ما زال التعطيل الحكومي هو الابرز ومفاعيله السلبية على البلد , مع تحول جديد في معارك القلمون مع إعلان السيد حسن نصرالله عن بدء المعركة مع داعش

السفير :

انجلى غبار المعركة في جرود القاع ورأس بعلبك عن هزيمة مدوّية لمقاتلي «داعش»، وعن معادلات ميدانية جديدة كرّست التفوق العسكري لـ«حزب الله» على الارض التي يعرف جيدا كيف يتماهى مع تضاريسها.. وأسرارها.
لكن أهم ما تمخضت عنه «موقعة الفجر» هو القرار الذي أعلن عنه السيد حسن نصرالله أمس ببدء المعركة المنتظرة مع «داعش»، فيما تمكن «حزب الله»، أمس، من إحكام السيطرة على مرتفعات جديدة في القلمون وجرود عرسال.
ومن المنتظر أن تفرض الوقائع المتسارعة في السلسلة الشرقية، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، نفسها على الاجتماعات التي ستشهدها وزارة الدفاع في اليرزة، اليوم، في ضوء نية رئيس الحكومة تمام سلام زيارة قيادة الجيش وغرفة العمليات العسكرية والاجتماع بالعماد جان قهوجي وكبار الضباط بحضور وزير الدفاع سمير مقبل، على أن يناقش المجتمعون كيفية «تسييل» قرار مجلس الوزراء الأخير القاضي بتكليف القيادة العسكرية إجراء التقييم الأمثل للوضع الميداني في عرسال «واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمعالجة أي وضع داخل البلدة ومحيطها».
وقالت مصادر عسكرية لـ«السفير» ان الجيش اتخذ التدابير اللازمة لمنع تسلل الإرهابيين أو تمددهم من جرود عرسال في اتجاه البلدة.
في غضون ذلك، أبلغت مصادر ميدانية مطلعة «السفير» ان الضربة التي تلقاها «داعش» بفعل فشل هجومه الأخير على مواقع «حزب الله» في جرود القاع ورأس بعلبك ستترك تأثيرات لاحقة على مسار المواجهة وإيقاعها، مشيرة الى ان الخسائر الفادحة التي لحقت بالمعتدين أدت الى اهتزاز معنوي في صفوفهم، بينما أعطت في المقابل قوة دفع لعناصر «حزب الله».
ولفتت المصادر الانتباه الى انه لولا وجود «حزب الله» في الجرود وتصديه لهجوم «داعش» في النقاط الأمامية، لكان مقاتلو هذا التنظيم الارهابي قد وصلوا الى القاع ورأس بعلبك، مع ما سيرتبه ذلك من تداعيات كارثية على الواقع اللبناني عموما والبقاعي خصوصا.
وأوضحت المصادر أنه إذا كان مقاتلو «داعش» قد كشفوا بعض أوراقهم من خلال الهجوم الذي شنوه، فجر أمس الأول، فإن الايام المقبلة ستُبين ما الذي سيفعله «حزب الله» وكيف يتصرف عندما يبادر هو الى الهجوم.
وبينما استفاق «داعش» على فداحة خسائره البشرية في غزوة جرود رأس بعلبك والقاع، أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» أنه تم التأكد من مقتل 50 مسلحا من «داعش» وجرح 80 آخرين في الاشتباكات عينها.
واستكمل الجيش السوري و «حزب الله»، أمس، الإمساك بقمم السلسلة الشرقية وأبرزها مرتفعات «البلوكسات» الإستراتيجية التي تتحكم بما تبقى من مرتفعات جرود جراجير وقارة السورية وعرسال اللبنانية.
وتتشكل «البلوكسات» من قمة حرف وادي الدب والجبال المحيطة به، وترتفع نحو 2400 متر عن سطح البحر، وهي أعلى القمم المتبقية حتى الآن.
وتقع قمة «حليمة قارة» التي يسيطر عليها «داعش»، بعد «البلوكسات»، ولا يتعدى ارتفاعها الـ1700 متر.

