تتداول أوساط مطلعة داخل قوى 8 اذار معلومات تتحدث عن أنّ الأوضاع في لبنان قد تشهد في الأيام والأسابيع المقبلة المزيد من التدهور السياسي والإجتماعي في ظل عجز الحكومة عن معالجة الملفات الساخنة وإستمرار الخلاف حول آلية العمل في مجلس الوزراء والفشل في انعقاد مجلس النواب وعدم الإتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية والحديث المتواصل عن احتمال قيام رئيس الحكومة تمام سلام بتقديم استقالته والفشل في تشكيل حكومة جديدة نظراً لعدم وجود رئيس للجمهورية يتولى الإستشارات النيابية، وكل ذلك سيدخل البلاد في حالة تعطيل شبه شاملة وازدياد أجواء الإحتقان الشعبي والسياسي .

وتضيف الأوساط المطلعة :

ونظراً لأنّ الظروف الداخلية والاقليمية والدولية لا تسمح اليوم بحصول 7 ايار عسكرية جديدة تشبه ما جرى عام 2008 ، فإنّ ما سيحصل يمكن تسميته ب" 7 ايار سياسية" والتي يمكن أن تحصل بشكل تدريجي بحيث يصبح المسؤولون عاجزين عن ممارسة صلاحياتهم والأوضاع في حالة يرثى لها ويتولى كل فريق ترتيب أوضاع المناطق التي يسيطر عليها من خلال البلديات أو المؤسسات التابعة له ونعيش ما يشبه حالة فيدرالية اجتماعية ، وكل ذلك سيضع البلد في مأزق كبير مما يتطلب تدخلات خارجية للبحث عن حلول سياسية شاملة ، إن من خلال عقد مؤتمر سياسي داخل لبنان أو عبر دعوة القيادات اللبنانية إلى إحدى العواصم العربية والدولية لا سيما أنّ الإتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى قد أتاح اليوم التواصل المباشر بين إيران وهذه الدول ، وهذا قد يساعد للبحث عن حلول سياسية جديدة للأزمة قد تؤدي للبحث عن اتفاق طائف جديد أو إتفاق دوحة آخر يمهد لإنتخاب رئيس جديد أو إجراء الإنتخابات النيابية.

وتؤكد الأوساط :

إنّ الاوضاع في لبنان والمنطقة بعد الإتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى قد دخلت مرحلة جديدة وهناك توازنات إقليمية ودولية جديدة وأنّ الحرب على داعش قد أدت إلى إعادة النظر بالسياسات السابقة لا سيما حول مستقبل النظام السوري وأنّه سيكون هناك تحالف دولي – إقليمي جديد ضد داعش حسبما يطرح الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين وإنّ كل ذلك قد يؤدي للبحث عن صيغة سياسية جديدة لإدارة الوضع اللبناني.

قد يكون تسريب هذه المعلومات جزءاً من الحرب النفسية التي تشنها قوى 8 اذار ضد قوى 14 اذار وحلفائها الإقليميين وخصوصاً السعودية وقد تكون هذه الأجواء حقيقية ، لكن المطلوب متابعة ما يجري من أوضاع سياسية وحالة الإحتقان التي تتزايد والحذر من وصول الأوضاع إلى الحائط المسدود لأن ذلك سيدخل البلاد في أزمة عميقة.