يبدأ «الصفاء» استعداداته اليوم على ملعبه للموسم المقبل بقيادة المدرب الألماني التركي الأصل باهنيار فانلي، فيما تبدو سمعته على المحك، بعدما حلّ في المركز السادس في الموسم الماضي في ظاهرة غير مألوفة للفريق الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الدوري، إلى أن دخل «نادي الأبطال» في الموسمين 2011 / 2012 و2012 / 2013، عندما كان يشرف على تدريبه المدرب العراقي أكرم سلمان. كذلك شكّل بيئة حاضنة لكرة القدم اللبنانية في أحلك الظروف التي مرّت على لبنان وشطرت «الاتحاد» آنذاك بين ما كان يُسمّى بالمنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، واستضاف ملعبه العديد من الدورات الشعبية التي رفدت الأندية بالنجوم الكبار، وخرّج أفضل اللاعبين خلال الثمانينيات.
ولعلّ أسوأ فترة للفريق كانت الموسم الماضي، الذي استهلك خلاله ستة لاعبين أجانب بين مرحلتي الذهاب والإياب، لا بل تابع بعض مباريات الإياب بعناصره المحلية.
ففي الذهاب، كان يضمّ السوريين طه دياب وعبدالرحمن عكاري والكونغولي بابي باسيفولا، ثم استبدلهم بالهولندي أريكسون والنيجيري أحمد موسى والبرازيلي دي أوليفييرا الذي قيل إنه كان يلعب مع «ايندهوفن»، لكنه تراجع بشكل مريب في مرحلة الإياب.
ولم تقتصر المشكلة الفنية على اللاعبين الأجانب، بل انسحبت على الجهاز الفني، بعد استقالة المدرّب سمير سعد في الذهاب والتعاقد مع الألماني التركي فانلي باهنيار، وهذا ما كبّد النادي أعباء مالية أخرى كان بغنى عنها، فضلاً عن حلوله في المركز السادس، خصوصاً أنه يضمّ نخبة من اللاعبين المحليين.
وفي هذا الصدد، يقول الأمين العام للنادي هيثم شعبان إن المدرب الروماني تيتا فاليريو الذي سبق وأشرف على تدريب الفريق لم يقدّم ما هو مطلوب منه بحسب عقده الكبير، لذا سيحتفظ النادي بالألماني باهنيار، لكن المرحلة المقبلة ستحدّد كل المعطيات.
ننتظر الرئيس العتيد
الأزمة المالية ليست جديدة لكنها استفحلت بعد توقيف رئيس مجلس الأمناء بهيج أبو حمزة، إلا أن شعبان، يرى أن هناك محاولة لتضييق الخناق على النادي لشل قدرته على ممارسة نشاطه، لذلك يشدّد على أن أزمة النادي مادية بحتة، لافتاً الى أن كل من يتعاطى الشأن الكروي بات يدرك مدى أهمية المال الذي هو في الأساس عصب اللعبة.
لكن شعبان يبدي تفاؤله بحل الأزمة المالية بعد انتخاب الرئيس العتيد في 25 آب الحالي، وكذلك الأعضاء الجدد القادرين على استنهاض النادي وإعادته الى سابق عهده، مؤكداً أن الموسم المقبل لن يبدأ قبل تسديد مستحقات اللاعبين كافة، مشدداً على أن الأجواء إيجابية داخل النادي.
وعن أسباب عدم انتقال النادي الى المقرّ الجديد بعدما أُشيع عن بناء ملعب بديل في عرمون، يشدّد شعبان أن النادي باق في بيروت ولن ينتقل الى مكان آخر، ويحمل مسؤولية أي ضرر مادي أو معنوي قد يلحق بالنادي الى الجهة التي قامت بشراء الملعب.
وحول استنزاف النادي مبالغ طائلة من أجل ضمّ لاعبين أجانب واستهلاك ستة في موسم واحد، يردّ شعبان بأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية، وأنه كان هناك اتفاق واضح معهم لفسخ عقودهم لتجنيب النادي أعباء مالية، لافتاً الى أن هذه المسألة ستكون في عهدة الإدارة الجديدة والرئيس العتيد.
كذلك، يشدّد شعبان على أن النادي لن يستغني عن أي لاعب، بل سيعمل على تعزيز صفوف الفريق بلاعبين مميّزين سواء من المحليين أم الأجانب، إضافة الى عودة لاعب الفريق علي السعدي.