النهار :

وسط احتدام المواجهات الميدانية في جرود عرسال وما تثيره من تداعيات محتملة على الحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا، برز تطوّران يتصلان بالدور الذي يضطلع به الجيش في حماية الحدود وتجنب تدفق هذه التداعيات على لبنان. التطور الاول يتمثل بزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس الوزراء تمّام سلام في العاشرة من صباح اليوم لوزارة الدفاع حيث يقوم بجولة تفقدية تشمل غرفة العمليات ويجتمع بوزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم يلقي كلمة يشدد فيها على تقديم كل الامكانات لهذه المؤسسة الوطنية كي تؤدي دورها الوطني على أكمل وجه.
أما التطوّر الثاني فهو حضور السفير الاميركي ديفيد هيل امس المناورة التجريبية التي نفذها الجيش في حقل الطيبة ببعلبك لصواريخ أميركية من طراز "تاو - 2"، علماً ان توجّه هيل الى منطقة بعلبك، التي انتقل اليها بطوافة، يكتسب دلالة بالغة الأهمية نظراً الى كونها زيارة نادرة لسفير اميركي لهذه المنطقة.
وعقب تنفيذ الرماية التجريبية للصواريخ المتطورة التي سلمتها الولايات المتحدة الى الجيش ضمن هبة المليار دولار السعودية، التي اقرت اثر معركة عرسال الأولى في آب من العام الماضي، صرح هيل بأنه "فيما يواصل الجيش اللبناني الدفاع عن لبنان سوف تستمر الولايات المتحدة في تزويده كل ما يطلب منها بتمويل من الولايات المتحدة والتبرعات السخية التي تقدمها المملكة العربية السعودية، ونحن نفعل ذلك لأننا ملتزمون كلياً التأكد من ان لدى الجيش القدرة على ان يكون المدافع الوحيد عن أراضي لبنان وحدوده".
وفي المقابل، أعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بدء المعركة مع تنظيم "داعش" في القلمون وجرود رأس بعلبك غداة المعركة الشرسة التي تواجه فيها الطرفان اول من امس. وقال إن "داعش" بدأ الهجوم "بالمئات وحاولوا تنفيذ مفاجأة للسيطرة على مواقع حساسة، لكن الاخوة المقاومين أوقعوا عشرات المسلحين من داعش ودمروا آلياتهم، ونحن مصمّمون على إنهاء الوجود الارهابي التكفيري الخطير في تلك المنطقة"، معترفا بسقوط "شهداء للمقاومة". وافادت وكالة أنباء الشرق الاوسط "أ ش أ" المصرية ان 50 مسلحاً من "داعش" قتلوا في المعركة في مقابل تسعة قتلى من "حزب الله" وان لدى الحزب 14 جثة من قتلى "داعش".
وتعليقاً على كلمة السيد نصرالله امس، وجّه وزير العمل سجعان قزي عبر "النهار" الاسئلة الآتية: "هل انتهت الحرب على النصرة حتى تبدأ الحرب على داعش؟ وهل يستطيع أن يبلغنا السيد نصرالله متى سيكون موعد الحرب الثالثة التي ينوي شنّها؟ وهل يعني أن حربه على داعش ستشمل مواقع التنظيم على امتداد المنطقة والعالم؟". وطالب الامين العام لـ"حزب الله" أن "يعطينا نفساً كي نواكب هذه الحروب".

برّي وقائد الجيش
في غضون ذلك، برز موقف جديد لرئيس مجلس النواب نبيه بري تحفظ فيه عن تعيين قائد جديد للجيش قبل نهاية مهلة تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي في نهاية ايلول المقبل. وإذ رأى في لقاء الاربعاء النيابي ان "البلد لا يحتمل مزيداً من التعطيل مما ينعكس على مصلحة لبنان وسمعته ايضا في الخارج ويشل الدولة"، علم ان نواباً أثاروا معه فكرة تعيين قائد جديد للجيش وتأخير صدور مرسوم التعيين الى أيلول او وضع القائد الحالي في التصرف. لكن بري تساءل "كيف نعين قائداً جديدا قبل ثلاثة اشهر من انتهاء مهلة تسريح العماد قهوجي وهل نصبح أمام قائدين ونضرب معنويات القائد الحالي؟". وأكد ان العماد قهوجي "لم يخطئ، فهل نضرب معنويات الجيش وإمرته وهو وسط معركة على الحدود؟".

 

المستقبل :

