مثل أيّ جزء في الجسم، تحتاج العيون عناية خاصة حفاظاً على صحّتها. غير أنّ ذلك لا يتمّ فقط من خلال إجراء فحوص دورية، خصوصاً في حال وجود تاريخ عائلي لأمراض العيون، إنما أيضاً من خلال تفادي عادات معيّنة تؤثّر سلباً في نظركم. تتعرّض العيون لمشكلات كثيرة، كالاحمرار والجفاف والحساسية والالتهاب وإعتام العدسة والضمور البقعي، وغيرها من الأمراض التي لا يمكن تجاهلها. لكن لحسن الحظ، يمكن تقليص احتمال التعرّض لها من خلال الخضوع لاختبارات منتظمة والالتزام بتعليمات الطبيب الوقائية، وأيضاً التخلّي عن العادات التالية الشائعة التي اعتبرها العلماء مسيئة إلى صحّة العين، وتحديداً:

عدم النوم لساعات كافية

هل كنتم تعلمون أنّ عيونكم تحتاج لخمس ساعات من النوم على الأقلّ كلّ ليلة؟ يُعتبر الحرمان من النوم سبباً رئيساً لتشنّجات العين. كذلك، يُعد تهيّجها من بين المشكلات الشائعة، وجنباً إلى جنب مع احمرارها بشكل عام ما يدلّ على أنّ خلايا العين لا تحصل على التجديد الذي تحتاج له. إذا بقيت العين ثقيلة ومُلتهبة وحمراء، إحرصوا على النوم جيداً وراقبوا التغيّرات قبل البدء بالقلق. تأكّدوا أنّ ضمان ساعاتٍ كافية من النوم هو مهمّ لصحّة جيّدة تماماً كالتغذية والرياضة.

الاستغناء عن النظّارات الشمسية

يمكن لهذه العادة أن تكون مدمّرة للعيون. كثيرون لا يدركون أنّ آثار أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارّة لا تؤذي فقط بشرتهم، إنما أيضاً عيونهم وقد تؤدّي إلى أمراض مثل إعتام عدسة العين. لذلك إحرصوا دائماً على ارتداء نظّاراتكم الشمسية عندما تخرجون خلال النهار للمحافظة أكثر على صحّة نظركم خلال الأعوام المقبلة.

التعامل بشدّة مع العينين

إنّ حكّ العين عشوائياً قد يكون مؤذياً في حال عدم الحذر. وفي حين أنّ الحساسية وتهيّجات العين هي شائعة ومُزعجة، لكن يُفضلّ عدم فرك العين غالباً. أمّا عند الإصرار على القيام بذلك، إحرصوا على غسل أيديكم وتجفيفها جيداً قبل لمس عيونكم. كذلك إصطحبوا معكم قطرات ترطيب العين أو المعدات الخاصة لغسلها إذا كنتم تعانون الحكّة بانتظام. وإذا حدثت معكم هذه المشكلة، حاوِلوا معالجتها بواسطة القطرات بدلاً من فرك عيونكم بقسوة شديدة.

عدم الاعتناء بالعدسات اللاصقة

الحفاظ على نظافة العدسات اللاصقة أمر أساس لصحّة العينين. إنّ ارتداءها لوقت طويل أو تنظيفها بشكلٍ سيّئ قد يؤثران سلباً في صحة العين ويتسبّبان بالتهابات جدّية. عند وضع العدسات اللاصقة والشعور بالانزعاج، يجب نزعها فوراً وغسل العين جيداً وتنظيف العدسات بواسطة المحلول الخاص بها. بعد ذلك يجب الانتظار حتى يزول الإزعاج كلّياً قبل معاودة ارتداء العدسات. وفي حال استمرار عدم الشعور بالراحة في العينين، يجب استشارة الطبيب.

التدخين

قد تجدون صعوبة في الإقلاع عن هذه العادة السيّئة، لكن إعلموا أنّ إصراركم على بلوغ هذا الهدف يُفيد حتماً عيونكم! إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب ومشكلات صحّية أخرى متنوّعة وخطيرة، يمكن لآثار التدخين أن تكون مدمّرة جداً لنظركم.

أظهرت الدراسات أنّ التدخين يرفع احتمال الإصابة بأمراض العين، مثل متلازمة جفاف العين وإعتام عدسة العين والغلوكوما والضمور البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر، التي تُعتبر جميعها من الأسباب الرئيسة لفقدان الرؤية.

لا تدعوا الوقت يهزمكم، بل سارعوا إلى تحسين عاداتكم والتخلّي كلياً عن بعضها كي تحافظوا على عيونكم. كذلك لا تنسوا التقيّد بغذاء صحّي ومتنوّع، وركّزوا أكثر على المواد التي ثبُت أنها تنعكس إيجاباً على العين، كالبيتا كاروتين (الجزر، المانغو، المشمش)، الفيتامينين C (الفاكهة الحمضية، الكيوي، الفلفل) وE (اللوز، الأفوكا)، معدن الزنك (الدجاج، الحبش، ثمار البحر)، والأوميغا 3 (الجوز، السَلمون، السردين).