اذا كان «استاد شوبالازاي» في بانكوك قد خلا من الجمهور اللبناني، فإن «ملعب نادي الكويت» حيث يحل «اللبناني» ضيفا على «الكويتي» في الجولة السادسة للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى «مونديال روسيا 2018» و «كأس آسيا الإمارات 2019»، فإن هذا الملعب لن يكون حكرا فقط على اصحاب الأرض الذين بدأوا حربا نفسية عبر المواقع، فالمساندة الجماهيرية التي سيحظى بها «منتخب الأرز» ستكون عالية الى أبعد الحدود، وهذا ما تجلى عندما حطت بعثته في مطار العاصمة الكويتية فكان في استقباله عدد كبير من ابناء الجالية اللبنانية.
ولا يعني انه فقط بالمؤازرة الجماهيرية يمكن لـ «اللبناني» أن يخطف الفوز من منتخب يعتبر على ارضه من اشرس المنتخبات الخليجية والعربية، ما يعني ان المسألة لن تكون قضية مدرجات، بل هناك أمور فنية أخرى ينبغي الخوض فيها ليكون الجمهور بعد ذلك ورقة إضافية تساعد على تحقيق نتيجة ايجابية.
مباراة الغد
تمثل مباراة الغد طريق العبور الى الأمان، لأنه في حال الفوز فإن «اللبناني» سيتساوى مع «الكويتي» ويصبح لكل منهما 9 نقاط، بحيث تتوقف فرصهما على ما سيفعلاه في المباريات المقبلة وخصوصا امام «الكوري» في سيوول، الأمر الذي سيتحدد معه موقفهما من المركز الثاني بشكل نهائي.
لقد تبين من المباراة مع «الميانماري» أن المنتخب يعاني فعليا من مشاكل فنية لم يتمكن المدير الفني المونتينيغري رادولوفيتش من حلها حتى الآن، رغم التقدم البسيط في الأداء والتغييرات التي فرضها على تشكيلته في بانكوك، وكل ذلك في سبيل تحفيز اللاعبين وبث الروح بطريقة اللعب وبالأسلوب الذي ما زال يعتمد على التكتيك القديم والبطء وعدم تبادل الكرات بالسرعة المطلوبة او تبادل المراكز بالإضافة الى التمويه.
مشكلة رأس الحربة
ولا يجوز ان يتم الدفع بلاعب مثل حسن معتوق في قلب الملعب كوسط مهاجم يتحول في معظم الأحيان الى رأس حربة، وهذا يفقده بريقه على اعتبار انه متخصص باللعب على الجناحين في الميمنة ام الميسرة، وبإمكانه دائما ان يخلق الفرص من مروره الجانبي الذي يصل به أحيانا حدود المرمى ما يعني ان بقاءه في مركزه لن يعطيه الأفضلية لإصابة الشباك، والدليل انه لم يتمكن في المرة الماضية من الاختراق في العمق الا ما ندر من المرات القليلة التي لم تكن خطرة كما ان الهدف الذي سجله كان من ضربة رأسية اسعفه الحظ بها.
وهذا الأمر يشير الى عدم وجود رأس حربة مشاكس وهداف وسريع ويتمتع بالحس التهديفي ما قد يرتب على الفريق عبئا كبيرا.
اين صانع الألعاب
ثانيا ان «اللبناني» يعاني فعليا من غياب صانع الألعاب الذي يهيء الكرات ويؤمنها بالطريقة السليمة التي تعتمد نقل الهجمة الى داخل منطقة الخصم، فلا رضا عنتر استطاع ان يمارس هذه الخطوة، ولا هلال الحلوة، كما ان عدنان حيدر وعباس عطوي لم يفرضا نفسيهما كبديلين يمكنهما ان يعيدا الروح الى وسط الملعب ما يعني انه على الظهيرين ان يمارسا ضغطهما من خلال الهجمات من الجهتين وهذا ما لم يطبق في اكثر من مباراة، رغم ان فدائية محمد زين طحان وإمكانياته يمكن لها ان تمثل هذا الدور.
ويمكن ان يشكل التحاق علي حمام بالبعثة حافزا مهما لتعزيز القدرات الهجومية بحيث سيقوم في حال إشراكه بالمســاندة الهجومية من اليمين والمساعدة في رفع الكرات داخل المنطقة.
وقد تكون مشاركة نور منصور في الجهة اليسرى كبديل لوليد اسماعيل المصاب افضل السبل لبناء الهجمات من الوراء، اما في حال مشاركته كوسط ارتكاز وانتقال طحان الى اليسار فإن هذا الأمر قد يساهم في حماية الفريق من الهجمات المرتدة والمشاركة في بناء الهجمات.
العيوب والثغرات
يعاب على «اللبناني» انه بحاجة للانتقال من الوراء الى الأمام باداء سريع ومكثف وبتمريرات متقنة تقوم على التسلم والتسليم بين المراكز، والسيطرة على وسط الملعب وهذا يمكن ان يقوم به حسن شعيتو او عباس عطوي، وأيضاً يعاني من ضعف مراقبة لاعبي الخصم والفشل في التماشي مع سرعتهم، كل هذه الأمور يمكن أن يكون رادولوفيتش قد تنبّه اليها قبل ان يصل الى الكويت.
والخوف ايضا ان تكون مباراة «الميانماري» المتطور في الأداء قد ارهقت اللاعبين اللبنانيين، وكذلك السفر والتنقل ما قد يضعهم تحت الضغط وعدم التركيز.
