شهدت الأسواق المالية خلال الأسبوع الحالي المزيد من الجمود الداخلي والتراجع الخارجي بفعل التطورات السياسية بشكل عام وتوسُّع الانقسامات حول القضايا الأساسية. ولم يحضر اجتماع الحوار الوطني في التأثير ولو بنسبة بسيطة، وكانت نتائجه بعيدة عن ضخ أية إيجابية في السوق لجهة الارتياح العام وعدم قناعة المتعاملين بجدوى الحوار في غياب القواسم المشتركة.

وقد تلاقت السلبيات الداخلية مع استمرار التطورات والأزمات في بعض الدول الناشئة من الصين إلى البرازيل التي تخفض تصنيفها الائتماني وكذلك الوضع في الأسواق الدول الناشئة التي تعاني صعوبات مما أبعد المستثمرين عن التعامل في أدواتها ومنها لبنان.

فعلى الصعيد اللبناني تعرّضت الأوراق اللبنانية الحكومية الى تراجعات في أسعارها خلال الأسبوع الماضي بحوالي 3.5 في المئة نتيجة التزايد في عروض هذه الأوراق من جهة، وعدم الإقبال عليها من قبل المستثمرين من جهة ثانية. وقد خسرت الأوراق اللبنانية أكثر من 4 في المئة منذ شهر آب الماضي وحتى اليوم.

من جهة ثانية تحضر وزارة المالية لإصدار سندات يوروبوند خلال الأيام المقبلة بما قيمته حوالي الملياري دولار لتغطية مستحقات لما تبقى من العام 2015 بما قيمته حوالي المليار دولار وحوالي 750 مليون دولار للشهر الأول من 2016.

وقد وجّهت وزارة المالية كتباً إلى المصارف تطلب مشاركتها ومساهمتها في هذا الإصدار لسندات اليوربوند وهو إصدار سيكون صعباً وبكلفة أعلى من سابقتها نتيجة أزمة الأسواق الناشئة وارتفاع مخاطرها.

ويأتي طلب وزارة المالية في إطار التحضير لتلزيم الإصدار لمصرفين أو أكثر للتسويق في لبنان والخارج في الوقت الذي تعرض فيه الأوراق اللبنانية وتتراجع أسعارها مما سيرفع كلفتها عن الإصدارات السابقة، هذا في حال ساهمت المصارف اللبنانية بالاكتتاب بهذه السندات على اعتبار أن المساهمات الخارجية لن تكون كبيرة.

بالنسبة لسوق القطع حافظ سوق الدولار على استقراره من حيث حجم الطلب والعرض مع تراوح الأسعار بين 1506 و1509 ليرة نتيجة توازن العرض وحجم الطلب ومن ثم ارتفاع السعر خلال بعض فترات الأسبوع إلى حوالي 1512 ليرة ولفترات محدودة مع تزايد الضغوط السياسية والأمنية في لبنان وحوله.

بالنسبة لبورصة بيروت لم تشهد حركة تذكر وبقي التداول ضعيفاً لأحجام المتعاملين عن التداولات ترقباً لاتجاه التطورات السياسية والأمنية وانتظاراً لنتائج الحراك الشعبي الذي يحمل مطالب مالية واجتماعية.

بورصة بيروت: لا حركة

بلغت تداولات بورصة بيروت خلال الأسبوع الحالي المنتهي في 11/9/2015 ما مجموعه حوالي 240 ألفاً و313 سهماً قيمتها حوالي 3 ملايين و348 ألف دولار مقابل تداولات للأسبوع الماضي بلغت حوالي 498 ألفاً و887 سهماً قيمتها حوالي 5 ملايين و661 ألف دولار. بتراجع نسبته حوالي 40.8 في المئة.

وكان عدد الأسهم التي تغيرت أسعارها خلال الأسبوع محدوداً وكانت على الشكل الآتي:

1ـ تراجع سهم سوليدير "أ" بنسبة 0.3 في المئة واقفل على سعر 10.17 دولارات مقابل 10.20 دولارات للأسبوع الماضي. كما تراجع سهم سوليدير "ب" بنسبة 1.5 في المئة واقفل على سعر 10.23 دولارات مقابل 10.39 دولارات للأسبوع الماضي.

