“إسأل سائق التاكسي إذا كنت لا تلاحظ في سيارته رموز دينية، أو إذهب إلى الأحياء الفقيرة، هناك تباع بكثرة” – توفر هذه المشورة للمسافرين من الغرب إلى الشرق الأوسط دليل سياحي Webehigh.org – موقع عشاق الماريجوانا والحشيش وغيرها من أنبات القنب. منذ فترة طويلة كلمة “الحشيش” (hash) انتقلت إلى لغات أوروبية من الشرق العربي. وعلى الرغم من الحظر المنصوص عليه في الإسلام، دخل الحشيش بين العقاقير الثلاثة الأكثر شيوعاً في البلدان العربية.

وفقاً لتقارير اللأمم المتحدة، أن عدد من سكان مصر يدخنون الماريجوانا على الأقل مرة واحدة في السنة حيث في عام 2006 وصل الى 6.2٪ من مجموع السكان. وأظهرت دراسة مماثلة في المغرب حيث أجريت في عام 2004 أن 4.2٪ من السكان يدخنون القنب. في عام 2005 أصبح عدد من المستهلكين للماريجوانا في الكويت 3.1٪ من مجموع السكان.وبلغت النسبة في دولة الإمارات العربية المتحدة 5.4٪ في عام 2006.وكانت المملكة العربية السعودية الأقل استهلاكاً للقنب حيث وصلت الى 0.3٪ في العام 2006

كانت نسبة المستهلكين في جميع الدول العربية أثناء إجراء البحث أعلى من المتوسط العالمي. ووفقاً للاحصاءات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يستخدم 2.5٪ من سكان العالم الماريجوانا وغيرها من المخدرات المشتقة من القنب. وبالتالي وراء كل نسبة مئوية هناك ملايين ومئات الآلاف من المدخنين.

العالم العربي يتكون من 23 دولة وحوالي 345 مليون نسمة. حيث لا يقل عن 10٪ منهم من المستخدمين المنتظمين من القنب. وبعبارة أخرى، يدخن الحشيش حوالي 34.5 مليون عربي من مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلاوة على ذلك، وفقاً للبحث، هناك تسعة من بين كل عشر أشخاص يستخدمون القنب ويدخنون أيضاً السجائر. 9٪ فقط من سكان العالم العربي يدخنون التبغ، ولكن عندما ينظر إليها حسب الفئة العمرية فهناك 2٪ من المدخنين تحت عمر 14 سنة و 60٪ بين أولئك 35-50 عاماً. واحد من كل أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 14 و 35 يدخنون السجائر. وفقاً لذلك، فإن هذا الشخص يكون في خطر ويمكنه أن يتعاطى الحشيش.

والسبب الأول وراء تدخين الدول العربية القنب أكثر من غيرها لأنه يتم انتاجه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أكبر الموردين في العالم للحشيش – هم في المغرب (حوالي ربع الإنتاج العالمي)، وأفغانستان (15٪) ولبنان وباكستان (5٪). الطرق الرئيسية لتهريب المخدرات في أوروبا والولايات المتحدة هي من خلال الدول العربية، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى بقاء بعض الكمية في السوق المحلية.

القنب للفقراء ووللشاعرين بالملل

لماذا لا يتبع العرب الشريعة ويسكرون عقولهم بالمنشطات؟ من جهة، ثقافة الشرق المشبعة بالدخان والشيشة وشرب (الشيشة) في أقرب كافيه إلى منزل – اصبحت بمثابة الروح لسكان الدول العربية. من ناحية أخرى – غالبية مستخدمي القنب لا ينظرون على أنه من المخدرات: يتم مزجه مع التبغ ويدخنوه عن طريق السجائر أو من خلال إضافته إلى الأرجيلة، مما يحرمه من أي سمات المخدرات غير المشروعة. إذا سمحت السجائر والشيشة، لماذا يحظر القنب؟ وفي الوقت نفسه، فإن قوانين معظم دول الشرق الأوسط تنص على العقاب الشديد لحاملي المخدرات، وتصل إلى القتل عن طريق قطع الرؤوس في المملكة العربية السعودية (إذا وجدت كمية كبيرة وقرروا منفذين القانون أنه كان يهدف الى التوزيع).

منعت دعاية تدخين الحشيش: أعلنت الشرطة السعودية بطلب من الطفل الذي في الفيديو على الانترنت والذي يظهركيفية لف السجائر بشكل صحيح. ولكن الناس يستمرون بتدخين الحشيش وذلك، كما هو الحال بالنسبة للسجائر، للتخفيف من الضغط النفسي والملل.وهناك دور كبير لارتفاع معدلات البطالة: إن الحشيش منذ فترة طويلة هو جزء من اقتصاد السوق السوداء والتي تمكن الفئات الضعيفة اجتماعياً على الانخراط في الاتجار بالمخدرات، وكسب لقمة العيش. في مصريباع القنب الهندي في القرى الفقيرة الصغيرة، والمناطق النائية الحضرية وفي كافيه النرجيلة. وهكذا يعتبر: الكحول للطبقة المتوسطة والحشيش – للفقراء.