التركيز في التدريبات
الا ان رادولوفيتش قد تحسّب لهذا الأمر، فاخضع اللاعبين الى تدريبات مركزة في النادي الصحي في الفندق بعد المباراة و قبل ساعات من مغادرة الأراضي التايلاندية، الى جلسات اخرى شرح فيها عن هذه المشكلة، وطلب منهم المحافظة على إغلاق كل المنافذ، والشروع دائما في الهجمات السريعة والتسديد على المرمى.
ولم يكتف بذلك، فقد استمر منذ وصوله الى العاصمة الكويتية على معالجة المسائل البدنية والفنية، ورفض السماح للاعبين بالحصول على فترات طويلة من الراحة فاجرى المزيد من الحصص التدريبية وكانت الأولى بعد وصول «البعثة» بساعات على «استاد النادي العربي» وكان الهدف منها تنشيط اللاعبين وإجراء تقسيمة تم فيها توزيعهم بطريقة متوازنة تعتمد على الكرّ والفرّ وتساهم في تفكيك ما لحق بهم من خلال السفر والمباراة الماضية.
وتدرّب المنتخب ليل السبت على ملعب الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بعد جلسة تحليلية للمباراة أمام «الميانماري»، وسلّط معه الجهاز الفني من خلال لقطات فيديو للقاء أبرز جوانبه، لتفادي تكرار بعض الأخطاء وتلافي نقاط الضعف.
وبعد جلسة تحليلية لمقاطع من مباراة الكويت ـ كوريا الجنوبية، أجرى المنتخب تدريبه الثالث على «ملعب النادي العربي».
اما التدريب الأهم والأساسي فيقام اليوم على ملعب المباراة (استاد نادي الكويت)، وفي الموعد الذي ستقام فيه (السابعة والنصف بتوقيت بيروت)، وسيركز رادولوفيتش على كل شيء.
«الكويتي»
بدوره، رفع «الكويتي» من درجة استعداداته، وأعلن الأستنفار الفني والإداري والجماهيري، بحيث اجرى تدريباته خلف ابواب مغلقة، بعيدا عن عيون المراقبين.
ويحاول المدير الفني نبيل معلول إخراج اللاعبين من أجواء الخسارة امام «الكوري»، مشدداً على عملية التدريب والإعداد البدني وأكد ان اللاعب فهد العنزي لن يشارك في المباراة بعدما تبين أنه لا يزال يعاني من تمزق في العضلة رغم انه يخضع للعلاج منذ فترة طويلة نسبيا .
وأشارت مصادر إعلامية كويتية إلى اتجاه الجهاز الفني بقيادة معلول لإجراء تغيير على التشكيلة التي واجهت «الكوري» الخميس الماضي، بحيث يعتمد على رأس حربة صريح، وسيتعيّن عليه المفاضلة بين يوسف ناصر وخالد عوض وفيصل العنزي، ويعهد بالمهام في الخط المتقدّم إلى بدر المطوع وسيف الحشان. وستناط بعبد العزيز المشعان وسلطان العنزي أدوار أساسية في خط الوسط. وقد تكون كثرة الحديث عن اصابة العنزي ما هو سوى مناورة او العكس اذا صح الكلام عن عدم ابلاله من اصابته.
ويعقد اليوم الاجتماعان الفني والمؤتمر الصحافي قبل المباراة.
 

وفد كويتي يبحث الإيقاف الرياضي مع «اللجنة الأولمبية الدولية» اليوم
يبحث وفد كويتي يمثل الحكومة والبرلمان والهيئة العامة للشباب والرياضة اليوم في لوزان مع «اللجنة الاولمبية الدولية»،مسألة ايقاف الرياضة الكويتية خارجيا بسبب تعارض قوانينها مع القوانين الدولية.
ويترأس الوفد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ويضم فريقا حكوميا ونيابيا والمدير العام لـ «الهيئة العامة للشباب والرياضة» الشيخ أحمد المنصور، ومن المتوقع ان يحضر الاجتماع رئيس «اللجنة الاولمبية الكويتية» الشيخ طلال الفهد مع اعضاء في اللجنة.
وقال الحمود في تصريحات صحافية إنه سيوضح لمسؤولي الدولية «عدم تعارض الوضع الرياضي في الكويت من الناحيتين القانونية والتنظيمية مع الميثاق الأولمبي والنظم الأساسية للاتحادات الدولية»، وأنه «سيبين للجنة أيضا تمتع كل الهيئات الرياضية الكويتية باستقلالية تامة من الناحيتين الإدارية والفنية».
وسيجتمع الوفد مع عضو اللجنة الدولية المنتدب لمتابعة استقلالية الحركة الرياضية الايرلندي باتريك هيكي، ورئيس الاتحادات الرياضية الصيفية «اسويف» الايطالي فرانشيسكو بيتي وذلك لمناقشة مسألة ايقاف النشاط الرياضي الكويتي على الساحة الدولية اعتبارا من 15 من الشهر الحالي.
وكانت «الاولمبية الدولية» قد أمهلت مع «اسويف» الكويت لتعديل القوانين تماشيا مع مبادئ وقوانين الحركة الاولمبية مع احترام استقلالية الحركة الرياضية من دون اي تدخل حكومي تحت طائلة الايقاف.
وسبق ان اوقفت الرياضة الكويتية على الصعيد الدولي للاسباب ذاتها، لكنها تعهدت بالالتزام بالقوانين الدولية فتم رفع الايقاف عنها في تموز 2012.
وتطالب «اللجنة الاولمبية الدولية» باحترام استقلالية الحركة الرياضية وان يكون التحكيم الرياضي عبر محكمة التحكيم الرياضي «كاس» وليس المحاكم المحلية وان تتبع النظم الأساسية للاندية والاتحادات الرياضية المعنية مثيلاتها الدولية وليس مؤسسات حكومية.
(أ ف ب)