أطلق وزير الثقافة ريمون عريجي العدد الاول لمجلة الوزارة "شؤون ثقافية"، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم في مكتبه في الوزارة، حضره نقيب المحررين الياس عون، المدير العام للشؤون الثقافية فيصل طالب، رئيس مجلس ادارة الكونسرفاتوار بالوكالة الدكتور وليد مسلم، الامينة العامة للجنة الوطنية -اللبنانية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش، رئيسة الديوان افراز الحاج حجار، مسشتار الوزير المحامي بطرس فرنجيه وحشد من الفاعليات الثقافية والاعلامية.

استهل الوزير عريجي كلامه مؤكدا ان "خيار الوزارة السير بمشاريع ثقافية"، وقال:
"قد نسمع كلمة من هنا واخرى من هناك اننا نطلق مجلة في وقت يعيش المواطن هموما جوهرية واساسية، اضافة الى نظام سياسي معطل، وقوى سياسية تأخذ البلد الى مزيد من التعطيل، الا اننا ومنذ البداية اطلقنا شعار المقاومة الثقافية ونحن به سائرون". 

واوضح ان "هذا الشعار له بعدان داخلي وخارجي، في البعد الاول: نحن مستمرون في عملنا الثقافي على رغم كل المشاكل التي تواجهنا لان الثقافة هي روح البلد وروح الناس، وليس ممكنا تجميد الروح كما اننا لا يمكن ان ننتظر حتى انتهاء المشاكل في لبنان لان وجود أي مشكل امر طبيعي.

أما البعد الثاني للشعار، فهو ان الفكر المنفتح والمتنور والتعددية في هذه المنطقة من العالم تتعرض لهجمة شرسة من قوى التطرف والظلام بغية احلال ثقافة "الرأي الواحد والغاء ما هو مختلف". 

ولفت الى ان مجلة الوزارة "شؤون ثقافية" هي للمثقفين في لبنان وللمهتمين بالادب والمسرح والسينما والثقافة في المطلق". ودعا الجميع الى "المبادرة والاتصال والمشاركة في طرح ما لديهم من اهتمامات ثقافية متنوعة، هذه ليست مجلة وزارة الثقافة هي مجلة الثقافة ومجلة المثقفين". 

وشدد على انه "على رغم الموزانة الضئيلة لوزارة الثقافة، وأنا هنا انقل واقعا نعيشه، لم نقف مكتوفين بحيث لم يمنعنا كوزارة ثقافة ان نعمل ونكمل مشاريعنا وخصوصا مع القطاع الخاص، لكن انجاز هذه المجلة اليوم ليس نتيجة تعاون القطاع الخاص بل هو محض نتاج وزارة الثقافة ومن ميزانيتها ومثابرة مدير عام نشيط وطموح لسوء الحظ سيغادرنا بعد شهرين أحب ان يترك اثرا كبيرا في وزارة الثقافة فكان هذا المشروع الذي عليه بصمته الى جانب انجازات اخرى". 

وختم شاكرا "المدير العام وموظفي الوزارة وخصوصا الذين عملوا في المشروع وهيئة التحرير وكل انسان شارك في العدد الاول، مع التمني بالنجاح"، متمنيا على "اهل الثقافة والادب التعاون وتقديم النقد البناء الذي يحيي مثل هذه المشاريع. 

طالب
والقى طالب كلمة قال: "ليس صحيحا على الإطلاق ما قد يعتبره البعض من أن وزارة الثقافة مهيضة الجناح ولا حول لها ولا قوة، في سياق ما يفرضه الحراك الثقافي في لبنان من تحديات، وما على الوزارة في هذا السبيل من واجب احتضانه ورعايته ودعمه وتحفيزه والمشاركة فيه، ليكون التواصل والتفاعل بين الإدارة الرسمية للثقافة من جهة، والهيئات والجمعيات والمؤسسات الثقافية وأهل الأدب والفكر والفن والتراث من جهة ثانية، على خير ما يرام، بحيث يفضي ذلك إلى جعل الحضور الثقافي للبنان يليق بتاريخه وإسهامه المتميز في الثقافة العربية والإنسانية".

وأضاف:" صحيح أن وزارة الثقافة تشكو رقة الحال في موازنتها ومواردها البشرية والإدارية المتخصصة لكنها مع ذلك لم تستسلم لهذا الواقع المجحف، بل قاومته بإرادة وتصميم على تجاوز القدرات المتاحة لتحقيق إنجازات ممكنة، بالعمل المضني وأحيانا باللحم الحي، بقيادة وزير شاب تحلى بصفات الحيوية والمبادرة والإقدام والابتكار، الأمر الذي عزز من دورها في المشهد الثقافي العام، وجعلها أكثر ألقا وتوهجا وفاعلية، من خلال مشاريع تحققت أو يجري الإعداد لتحقيقها، إلى غير ذلك من الانجازات التي ليس آخرها بطبيعة الحال إصدار مجلة "شؤون ثقافية" عن المديرية العامة للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، والتي كانت حلما فتحقق، بإصرارنا على تجاوز كل العقبات في هذا السبيل، إذ كيف يجوز لوزارة الثقافة التي بلغ عمرها حتى اليوم نحو 23 عاما، ولا تصدر عنها مطبوعة تطل عبرها على الرأي العام، تحكي واقعها ودورها وإنجازاتها وتطلعاتها؟ ثم كيف لا يكون للحراك الثقافي الناشط صداه في مطبوعة تصدر عن الجهة الرسمية التي ترعاه وتدعمه وتشارك فيه، فترصد تجليات المشهديات الثقافية المتنوعة التي تعكس قلقنا وأحاسيسنا وأفكارنا ورؤانا وسعينا الذي لم تنقطع أنفاسه في أي يوم، على رغم كل الصعاب، من أجل أن تكون الثقافة قاطرة أو رافعة لحركة التنمية، نقيس بها منسوب الوعي العام، ونتبصر أسباب نمائه أو نكوصه، على قاعدة أن الثقافة ليست ترفا فكريا، بل هي البعد الأسمى لكل عمليات البناء المجتمعي، وسقف الحماية لكل إنجازاتنا الوطنية، ومصدر القدرة على مواجهة الأخطار والتحديات".

وختم: "هوذا إذا العدد الأول من مجلة شؤون ثقافية، نطل به على الرأي العام، في سياق السعي الدؤوب الى تطوير العمل في وزارة الثقافة وجعلها أكثر حضورا في ساحة الحراك الثقافي، وأكثر قدرة على توفير الأطر والمعطيات التي تعزز الإسهام الرسمي في المشهد الثقافي العام، على أمل أن تتم مؤازرة الوزارة في هذا السعي من جميع المعنيين، لنتمكن من تحقيق أهدافنا المشتركة في هذا السبيل، ولتكون وزارة الثقافة في لبنان اسما لمسمى لبنان الفكر، لبنان الإبداع، لبنان الثقافة، لبنان الإنسان".