تداعى عدد من الشخصيات المدنية في لبنان تحت عنوان "لبنانيون بصفتهم الشخصية" إلى الدعوة لإطلاق وقفة وطنية في وجه التحديات التي تعصف في المنطقة وتحييد لبنان عن مسار الصراع الدائر في سوريا .

أراد المنظمون إطلاق هذه الصرخة من وسط العاصمة اللبنانية بيروت ساحة رياض الصلح وذلك يوم الأربعاء القادم في 17 حزيران الساعة الخامسة بعد الظهر .

وتأتي هذه الدعوة تحت شعارات وطنية عدة منها رفض الشقاق المذهبي ورفض خطاب التخوين ، والحفاظ على الهوية الوطنية الجامعة بوجه الهويات المذهبية العابرة للحدود والشعار الأهم " ت ما يروح تلات رباعنا ".

كما جاءت هذه الدعوة في مرحلة بالغة الحساسية نظراً للتطورات التي تعيشها المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً وإنعكاساتها السلبية أمنياً وسياسياً ومذهبياً على الواقع اللبناني حيث أراد المنظمون إطلاق صرختهم في وقفة سلمية مع شعورهم المتزايد بالأخطار المحدقة بالكيان اللبناني وكافة مكوناته وبالأخص الطائفة الشيعية الكريمة التي باتت رهينة أحداث وحروب كانت بالغنى عنها لولا القرارات الخاطئة للمسكسن بالقرار السياسي والعسكري لهذه الطائفة .

إنّ هذه الدعوة تعبر عن الشعور بالمسؤولية الوطنية الكبيرة ومن شأنها أن تؤسس لجملة تحركات مبنية بالأساس على مد اليد وبناء جسور التواصل بين جميع مكونات المجتمع اللبناني في محاولة لرأب الصدع والتخفيف من الآثار السلبية الكبيرة التي لحقت بالمجتمع جراء الإنغماس في وحول الحروب القذرة التي تضرب المنطقة .

ويشاء هذا التحرك أن يكون أقرب إلى إطلاق صرخة في الوسط الشيعي تحديداً لمواجهة التحديات التي آلت إليها الطائفة الشيعية والحد من النتائج الكارثية التي ضربت الطائفة من جهة، ومن جهة أخرى يحرص المعنيون على الوصول إلى حوار جريء جدي وبناء بين جميع مكونات الطائفة بمن فيهم حزب الله ، حوار يكون بعيداً عن منطق الإقصاء والتخوين ومن شأن ذلك أن يؤسس لمرحلة جديدة على مستوى الطائفة من أهم أولوياتها تحييد الطائفة عن الصراعات التي تشهدها المنطقة .

وأمام هذه المبادرة المسؤولية ربما على حزب الله أن يكون أكثر جدية وواقعية في تحمل مسؤولياته وأن يكون أقرب إلى الاستماع للآخرين بعيداً عن منطق الإستئثار والإستعلاء وبالتالي فإنّ مثل هذا الحوار والتقارب أن يجنب البلاد عموماً والطائفة الشيعية خصوصاً المزيد من الإنكسارات والإنهيارات .  

.

(محمد الموسوي)