رئيس مجلس النواب يحذّر اللبنانيين من «الخطر» القادم من الجنوب، وأمين عام «حزب الله» يعد جمهوره «بالنصر» الآتي من القلمون.. مشهد يحاكي رفع الرئيس نبيه بري لواء «المقاومة» اللبنانية الرسمية للخروق الإسرائيلية بعدما أسقطه السيد حسن نصرالله من خطابه وحساباته الإقليمية أمس لمصلحة إعلاء راية الاقتتال المذهبي الدائر في سوريا وعند السلسلة الشرقية الحدودية. وإذا كان نصرالله قد آثر تغطية مسلسل التحريض الفتنوي الذي يبثه إعلامه الحربي في مواجهة عرسال بالقول إنّ مقاتلي الحزب حققوا «تقدماً» في جرود البلدة، فإنّ الأنباء العسكرية الرسمية الواردة من المنطقة الحدودية تنفي نفياً قاطعاً وجود أي معارك في جرد عرسال، وهي أنباء تتقاطع كذلك مع ما نقله عدد من أهالي العسكريين المختطفين لناحية تأكيدهم أنهم لم يرصدوا أي اشتباكات في المنطقة الجردية أثناء الزيارات التي قاموا بها في الآونة الأخيرة لأبنائهم. وفي السياق عينه أتت أمس تطمينات قائد الجيش العماد جان قهوجي لوفد كتلة «المستقبل» من خلال تشديده على أنه «لا مشكلة في بلدة عرسال التي يقف أبناؤها بحزم مع الجيش ولا توجد أي معارك حالياً في جرودها» موضحاً بحسب ما نقلت مصادر الوفد لـ«المستقبل» أنّ «المعارك تدور في المقلب السوري من الجرود»، مع تحذيره في المقابل من أنّ «تعطيل أعمال الحكومة يؤذي البلد أمنياً ربطاً بالحاجة الدائمة إلى اتخاذ قرارات ذات صلة بتحصين الساحة الأمنية على طاولة مجلس الوزراء».
قهوجي، وأمام وفد «المستقبل» الذي زاره في اليرزة، أكد أنّ «القطعات العسكرية والمعطيات الاستخباراتية لم ترصد حتى الساعة أي اشتباك في الجرود اللبنانية المتاخمة لعرسال»، وتطرق في الوقت نفسه إلى الإجراءات التي يتخذها الجيش لمنع تسلل الإرهابيين إلى الأراضي اللبنانية وللحفاظ على سلامة أهالي القرى والبلدات الحدودية. أما في ما يتعلق بالوضع داخل عرسال فلفت قهوجي إلى أنّ «الجيش يسيّر دورياته في البلدة وينوي التواجد بشكل دائم داخلها في الفترة المقبلة وفق تقديرات عسكرية محددة تتم دراستها راهناً».

«SUPER TUCANO» و«TOW»
تزامناً، برز أمس ما نقلته وكالة «رويترز» لجهة إبلاغ وزارة الخارجية الأميركية الكونغرس بموافقة واشنطن على عقد صفقة بيع 6 طائرات عسكرية للدعم الجوي من نوع «إيه-29 سوبر توكانو» إضافة إلى محركات ومعدات مرتبطة بها ووسائل دعم وتدريب إلى لبنان بقيمة حوالى 462 مليون دولار، موضحةً أنّ هذه الطائرات ستتيح للبنان قدرة أكبر على الدفاع عن قواته البرية والتعامل مع التهديدات الأمنيّة داخل البلاد وعلى الحدود. وتأتي هذه الصفقة في إطار صفقات الشراء التي يتم تمويلها بموجب هبة المليار دولار المقدّمة من قبل المملكة العربية السعودية والمؤتمن على تنفيذها الرئيس سعد الحريري لتعزيز قدرات المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية.

الديار :