عموماً، القنب – كوسيلة للترفيه ليس مكلفاً للغاية بالنسبة لأولئك الذين مللوا من الحياة في الشرق الأوسط. في أغنى دولة في الخليج –كمية الحشيش في المملكة السعودية على شكل اصبع السمك الصغير، ولكن أطول قليلاً يكلف فقط 100 ريال (تقرباً 26$). مثلاً في في أوروبا يقاس الحشيش بالجرام، لكن في عاصمة المملكة السعودية الرياض لا يضيع البائعون وقتهم ويبيعون بحجم كبير ولكن بسعر أقل. ومع ذلك، فإن بعض التجار يبيع كمية لا تقل عن 250 ريال. في مصر – أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان – يبيعون غراماً من الحشيش بـ 5$ مع فرصة أختيار النوع: سوداني، مغربي أو أفغاني. حتى للأجانب نادراً ما يبيعون من نوع Shegra – الحشيش بلون فاتح وسيء الجودة. والسكان المحليين بالتأكيد يعرفون بالضبط ماذا يريدون.

العلاج والعودة إلى الله

“تبين أن معظم الناس لا يعتبروا القنب من المخدرات الخطيرة ولا يطبقوا أحكام الشريعة الإسلامية، حيث يزيد عدد المدمنين على الماريجوانا. إضافة الى أنه يبدو أن المواد المخدرة مثل القنب مشرع بين سكان العرب، وأنها لا تعتبر من المخدرات على النقيض من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق،” – يقول الطبيب النفساني من عيادة إعادة التأهيل “المركز الطبي للدكتور نزارالييف” جوليا فاسيل. يتعلق الأمر بالمرضى من المغرب، الجزائر، مصر، الكويت، الإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى.

وفقاً لذلك، لا يمكن مقارنة الأدوية التي تحتوي على الأفيون والماريجوانا على أنها نوعين مختلفين من المؤثرات العقلية. ولكن بعد استخدام القنب على المدى الطويل يظهر عند المدمن أمراض مثل سرطان الرئة والحنجرة والفم والتهاب الشعب الهوائية، وضعف جهاز المناعة، ومن الممكن تطوير الإضطرابات النفسية.

“كثير من المرضى الذين يأتون إلى مركزنا للمعالجة من مشكلة الإدمان على الحشيش والماريجوانا يعانون من القلق الشديد” – كما يقول الطبيب النفساني و الدكتور صاحب خبرة 25 عاماً جنيشبيك نزارالييف . – “يصيب متعاطين الحشيش بعد فترة مرض التوحد، وضعف الإرادة”. وفقاً للبروفيسور نزارالييف، يقلل الحشيش من الطاقة الكامنة للشخص، وفي حالة السكر يمكن أن يسبب هلوسة في الرؤية. كقاعدة عامة،لا يلاحظ أفراد الأسرة إلا بعد 2-3 سنة التغيرات في سلوك المريض. “أكثر من نصف المرضى يأتون إلينا بالفعل مع اضطرابات مثل الفصام الذي يفاقم الإدمان النفسي على الحشيش” – يلخص نزارالييف.

يظهر هذا الانحراف بسبب تتراهيدروكانابينول (THC) – المادة الكيميائية في تركيب القنب الذي يستخدم أيضاً للأغراض الطبية. ومع ذلك،يوجد في تركيبة الحشيش تأثير معاكس. على وجه الخصوص، فإنه يؤدي إلى تغيرات نفسية، ويبطئ ردود الفعل، يؤثر على القدرات العقلية للإنسان ويضعف الذاكرة والذكاء. الآفات العضوية نادرة : يقول خبراء المركز الطبي للدكتور نزارالييف. ومع ذلك، يمر المرضى المدمنين على الحشيش في دورة من العلاج الطبي والنفسي.

المريض الذي طلب عدم ذكر اسمه من المملكة العربية السعودية، يقول في هذا المقال انه جاء الى جمهورية قرغيزستان، حيث تقع عيادة “نزارالييف” لأنه لا أحد خارج العائلة يعرف عن إدمانه على الحشيش. وقال انه لا يمكن أن يذهب إلى مركز لإعادة التأهيل المحلي خوفاً من أن يكون مرضه معروفاً لدي العديد من الناس، والكثير سوف يحكمون عليه من ناحية الأخلاق والإسلام. تحدث في المركز الطبي للدكتور نزارالييف مع شيخ الإسلام وقرر بعد العودة إلى المنزل في جدة أن يعيش وفقاً لأحكام الشريعة.

يقول المريض السابق بالإدمان على الحشيش: “لقد بدأت التدخين من أجل المتعة، وبسبب الملل. ولكن الله خلق هذا العالم ليس لنمل منه.وليس على الذي يمل من حياته أن يسكرعقله ويبعد عن الله تعالى. فمن الواضح أن نهايته سيئة”.