شهد المقر العام ل"القوات اللبنانية" في معراب وبرعاية رئيس الهيئة التنفيذية في القوات الدكتور سمير جعجع نشاطاً مميزاً بعد ظهر الخميس في 15 تشرين الأول وذلك من خلال عقد لقاء حواري موسع حول "التداعيات الإستراتيجية للإتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني" ، وحضر هذا اللقاء حشد كبير من الشخصيات الفكرية والسياسية والدينية والدبلوماسية وكوادر وقيادات من القوات .

وشارك في تقديم المداخلات الأساسية إضافة للدكتور جعجع ، وزير الاعلام والمواصلات الكويتي الأسبق الأستاذ سامي النصف ، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن الباحث الاميركي ديفيد شينكر ، الباحث الإيراني الدكتور مجيد مرادي ، مدير مركز القدس للدراسات السياسية الأستاذ عريب الرنتاوي، وادار اللقاء الاعلامية اللبنانية الاستاذة حنين غدار، وأعد للقاء ومهد له الاستاذة مايا سكر.

وتكمن أهمية هذا اللقاء الحواري من كونه تناول احد اهم الموضوعات الاستراتيجية في المنطقة وهو الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني ، وان حرص قيادة القوات اللبنانية ممثلة بالدكتور سمير جعجع على مناقشة الاتفاق وتداعياته وانعكاساته وبشكل علني وبحضور حشد كبير من الباحثين والمشاركين يعتبر تطورا مهما في رؤية القوات وقراءتها للتطورات الدولية بعيدا عن الاوضاع اللبنانية التفصيلية والتي تشهد اليوم جموداً سياسياً قاتلاً.

واما الجانب الثاني المهم في هذا اللقاء الحواري فقد تمثل بمشاركة احد الباحثين الايرانيين المستقلين في اللقاء وهو الزميل الباحث الدكتور مجيد مرادي والذي كان حريصا ان يقدم وجهة النظر الإيرانية حول الاتفاق وتداعياته وموقف إيران من الوضع العربي بشفافية ووضوح مع الحرص على الاستقلالية وتوضيح الموقف الإيراني الرسمي.

والنقطة الثالثة التي تميز بها هذا اللقاء الحواري ، فقد تمثلت بالصراحة والعمق والتنوع في المداخلات والكلمات التي قدمت سواء كانت مع الاتفاق او ضده ومع السياسة الايرانية او ضدها ، كما تضمن اللقاء نقداً قاسياً للسياسات الأميركية والسعودية ولم يكن هناك أي تحفظ في الحوار والنقاش حول اية نقطة اثيرت .

ورغم الموقف القاسي الذي اعلنه الدكتور جعجع ضد الاتفاق والتخوف من نتائجه فقد كان منفتحا على الاراء المعترضة عليه في الحوار وخصوصاً المداخلات المهمة التي قدمها الباحث الاردني الاستاذ عريب الرنتاوي والتي ركز فيها على أهمية الإتفاق وتداعياته وقدم أيضاً نقدا قاسياً لبعض المواقف العربية وللسياسة السعودية .

كما كان ملفتاً الرد الذي قدمه وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف ضد بعض المتداخلين اللبنانيين والذين حاولوا اثارة بعض الاجواء الطائفية والمذهبية والقومية حول الصراع القائم في المنطقة مما دفعه للتأكيد على البعد السياسي للصراع والخلاف في المنطقة .

ان هذا اللقاء الحواري المهم والصريح والعميق يشكل خطوة استراتيجية وفي الاتجاه الصحيح لمناقشة كافة الملفات الساخنة والاهم في كل ذلك ان تقوم القوات اللبنانية ورئيسها  باستضافة لقاء حواري حول الاتفاق النووي وان تستضيف باحثا ايرانيا مستقلا وان تستمع لاراء نقدية ضد السياسات الاميركية والسعودية والعربية في مقر القوات اللبنانية المركزي وبحضور قيادة القوات وقيادات من قوى 14 اذار.

فالى المزيد من هذه الحوارات العميقة والصريحة في هذا الزمن الصعب.