قال عمرو موسى ان الثورة في مصر لم تكن من صنع «الإخوان المسلمين» الذين دخلوها بعد يومين أو ثلاثة من انطلاقها وأصبحوا جزءاً منها، مشيراً الى ان «الإخوان» نجحوا في قطف ثمار الثورة «لأنهم القوة الاكثر تنظيماً والاكثر قدرة والاكثر تمويلاً والاكثر تمكناً من الاستمرار».

وكان موسى يتحدث الى «الحياة» في حوار طويل تنشره على حلقات بدءاً من اليوم، وتطرق فيه ايضاً الى محطات عايشها من موقعه أميناً عاماً للجامعة العربية وقبلها وزيراً للخارجية.

سألت «الحياة» موسى ما إذا كان المصريون ارتكبوا مجازفة في انتخابات الرئاسة فأجاب:» لا أبداً، كان من الافضل ان تجرى ولكن أرى ان الحكم الديني أو الدولة الدينية ليسا في صالح مصر، اما ان تكون هناك نكهة دينية مع دولة مدنية فلا مانع. وفي كل الاحوال يجب ان ينص الدستور المقبل على ان مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الاساسي للتشريع. وفي هذا ضمانة كافية تتماشى مع الروح الديموقراطية والنظام الديموقراطي الذي ندعو اليه».

ورأى ان المخاوف من التهديد الذي يمكن ان يحدق بالحريات كان وراء صدور وثيقة الأزهر، مشيراً الى ان الآفاق المفتوحة امام حرية الإبداع هي التي سمحت ببروز كتّاب وشعراء وفنانين.

وقال موسى انه سمع من الرئيس حسني مبارك، بعد تولي بشار الأسد الرئاسة، ان ما يصح في سورية لا يصح في مصر، مشيراً الى ان الرئيس السابق تردد في ملف التوريث ثم سار فيه، ومؤكداً ان المشير حسين طنطاوي واللواء عمر سليمان لم يؤيدا التوريث في مصر.

وأكد موسى ان مبارك لم يراوده حلم الزعامة العربية، وكان يعلق على هذا النوع من المعارك قائلاً: «كل ده عك... واحنا بنتفرج».

وتطرق الأمين العام السابق للجامعة العربية الى الوضع الحالي في سورية، متمنياً لو ان الأسد اقتدى بالرئيس علي عبدالله صالح، لكن الأوان قد فات الآن. ودعا الى بلورة تصور عربي حول مستقبل الوضع في سورية، ناصحاً الأسد بتقبل فكرة إجراء انتخابات حرة بإشراف عربي ودولي وتقبل فكرة الرحيل في مقابل ضمانات له ولأسرته.

وقال موسى ان «غزو الكويت لم يكن ابن ساعته»، مشيراً الى انه توجه شخصياً الى بغداد في 1989 حاملاً رسالة هدفها اعلان انهيار مجلس التعاون العربي الذي كان يضم مصر والعراق والاردن واليمن بعدما ساورت القاهرة شكوك في نيات القيادة العراقية. وتحدث عن لقائه الصريح مع الرئيس صدام حسين في 2002، مشيراً الى ان شعوراً غريباً انتابه حين صافح الرئيس صدام حسين مودعاً.

وأوضح موسى ما جرى في الجلسة الشهيرة التي وزعت فيها على القادة العرب رسالة - مبادرة من رئيس دولة الامارات العربية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تتضمن دعوة الى تنحي صدام حسين لقطع الطريق على الحرب.

وتذكر موسى بعض طرائف الاجتماعات العربية وبينها ان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أخرج ذات يوم ورقة وراح يقرأ منها ويحاجج أحد القادة المشاركين وتبين لاحقاً ان الورقة بيضاء.

كما تحدث عن جهود قام بها في دمشق وبيروت بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.