اكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي خلال جولة في عدد من الاحياء الداخلية لمدينة طرابلس لاسيما الاسواق القديمة، حيث استمع الى مشاكل المواطنين ومطالبهم، انه ليس خائفا على البلد وان المدينة قد طوت الصفحة الامنية وجولات العنف، كما اكد ان اللبنانيين لن يقبلوا باي سلاح غير شرعي مهما كلف الامر.

  وقال: "نحن ترعرعنا في هذه الاحياء القديمة في طرابلي من الميناء والقبة، وسوق الصاغة وباب الحديد والحارة البرانية وتعود بنا الذاكرة خمسين سنة الى الوراء. منزلنا الاول كان في القبة .. تربينا في هذه الاحياء الداخلية والشعبية التي تبني علاقات صادقة ومتينة بين عائلاتها. بدأنا مسيرتنا من هذه الاحياء وتعلمنا حب الغير والعيش المشترك والصدق والامانة حتى وصلنا في النهاية الى تبؤا مسؤولية وزارة العدل بعد مديرية قوى الامن الداخلي و ذلك بفضل الله تعالى ورضى الاهل واحتضانكم لي ووقوفكم الى جانبي".  

واضاف: "نعلم جميعا أن الحيوية تكون في المناطق الشعبية، حيث يلتزم الناس بقضاياهم وعلاقاتهم. يقفون الى جانب بعضهم البعض، هكذا هو نظام الحياة في هذه المناطق التي تعلم القيم والاحترام والتقدير . أتذكر تمام مساعدتنا للوالد ابو اشرف في عمله بالمطحة، واتذكر جيران الحي في القبة. وعندما كبرنا حافظنا على هذه العلاقات وسوف نبقى معكم ونحافظ عليها. وتابع: "لست خائفا على البلد نهائيا، وكذلك طرابلس مطمئن تماما على وضعها، هي واحدة من اجل المدن اللبنانية، شعبها طيب تربطه علاقات خاصة اجتماعية وانسانية، علاقات تواصل مع محيطهم من مختلف الاطياف. مصرون أن يبقى راهننا دائما على الدولة رغم كل محاولات شيطنة المدينة من خلال تشويه صورتها وتاريخها، ولن يستطيع احد الصاق التهم فيها، لان المدينة أثبتت للمرة الالف ان رهانها على الدولة و على مؤسساتها الشرعية.  

وعن خيارات مدينة طرابلس اضاف ريفي: "المدينة اثبتت أن احدا لا يستطيع الاعتداء ولا التطاول عليها، قرارها وهويتها وخياراتها واضحة ولا أحد بامكانه أن يفرض عليها شيئا لا تريده. اؤكد للجميع أن طرابلس طوت الصفحة الامنية والجولات الامنية التي اثرت سلبا على دورة الحياة الاقتصادية،استطعنا الانتهاء منها بفضل قرار سياسي واضح وجهود الجيش وقوى الامن الداخلي. أثبتت طرابلس ان كل الافتراءات بحقها كانت باطلة ولا اساس لها من الصحة . طوينا الصفحة الامنية نهائيا".  

وفي الشان الاقتصادي للمدينة، قال: "بقي أمامنا التحدي الاكبر وهو تحريك الدورة الاقتصادية وخلق فرص عمل لجيل الشباب، من عشرة سنوات كانت المدينة بحاجة الى خمسة عشر الف فرصة عمل كي يعيش الشباب بكرامة ويعملوا على تربية أولادهم، ولكن اليوم اصبحنا بحاجة الى عشرين الف وظيفة عمل نأمل تأمينها تدريجيا. لا شك أن دولاب الحركة الاقتصادية صديء يحتاج الى جهود كبيرة لتحريكة، وكلما توفر الامان أصبح بامكاننا العمل الاكثر على تحريكه".   تابع: "لا عودة للتوترات الامنية في المدينة، رغم أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة، ومقارنة مع ما يجري في المحيط نحن على ثقة تامة اننا بأمان وذلك بفضل القرار الدولي والاقليمي، والتوافق الداخلي بين أبناء الوطن على رفض نقل اللهيب السوري الى الداخل اللبناني". واشار الى انه "لا شك ان طرابلس دفعت ثمنا كبيرا، وقلت سابقا اذا كان أمن طرابلس يتحقق بالتضحية باشرف ريفي فليكن، هناك توقيفات حصلت مبالغ فيها، وانتقدت المحكمة العسكرية لانني آسف القول ان هناك صيفا وشتاء تحت سقف واحد، وهناك اناس بسمنة واناس بزيت. وهذا كله نتيجة مرحلة الوصاية وقريبا جدا سوف ننتهي منها باذن الله."

  وختم قائلا: "أنا ابن هذه المناطق صاحبة الحق وكلمة الجرأة والشجاعة، التي تقول الامور كما هي دون مواربة ومن دون خشية من احد، لذلك سابقى احمل وجعكم وأنقله الى المسؤولين لاني أعتز بهذه المناطق،ولن أتخلى عنكم وسنعمل معا على تنمية مدينتنا.