أثبت اللبنانيون جدارتهم في سرعة تبادل الإتهامات والشتائم فيما بينهم، خصوصا إن كانت المعلومة المتداولة تتعلق بطائفيتين مسلمتين، مختلفتين، فتحركت مشاعر التعصب الدفينة وأظهرت عن مدى الجهل الفكري الذي لا زال المواطن اللبناني قابعا فيه.  

فانتشار فيديوهات المساجين الإسلاميين في سجن رومية، كادت ان تكون وقودا لحرب فتنوية بين الطائفيتين الشيعية والسنية، خصوصا انه عند بداية تسريب المقاطع التصويرية، اختلفت الروايات حول الجهة التي أقدمت على هذا الفعل الشنيع، فقيل على مواقع التواصل الإجتماعي أنهم في سجون لحزب الله وبعد ان ثبت أن هذه التصرفات موجودة في سجن رومية بدأت الروايات تتناقل على انهم أحد عناصر حزب الله ونسبوا ذلك إلى ان اللهجة المعتمدة هي لهجة جنوبية واللحى لا يربيها سوى عناصر الحزب، 

هذه التآويل التي أدت إلى الإحتجاجات والتجييش للشارع السني  والنقمة على الطائفة الشيعية وخصوصا حزب الله فرضت من أصحاب الرأي الآخر هجوما مضادا فكان الرد عليهم بأن "وزير الداخلية سني و اشرف ريفي سني وابراهيم بصبوص سني كيف زبطت معكم إنو الحزب وصل لرومية؟" وبعضهم من قال" إذا شتت الدني رح تقولوا حزب الله خلاها تشتي" ولم تخلو الفكاهة من المعلقين عى اتهامات الشارع السني فقال أحدهم "الإحتباس الحراري سببه حزب الله".

وعلق آخر "يا اخي لو كانوا المتضررين في الصين لازم يكون السبب حزب الله هيك المخ العربي مبرمج؟!".  

وانطلاقا من موضوعيتنا رغم أننا نختلف مع حزب الله في وجهات النظر، ارتأينا أنه من المسؤولية الإعلامية علينا أن نكون حياديين في الحكم على الأمور لذا فإن النقطة الأساسية التي يجب التنبه إليها، في هذا الموضوع،هي "الحملة المضادة الدائمة على حزب الله، وكأن "كل ما دق الكوز بالجرة بيكون حزب الله كبش محرقة" فتتم مهاجمته دون أن يكون له أي علاقة بما يحصل لمجرد أنه "حزب الله" وخير دليل على ذلك ان وزير الداخلية نهاد المشنوق اكد انه لا علاقة لأي حزب بما حصل.

  لكن على ما يبدو ان الطائفية والتعصب المذهبي في لبنان، أصبح أقرب من الموت للحياة، وأصبح حزب الله مسؤولا عن كل الأحداث في لبنان، هذا التسرع في إصدار الأحكام على الأمور وعدم التفكير لأبعد من "الأنف"،وحده كفيل بإطلاق حرب مذهبية تترجم على أرض الواقع.  فلماذا لا نفكر ولو للحظة بحقيقة ما يحصل دون ان تكون الطائفية مفتاح لهجمات تؤدي إلى منحى لا تحمد عقباه؟