الاتصالات السياسية لايجاد مخرج للوضع الحكومي تراجعت، وكانت خجولة امس ودون اي نتيجة او اقتراح جديد للخروج من دوامة التعطيل الحكومي. وبقي الوضع في جرود عرسال الشغل الشاغل للبنانيين مع انتصارات المقاومة وقضم المزيد من التلال بتأكيد الامين العام لحزب الله ان النصر آت وانه لن يبقى اي ارهابي على حدودنا وفي جرودنا.
واضافة للوضع في جرود عرسال فإن التطورات السورية وخصوصا مع تقدم جيش الفتح وجيش اليرموك والجيش الحر وسيطرتهم على اللواء 52 المنتشر في محافظتي السويداء ودرعا وبدء عمليات القصف على بعض قرى السويداء مساء امس، مما ترك قلقاً عند دروز لبنان وخوفاً من التداعيات في حال تقدم المسلحين باتجاه السويداء المطوقة من «النصرة» من جهة درعا و«داعش» من بادية تدمر، وهذا ما ادى الى اعلان مواقف متناقضة للقيادات الدرزية اللبنانية وظهرت خلافات للمرة الاولى منذ سنوات حول كيفية المواجهة والتعامل مع ملف السويداء، حيث كان النائب وليد جنبلاط ومعه النائب مروان حماده حازمين لجهة نعي النظام السوري ودعوة اهالي السويداء الى مصالحة مع اهالي درعا. وانتقدا المتطفلين في لبنان والداعمين الدروز للنظام السوري و«نحن نعرفهم» دون ان يسميهم.
وبدورهم رد معارضو جنبلاط من القيادات الدرزية على انتقاداته«دون ان يسموه» ايضا، داعين دروز السويداء الى القتال حفاظا على الارض والعرض، كما كان سلطان باشا الاطرش. وسألوا «ما اذا كانت دعوات جنبلاط لمسايرة «النصرة» قد حمت دروز ادلب.
علماً ان الاوضاع في السويداء كانت موضع متابعة درزية شاملة في لبنان مع الدعوات بضرورة التعامل مع المرحلة بالحكمة وما تقتضيه الظروف. ومن الطبيعي ان تنعكس التطورات في السويداء، في حال تصاعدها، على الوضع الداخلي اللبناني. وقد تدفع ببعض الافرقاء اللبنانيين الى التريث في حل الملف الحكومي حسب مصادر 8 آذار لاعتقادها بأن الوضع السوري سينقلب جذرياً ضد النظام وسينعكس على لبنان.
وفي ظل هذه الظروف، فان مجلس الوزراء دخل وحسب مصادر وزارية مرحلة التعطيل والترقب جراء عدم الوصول الى اي صيغة لملف التعيينات الامنية، ولذلك فان التعطيل سيمتد لاسبوعين او اكثر، ولن تعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل، وان الرئيس سلام وحسب مصادره قد يتريث في دعوة الحكومة للانعقاد وسيعطي وقتاً للاتصالات السياسية لانه لا يريد دعوة الحكومة للاجتماع كي لا تنفجر من الداخل في حال عدم الوصول الى حل.
وحسب مصادر وزارية فان الاتصالات لم تصل الى صياغة اقتراحات جديدة للخروج من مأزق ملف التعيينات الامنية، علماً ان المصادر الوزارية اشارت الى ان اجتماعات اللجان النيابية لا تقدم او تؤخر لان المجلس النيابي ليس بحاجة الى درس مشاريع واقتراحات جديدة كون المشاريع الجاهزة والتي تحتاج الى جلسة عامة لاقرارها، كثيرة وهامة وبالتالي المطلوب عقد جلسة تشريعية وهو امر صعب في ظل عدم فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي.

الجمهورية :

يبقى الترَقّب سيّد الموقف على جبهة الاتصالات السياسية بعد ترَيّث رئيس الحكومة في دعوة الحكومة إلى الاجتماع إفساحاً في المجال أمام المساعي القائمة لكسرِ حلقةِ الجمود المستجدّة، وعلى جبهة المعارك الميدانية بعدما أعلنَ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله» أنّ المعركة مع «داعش» بدأت، وأنّ الحزب سيَستكمل الهجوم ولن يقبلَ بوجود أيّ إرهابي وتكفيري على الحدود».
سلام في اليرزة
في غضون ذلك، وفي إطار الجولات التي يقوم بها وفد نواب «المستقبل» على القوى السياسية، زار أمس قائد الجيش جان قهوجي واضعا إياه في صورة هواجسه من قضية عرسال بعدما كان التقى سلام الذي يزور وزارةَ الدفاع الوطني عند العاشرة من قبل ظهرِ اليوم، في مبادرةٍ هي الأولى مِن نوعها لرئيس الحكومة، في زيارةِ تضامن مع الجيش في وجهِ التحدّيات ومعركته ضد الإرهاب، والتأكيد على الثقة به.
وعلمَت «الجمهورية» أنّ جولة سلام في منشآت الوزارة ستَشمل زيارةً أولى إلى نائبه وزير الدفاع سمير مقبل، قبل أن يزور قائد الجيش العماد جان قهوجي، فغرفةَ العمليات المركزية في الوزارة حيث مِن المقرّر أن يلتقي كبارَ الضبّاط بحضور مقبل وقائد الجيش.
وأمام الحضور الشامل سيُلقي سلام كلمةً بالمناسبة يؤكّد فيها دعمَ الحكومة المطلق للجيش اللبناني، ويشَدّد على أهمّية بقائه على أعلى جهوزيته في مِثل الظروف التي تعيشها البلاد في ضوء حجم التحدّيات التي يواجهها، سواءٌ على الحدود اللبنانية - السورية التي يَنتشر عليها، أو لجهة المواجهة المفتوحة مع الإرهاب. وقالت مصادر معنيّة بترتيبات الزيارة إنّها تكتسب أهمّية بالغة في ظلّ الهَجمة التي يتعرّض لها الجيش وقائدُه على كلّ المستويات.

