رغم الخيرات التي أنعم الله بها على لبنان هذا العام وفاق فيها معدل المتساقطات الأعوام السابقة،وإستبشر معها البعلبكيون والمزارعون خيراً بعد ندرة المياه العام الماضي،تعاني هذا العام المدينة من الجفاف حتى أضحت المقاهي في منطقة رأس العين المجاورة لنبع البياضة والبساتين التي تتغذى منه مهددة بعد إنخفاض منسوب المياه فيها بشكل كبير.

يعتبر نبع البياضة {البركة الرومانية الأثرية في المدينة} مورد المياه الأساسي الذي يغذي المدينة وجوارها ويعتمد عليه المزارعون في ري مزروعاتهم،بعد تكرار سيناريو العام الماضي وجفاف البركة بعد أن تقاعس المسؤولون المحليون عن حل المشكلة التي تسببت بذلك،وهو وقف الآبار الإرتوازية التي حفرت في منطقة العسيرة {منازل مسؤولين ونافذين}وأهمها البئر رقم 17 الذي قامت شركة المياه بحفره وضخ المياه منه،وسمي البئر بالرقم بالرقم 17 نظراً لكمية المياه التي يضخها وتبلغ 17 إنشاً.

إنعكاسات هذا الجفاف تجلت واضحة في يباس مرجة رأس العين التي تشكل المتنفس الوحيد لأهالي المدينة والجوار،والتي لطالما إرتبط إسم المدينة بها،كذلك أصبحت السياحة في المدينة مهددة بفعل إعتماد المقاهي والمطاعم على هذا المعلم الروماني الأثري كأحد أهم عوامل الجذب للسياح،أما التغيير الأيكولوجي الذي له تداعياته على المستوى البيئي والصحي فحدث ولا حرج،فالمدينة اليوم أصبحت مهددة بالتصحر،والحزام الأخضر الذي يحيط بالمدينة ويروى من هذا النيع أصبح أيضاً في خطر.

مزارعوا المدينة الذي يملك عدد كبير منهم وثائق تثبت ملكيتهم لكميات محددة من مياه النبع،رفعوا الصوت عالياً بعد أن إنقطعت المياه عن مزروعاتهم،وإنقطع معها سبيل رزقهم الوحيد،وهو الأمر الذي قد يدفهم إلى الري بواسطة المجارير وبالتالي تصبح حياة المواطنين في خطر.

 

 

 

وعليه أقام عدد كبير منهم إضافةً إلى عدد من الجمعيات البيئية المهتمة تجمع ووقعوا على عريضة قدمت لمحافظ بعلبك الهرمل تطالب فيها بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

أما البلدية التي لم تقدم للأهالي أي حل في المدى المنظور،وإيقاف ضخ البئر 17،إكتفت العام الماضي بحفر بئر ليضخ المياه إلى النبع مجدداً دون أن تفلح،وعليه يشكو أهالي بعلبك الجفاف هذا العام ويطالبون المعنيين بالتدخل السريع لحل هذه المشكة.