بعد أن كانت قناة المنار، قناة تعتبر نفسها موجهة إلى كل طوائف الشعب اللبناني، إختارت أن تأخذ المنحى الشيعي بامتياز ومن يتابع هذه القناة يعلم جيداـ ما نتكلم معه، فقبل شهر، كان الآذان الذي تعرضه الشاشة الصفراء آذانا مشتركا ولكل الإسلام،، لكن منذ شهر وحتى الآن اختارت الفضائية أن تكون بعيدة كل البعد عن مذاهب الطوائف الأخرى فاتبعت المذهبية معلنة بذلك الآذان الشيعي فقط بمعنى آخر أنها أصبحت موجهة فقط للطائفة الشيعية لاغية بذلك اعتبارات الطائفة الأخرى.

فرغم مناداة من تتبع له هذه القناة بالوحدة الإسلامية وبأنها صوت لكل الأديان، أضعفت بقرارها، هذه الوحدة وفتحت الطريق أمام كل من يحاول أن يستغل أي ثغرة بين هاتين الطائفتين لإشعال الطائفية من جديد.

وبعيد الكلام عن أن قناة المنار قد تغيرت وحتى أنها أدخلت في نظامها الإداري موظفين مسيحيين وغيرهم إلا أنها لم تفلح في كسر منحى المذهبية في الآراء.

وانطلاقا من المذهبية في الآراء في والتي يشهد لها بذلك متابعوها وصولا إلى الطائفية في الأديان عبر الآذان قطعت هذه القناة شوطا كبيرا من قلة المصداقية، فالإشراقة الجديدة يبدو أنها تقود إلى مزيد من الفروقات وخصوصا أنها استخدمت الآذان الشيعي، فزادت بذلك الصراعات وأسباب التفريق وفقدت بذلك مصداقية الإعلانات عن الشراكة والوحدة وانها لكل لبنان.

وفي هذا السياق نذكر قول الله تعالى " وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ".