انتشرت، أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لاطفال قيل انهم مُصابون بـ الـ»coxsackievirus»، وهو فيروس يصيب الاطفال «مصدره: حرق النفايات»، وفق ما نُشر.


أثار هذا الخبر ريبة الكثير من المواطنين الذين باتوا يتبادلون «التحذيرات» متخوفين من انتشار الفيروس. لم يصدر عن وزارة الصحة اي بيان في هذا الصدد، الا ان رئيسة دائرة مكافحة الامراض الانتقالية في وزارة الصحة عاتكة بري أكدّت في حديث لـ «الاخبار»، ان «معدل الاصابات بهذا الفيروس لا يزال طبيعيا اسوة ببقية الاعوام».

 

تقول بري: «عادة يجري تسجيل حالات اصابة بهذا الفيروس خلال فترة الصيف وبداية الخريف»، لافتة الى انه «لم تسجَّل حالات اضافية تزيد على المعدل العام».


تقول بري ان الحديث عن حرق النفايات كمصدر للأمراض يقودنا الى الحديث عن مخاطر كيميائية، لا الى انتشار انواع معينة من الفيروسات، وبالتالي «فان خطر تكدس النفايات بحد ذاته يُنتج العديد من الفيروسات ولا يقتصر على فيروس دون آخر، «كالسالمونيلا وغيرها..».


لا تنفي بري المخاطر الناجمة عن تكدّس النفايات، الا انها توصي بعدم التهويل وبعدم الاكثار من «إسقاط» اسباب الامراض المنتشرة على النفايات عند كل مناسبة.


تعطي بري مثالا عن «الكوليرا»، فالوزارة تقرّ باحتمال خطر انتشارها، وبالتالي تعرب عن قلقها وتخوفها من انتشار «الكوليرا»، و»ذلك لان هناك موجة كوليرا كبيرة في العراق، ونشهد حاليا زيارات عديدة للبنانيين الى العراق في المناسبات الدينية الحاصلة (عاشوراء)، لا بسبب النفايات كما يُشاع».


من جهته، يقول طبيب الاطفال نوفل اسماعيل نوفل ان عامل البيئة ونظافة المحيط مهم جدا وله تأثير في تكاثر هذا الفيروس وعلى «جعله اكثر جموحا»، لافتا الى ان «تكدس النفايات يساعد على اعادة تكوينه وانتشاره»، ومشيرا الى انه «كلما كثرت المناطق الملوثة، بات الفيروس اقسى».


يقول نوفل ان هناك عدة انواع من الـ»coxsackievirus» التي تنتمي بدورها الى مجموعة الـ «enteroviruses» التي قد تسبب نوعا من السحايا، لافتا الى ان هذا الفيروس يصيب الانسان فقط وهو يلتقطه من الطبيعة. وبحسب نوفل، تمتد فترة حضانة الفيروس من 3 الى 5 ايام قبل ان تظهر العوارض، وهو مُعدٍ، «اذ تنتقل العدوى عبر الخروج او عبر الريق، وخصوصا في الاسبوع الاول من الاصابة، حتى لو زالت عوارضه». اما العوارض، فهي ظهور نوع من الحبوب حول الشفاه وفي الحلق واللوز او على الايدي والارجل والمؤخرة تزامنا مع ارتفاع في حرارة الجسم. كذلك يتسبب في التهابات في اللوز تمتد لاسبوع او اكثر اضافة الى ارتفاع في الحرارة لاكثر من 7 ايام.
الاشخاص الاكثر تعرضا لهذا الفيروس هم الاطفال وذوو المناعة الاضعف. اما طريقة العلاج، فهي يقوم على «معالجة العوارض»، على حد تعبير نوفل، ويوصي نوفل بالاكثار من غسل اليدين وتعقيمهما والعمل على تعقيم الأماكن المحيطة، ويقول في هذا الصدد ان الفيروس يستطيع ان يعيش لفترات طويلة (أيام) «وبالتالي يجب القيام بالتعقيم على نحو دوري».

المصدر الأخبار