في لقاء خاص مع وفد من ملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار، جرى مؤخرا، تحدث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بصراحة وجرأة عن ازمة النظام السياسي اليوم ومستقبل اتفاق الطائف وكيفية مواجهة الازمة اليوم .

ومما قال الجميل في هذا اللقاء الصريح: اتفاق الطائف كان يجب ان ينتهي بعد سنتين من توقيعه اي في العام 1991 لان هذا الاتفاق كان هدفه الاساسي والاهم هو وقف الحرب في لبنان وقد تحقق هذا الامر انذاك ، لكن ما تضمنه هذا

الاتفاق من اصلاحات سياسية لا يعبر عما يريده اللبنانيون بشكل صحيح ، لان النواب الذين شاركوا في التوقيع على الاتفاق انذاك لم يكونوا يمثلون الشعب اللبناني فهم انتخبوا عام 1972 وتم توقيع الاتفاق عام 1989 اي بعد 17 سنة

من الانتخابات وبعد حرب دامية وهؤلاء النواب لم يكن لهم الحق التحدث باسم الشعب اللبناني ، كما ان قوى اساسية كانت قد نشأت وتشكلت انذاك لم تكن مشاركة في التوقيع على الاتفاق وكانت تعارضه او لديها ملاحظات عليه مثل حزب الله والتيار العوني والقوات اللبنانية وحركة امل.

ويتابع النائب الجميل : كان يفترض ان تتم مراجعة اتفاق الطائف قبل حوالي العشرين سنة من اجل اعادة دراسته ومعرفة الاخطاء والاشكالات فيه وعقد مؤتمر وطني شامل جديد يمثل كل القوى السياسية والشعبية وهذا لم يحصل ،

واليوم ماذا حصل بعد كل هذه المرحلة منذ توقيع الاتفاق وحتى اليوم: نحن نعيش زمة سياسية وكيانية وشعبية وتقسيم واقعي ولا يوجد عيش مشترك حقيقي وكل طائفة تعيش لوحدها ولا يوجد حوار حقيقي ولم تحصل مصارحة ونقد ذاتي لمرحلة الحرب ولم تجر القوى السياسية والحزبية مراجعة نقدية لتجربتها.

ويؤكد الجميل: نحن جاهزون لاجراء نقد ذاتي لتجربة حزب الكتائب وانا مستعد للحديث عن اخطاء الحزب منذ تأسيسه وحتى اليوم لكن هل يجرؤ الاخرون على اجراء النقد الذاتي لتجاربهم وهل لدى كل الاطراف السياسية القدرة اليوم على الجلوس الى طاولة حوار حقيقية لمراجعة النظام السياسي القائم والبحث في كيفية تطويره.

ويحدد الجميل عدة ثوابت يجب الالتزام بها من جميع القوى السياسية والحزبية وهي: نهائية الكيان اللبناني، العيش المشترك بين اللبنانيين، عدم سفك الدماء بين اللبنانيين اي عدم العودة للقتال والحرب الاهلية، واخيرا حماية الحريات والحقوق للمواطن اللبناني ، ويمكن الحوار حول كل القضايا بعد ذلك.

ويحذر الجميل : لو ان هناك توازن عسكري بين حزب الله وبقية القوى السياسية والحزبية لاندلعت الحرب اليوم قبل الغد ولذا علينا اعادة دراسة ما يجري والعودة الى الحوار الصريح والعميق كي ننقذ لبنان من ازمته الحالية.

هذا بعض ماقاله رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وهو برسم الجميع للحوار والنقاش.