ربما هي نسبة الخسائر البشرية الكبيرة التي اصابت حزب الله في سوريا... وربما هي المواقف الإيرانية المتراجعة بعد توقيع الاتفاق النووي وآخرها إلغاء وازالة الشعارات المعادية لإسرائيل والولايات المتحدة في كافة الاراضي الإيرانية، وربما هي الهزيمة المدوية للمشروع الإيراني في اليمن... وربما هي الانشقاقات التي اصابت التحالف الشيعي المرتبط بإيران في العراق وانكشاف حجم الفساد ضمن الجسم الديني الذي يجب ان يكون منزهاً عن اتهامات من هذا الشكل او القبيل... وربما هي المفاوضات الدولية التي بدأت تبحث عن بديل لنظام الأسد المتهالك هو ومن معه ومن يؤيده.......ربما هو كل هذا او بعضه هو ما يفضح ويكشف مواقف حزب الله الحقيقية، من تخريبية وتكفيرية وفوضوية... ويجعل من خطبائه في غاية التوتر والعصبية والتحريض....؟؟؟ إذ كلما حاول حزب الله التحدث عن الفساد والفكر التكفيري وتعطيل مؤسسات الدولة وتدمير مقدراتها متهماً هذا الفريق او ذاك، وتحديداً المكون السني في هذا الوطن... ؟؟؟ نرى العبارات والمواقف التي تصدر على لسان نوابه وقادته تنم عن مفاهيم هي اقرب للفكر التكفيري في فكر وثقافة حزب الله...ونرى ممارسة الفساد في جسم حزب الله اكثر مما هي منتشرة في جسم الآخرين الذين يتهمهم حزب الله بالفساد....؟؟؟ وكلما خاطبنا حزب الله عن عملاء وادوات لإسرائيل، يتآمرون على مشروعه، نرى العملاء والعمالة تخرج من جسم وادارة ومؤسسات وافراد حزب الله وحلفائه...؟؟

وهنا نتوقف عند كلمة القاها نواف الموسوي نائب حزب الله ومفكره الأول... إذ كيف يريد نواف الموسوي محاربة الفساد المنتشر في الساح اسياسية والحزبية في لبنان وهو موجود دون شك في حزبه وبه وبأمثاله... ويرفض هذا الحق لأبناء سوريا فقط لأنهم ليسوا من اتباعه عقائدياً...؟؟؟

ماذا يريد حزب الله من هذا الوطن سوى أن يراه ركاماً وحطاماً...؟؟؟ وهذا ما اشار إليه نائبه المفوه نواف الموسوي الذي لا ينطق إلا حقداً ولا يتلفظ إلا فكراً تكفيرياً عندما يتهم غيره بالتكفير......؟؟؟ وذلك عندما قال في كلمة له امام جمهور لحزب الله يشيع قتيلا سقط وهو يقوم بقتال ابناء سوريا العزيزة...( "إننا نقدم دماءنا وشبابنا وقدمناهم من قبل مع بيوتنا وأرزاقنا من أجل تحرير وطننا من الإحتلال الإسرائيلي، واليوم نقدم تضحيات لا يقدمها أحد في لبنان دفاعا عن لبنان في مواجهة العدوان التكفيري الذي لولا قتالنا إياه)..هل يجرؤ نواف الموسوي على القول انه يقاتل في سوريا دفاعاً عن وخدمةً للمشروع الفارسي الحاقد على الأمة العربية...؟؟ من الذي قال ان ثوار سوريا هم قوى تكفيرية، سوى اعلام حزب الله وايران ومن يؤيدهم من العملاء..؟؟ من طلب منه القتال في سوريا سوى مرشده الإيراني للدفاع عن مشروعه الاستعماري الإمبراطوري الشاهنشاهي...؟؟؟ ومن الذي اعطاه الحق ليضحي بشباب لبناني في معركة سوف تنتهي حتماً لصالح الشعب السوري كما انتهت معركتنا مع الكيان الغاصب بتحرير لبنان من الاحتلال....؟؟؟

فقد اكد نواف الموسوي... ("إن الفساد في لبنان له هوية وعنوان معروفان، وله إدارته الخارجية المعروفة، والتي هي نفسها المسؤولة عن التكفير والآفات والاضطراب في هذه المنطقة، وأن الوكيل المحلي للادارة الخارجية يكمل مهمته في الداخل، ولذلك فإننا إذا كنا في صدد مواجهة الفساد فعلا فالإصلاح لا يبدأ إلا من حيث انتشر الفساد، ولنبدأ من السوليدير نفسها، ولتعد السوليدير قلبا لبيروت وليس "الداون تاون" أو أسفل المدينة، لأننا لا نريد لقلب لبنان أن يكون أسفلا للمدينة بل نريده أن يعود قلبا للبنان يلتقي فيه الجميع، ولنبدأ من كل شركة تأخذ التزامات فنحاسبها، ولا نضيع ولا نعدد حتى لا نعود قادرين على التحديد، فالفساد معروف من أين بدأ، ورأس الفساد كان من الوسط التجاري"...؟؟؟) .. إنها وسط المدينة ولا يتم استعمال الترجمة الحرفية...ولا يستعمل كلمة اسفل إلا من كان فكره منحط لهذه الدرجة ويشعر بالدونية ...من هنا تبدا الحكاية، فقد اشار الموسوي دون مواربة إلى حقده على كل ما هو بناء وإعمار ورفاهية وعمل ومشاريع اعمارية وفرص عمل...لأن هذا الواقع الاقتصادي الجيد في لبنان، يحرمه من الاستثمار في دم الشباب اللبناني في حروبه العبثية التي يقودها في دول الجوار العربي، والقاء الخطابات الحماسية في مراسم التشييع اليومية... ورفع منسوب التحريض الديني على الآخر.......واشار الموسوي ايضاً..إلى ان المساعدات العربية ومن السعودية بشكل خاص هي مساعدات تكفيرية كما يقول... لماذا لا يشرح لنا الموسوي وحزب الله بفكره الإيماني ماهية وحجم المساعدات الإيرانية للبنان وسوريا لتدمير هذين الكيانين وقتل شبابهما..؟؟ هل يجرؤ الموسوي وحزب الله على تقديم فكرة ولو بسيطة عن حجم المال الإيراني الذي انفق في هذه الحروب وعليها.......؟؟ وماذا لو سلمنا جدلاً ان هذا المال انفق على تامين فرص عمل وبناء مؤسسات انتاجية ومعالجة النفايات وبناء محطات كهرباء ومياه في لبنان، أما كان أفضل واجدى من الخوض في مشاريع القتل والتحريض و....؟؟؟؟

