في دويلة القانون الذاتي، أصبح الممنوع مباحا، وأصبحت "أعراض الناس" وأبواب رزقها، مهددة بالخطر، فالخطة الأمنية وإن تم تطبيقها لوقت قصير في الضاحية الجنوبية دون أن تظهر أي نتائج ملموسة لها، باءت بالفشل وكانت بالدرجة الأولى مقيدة بقوانين المسك بزمام الأمور ألا وهو "حزب الله".

فالخطة الأمنية وإن تم القول أنها حققت بعض النتائج وتم تمديدها لمدة 10 أيام أخرى لكن الواقع مختلف عن الكلام،وخير دليل على ذلك ما يحصل في شوارع الضاحية الجنوبية دون مراقب ولا حسيب، فهذا الأسبوع لم تخلو الضاحية الجنوبية من إشكالات فردية وإطلاق رصاص كثيف أثناع تشييع عناصر "حزب الله" ثم خطف شقيقتين من آل شمص واقتيادهما إلى مجمع المجتبى ووضعهما في زنزانتين وذلك حسب روايتهما في الرسالة التي وجهوها إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وصولا إلى ما زاد عن حده وهو إطلاق قذيفة أر بي جي 7 أثناء التشييع وكأن بالرصاص لم يعد يروي ظمأهم إلى فرض وجودهم كدويلة على الأرض، فدخل بذلك المواطنون وسكان الضاحية الجنوبية بحالة من الهلع والخوف خصوصا بعد أن تم تداول الخبر عبر وسائل التواصل الإعلامي على أنه انفجار في البرج، وعلى حساب طمأنينة المواطنين عبروا عن فرحهم "بالشهادة" غير آبهين بما زرعوه في قلوب المواطنين.

وهذا الأمر اللأخلاقي لاقى معارضة من قبل سكان الضاحية أنفسهم، حيث اعتبر البعض أنه من الواجب تسليم الذي أقدم على هذا العمل إلى القضاء والبعض الآخر رأى فيه إهانة واستهتار خصوصا في ظل الوضع الأمني المتردي والنعرض للإهتزاز. وإن كان نصرالله طلب إطلاق بالونات أثناء إطلالاته خوفا على أرواح الأبرياء كما قال، أوليس الأولى من ذلك أن يحذر شبابه من التسلية بأسلحة عوضا عن أنها لا شرعية إنما أيضا تعرض أرواح الكثير من الناس للموت؟