تردد رامي كثيراً قبل أن يبوح بسرّه فما حدث معه وهو في عمر السابعة حولّه من إنسان سوي إلى شاذ ، هذا السر الذي خبأه رامي عن كل المقربين إليه وحتى عن زوجته قرر أن يراسلنا به ليجس نبض مجتمع لا يرحم الضعفاء ولا يبرر للمرضى أسباب الداء ...

في الحلقة الأولى سردنا قصة رامي وكيف استغله الدهان ، وكيف خدش طفولته ليحوله إلى باحث عن "الجنس المثلي" !

في الواقع رامي ليس (لوطياً) بدليل أنه تزوج وأنجب وحياته مستقرة ، ولكن ما تعرض له به في الصغر شكل صدمة رافقته لتنعكس بحثاً عن هذه الرغبة المحرمة المفقودة ، وبحسب علم النفس هذا الشاب ما هو إلا ضحية ويحتاج لعلاج ومتابعة لإعادة تقويمه نفسياً وإبعاده عن هواجس هذه الميول .

 

ولكن المجتمع لا يرحم ولا يتقبل ، فقصة رامي بعدما حاورنا بها فئات عدة في المجتمع وجدنا ردوداً قاسياً ، فقلة هم من كانوا على وعي ومفهمة بالأمور النفسية ، وتأثير ما يكون في الصغر على ما يصبح عليه المرء في سن النضج .

هؤلاء وحدهم من تفهموا رامي وقالوا انهم كأفراد مجتمع يقومون بإحتضانه إن أراد اللجوء إليهم بل وهم على أتم الإستعداد لمساعدته ليتلقى العلاج الذي يلزم !

 

بينما الأكثرية من عناصر المجتمع رفضت فكرة أن يكون رامي بينها موصفة اياه "طنطي" " مخنث" " شاذ" ...

هذه النظرة المطلقة نسبياً ، تجعل رامي وغيره عاجزين عن البوح وعن امتلاك الجرأة لقصد العيادات النفسية ، فعلى الرغم من مبدأ السرية إلا أن مخاوف المجتمع تظل هي الأكبر ، فتشكل عائقاً يمنع المريض من الإعتراف والذي هو أول سبل الشفاء .

 

رامي الآن على مواقع التواصل الاجتماعي يبحث عن "guy" يتحادث معه ، ويستدرجه للخوض في التفاصيل التي تعوض نوعاً ما الذي يريده ؟

أما أنا فلا ألوم رامي ؟

رامي "ضحية" ، ضحية للدهان أولاً وضحية لمجتمع مريض يرفض أن يتقبل المرضى وأن يدعمهم ليتعالجوا .