ولماذا لا يكشف حزب الله حجم الفساد الذي تسبب به صلاح عزالدين وغيره من فاسدي حزب الله..؟؟؟؟ وابناء المسؤولين الكبار..؟؟؟

لقد اوضح الموسوي بحقده الدفين والتاريخي عن اسباب الاعتصامات في الوسط التجاري منذ عام 2006.. حين كان حزبه يدفع للمعتصمين اموالاً للإعتصام.. لتخريب الوسط التجاري والسياحي...؟؟ لا لاسباب سياسية كما اعلن حينها..؟؟؟ وإنما هي بهدف تدميره وإغلاقه وحرمان الشباب اللبناني من فرص العمل، واصحاب رؤوس المال من الاستثمار..؟؟؟ وهل يشرح لنا حزب الله ونائبه الموسوي... عن المال الذي دفع حتى يخرج جمهوره من وادي الذهب..؟؟؟ كما اطلق على وسط بيروت حين كان خراباً.؟.. ودماراً..؟؟؟؟ ام كان المطلوب ان يبقى الوسط البيروتي ركاماً..؟؟؟

فكر ونهج تدميري يعلن عنه الموسوي في لبنان..فيمارسه باسم السياسة والمقاومة وحماية الوطن والطائفة وحقوقها..؟؟... ويمارسه حرباً وقتلاً في سوريا وتهجيراً دينيا وعرقياً... ايضاً..وهو في الوقت عينه يطالب في لبنان بتحقيق وتنفيذ.. ما يرفض أن يطالب ويقوم به الشعب السوري ضد حكامه الفاسدين.. فقط لأن حكامها من اتباع مذهب يرتاح له الموسوي...أما باقي الشعب السوري فليمت في البر والبحر وبواسطة البراميل المتفجرة والصواريخ والأفخاخ والطائرات والمدفعية..لأنه تكفيري او كافر....؟؟؟ فمشروع إيران اكثر أهمية من مستقبل شعب وبراءة اطفال ...؟؟ ومعالجة الفساد...؟؟ وتحرير النظام السوري من الأحادية الحاكمة منذ 50 عاماً...؟؟؟ اما في لبنان فالموسوي يريد المساواة بين الطوائف....؟؟؟؟ حيث قال الموسوي..:"اننا نأمل أن تؤدي مبادرة رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري إلى إطلاق الحوار مجددا حول الموضوعات التي أشار إليها، وأن تكسر حاجز الاستبداد الذي يمارسه البعض، لكي نفتح الطريق إلى قرار بإحلال الشراكة القائمة على التوازن والعدل في صناعة القرار الوطني، لا أن نكون في صدد مطالبة من يملك بأن يمن علينا ببعض ما يملكه، لأن الحوار يقوم على قاعدة كيف تحقق الشراكة وليس على قاعدة أن يمن حزب المستقبل بما يمتلك اليوم من قدرات وإمكانيات وسيطرة على الدولة وعلى غيره من القوى الأخرى ببعض الصلاحيات أو الأعطيات، فنظامنا ليس ملكيا ولا أميريا، بل هو قائم على الديمقراطية كما ينص عليها الدستور الذي نفهم منه أنها ديمقراطية التوافق والتشارك، والمادة 95 في الدستور اللبناني واضحة بقولها "تمثل الطوائف بصورة عادلة في الحكومة التي هي صاحبة السلطة الاجرائية"، وبهذا القدر فإنه لا رئيس حكومة ولا رئيس جمهورية، ولذلك فإننا إذا ما تمكنا من وقف استبداد البعض في لبنان فإننا سنفتح الطريق إلى إنهاء الفساد في لبنان وبغير ذلك تضيع البوصلة والجهد".

لو كان الموسوي يتحدث بصدق ودون خلفية تكفيرية حاقدة.. لانتبه إلى تناقضه فيما يتهم به الشعب السوري وما يتهم به تيار المستقبل في استعاضة واضحة عن تسمية اهل السنة في لبنان...وما يقوم به حزب الله برعاية إيرانية ويؤيده في البحرين والكويت من تسليح وتحريض... وفي سوريا والعراق واليمن من مشاركة في الحرب والقتل والتهجير....؟؟ فهل هناك مشاركة حقيقية في سوريا..؟؟؟ وفي ايران..؟؟؟؟ وفي العراق..؟؟ وهل العدالة مطبقة في سوريا وهل نظامها اميري او ملكي..؟؟؟ حتى نبقي عليه كما هو دون تعديل او تغيير..؟؟؟؟؟ إنه الحقد الذي يقود الموسوي وامثاله وحتى حزبه ومن يقف خلفه..؟؟؟

 

 

 

المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات