الزيارة الأولى للفتاة إلى بيت حبيبها بهدف التعرّف إلى أهله، لا تكون إجمالاً بالنسبة لها موعداً ممتعاً. فخلال استعدادها لهذا اللقاء تبدأ بتصوّر كيف سينظرون إليها، وتسأل نفسَها مراراً وتكراراً ماذا سترتدي، وكيف يجب أن تتصرّف، وفي أيّ مواضيع ستتحدّث معهم. فما هي أفضل التوصيات لتكون الزيارة الأولى ناجحة؟ أوضحَت خبيرة الإتيكيت نينا صفير لـ«الجمهورية» أنّ البساطة هي السلاح الأقوى للفتاة خلال لقائها بأهل حبيبها، مؤكّدةً أنّ أنظار أهل البيت جميعهم ستتوجّه صوبها ناقدةً أدقّ تفصيل في إطلالتها.

 

ماذا ترتدين؟

نصحَت «صفير» الفتاة باعتماد لباس محتشم عنوانُه البساطة والأناقة. فإذا اختارت ارتداء تنّورة يجب ألّا تكون قصيرة، بل أن تصل لحدود ركبتها، وعليها أن تحرص على ارتداء قميص محتشم أيضاً.

 

أمّا إذا قرّرت ارتداء بنطلون، فيجب أن يكون مرتّباً إذ لا يُنصَح أبداً أن ترتدي سروالاً ممزّقاً على ركبتيها حتّى ولو كان ذلك موضةً رائجة. وشدّدت خبيرة الإتيكيت على نظافة ثياب الفتاة وأناقتها كسبيل لتحقيق انطباع جيّد منذ لقائها الأوّل بأهل الشاب الذي لربّما سترتبط به مستقبلاً، مؤكّدةً أنّ طريقة لباسها تساعدها في إبراز ترتيبها.

 

كيف تتبرّجين؟

أشارت «صفير» إلى أهمّية أن تضع الفتاة الماكياج على وجهها، ولكنّها شدّدت على عدم وضع ماكياج قوي أو لافت، إنّما التبرّج بطريقة ناعمة تُبرز جمالها. كما لفتت إلى ضرورة الاعتناء بالأظافر وترتيبها.

 

ماذا عن الشعر؟

تصفيف الشعر مهمّ في هذه المناسبة، إنّما بطريقة بسيطة، فيمكن أن تربط الفتاة شعرَها إلى الوراء مثلاً أو تتركه متدلّياً بعد تمليسه.

 

طريقة الجلوس

يُستحسَن ألّا تضعي «رِجلاً فوق رجل»، بل احرصي على أن تكون رجلاك متقاربتين جدّاً ومائلتين إلى الشمال أو إلى اليمين، إذ تساعدك طريقة جلوسك في إعطاء انطباع بأنك مهذَّبة.

 

هل تحملين هدية؟

ليس على الفتاة أخذ هدية معها المرّةَ الأولى التي تزور فيها بيت الشاب، فهي لا تأخذ الورود معها ولا شيء آخر، خصوصاً أنّ الهدايا يتبادلها الأهل في لقائهم، أي عندما يزور أهلُ الشاب بيتَ الفتاة للمرّة الأولى، وعندما يزور أهلُ الفتاة بعدها أهلَ الشاب.

 

لا يجب البوح بالتالي!

لا يجب على الفتاة التلفّط بكلمات بذيئة أو بألفاظ سوقية، ككلمة «ليكي» على سبيل المثال، أو «ليك هيدا شو عمل»، إنّما عليها اختيار الألفاظ اللائقة وعدم التكلّف في الحديث.

 

وتلفت «صفير» إلى أهمية ألّا تتحدّث الفتاة عن عملها وعن إنجازاتها المهنية، مُظهِرةً تسَلّطاً أو كبرياء. فإذا سألوها عن عملها تتحدّث عنه، إنّما مع الحرص على عدم استعمال لغة «الأنا»، لأنّ «بيت العم» يفضّلون دائماً الفتاة التي تعطي انطباعاً بأنّها مهذّبة ولائقة وبسيطة وهادئة.

 

فعليها فقط أن تتعرّف إليهم، خصوصاً أنّهم سيسألونها عن أهلها وعملها إجمالاً، فتجيب على الأسئلة بطريقة بسيطة من دون تكلّف، مظهِرةً ذكاءَها وهدوءَها.

 

نبرة الصوت

تشدّد خبيرة الإتيكيت نينا صفير على أنّ نبرة الصوت لا يجب أن تكون لا خفيفة ولا قوية أيضاً، بل متوسطة، مؤكّدةً أنّ كلّ هذه التفاصيل تدلّ على شخصية الفتاة، وعليها التنبّه إليها خلال هذه الزيارة.

 

توقيت الزيارة

على الشاب أن يبَلّغ أهله بزيارة صديقته منزلَهم، ويتّفق معهم على وقت قدومها. يمكن أن تكون الزيارة قبل الظهر أو بعده، وإنّما ليس في وقت الغداء ولا العشاء، لأنّ دعوتهم لها إلى مائدة الطعام خلال الزيارة الأولى سترتّب عليها إتيكيت تصرّف أخرى، وتفرض عليها لياقة معيّنة على المائدة، ما قد يُدخِلها في متاهة تعليقات أخرى من جانبهم.

 

لا تزورالفتاة أهلَ الشاب في بيتهم قبل أن يقوم هو بزيارة أهلها في منزلها أوّلاً، خصوصاً أنّ ذلك يساعد الفتاة في «المحافظة على قيمتها»، ويُفضَّل أن يزورها في منزلها مرّتين أو ثلاثة قبل أن تقبل دعوته إلى زيارة أهله.

 

وتشدّد «صفير» على أهمية أن تزور الفتاة بيت الشاب منذ بداية العلاقة، ولا تنصحها انتظار تطوّر علاقتها به حتّى تقوم بهذه الزيارة، موضحةً أنّ الفتاة لا تتزوّج الشاب وحده، إنّما تتزوّج عائلته معه.

 

الاستنتاجات

تؤكّد صفير أنّ «الفتاة لا تكون العنصر المنتقَد والمراقَب خلال هذه الزيارة من قبَل أهل الشاب وحسب، إنّما عليها أن تنتقد هي بدورها وتراقِب تصرّفات أهل البيت ونمط حياتهم مدقّقةً في تفاصيل لياقتهم بدورها».

 

وتشير خبيرة الإتيكيت إلى أنّ «أمّ الشاب تكون عصبية في بعض الأحيان أو غيرَ مهذَّبة ولائقة مع الضيوف، أو عدائية مع الفتاة التي اختارها ابنها، كما يمكن ألّا تحبّ الفتاةُ والدَ الشاب ملاحِظةً عدمَ تهذيبه مثلاً».

 

وتدعو الفتاةَ إلى أخذِ كلّ هذه التفاصيل بعين الاعتبار إذا ما كانت تفكّر بالارتباط بهذا الرجل. كما تؤكّد على أنّ الفتاة تحبّ رجلاً أحياناً فتكتشف بعد التعرّف إلى أهله أنّه سيصعب عليها التعايش معهم، مشدّدةً على أنّ الفتاة لا يمكنها تجاهل أهل زوجها، خصوصاً أنّ العائلة في مجتمعنا أَولى من الأصدقاء.

 

 

 

 

 

 

 

 

(الجمهورية)