... ويلتقي السيسي
وكشفَت مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطّلاع لـ»الجمهورية» أنّ الترتيبات بوشِرَت في بيروت والقاهرة استعداداً للزيارة التي سيقوم بها سلام إلى القاهرة الأربعاء المقبل للقاء الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي ونظيره رئيس الحكومة إبراهيم محلب.
وقالت المصادر إنّ التطوّرات الأخيرة في المنطقة، خصوصاً الوضع في لبنان الذي شَكّلَ في كثير من وجوهِه انعكاساً لِما يجري في سوريا وغيرها من مناطق التوتّر العربية، بالإضافة إلى الهموم العربية المشترَكة الناجمة عن الحروب في عدد من الدوَل العربية، فرضَت هذه الزيارة التي ستترافَق مع مبادرة مصريّة لتأكيد دعم الرئيس السيسي للحكومة اللبنانية والاستقرار السياسي والأمني في لبنان والسعي إلى جانب الدوَل المعنية بتسهيل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يوَفّر مزيداً مِن الاستقرار في البَلد، بالإضافة إلى إعادة إطلاق العمل في المؤسسات الدستورية المهدّدة بالشَلل واحدةً بعد أخرى، نتيجة الشغور الرئاسي.
ولم تستبعِد المصادر أن يعلنَ السيسي استعدادَ بلاده لدعم المؤسسة العسكرية في لبنان بهِبة عينية عسكرية، وهو ما سيؤدّي إلى ترتيب زيارة لوفد عسكري لبناني إلى القاهرة في القريب العاجل.
وقالت المصادر إنّ المحادثات ستتناول مصيرَ بعض الأسلحة المنتَجة في المصانع المصرية التي ستزوّد بها مصر لبنانَ نتيجة الزيارة القديمة التي قام بها الرئيس سعد الحريري إليها وتبعَه في حينِه وزير الداخلية نهاد المشنوق ترجمةً لهِبة المليار السعودي الرابع الذي خُصّص من العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز لدعم المؤسسات العسكرية والأمنية في مواجهة الإرهاب.
وفي الترتيبات التي لم تنجَز بعد من الجانب اللبناني يُنتظَر أن يشَكّل رئيس الحكومة نهايةَ الأسبوع الجاري الوفدَ الوزاري والاستشاريّ المرافق له إلى العاصمة المصرية، عِلماً أنّ بعض الترتيبات تَنتظر تفاهمات بين الوزراء اللبنانيين ونُظرائهم المصريين لترتيب لقاءات ثنائية مشترَكة إبّان وجود الوفد في العاصمة المصرية في زيارة يقدّر أنّها ستستمرّ يومين.

البلد :

فيما لا تزال المساعي جارية للخروج بتسوية حكومية تعيد انتظام الجلسات عبر إيجاد مخرج للتعيينات الامنية، بقيت الانظار مشدودة في اتجاه جرود عرسال خصوصاً مع إعلان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بدء المعركة مع داعش.
وأكد السيد نصرالله بمداخلة عبر الشاشة خلال مؤتمر عن المرشد الاعلى للثورة الايرانية الامام علي خامنئي امس ان المعركة مع "داعش" في القلمون بدأت، ونحن سنواصل هذه المعركة ومصممون على انهاء هذا الوجود الارهابي الخبيث عند حدودنا، ونحن نؤكد عزمنا وارادتنا الحازمة على أننا لن نقبل بقاء أي ارهابي في حدودنا وجرودنا"، مؤكداً أن "الهزيمة ستلحق بهؤلاء والمسألة مسألة وقت، ونعمل بهدوء لتحقيق الهدف والغاية".
وقال السيد نصرالله، "حصلت انجازات كبيرة في القلمون امس وامس الاول واصبحت القمم العالية تحت سيطرة الجيش السوري و"حزب الله"، وصارت السيطرة كافية بالنار على الجرود".
ولفت الى ان "في جرود عرسال حصل تقدم كبير وحصلت هزيمة حقيقة لجبهة "النصرة"، واوضح ان "التطور المهم هو بدء المعركة مع "داعش"، وهم الذين بدأوا القتال، وذلك أفضل من أن نبدأ نحن في القتال، وهم بالأمس هاجموا بمقاتلهيم جرود رأس بعلبك، ولم يهاجموا بجرود عرسال والقلمون، وتوقعوا أن يسيطروا على مواقع حساسة والوصول الى بعض المناطق"، مشيراً الى ان "هجوم امس الاول كانت له استهدافات عديدة، والاخوة المقاومون تصدوا بشجاعة وأوقعوا عشرات المسلحين من "داعش" قتلى وجرحى ودمروا آلياتهم".