بعد مرور ثلاث سنوات على أول إصابة بين البشر بـ"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" أو ما يُعرف بـ"فيروس كورونا"، يرى العلماء وشركات الأدوية أنه لا يوجد عذر يبرر عدم التوصل إلى لقاح كان من الممكن أن يحمي من يصابون بالمرض الآن في كوريا الجنوبية أو يلقون حتفهم بسببه.

يعرف العلماء أن الفيروس ينتمي لنفس الأسرة التاجية التي ينتمي إليها "فيروس متلازمة الجهاز التنفسي الحاد" أو "سارس"، وأنه نشأ على الأرجح لدى الخفافيش، وله صلة بالإبل، ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر، كما أنهم يفهمون أيضا بنيته الجزيئية.

كل هذا يقدم تفاصيل علمية للباحثين للبدء في تطوير لقاح، وهناك شعور واضح بالإحباط بأن العمل للتوصل إلى لقاح لايزال في بداياته.

وتكمن المشكلة في أن شركات الدواء الكبرى لا تشعر بثقة في الجانب الاقتصادي لهذا اللقاح، كما لم تعرض أي حكومة دعم هذا الجهد البحثي.

وفي هذا السياق، قال ادريان هيل، الأستاذ الجامعي ومدير "معهد جينر" في "جامعة اوكسفورد" البريطانية: "السؤال هو: إلى متى علينا أن ننتظر ولا نفعل سوى متابعة مثل هذا التفشي لأمراض قبل أن نصبح جادين بشأن اللقاح؟".

وأضاف: "لا يوجد ما يشير إلى اقترابنا من شيء بالنسبة للفيروس.. ندور وندور منذ عام 2012، وهناك حقا أدلة واضحة الآن على انتقاله من إنسان لإنسان".

معدلات وفاة عالية
وتكشف أرقام منظمة الصحة العالمية عن أن معدلات الوفاة بـ"فيروس كورونا" عالية أي بنسبة 38% مقابل نحو 10% لـ"فيروس سارس"، لكن في الوقت نفسه ينتقل من شخص لآخر ببطء أكثر مما يجعله أقل خطورة حتى الآن.

وفي هذا السياق قال هيل: "المرجح أن كوريا الجنوبية ستحتوي المرض، لكن هل كان علينا أن نخوض هذه المغامرة؟ لا. هل كان يجب علينا إنتاج لقاح؟ نعم"، مشدداً على أنه يجب فعل شيء ما، حيث "على أحدهم أن يطور لقاحا لفيروس كورونا عاجلا أم آجلا".

وحتى الآن لم يقدم سوى عدد قليل من الشركات الصغيرة للتكنولوجيا الحيوية على العمل من أجل إنتاج لقاح، والأبحاث لم تصل بعد إلى مرحلة التجارب السريرية.

وتكتفي الشركات الكبرى مثل "غلاكسو سميثكلاين" بمتابعة الموقف. وقال ريبلي بالو، خبير الأمراض المعدية في "غلاكسو سميثكلاين"، الذي قاد أبحاث الشركة بشأن لقاح الإيبولا: "ليس لدينا برنامج نشط لفيروس كورونا، لكننا بالقطع نفكر فيما سنفعل إذا تطور الأمر".

وبالنسبة للشركات التي يحركها الربح تكمن المشكلة فيمن سيستخدم اللقاح، ومن سيدفع التكلفة، وما إذا كان هذا سيمثل سوقا تجارية مربحة.