ميزة طالما إفتخر الشعب اللبناني بها، وطالما كانت عيون البلدان الأخرى شاخصة علينا وربما يحسدونا عليها الا وهي الديمقراطية التي نعيش في ظلها.

وكما كان يقول السوريون"نيالكم بلبنان عندكم ديمقراطية"، ظنا منهم بأن شتم الرئيس أو غيره حرية وديمقراطية، لكن ما هي منافع الحرية إن كانت المطالب والحقوق مهدورة؟ وإن كان الدفاع عن حياة كريمة تجابه بالقتل والقوة والضرب والعنف؟

وإن كانت الديمقراطية تعني حكم الشعب بنفسه عبر ممثلين عنه إلا أنها أيضا  تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي.

 

وكما قال سليم الحص" في لبنان كثير من الحرية وقليل من الديمقراطية"حيث أنه يتم إسكات الحق عبر وضع الشعب الفقير بمواجهة بعضه وعبر التنصل من المسؤوليات بإحداث نعرات كفيلة بإلهاء اللبنانيين عن أوضاعهم، وحتى الآن باتت الديمقراطية بمفهومهم هي الإعتداء على الشعب الذي وضع نفسه أمانة في أعناقهم، ولولا هؤلاء المواطنين ما كانوا في هذه المراكز.

ولو كنا في بلد ديمقراطي فعلًا، لخجل هؤلاء السياسيون من أنفسهم ومثلوا الشعب تمثيلا سليما وسمحوا للشعب بالمساءلة والمحاسبة بدل إحتكار الكرسي حتى الشيب ولكانوا سمحوا أيضا بخفض سن الإقتراع إلى 18 سنة كي يشارك الشاب اليافع في إختيار رؤسائه والجدير بالذكر  أن هاتين النقطتين من ابرز أسس الديمقراطية.

وكيف تكون الديمقراطية موجودة والسلطة القضائية غير منفصلة بشكل كامل عن السلطة الإجرائية ،إذ أن المحسوبيات هي الحاكمة، وكيف نتغنى بالديمقراطية وقانون الإنتخاب طائفي يلغي العديد من الأقليات.

وفي الختام ما علينا إلا التوقف عن التغني بديمقراطية غير موجودة لان وجود الحرية لا يعني وجود الديمقراطية بشكل كاف، حيث ان ما يعانيه الشعب اليوم في ظل هذه الحكومات هو الديكتاتورية بذاتها ما يعني ان لا فرق بين ديكتاتورية العرب وديمقراطية لبنان