كما لأصحاب الفانات تاريخ مرير مع المارين الذين يشكون من السرعة العالية في القيادة كذلك لهم تاريخ شغب مع بعضهم البعض، فمشهد كثافة الفانات يستوقفك ويثير في النفس كثير من التساؤلات حول كيفية إستيعاب بعضهم البعض.

وتنتشر خطوط الفانات بين بعلبك وبيروت، بيروت وطرابلس، بيروت والجنوب، ومن الضاحية الجنوبية الى بيروت.

وما هو ملفت أنك كمستخدم لوسيلة نقل "الفان"، تجد أن عددهم يفوق عدد الراكبين، وهذا ما يؤدي إلى مشاحنات وصدامات على راكب أحيانا، حيث يتسابقون بعضهم البعض لحصد أكبر عدد من الركاب وما يصدم بين سائقي الفانات الفضائح التي يتداولوها عن بعضهم.

فالمبارزة إذاً ليست فقط في عدد الراكبين إنما فضائح السائقين التي يتداولوها تكشف نوعا آخر  ألا وهي النقمة على بعضهم البعض وعلى الدولة بالتحديد.

ويسترسل أحد سائقي الفانات بحديث خاص إلى موقع لبنان الجديد عن المعاناة التي تؤثر على لقمة العيش وعرق الجبين  فيقول :"لما فوت عالضاحية بيستوقفني عدد الفانات اللي نمرتها بيضا واللي نمرتها مزورة ، نحنا عم ندفع دم قلبنا حق نمرة للتاكسي بيجو غيرنا عباب المستريح بياخدولنا ركابنا ويا ريتون قانونيين"، ويضيف "مين ما كان بيشتغل عالفانات العسكري\السوري/ الدركي ، كل واحد عندو 4 فانات بيأجرو ب 50 ألف الفان بلا نمرة"

ويتابع "هيدا غير الوسايط، أنا نمرة فاني حمرة وقانونية بس عمازوت ما بسترجي إنزل عبيروت بس اللي عندو واسطة ما حدا بيحكي شي"

وكشف هذا السائق لموقعنا عدد من الأشخاص الذين ينقلون ركابا بفانات ذات نمرة بيضاء ولا من محاسب أو رقيب عليهم، فابن بيروت يستطيع النزول إلى بيروت وابن عرسال يقود فانا على مازوت ويستطيع النزول إلى بيروت، هذا حسب قوله وأرقام الفانات هي:

فان فضي صاحبه من بيروت نمرته: 161638

فان خمري صاحبه دركي يقود الفان كعمل ثان  372148

فان فضي من عرسال على مازوت يعمل على خط عين المريسي والروشة374401

فان خصوصي حرف و:221260

وناشد "نقابة أصحاب الفانات التدخل لمنع إحتكار المواقف للسائقين معلقا على ذلك بالقول "المواقف اللي عم تصير 13000 ألف يوميا بدنا ندفع إذا اشتغل الفان أو ما اشتغل، والموقف اللي عالرحاب بياخد عالنقلي 3000 وإذا ما عطيتي بيتكسر الفان".

وتروي إحدى المارات قصة حصلت معها فتقول :إيه حتى امان بالفانات معش في صار مين ما كان يسوق سوري وما بعرف شو ،لو ما لطف الله كنت أنا هلأ بخبر كان، طلعت مع واحد سكران ومحشش دفعتلو ورجع صار بدو يتقل دم ويحكي حكي ما زابط ما عرفت كيف نزلت من فانو".

وانطلاقا من هنا، فإننا نوجه دعوة إلى الجهات المعنية بمتابعة هذه الملفات الإنتباه والإلتفات إلى هذه القصص ومراقبة السائقين إن كانوا في حالة طبيعية وقادرين على القيادة أو حتى مراقبة وضعهم بشكل عام.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا أنه  لكل حالة ذكرناها هناك مادة يعاقب عليها قانون السير الجديد، لكن لا مراقبة جدية ولا متابعة ولا حتى إهتمام بهذا الموضوع، فمن المسؤول عن الفلتان الذي يحصل؟ السائقون أو الدولة؟