إجتاحت عاصفة النفايات شوارع بيروت وضواحيها تزامنا مع عيد الفطر السعيد، ومع موجة الرطوبة العالية، لتضيف مآسي جديدة إلى لبنان بشكل عام وحياة اللبناني ووضعه الصحي بشكل خاص. وفي حين كان المسؤولين يحتفلون بالعيد خارج لبنان، كانت النفايات تزين الشوارع ورائحتها  ألكريهة تعطر جو بيروت، فعاد المواطنون من قراهم ليتفاجأوا بأكوام النفايات التي كانت في استقبالهم.

وبعد أن أقفل مطمر الناعمة ومطمر حبالين نتيجة انتهاء تاريخ العقود، توقفت سوكلين عن العمل بسبب عدم وجود مكان لإرسال نفايات بيروت إليها خصوصا أن بعض البلديات كالنبطية وغيرها رفضوا الحلول المؤقتة التي اقترحها الوزير  محمد المشنوق والتي تتمثل بنقل النفايات إلى أماكن أخرى كالنبطية وغيرها، وبعد أن انتظرت الجهات المعنية دون خجل كل هذه الفترة دون السعي لإيجاد حل باتت الآن تسعى للبحث عن حلول مؤقتة ولو كان لبنان في اعتباراتهم لوضعوا الخلافات السياسية جانبا واهتموا بقضايا يعلمون أنها ستقود بلبنان إلى الحضيض من الناحية الإقتصادية حيث أن لا بد لهذا الأمر أن يضرب الموسم السياحي في لبنان، والجدير بالذكر هنا ما قاله وزير البيئة محمد المشنوق عن "أنه تلقى اتصالات من عدد من أصحاب الفنادق تناشد إيجاد حل للأزمة، لأن عدداً من السائحين قد ألغوا حجوزاتهم بعد تضخيم القضية في وسائل الاعلام."

هذا، من جانب تأثيرها على السياحة أما من ناحية تأثيرها على صحة المواطن، فالأمراض التي قد يتعرض لها لا تعد ولا تحصى حيث أننا نذكر منها:الحساسية والربو والأمراض التنفسية والجرثومية وربما أمراض الجلد.

ورغم هذه الآفات التي يجد لبنان نفسه فريسة لها إلا أننا لم نسمع بجلسة وزراء مخصصة لهذا الأمر ولم نسمع المجلس النيابي يدعو إلى جلسة "تشريعية استثنائية" من أجل إيجاد الحلول لهذه الأزمة التي بات اللبناني غير قادر على تحمل تبعاتها، مما يعني أن السلطة السياسية فاشلة بالدرجة الأولى وعليه إما أن يعلنوا عدم قدرتهم على إدارة شؤون بلد وإما يقدموا استقالتهم واعتذارهم إلى المواطنين اللبنانيين نظرا لما تحملناه منهم طيلة تربعهم على كرسي الوزارت والمجالس النيابية.