خطيئة سامي الجميل أنه "ترشح لحزب الكتائب " ، فلو لم يكن سامي إبن أمين ، لما علت الأصوات المعارضة لإنتخابه رئيساً لهذا الحزب  ، هذه الأصوات التي لم تتوقف عند كون سامي فاز بالأغلبية الساحقة (339  صوت) ، وهي أغلبية ما حصدها لولا جدارة الأداء التي برهنها في صفوف الكتائب وفي قاعة المجلس النيابي .

 

و ممّ لا شك فيه ، أن وراثة المقاعد هي مبدأ نقد  بالمجمل ، ولو أن الإعتراضات التي أتت ضد الرئيس السابع للكتائب من هذا المنطق لفهمناها ، ولكن على سبيل الفكاهة جاءت الإنتقادات من جمهور الفئة التي كانت من أوائل من حولوا السياسية اللبنانية لمحور عائلي ...

غير أننا يجب أن نعي هنا نقطة هامة ألا وهي ، أنّ التوريث ليس عيباً بذاته ، ولكن العيب هو أن يكون بهدف تناقل السلطة فقط لا غير  ...

 

من هذا المنطلق ، سامي شاب لبناني تعمق في السياسة و زواريبها وإمتهن لعبتها وعلم خفايا الأحزاب ، كما أنه من صميم المجتمع المسيحي الذي هو جزء من تكوينه ومن تفاصيل تطلعاته .

سامي  فضلاً عن خبرته بالفطرة ، مجاز بالحقوق ، وحائز على الدراسات العليا في القانون الدستوري .

 

وممّ يثير الإرتياب أن الجمهرة التي طعنت بأهليته لهذا المنصب والتي "سخّفت" فوزه تحت راية الوراثة ، تناست أنه حزبي منذ 15 عاماً ، فسامي قد ترأس مصلحة الشباب في الحركة الإصلاحية الكتائبية كما أنه شارك في تأسيس حركة "لبناننا" ، إضافة لذلك فهو تولى قيادة مجلس الشباب والطلاب في حزب الكتائب ثم عين منسقاً عاماً للجنة المركزية فيه، وهؤلاء لم يتناسوا فقط مسيرته الحزبية  ، بل غفلوا عن كونه نائباً منذ ست سنوات (2009)، وقد سجلت له مواقفاً عدة أثبتت أنه يملك رؤيا سياسية مستقلة و ثقافة لا يستهان بها بالحيثيات ، كما أنه قدّم نسبة عالية من إقتراحات القوانين للمجلس النيابي (22 مشروع قانون ) ..

وتغاضوا أيضاً عن كون سامي قدّم للكتائب نهجاً جديداً ، هذا النهج الذي دفع العديد من غير المسلمين  إلى الإنتساب للحزب ، لأنه جامع ، يعبر عن إرادة وطن لا جماعة ، كما أن الروح الشبابية التي يملكها نائب المتن هي حاجة ملحة للسياسة اللبنانية التي ضاقت بالعقول الستينية المتصخرة  .

 

ولعل الناقدين لوصول سامي لرئاسة الحزب ، هم الذين يتخوفون من الشارع المسيحي الداعم لهذا البيت السياسي والمؤمن به وبتوجهاته ، والهادفين لإضعافه ، بغية التمادي بهيمنتهم ، وأقصد هنا بالطبع ( أهل الممانعة والجنرال )  ، فهم على ثقة بأهلية سامي ، ولكن الغاية ليس "سامي" ، بل هي تحجيم الصوت المسيحي المعتدل .

 

ولهؤلاء أقول ، إن كان مبدأ الوراثة سيأتي بشخص كما "سامي الجميل" ، فهيا بنا إذاً إلى التوريث ، المهم أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب ...

ومكان سامي الجميل – شئتم أم أبيتم -  هو رئاسة حزب الكتائب  !