بحضورٍ حاشدٍ من أهل الثقافة والشعر والإعلام، أقيم حفل توقيع المجموعتين الشعريتين «أكاد» و«تفاحة أخرى لحوّاء»، للشاعرين الشابين علي طالب وحسن حجازي، برعاية «الحركة الثقافية في لبنان»، وذلك في قاعة «الجمعية الإسلامية للتخصّص والتوجيه العلمي».

حضر الحفل رئيس «الحركة الثقافية في لبنان» الشاعر بلال شرارة، الشاعر طارق آل ناصر الدين، الشيخ فضل مخدّر ومجموعة من الشعراء منهم: عبد القادر الحصني، فاروق شويخ، علي نسر، محمد البندر، مهدي منصور، رئيس جمعية «إبداع» الشاعر علي عباس، رئيسة «ملتقى الأدباء والشعراء اللبنانيين» أمل طنانة، ولفيف من الأهل والأصدقاء. قدّم للحفل حسين محمد حجازي، وكانت كلمات للحصني وشويخ وشرارة.

ثمّ قراءات من الديوانين. الشاعر علي طالب أدلى بتصريح لـ«البناء» جاء فيه: بدأت حفظ الشعر والإلقاء على المنبر من عمر ثماني سنوات، وذلك في المدرسة وخلال احتفالات في بيروت والجنوب.

أذكر أنّ الكتاب الأول الذي قرأته وحفظته آنذاك، كان ديوان المتنبي. وكان للأهل والمدرسة الدور الأساس في تنمية موهبتي، فمنذ الصغر شاركت بمسابقات سوق عكاظ، التي ساهمت في إثراء ذاكرتي وحافظتي الشعرية، والاطّلاع على عدد كبير من الشعراء. كما شاركت في عدد من الأمسيات في مناطق لبنانية عدّة، وفي سورية والعراق. وعن «الحركة الثقافية في لبنان» قال طالب: إنّها رائدة النشاط الثقافي والأدبي.

وما الخطوة التي تقوم بها من خلال طبع مجموعات شعرية لعدد من الشعراء، إلّا ردم للهوّة التي تعبّر عن الركود في الوسط الأدبي من ناحية النتاجات على صعيد الدولة. ويشرّفني أن تكون مجموعتي الشعرية «أكاد» من بين هذه المجموعات. وعن «أكاد» يقول: إنها شغف الوصول الذي يفوق جمال الوصول نفسه. «أكاد» تعبّر عن نظرتي إلى الشعر الحقيقي الذي كلما ظننت أني أدركته عرفت أنني أكاد.

أقف أمام تجربتي بتواضع العارف بقيمة الشعر التي تحدثني أن «أكاد» مرتبة بعيدة المنال أيضاً. يروقني لو أرقى إليها يوماً ما. وختم طالب قائلاً: الطموحات أحياناً تعني اعتلاء العروش المادية. عرش الشعر يغري وكلٌّ يودّ أن يجلس هناك.

لا أنكر أنني أحبّ أن أكون شاعراً حقيقياً، لكنّ أكثر ما أطمح إليه أن أمكث طويلاً على عرش القلوب. أعوّل على الصدق الذي لا أغفل عنه عند كل قصيدة. فما يخرج من القلب يدخل إلى القلب.

أمّا الشاعر حسن حجازي فقال: ترعرعت في جوّ يؤمن بالعلم، تحت رعاية أبوين ناشطين في جوّ الثقافة والعلم. وفتحت عينيّ على مكتبة كبيرة كانت باباً للدخول إلى عالم الثقافة والافتتان باللغة العربية والشعر.

نما ذلك الشعور مع مشاركتي في المدرسة بالمسابقات الشعرية وحصولي على المراتب الأولى. وشيئاً فشيئاً، كان لانخراطي في الجوّ الثقافي ـ خصوصاً الحركة الثقافية في صور ـ شرارة اشتعالي على جمر اللغة. وعن تسمية ديوانه أكّد حجازي أنّ اختيار العنوان لم يكن عن تواطؤ مسبق، إنما دلالته تفتح للقارئ مجالاً للتفكير، وتحكّ ذهنه لاستقراء احتمالات أبعد. وهذا ما لمسه من كثيرين، والتفاحة الأخرى هي الشعر عنده.

وأضاف: هو ديواني الأول، أهدف من خلاله إلى إعلاء قيمة الجمال والاحتفاء بها. أضف إلى ذلك طرح تساؤلات كثيرة تداعت بشكل عفويّ، وتعبّر عن الشك والغربة الروحية. وهي إشكاليات شديدة الارتباط بالواقع، لا بل هي عنوان هذه المرحلة القلقة من حياة البشرية.

وقال الشاعر عبد القادر الحصني: الشاعران علي طالب وحسن حجازي اسمان شعريان مميّزان على مستوى الشباب والأسماء الصاعدة في عالم الشعر، والتي أتوقّع أن يكون لها شأن في المشهد الشعري اللبناني والعربي المقبل. رافقت هاتين المجموعتين الشعريتين الجديدتين على مدى ثلاث سنوات، فوجدت فيهما تمكّناً واضحاً من أدوات العمل الشعري. ووجدت أيضاً ملامح موهبة تتفتّح. وفيهما نصوص أستطيع أن أضعها ضمن النصوص الرفيعة من الشعر العربي. التوقيع اليوم بهذا الحشد الجميل دليل على مكانة الشاعرين بين الأهل والأصدقاء والمحبّين.

وقال الشاعر بلال شرارة: ديوانا طالب وحجازي، اثنان من ستّة دواوين تطبعها الحركة الثقافية في لبنان. نحن نكرّر تجربة عملنا عليها السنة الماضية، إذ وقّعنا خمسة دواوين شعرية لغسان مطر وطارق آل ناصر الدين، وعبد القادر الحصني، وباسم عباس وبلال شرارة. والآن نكرّر التجربة لستة شعراء خمسة منهم لبنانيون والشاعر حسن شهاب الدين من مصر. برأيي، إن الشعراء الشباب يستحقّون الدعم والرعاية بشهادة كبار الشعراء.

من ناحيته، قال الشاعر طارق آل ناصر الدين: الشعر كما أي شيء في بلادنا، يتعرّض لزحف أجنبي ولمؤامرة قتّالة. الشعر كما الناس والأرض يتعرّض لهذه المؤامرة. ومن واجبنا أن نقاوم بالشعر الجميل كلّ من يريد الإساءة إلى الشعر العربي.

وهذا جزء من واجباتنا كحركة ثقافية. أما الشيخ فضل مخدّر فقال إن الشاعرين طالب وحجازي يشكّلان مرحلة جديدة في الثقافة في لبنان، خصوصاً الثقافة الأدبية. «هذا النمط من الشباب مع هذا النوع من الكتابة، أسّس لهذه المرحلة.

وبدأت الآن الخطوة الفعلية من خلال طباعة المجموعات الشعرية. وهم لا يشكلّون مستقبل الشعر في لبنان فحسب، إنما يمكنني القول إن مستقبل الشعر في لبنان قد بدأ من خلال طباعة هذه المجموعات».

ورأى الشاعر فاروق شويخ أن ما يشجّعنا على دعم المواهب الغنيّة، البعد عن عداوة الكار، واحتضان الجميع لطالب وحجازي لبنيتهما السلوكية والأخلاقية، لهذا السبب كان حفل توقيع ديوانيهما ناجحاً جدّاً.

ومستقبلهما مبشّر بالخير. من ناحيته، قال الشاعر مهدي منصور إن هذه الاحتفالية تأكيد على أن الشعر ما زال بألف خير، والأرض ما زالت تنبض شعراً جديداً وشعراء جدداً.

و«برأيي، المشكلة بعدم وصول الشعر إلى الجمهور، تكمن في الآلية لا في الشعر والشاعر والجمهور.