2ـ تراجع سهم بنك عوده المدرج بنسبة 7.2 في المئة واقفل على سعر 5.56 دولارات مقابل 5.99 دولارات للأسبوع الماضي. في حين ارتفع سهم عوده التفضيلي "G" بنسبة 0.1 في المئة وسهم عوده "F" بالنسبة ذاتها. ليقفل كل منهما على سعر 100.60 دولار.

3ـ تراجع سهم بنك بيبلوس المدرج بنسبة 0.6 في المئة وأقفل على سعر 1.63 دولار مقابل 1.64 دولار للأسبوع الماضي فيما ارتفع سهم بيبلوس "التفضيلي ـ 2008" بنسبة 0.2 في المئة و "التفضيلي ـ 2009" بنسبة 0.1 في المئة وأقفلا على سعر 100.70 دولار.

4ـ ارتفع سهم هولسيم ليبان بنسبة 0.1 في المئة وأقفل على سعر 15 دولاراً مقابل 14.99 دولاراً للأسبوع الماضي.

الدولار خارجيا

نجح الدولار برغم خسائره بوجه عام في الصمود أمام الين وجرى تداوله في أحدث تعاملات عند 120.75 ينا. وتراجعت العملة الأميركية بوجه عام أمام مجموعة من العملات الأخرى نتيجة لذلك. وارتفع اليورو لأعلى مستوى له في أكثر من أسبوع 1.1296 دولار. وقفز اليورو لأعلى مستوى في أسبوعين مقابل العملة اليابانية إلى 136.36 ين لليورو. ولامس الدولار الاسترالي 71 سنتا أميركيا للمرة الأولى في نحو أسبوعين قبل أن يتراجع ليجري تداوله عند 0.7079 دولار.

الذهب

نزل سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1107 دولارات للأنصة، بينما هبط الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول 2.60 دولار إلى 1106.70 دولار للأنصة. ويترقب المتعاملون بيان الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في 17 أيلول بحثا عن دلائل على توقيت رفع أسعار الفائدة الأميركية قبل تكوين أي مراكز كبيرة في الذهب.

النفط

تراجع خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم تشرين الأول شهر أقرب استحقاق 20 سنتا إلى 48.69 دولارا للبرميل بعدما ارتفع 1.31 دولار (2.8 في المئة). وخسر الخام الأميركي الخفيف في عقود شهر أقرب استحقاق تشرين الأول 29 سنتا إلى 45.63 دولارا للبرميل بعدما زاد 1.77 دولار (أربعة في المئة) عند التسوية إلى 45.92 دولارا للبرميل.

الاسهم الاميركية

بدأت الأسهم الأميركية على انخفاض إذ ينتظر المستثمرون قرارا من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع القادم بخصوص رفع أسعار الفائدة. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 52.78 نقطة أو 0.32 في المئة إلى 16277.62 نقطة ونزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 6.56 نقطة أو 0.34 في المئة إلى 1945.73 نقطة وانخفض مؤشر ناسداك المجمع 24.55 نقطة أو 0.51 في المئة إلى 4771.71 نقطة.

الاسهم الاوروبية

انخفض المؤشر يوروفرست 300 بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى 1411.63 نقطة لكنه صعد 1.3 في المئة منذ بداية الأسبوع. وكان سهم أكتليون أكبر الخاسرين على المؤشر إذ هبط 3.5 في المئة في التعاملات المبكرة. انخفض المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2 في المئة بينما تراجع كاك 40 الفرنسي 0.3 في المئة وداكس الألماني 0.6 في المئة.

الاسهم اليابانية

تراجعت الأسهم اليابانية في ختام جلسة امس. وانخفض المؤشر نيكي القياسي 0.2 في المئة ليغلق عند 18264.22 نقطة لكنه أوقف موجة خسائر أسبوعية استمرت أربعة أسابيع وصعد 2.7 في المئة.

وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.1 في المئة ليصل إلى 1480.23 نقطة بينما استقر المؤشر جيه.بي.إكس نيكي-400 عند 13282.73 نقطة.

 

 

(اقتصاد)