في هذا الشرق العظيم لا بدّ أن ينتهي الحوار السياسي، سواء باتجاه معاكس او باتجاه متوازٍ، بسلسلة من الشتائم والأوصاف الحيوانية مثل: اسكت يا كلب! والاجابة: اخرس يا حمار! لتتوالى التوصيفات من: يا عاهر، الى يا داعشي، الى يا ابن الحرام، مرورا بالأخت والأم والعرض والشرف الرفيع. وطبيعي أن يسدل الستار على تراشق بالمنافض والمياه، والمقدم يكاد يرقص من شدة الفرح، ويكتم غبطته بمحاولة ولادية لفضّ الخلاف تاركا المجال ليتطور العراك أكثر وأكثر، مع التمنيات القلبية الحارة بانتقال هذا الخلاف الى عشيرة كل من المتخاصمين ليلعلع الرصاص وتلمع السيوف، عندها يكون الإنجاز قد اكتمل وأدى قسطه للعلا وبكل ديموقراطية وحضارة وتمدن. برامج تعيش على تعتير الناس من وراء حكامهم، لتزيد الطين بلة من دون محاولة تقديم ولو بعض الحلول المريحة. وكلما اشتدت الأزمات ازدادت حدة المعارك في الستوديوات العربية، ودايما يتلهى المشاهد بالقشور لتمر الصفقات الكبرى بين الكبار، أضف الى ذلك الدور المميز للتصريحات النارية، ومين سرق مين، ومين قتل مين. وفي حال مرور بضعة أيام من دون عراك او هزات بدن، تعود بقدرة قادر أخبار ميا خليفة لتتصدر بصدرها العامر وعريها الكامل كل الأخبار، وهل هناك ألذ وأشهى من خبرية يكون السكس فيها العنوان العريض وخصوصي ان كل ما يمت بصلة الى "الزنار ونازل" اهم بكثير في شرقنا العظيم من الاكتشافات العلمية وفك اسرار الكون. ولشو كتر الحكي، تكفي خبرية الرجل الذي منع رجال الإنقاذ من انتشال ابنته العشرينية التي كانت تغرق أمام عينيه حتى لا يمسّ جسدها رجل غريب، وفضّل موتها لأن الشرف الرفيع في الشرق العريض استهبل عقله المريض. عزيزي الجهل بعدك ربحان يا محتال!

 

 

(أندره جدع)