اتسعت رقعة المواجهة بين أنقرة و»حزب العمال الكردستاني»، بعد توغل «محدود» لقوات تركية برية في شمال العراق، للمرة الأولى منذ عام 2011، في «مطاردة ساخنة» للمتمردين بعد هجوم دموي ثانٍ شنّوه خلال يومين، أدى إلى مقتل 14 شرطياً، فيما أعلنت أنقرة مقتل عشرات من المسلحين في غارات على معاقلهم في العراق.

ووضع مسؤول حكومي تركي التوغل البري في شمال العراق، في إطار «تدبير محدود هدفه منع هروب إرهابيين» متهمين بالتورط بتفجير عبوة الأحد في منطقة داغليجه في إقليم هكاري جنوب شرقي تركيا، أسفرت عن مقتل 16 جندياً وفق الجيش التركي، و31 بحسب المتمردين. وتحدث عن «مطاردة ساخنة» لمسلحي «الكردستاني»، لكنه لم يحدد عدد الجنود الذي توغلوا في العراق، ولا عن مدة العملية.

وأفادت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء بأن كتيبتين من القوات التركية الخاصة، تدعمها مقاتلات، تطارد 20 من مسلحي «الكردستاني». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ناطق باسم المتمردين إن القوات التركية دخلت من منطقة جبال زاغروس إلى محافظة دهوك العراقية.

أتى ذلك بعدما أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بمقتل حوالى 40 من مسلحي «الكردستاني»، في غارات شنّتها 53 مقاتلة تركية على قواعد للحزب في شمال العراق ليل الاثنين – الثلثاء، استهدفت متمردين اتهمتهم أنقرة بالتورط بهجوم داغليجه الذي اعتُبر الأكثر دموية منذ انهيار هدنة بين الجانبين، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 22 تموز (يوليو) الماضي، «حرباً على الإرهاب».

لكن «الكردستاني» لم يوقف عملياته، إذ أعلن مسؤوليته عن تفجير عبوة أمس في منطقة إغدير، لدى مرور آلية للشرطة ترافق مسؤولي جمارك، إلى بوابة حدودية تربط بين تركيا وجيب «ناخشوان» الذي يتمتع بحكم ذاتي، والواقع بين أرمينيا وإيران وتسيطر عليه أذربيجان، ما أسفر عن مقتل 14 شرطياً وجرح اثنين. أتى الهجوم بعد خطف المتمردين أكثر من 20 من مسؤولي الجمارك الأتراك، أفرجوا عنهم لاحقاً.

واعتبر أردوغان أن تصعيد «الكردستاني» هجماته «يعكس هلعاً أصابه، بسبب تكبّده خسائر فادحة إثر عمليات» الجيش التركي. وأضاف: «لم ولن نترك مستقبل البلاد في أيدي ثلاثة أو خمسة إرهابيين. في هذا البلد، لم تفرغ مقابر الشهداء في أي وقت، ويبدو أنها لن تفرغ أبداً». وحمّل المتمردين مسؤولية «إغلاق الطريق أمام أي تسوية»، مشدداً على أن «تركيا التي تغلبت على أزمات كثيرة، ستتغلب على طاعون الإرهاب».

ورأى أن أي شخص لا يدين «هجمات التنظيم الإرهابي الانفصالي ومجموعات إرهابية أخرى، بلا تردد، يعاني من مشكلة في ارتباطه بالبلد»، لافتاً إلى أن «كل كلمة من شأنها إضعاف المعنويات، وتشويش العقول، وإحباط النفوس، في وقت تقف الأمة صامدة، وتواجه قوات الأمن الإرهابيين بكل تفانٍ، إنما تصبّ في مصلحة الإرهابيين».

ودعا أردوغان المعارضة إلى منازلته في الانتخابات المبكرة المرتقبة مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، قائلاً: «مكان تصفية الحسابات في الديموقراطيات، هو صندوق الاقتراع والانتخابات. وفي الأول من تشرين الثاني، سيطالب شعبنا بمحاسبة بعضهم على ما حدث».

وأثارت هجمات «الكردستاني» احتقاناً شعبياً ضد الأكراد، اذ تعرّض بعضهم لمحاولات قتل، فيما أعلن «حزب الشعوب الديمقراطية» الكردي تخريب 126 من مراكزه خلال احتجاجات في تركيا.