منذ أكثر من ثلاث سنوات أي منذ اندلاع الأزمة السورية، كان حزب الله رأس الحربة في مواجهة التكفيريين وقوى المعارضة المسلحة إلى جانب نظام الرئيس بشار الاسد، واستطاع حزب الله أن يثبت قدراته العسكرية في أكثر من مكان على الاراضي السورية، وأمدّ نظام الرئيس الاسد بجرعات متتالية للحفاظ على الحد الادنى من الصمود والبقاء على رأس السلطة.

واستمر حزب الله في تقديم الدعم الميداني والعسكري وساعدت إيران في تقديم الدعم المالي اللامحدود الامر الذي حافظ على بقاء النظام إلى حد كبير، وما زال الحزب يمدّ النظام بالدعم العسكري الكامل في عدد من المناطق السورية التي يعتبر سقوطها سقوطا للنظام نفسه.

وسجل حزب الله خلال الحرب السورية وعلى مدى ثلاث سنوات مجموعة انتصارات استطاع خلالها تحرير بعض المناطق من المسلحين والتكفيريين الأمر الذي أدى بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن يعد جمهوره بانتصارات جديدة وإعطاء مهلة قصيرة لسقوط "المؤامرة على سوريا "

في هذا الوقت بدأت معركة الزبداني وما تلاها من مستجدات ميدانية وسياسية وعسكرية لتنقلب الصورة على الإنجازات التي كرّسها حزب الله وعمل من أجلها،

والتي سقط من أجلها مئات الشهداء .

وشكلت معركة الزبداني بالنسبة لحزب الله إخفاقات كبيرة على المستوى العسكري، إذ لم يستطع الحزب حسم المعركة لصالحة بعد الوعود التي أطلقها أمينة العام، وأخذت هذه المعركة وقتها أكثر من اللازم ليخرج منها حزب الله مكسورا منهزما، وبالطبع من دون الإعلان عن هذه الهزيمة التي تعود أسبابها بالدرجة الأولى إلى قوة الخصم عسكريا وأمنيا ومن جهة ثانية تعود أسباب هذه الهزيمة الى الخيانة التي كان يتلقاها الحزب من الجيش السوري النظامي الذي كان يمد المسلحين بالمؤن والعتاد اللوجستي والعسكري، وللخروج من هذا المستنقع لم يكن أمام حزب الله من خيارات سوى القبول بالهدنة التي كانت وسيلة للهروب إلى الأمام والتفكير بخيارات أخرى .

بعد نكسة الزبداني لاحظ حزب الله تطورا مفاجئا في الأزمة السورية حيث أدى الموقف الروسي إلى إعادة خلط الأوراق خصوصا مع التدخل العسكري المباشر الذي جاء بناء على طلب النظام السوري، ولئن كان التدخل الروسي السياسي والعسكري لصالح النظام إلا أنه لم يكن على الإطلاق لصالح حزب الله، وأدى ذلك إلى القضاء على خطة حزب الله في سوريا بالكامل، ولم يستطع حزب الله حتى اليوم مواكبة هذه المستجدات خصوصا بعد حالة الصدمة التي ضربت الحزب بعد الاتفاق على التنسيق العلني بين الجيش الروسي والجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية الروسية في سوريا .

إن هذه المستجدات العسكرية والسياسية وصفها أحد قياديي حزب الله العسكريين بالقول "عدنا لنقطة الصفر، عدنا للمربع الأول" وتشير إلى ذلك خارطة المعارك الميدانية في سوريا والخطة التي يتبعها الجيش الروسي في قصف المواقع والأهداف المعارضة، حيث تم تقسيم المناطق على الارض إلى علوية وسنية وانسحب حزب الله من كل المناطق العلوية مع إعطائه مساحة واحدة وهي فقط للإبقاء على المواجهة بينه وبين المناطق السنية، وجاء ذلك وفق خطة جرى تثبيتها بين النظام السوري والجيش الروسي .

ولذلك وبعد هذه التطورات السياسية والعسكرية والميدانية تبرز جملة تساؤلات عن مصير الحزب في سوريا .

1. هل تعرض الحزب للخيانة من قبل النظام السوري بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الحزب للنظام ؟.

2 . هل كانت خيارات الحزب في محلها السياسي والعسكري ؟.

3. ماذا عن المستقبل وهل سقطت خيارات الحزب في سوريا ؟

4. ما هي انعكاسات ذلك على الوضع اللبناني ؟

5. ماذا سيفعل السيد حسن نصر الله بعد تلاشي وعوده بالمزيد من الانتصارات ؟