في الوقت المناسب على الأوضاع، وهو يدرك انّ وضع البلد لا يتحمّل مزيداً من الفراغ، لأنّ هناك من يتربّص بوحدة لبنان وبوجود الدولة».
قزّي
وفي هذا السياق، قال وزير العمل سجعان قزي الذي زارَ ووزيرَ الإعلام رمزي جريج السراي الحكومي، لـ«الجمهورية»: «أن يستخلص الرئيس سلام العبَر من تأزّم موضوع النفايات، لا يعني أنّه سيستقيل، لأنّه يدرك أنّ لبنان لا يتحمّل مزيداً من الفراغ، وهو الذي أطلقَ «المصلحة الوطنية» شعاراً لحكومته، ولن يقدّم للّذين يعرقلون الخطة وغيرها لبنانَ على طبق من النفايات».
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «إنّ الخميس سيكون حاسماً بالنسبة الى سلام، خصوصاً أنّ ملف النفايات وصل الى حائط مسدود. وحذّرت من أنّه «إذا لم يتمّ تدارك الموضوع في الساعات القليلة المقبلة فإنّ انسداد الأفق قد يدفع البلاد إلى الشارع» .
وقبل 48 ساعة على ما سُمّي «مهلة الخميس» التي تنتهي غداً والخاصة بالنفايات، قال أحد أعضاء اللجنة التقنية إنّ شهيب لم يتبلغ أيّ جديد من مسؤولي حزب الله في شأن مطمر البقاع، وهو ما أدّى الى نوع من الإحباط لديه، فأجرى اتصالات مع من كانوا يعاونونه في المهمّة كوسَطاء واستمزجَ الآراء في الساعات الماضية بلا جدوى، قبل ان يزور وأبو فاعور سلام، حيث تمّ تقويم الأوضاع الخاصة بهذا الملف وما يمكن أن تؤول إليه المعالجات الجارية والتي اصطدمت خلال الأيام الأخيرة بما يشبه اللامبالاة لدى مسؤولي «حزب الله».

الاخبار :

تزداد كارثة النفايات المكدسة في الشوارع والمكبات العشوائية تعقيداً، وتزداد المخاطر على صحة اللبنانيين وتتفاقم أزمة انحلال الدولة العاجزة المهترئة يوماً بعد يوم. «البلد إن لم يسقط بالسياسة فسيسقط في النفايات»، والكلام لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام في جلسة حوار مجلس النواب أول من أمس. الغريب أن كلّ القوى السياسية تعلن تأييدها لخطّة الوزير أكرم شهيّب.

وأمس، كرّر هؤلاء كلامهم، من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، وطبعاً حزب الله والرئيس نبيه بري، فيما تموت خطّة شهيّب. والأصحّ أن خطة شهيّب ماتت، ما لم يتم إنقاذها في الـ24 ساعة المقبلة. فمن المرجّح أن شهيّب، الذي زار سلام أمس وسيزور بري اليوم، سيرفع غداً تقريره إلى رئيس الحكومة معلناً فشل الخطة، وأنه حاول فعل ما يستطيع فعله وحان دور الآخرين، «ويا دار ما دخلك شر»!


أحد خيارات الترحيل التي تمّ عرضها تتضمن نقل النفايات إلى إفريقيا

 


لماذا سقطت الخطّة؟ أسئلة كثيرة علّ «فشة خلق» شهيّب تجيب عنها. إنما الأكيد أن القوى السياسية التي تدرك حجم الخطورة التي تشكّلها الأزمة وانعكاسها على ما تبقى من جسم الدولة، لا تزال تتعامل بالكيد والنكاية. وما كلام سلام في الجلسة سوى تعبير عن هذا الواقع. رئيس الحكومة يريد غطاءً سياسياً من مجلس الوزراء لتنفيذ الخطة بالقوة، ويقول بالفصيح: لا أستطيع أن أقيم مكبّاً في الشمال من دون مكب في البقاع ومكب في كسروان أو جبيل، فضلاً عن أن النائب وليد جنبلاط لم يعد باستطاعته فتح مكبّ الناعمة، ولو لأيام، وبرج حمود على درب الناعمة، وخيار استحداث مكب على شاطئ الأوزاعي في «الكوستابرافا» يعارضه الرئيس نبيه بري والنائب طلال أرسلان، وحزب الله لم يستطع إقناع العشائر البقاعية بفتح مكبّ في البقاع الشمالي.
وبدل أن يكون «الحراك الشعبي» المعترض على الأزمة عاملاً إيجابيّاً، تحوّل هو الآخر إلى وسيلة تعقيد جديد، فوصلت هيبة الدولة إلى الحضيض، وصار كل طامحٍ إلى دور أو ظهور على شاشة تلفزيون، خبيراً بيئياً!
وليس معلوماً ماذا سيحل بعد الخميس. فطرح ترحيل النفايات إلى الخارج ليس بالأمر السهل، مع أن رئاسة الوزراء تلقت في الأيام الماضية عروضاً وتصوّرات للترحيل من ثلاث جهات، بينها شركة ألمانية وأخرى بريطانية ومن مقاولين محليين، من دون أن يظهر إن كان سلام سيطرح الأمر في جلسة لمجلس الوزراء. وتقول مصادر مقرّبة من رئاسة الحكومة إنه «إن لم يكن هناك تصور واضح لنتيجة الجلسة، فالرئيس لن يدعو إليها، على الرغم من أن الجميع سيشارك في الجلسة».
وعلمت «الأخبار» أن أحد خيارات الترحيل التي تمّ عرضها تتضمن نقل النفايات إلى أفريقيا، فيما تشير المصادر إلى أن «المسألة معقّدة للغاية، ولا تقل كلفة نقل الطن الواحد في أحسن الأحوال عن مئتي دولار، فيما تحتاج العملية إلى سلسلة من الإجراءات لا يمكن إعدادها قبل شهرٍ من تاريخ اتخاذ القرار».
الأزمة كانت أيضاً محور نقاش طويل في جلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله أمس، من دون الوصول إلى نتيجة.